منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

جوجل

عضو جديد
البلد/ المدينة :
marocc
المُسَــاهَمَـاتْ :
38
نقاط التميز :
151
التَـــسْجِيلْ :
10/10/2013
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الأكارم، مع الدرس التاسع من سورة الأحزاب، في الدرس الماضي وصلنا إلى قوله تعالى:
﴿ وَقَرْنَ (33) ﴾
( سورة الأحزاب )
طبعاً:
﴿ وَقَرْنَ ﴾
معطوفة على قوله تعالى:
﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) ﴾
مستويات الرجل والمرأة:
1 – مساواة المرأة مع الرجل في التكليف والتشريف:
في الدرس الماضي بَيَّنْتُ لكم بشكلٍ مُفَصَّل أن المرأة مساويةٌ للرجل في شيئين ؛ في التكليف وفي التشريف.
2 – للمرأة خصائص وللرجل خصائص:
وفي الوقت نفسه، المرأة لها خصائص، والرجل له خصائص، هذا مستنبط من قوله تعالى:
﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ﴾
(سورة آل عمران: من آية " 36 " )
3 – للمرأة وظيفة وللرجل وظيفة:
للمرأة وظيفة، وللرجل وظيفة، فكان محور الدرس الماضي أن الله سبحانه وتعالى حينما خلق الذكر والأنثى، وضع للذكر والأنثى منهجاً.
4 – من لوازم المرأة القرار في البيت:
من لوازم منهج الأنثى أن يَقْرَرْنَ في بيوتهن.
معنى وأحكام: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ
معنى:
﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (33) ﴾
1 – معنى قَرْن لغةً:
فعل أمر مضارع يَقِرُّ، ماضيه وَقَرَ بمعنى ثقل واستقر.
2 – معنى قَرْن شرعا:
الأصل في مكان استقرار المرأة بيتها،
(( وأيُّما امرأةٍ قعدت على بيت أولادها فهي معي في الجنة ))
[ فيض القدير شرح الجامع الصغير ]
3 – من نتائج قرار المرأة في البيت:
والمرأة التي تهز سرير ابنها بيمناها تهزُّ العالم بيسراها، لأنه كلما كانت اللبنة الأولى، وهي الأسرة ؛ صحيةً، متوازنةً، منتظمةً، مستقيمةً كان الإنتاج خارج البيت مُضاعفاً، فنجاح الرجل في عمله، أساسه نجاحه في بيته، إنتاج الرجل أساسه راحة قلبه من طرف بيته.
لذلك حينما أمر الله سبحانه وتعالى الإناث، أو نساء النبي خاصة، والنساء عامة أن يقررن في بيوتهن، فلأن البيت هو مكان تربية الأولاد، هو مكان العناية باللبنة الأولى ألا وهي الأسرة، وهذا تم شرحه في الدرس الماضي.
وليس معنى:
﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (33) ﴾
4 – جواز خروج المرأة من البيت للحاجة والضرورة:
ألاّ تخرج المرأة إطلاقاً من البيت، أي من رحم أمها إلى الدنيا، ومن بيت أبيها إلى دار زوجها.
أمّا مَن قال: " تخرج من دار زوجها إلى القبر "، فهذه مقولةٌ فيها مُبالغة، ليس معنى قوله تعالى:
﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (33) ﴾
أنّ المرأة ممنوعةٌ أن تخرج من البيت إطلاقاً، هناك ضروراتٌ أباحها الشرع، وهناك خروج من البيت أجازه الشرع، والضرورة تقدَّر بقدرها، ولا أدلَّ على ذلك من قول ابنتي سيدنا شعيب:
﴿ قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ(23) ﴾
( سورة القصص )
أي أن هناك ضرورة، على كلٍ هذا تم شرحه في الدرس الماضي:
﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (33) ﴾
البيت هو المكان الطبيعي الفطري للمرأة:
كما أن مكان العمل هو مكان العامل، وكما أن الدائرة هي المكان الطبيعي للموظف، وكما أن العيادة هي المكان الطبيعي للطبيب، وكما أن المكتب هو المكان الطبيعي للمحامي، وكما أن المَتْجَر هو المكان الطبيعي للتاجر، وكما أن الحقل هو المكان الطبيعي للمُزارع، كذلك البيت، الخلية الأولى، اللبنة الأولى هو المكان الطبيعي للمرأة، وحينما يُرْزَقُ الرجلُ امرأة صالحةً تحفظه إذا غاب عنها، تطيعه إذا أمرها، تسره إذا نظر إليها فقد حاز الخير الكثير، هذا تم في الدرس الماضي.
لكن حينما تخرج المرأة من بيتها لتزور أباها أو لتزور أمها، أو حينما تخرج من بيتها لضرورة ؛ كأن يكون قد توفي زوجها وأولادها صغار، فخرجت من بيتها لتشتري بعض حاجاتها، وليس لها أخٌ يقضي لها هذه الحاجة، ولا ابنٌ في سنٍ مؤَهَّله أن يقضي لها هذه الحاجة، حينما تخرج المرأة لواجبٍ، أو لمباحٍ، أو لمندوبٍ شرعي، فهي عندئذٍ تخرج من بيتها لسببٍ أقرَّه الشرع، وسمح به.
والآن إذا خرجت:
﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (33) ﴾
من ضوابط خروج المرأة: وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِليَِّةِ الأُولَى
الأصل أن تستقري في البيت، أيتها المرأة المسلمة، الأصل بيتكِ، بيت زوجكِ، بيت أولادكِ، الأصل أن تربي أولادكِ تربيةً صالحة ينتفعون بها وينفعون الناس مِن بعدُ، هذا هو الأصل، فإذا خرجتِ من البيت لضرورةٍ أو لسببٍ أقر به الشرع فإيَّاك أن تتبرجي، هذا محور الدرس اليوم.
1 – معنى التبرج لغةً:
ما معنى بَرَجَ في اللغة ؟ معنى بَرَجَ في المُعْجَم ظهر وارتفع، والبُرْج أعلى مكان في البناء، البرج أعلى مكان وأظهر مكان في البناء، والبروج، بروج السماء التي تحدث عنها القرآن فقال تعالى:
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ(1) ﴾
( سورة البروج )
هي بُرج الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت، والأرض في دورتها حول الشمس تمرُّ باثني عشر بُرْجَاً، في كل فصلٍ تمر بثلاثة بروج، فحينما قال الله عزَّ وجل:
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ(1) ﴾
أي هذه المجموعات الظاهرة المتألِّقة، البَيِّنَة، التي يراها سُكَّان الأرض وهم في دورتهم حول الشمس.
إذاً: بَرَجَ بمعنى ظهر وارتفع، والبُرْج أعلى مكانٍ في البناء، والبروج مجموعاتٌ من النجوم عظيمة تُرى في كل فصلٍ في أثناء دورة الأرض حول الشمس، هذه بَرَجَ، هذه صيغة فَعَلَ، فهي بمعنى ارتفع وظهر، أما تَبَرَّجَ، فعلى وزن تَفَعَّلَ، وزن تَفَعَّلَ يفيد التكرار مثل، تَجَرَّعَ الكأس جُرْعَةً بعد جرعة، تجرع الكأس أي شرب الكأس على جُرُعَات.
2 – معنى التبرج شرعًا:
فمعنى قوله تعالى:
﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ (33) ﴾
بالمعنى الدقيق: ولا تُظْهِرْنُ مفاتنكن، أي أن الله سبحانه وتعالى أكرم المرأة فأسبغ عليها شيئاً من الجمال، بعض الجمال، أو أكثر الجمال، هذا الجمال حينما أسبغه الله عليها جعله سبباً لسعادة زوجها بها، جعل هذا الجمال ليسْكُنُ زوجها إليها، فإذا استخدم هذا الجمال لغير ما خلق له، لغير زوجها، للأجانب، لمن في الطريق فقد أضلت المسعى، فالله سبحانه وتعالى أراد أن تكون هذه المرأة شيئاً مصوناً، بعيداً عن وحول الطريق، بعيداً عمّا تقع عليه العيون، فحينما سمح لها أن تخرج لعلةٍ شرعيةٍ، لسببٍ شرعيٍ، لعذرٍ شرعيٍ، لضرورةٍ شرعيةٍ، حينما سمح لها أن تخرج، أمرها أو نهاها عن أن تتبرج، والتبرج إظهار ما يجب إخفاؤه عن الأجانب، إظهار ما يجب إخفاؤه في الطريق.
يجب إخفاؤه في الطريق ؛ ولكن يجب التبرُّج في البيت، وإذا خرجت
﴿ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِليَِّةِ الأُولَى ﴾
عثرت على نصٍ رائعٍ للسيدة عائشة رضي الله عنها، قيل لها: " يا أم المؤمنين، ما تقولين في الخِضَاب وفي الصباغ، وفي التمائم، وفي القرطين، وفي الخلخال، وفي خاتم الذهب، وفي رقاق الثياب ؟ ".
مرة ثانية.. يا أم المؤمنين، ما تقولين في الخضاب وفي الصباغ، وفي التمائم، وفي القرطين، وفي الخلخال، وخاتم الذهب، ورقاق الثياب ؟ فقالت: << يا معشر النساء قِصَّتُكُنَّ قصة امرأةٍ واحدةٍ، أحل الله لَكُنَّ الزينة غير متبرجاتٍ لمن لا يحلُّ لَكُن >>.
وجوب التبرُّج في البيت:
إذاً: يجب على المرأة أن تتزين لزوجها، ويجب عليها في الوقت نفسه أن تُخفي هذه الزينة عن غير زوجها، فإذا فهمت المرأة المسلمة أن النهي عن التبرج يعني نهياً عن التبرج مطلقاً فهذا فهمٌ أعرج، إنها أمرت أن تتزين لزوجها لتحفظه من أن يَخْطِفَ بصره، أمرها الشرع أن تتزين لزوجها لتكون سكناً له كما أراد الله عزَّ وجل، أمرها الشرع أن تتزين لزوجها لتُعينيه على طاعة الله عزَّ وجل، أمرها الشرع أن تتزين لزوجها لئلا تحدثه نفسه الضعيفة أن ينظر إلى غيرها.
لكن إذا خرجت المرأة من البيت لعلةٍ شرعيةٍ، لضرورةٍ شرعية، لعذرٍ شرعيٍ:
﴿ وَلاَ تَبَرَّجْنَ﴾
أي أيتها النساء المؤمنات لا تظهرن ما منح الله لكُنَّ من جمالٍ لغير أزواجكُن.
من معاني التبرج:
نعود إلى الآية، بعضهم قال: لا تُظهرن ما يُسْتَدْعَى به شهوة الرجل، أيْ أنّ أيّ شيءٍ أظهرنه استدعى به شهوة الرجل فهذا محرَّم، هذا مقياس دقيق، دعونا من التفاصيل، ودعونا من الخِلافيات، أي شيءٍ يلفت نظر الرجال ممنوعٌ أن تظهره المرأة.
﴿ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾
( سورة النور: من الآية 31 )
ظهر عن غير قصدٍ منها، كأن تكون طويلة القامة، ماذا تفعل بطولها ؟ كأن تكون ممتلئة الجسم، كأن ترتدي ثوباً أسود اللون، هذا اللون أي لونٍ إذا اختارته بعنايةٍ قد يكون لوناً دقيقاً، ماذا تفعل بطولها أو بامتلاء جسمها، أو بلون معطفها ؟ هذا الذي ليس بإمكانها ألاّ تظهره..
﴿ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾
ولم يقل الله عزَّ وجل: إلا ما أظهرن منها، إلا ما ظَهَرَ عن غير قصدٍ، وعن غير إرادةٍ، وعن غير مشيئةٍ، إذاً: أي شيءٍ يلفت النظر إليها ممنوعٌ أن تظهره، وقد يكون أجمل ما في المرأة وجهها، إذاً:
﴿ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾
( سورة النور: من الآية 31 )
بإمكانها أن تظهره أو ألا تظهره، بإمكانها أن ترخي عليه حجاباً، بإمكانها أن تضرب بخمارها من رأسها على صدرها مروراً بوجهها، بإمكانها كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: <<كن محرماتٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الركبان إذا مرّوا بنا أو حاذونا أسدلت إحدانا جلبابها على وجها >>، بهذه العبارة.
على كلٍ سأريكم من خلال ما ورد في التفاسير كيف كانت المرأة في الجاهلية تتبرج.
صورة التبرُّج في الجاهلية:
1 – الفروع:
قال الإمام مجاهد: " كانت المرأة تخرج تمشي بين الرجال "، أن تمشي بين الرجال نوعٌ من أنواع التبرُّج، ألم يقل الله عزَّ وجل في قصة سيدنا شعيب:
﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ( 23 ) ﴾
( سورة القصص )
أي أنّ مزاحمة الرجال، وأن تسير المرأة بين الرجال هذا من التبرُّج، هذا ما قاله الإمام مجاهد.
2 – الصورة الثانية:
وقال قتادة: " كانت لهُنَّ مِشْيَةَ تكسرٍ وتَغَنُّج "، لذلك:
﴿ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾
(سورة النور: من الآية 31)
هناك جمال الحركة، وهناك جمال الصوت، وهناك جمال اللون، وهناك جمال القَوام.
﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) ﴾
المرأة منهيةٌ عن أن تتكسَّرَ في صوتها كي تلف النظر إليها، ومنهيةٌ عن أن تتحرك حركةٌ تلفت النظر..
﴿ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾
(سورة النور: من الآية 31)
ومنهيةٌ عن أن تخضه بالقول..
﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) ﴾
فلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ
ومنهيةٌ أيضاً أن تظهر من أعضائها، ومن خطوط جسمها، ومن ملامحها، ومن شكلها، ومن لونها، ما يلفت النظر إليها، كلام واضح كالشمس، من قوامها، ومن خطوط جسمها، ومن حجم أعضائها، ومن لَوْنِهَا، ومن شكلها، ومن ملامح وجهها، ما يلفت النظر إليها، فالتبرج إظهار ما يجب إخفاؤه، إظهار كل زينةٍ طبيعيةٍ منحها الله للمرأة أو غير طبيعية.
وقال ابن حيان: " كانت تُلقي الخمار على رأسها ولا تشده، فتظهر قلائدها وقرطها، ويظهر قرطُها وعنقها، هذا التبرج الذي كان في الجاهلية الأولى ".
وقال ابن كثير: " ربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها، وأقرطة أذنيها ".
الجاهلية الأولى والجاهلية الثانية:
هذا الوصف الذي ورد في كتب التفاسير عن تبرج الجاهلية الأولى، وسبحان الله ! لحكمةٍ أرادها الله عزَّ وصف هذه الجاهلية بأنها جاهليةٌ أولى، ومن وصف الجاهلية بأنها أولى يستنبط أن هناك جاهليةٍ ثانية، ربما كانت أشد من الأولى، نساءٌ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( كاسيات عاريات ))
إما لأن الثوب شفاف يشفُّ عما تحته، أو لأنه ضيق يصف حجم أعضائها، فهن كاسيات لكنهن عاريات، مائلاتٌ مميلات، فالعنوهن لأنهن ملعونات..
(( سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ كَأَشْبَاهِ الرِّجَالِ، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ، الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ، لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ، كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ ))
[مسند أحمد عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو]
وقد قال عليه الصلاة والسلام:
(( إياكم وخضراء الدمن ! قيل: يا نبي الله، وما خضراء الدمن ؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء ))
( مسند الشهاب عن أبي سعيد )
إذاً:
﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ (33) ﴾
لا تظهرن الفتنة أو الجمال الذي أودعه الله فيكُنَّ، هذا الجمال يجب أن يظهر للزوج، وأن يختفي عمن سواه، أما إذا فسقت المرأة، وفجرت قُلبَت الآية، فكل جمالها في الطريق، وكل جمالها للأجانب، وكل أنوثتها ولطفها، ورِقَّتها لغير زوجها، وكل ما يستوحشُ منه لزوجها، هذا من الخروج عن منهج الله عزَّ وجل.
﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (33) ﴾
بعضهم قال: إن للحشمة جمالاً، وإن للتبذُّل ولكشف الأعضاء جمالاً، لكن الإنسان كلما ارتقى يعجب بجمال الحشمة لا بجمال التبذُّل، كلما ارتقى ذوق الإنسان يعجبه في المرأة حياؤها وحشمتها، هكذا ورد في القرآن الكريم حينما قال الله عزَّ وجل:
﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ(23)فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ(24)فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾
(سورة القصص )
ما الذي لفت نظرها في سيدنا موسى ؟ قوته، وأمانته، عفته، فما نظر إليها، بل أطرق في الأرض، فلما أراد أن يذهب إلى بيت أبيها قال: سيري خلفي، ودليني على الطريق، وما الذي أعجبه فيها ؟ حياؤها، ومن علامات قيام الساعة أنهُ ينزع الحياء من
وجوه النساء ـ وقحةً تُحِدُّ النظر إليك ـ وتُرفعُ النخوة من رؤوس الرجال، وتُنزع الرحمة من قلوب الأمراء ـ لا حياء في وجوه النساء، ولا نخوة في رؤوس الرجال، ولا رحمة في قلوب الأمراء.
إياكم والدياثة !!!
وقد قال عليه الصلاة والسلام: ...................تابع القراءة من هنااااااااا
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى