منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

haminou

عضو جديد
البلد/ المدينة :
cherchell
المُسَــاهَمَـاتْ :
2
نقاط التميز :
4
التَـــسْجِيلْ :
20/11/2010
بسم الله الرّحمان الرّحيم ، الحمد لله ; و الصّلاة و السّلام على رسول الله و على آله و أصحابه و من اهتدى بهداه ; أما بعد ، فإني أشكر الله عزّ و جلّ على منّه علينا بهذا اللّقاء في الأخوّة في الله ; للتّواصي بالحقّ و التّناصح و التّعاون على البرّ و التّقوى ، و أسأل الله العظيم أن يجعله خالصا لوجهه الكريم و أن يعيننا جميعا على التفقّه في الدّين ويصلح قلوبنا و أعمالنا و يعيذنا من الفتن و شرور أنفسنا و نزغات الشيطان .


ـ إخوة الإيمان ، نظرا لما نراه في مجتمعنا خاصة ، و سائر أنحاء العالم عامة ; من قلة تحصيل للعلم وعدم التفقه في الدّين من قبل النّاس ، و طغيان الجهل على قلوب وعقول النّاس ، و طغيان الشرك بجميع أنواعه على المجتمعات أعاذنا الله تعالى منه و باعده منّا كما باعد بين السّماء و الأرض ; من الطواف حول قبور الأولياء و كبار مشايخ القرى و القبائل ، و اعتقاد النفع و الضّر فيها ، و الذبح لغير الله ، و النذر لغيره ، و تعليق التمائم ، و اتباع المشعوذين و السّحرة و المنجّمين ، و الحلف بغير الله ، و الرياء والتطيّر، و تعليق الصبّار على أسطح المنازل ; و كل ما شابه ذلك من الطّواغيت المتّبعة ; فإن الأمر خطير فالعالم يتحوّل إلى ما كان عليه في العصور السّابقة , بل و أكثر لأن مشركو زماننا أغلظ شركًًًًا من الأولّين ، لأنّ الأوّلين يشركون في الرّخاء ، و يخلصون في الشدّة ، و مشركو زماننا شِركهم دائم في الرّخاء و الشّدّة ; والدّليل قوله تعالى : [ فإِذَا رَكِبُوا فِي الفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِِلََى البَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ] [ العنكبوت 65 ] .

ـ لهذا و بتأييد من الله و عون منه ; شرعت في شرح كتاب التّوحيد لشيخ الإسلام مجدّد التّوحيد محمّد بن عبد الوهّاب رحمه اللّه تعالى ، و اعتمدت في ذلك على مجموعة من شروحات كبار العلماء من جملتهم : - الشّيخ العلاّمة محمّد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ، و هو غنيّ عن التّعريف - عبد العزيز بن باز رحمه الله ( رئيس هيئة كبار العلماء و اللّجنة الدّائمة للإفتاء سابقا )، - العلاّمة عبد الرّحمان بن ناصر بن السّعدي رحمه الله ; صاحب التّفسير المشهور : ( تيسير الكريم الرّحمان في تفسير كلام المنّان ) ، - فضيلة الشّيخ صالح بن عبد العزيز آل الشّيخ حفظه الله ( وزير الشّؤون الدّينية و الأوقاف بالمملكة السّعودية ) ، الشّيخ الإمام عبد الرّحمان بن حسن آل الشّيخ حفظه الله (عضو في هيئة كبار العلماء بالمملكة ) و اجتهدت في حوصلتها( شروحات كتب الأئمة المذكورين سالفا ) ، و سأشرحها لكم بقدر الإستطاعة بإذن الله تعالى ، فاجتهدوا في تحصيل العلم النافع و التفقّه في الدّين رحمكم الله و أصلح شأنكم ، و بالأخصّ علم العقيدة و التّوحيد لإنّه دين الأنبياء عليهم السّلام و أوّل دعوتهم ، و منهج السلف الصالح( الصّحابة ) و أئمة الدعوة و الخلفاء المهديين الصّالحين ; فاعتنوا بهذا الكتاب جزاكم الله و غفر ذنوبكم .

ـ كما هو معلوم ; فإن الله عزّ و جلّ إنّما خلق الخلق لحكمة عظيمة ، و غاية حميدة ; و هي أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا ; و يمتثلوا لأوامره و يجتنبوا نواهيه ، بهذا أمروا ، و بهذا أرسلت الرّسل ، و نزّلت الكتب . قال عزّ و جلّ : [ و ما خلقت الجنّ و الإنس إلاّ ليعبدونِ ] [الذاريات 56] .

ـ والعبادة كما قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : ( العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة ) .

ـ و التوحيد جزء من العبادة لهذا نجد في تفاسير السلف ; كتفسير ابن عبّاس : أن : يعبدون يعني : ( يوحدون ) و هذا تفسير صحابي و هذا التفسير هو تفسير الشيء ببعض أجزائه ، وتفسير الشيء ببعض أجزائه جائز وقد جاء عن السلف مثل قوله تعالى : [ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ] [الأعلى] : قال : "صلى"

- التوحيد : لغة : مصدر، و المصدر هو ما جاء ثالثا من الفعل ، وحّد ، يوحّد ، توحيدا ; إذا جعل الشّيء واحدًا تقول وحّدْتُ المُتَكَلِّمَ إذَا جَعَلْتهُ وَاحِدًا و وَحَّدَ المسلمون الله إذا جَعلوا المَعبود وَاحدًا وَهُو الله عَزَّ وَ جَلَّ .

شرعا :إفراد الله سبحانه بما يختصّ به من الرّبوبية والألوهية والأسماء والصّفات . و قد اجتمعت في قوله تعالى : [ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضِِ وَ مَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَ اصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًا ] [ مريم : 65 ]

- القسم الأوّل : توحيد الرّبوبية :

معناه توحيد الله بأفعالهو أفعال الله كثيرة منها: الخلق، والرَّزق، والإحياء، والإماتة، وتدبير الملك، والنفع ، والضَّر، والشفاء ، والإجارة ؛ يُجِير ولا يُجَارُ عليه ، وإجابة دعوة المُضْطَر، وإجابة دعوة الدَّاعي، ونحو ذلك من أفراد الربوبية . فالمتفرد بذلك على الكمال هو الله جل وعلا . فتوحيد الربوبية هو توحيد الله بأفعاله سبحانه .

من العلماء من قال :
توحيد الربوبية : هو إفراد الله عزّ وجلّ بالخَلْقِ ، والمُلْكَ ، والتّدْبِير .

[b]فإفراده بالخلق :أن يعتقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله، قال تعالى : [ ألا له الخلق والأمر ][ الأعراف : 54 ] ، فهذه الجملة تفيد الحصر لتقديم الخبر؛ إذ إن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، وقال تعالى :[ هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض ] [ فاطر : 03 ]؛ فهذه الآية تفيد اختصاص الخلق بالله ، لأن الاستفهام فيها مشرب معنى التحدي .


- أما ما ورد من إثبات خلق غير الله ؛ كقوله تعالى [ فتبارك الله أحسن الخالقين ] [ المؤمنون : 14 ] ; وكقوله عليه الصّلاة و السّلام في المصورين: يقال لهم "أحيوا ما خلقتم" -البخاري- . فهذا ليس خلقاً حقيقة ، وليس إيجاداً بعد عدم ، بل هو تحويل للشيء من حال إلى حال ، وأيضاً ليس شاملاً ، بل محصور بما يتمكن الإنسان منه ، ومحصور بدائرة ضيقة ؛ فلا ينافي قولنا : إفراد الله بالخلق .

وأما إفراد الله بالملك :

فأن نعتقد أنّه لا يملك الخلق إلا خالقهم ؛ كما قال تعالى :[ ولله ملك السماوات والأرض ] [ آل عمران : 19 ] ، وقال تعالى :[ قل من بيده ملكوت كل شيء ] [ المؤمنون : 88 ]
[b]وأمّا ما ورد من إثبات الملكيّة لغير الله؛ كقوله تعالى :[ إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ] [ المؤمنون : 06 ]، وقال تعالى : [ أو ما ملكتم مفتاحه ] [ النور: 61 ] فهو ملك محدود لا يشمل إلا شيئاً يسيراً من هذه المخلوقات ؛ فالإنسان يملك ما تحت يده ، ولا يملك ما تحت يد غيره ، وكذا هو ملك قاصر من حيث الوصف ؛ فالإنسان لا يملك ما عنده تمام الملك ، ولهذا لا يتصرف فيه إلا على حسب ما أذن له فيه شرعاً ، فمثلاً : لو أراد أن يحرق ماله ، أو يعذب حيوانه ؛ قلنا : لا يجوز، أما الله سبحانه ، فهو يملك ذلك كله ملكاً عاماً شاملاً .


وأما إفراد الله بالتدبير:

فهو أن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر إلا الله وحده؛ كما قال تعالى : [ ] [ قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون . فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون] [ يونس : 31].

وأما تدبير الإنسان ؛ فمحصور بما تحت يده ، ومحصور بما أذن له فيه شرعاً . وهذا القسم من التوحيد لم يعارض فيه المشركون الذين بعث فيهم الرسول صلّى الله عليه و سلّم ، بل كانوا مقرين به ، قال تعالى : [ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ] [ الزخرف : 9 ] ، فهم يقرون بأن الله هو الذي يدبر الأمر، وهو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، ولم ينكره أحد معلوم من بني آدم ؛ فلم يقل أحد من المخلوقين : إن للعالم خالقين متساويين .

فلم يجحد أحد توحيد الربوبية ، لا على سبيل التعطيل ولا على سبيل التشريك ، إلا ما حصل من فرعون ؛ فإنه أنكره على سبيل التعطيل مكابرة ؛ فإنه عطل الله من ربوبيته وأنكر وجوده ، قال تعالى حكاية عنه : ][ فقال أنا ربكم الأعلى ] [ النازعات : 24 ] ، ] [ما علمت لكم من إله غيري ] [ القصص : 38 ] . وهذا مكابرة منه لأنه يعلم أن الرب غيره ؛ كما قال تعالى : ] [ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً ][ النمل : 14 ] ، وقال تعالى حكاية عن موسى وهو يناظره : ][ لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض ] [ الإسراء : 102 ]؛ فهو في نفسه مقر بأن الرب هو الله عز و جل .

القسم الثاني : توحيد الألوهية :

مأخوذ من أَلَهَ, يَأْلَهُ, إِلهة, وأُلوهة، إذا عَبَدَ مع المحبة والتعظيم . يُقال : تألّه ، إذا عبد معظِّما محبا ؛ فإنّ الألوهة : عبادة فيها المحبة والتعظيم والرضى بالحال والرجاء والرغب والرهب . فمصدر ألَه ، يأله, ألوهة ، وإلهة ، ولهذا قيل توحيد الإلهية ، وقيل توحيد الألوهية ، وهما مصدران لـ : أَلَهَ يَأْلَهُ . ومعنى أَلَهَ في لغة العرب : عبد مع المحبة والتعظيم ، والتألُّه العبادة على ذاك النحو ، قال الراجز :

لله دَرُّ الغانيات المـُــدَّهِ ***** سبَّحْن واسترجعن من تألُّهي
يعني من عبادتي ، فتوحيد الإلـهية ، أو توحيد الألوهية هو توحيد العبادة ، يعني جَعْل العبادة لواحد وهو الله جل جلاله .
- والعبادة أنواع ، والعبادة يفعلها العبد ، والله جل وعلا هو المستحق للألوهة وللعبادة ؛ يعني هو ذو الألوهة وهو ذو العبادة على خلقه أجمعين .
توحيد الألوهية هو توحيد الله بأفعال العبد ؛ أفعالك متنوعة التي تفعلها تقربا ، فإذا توجّهت بها لواحد وهو الله جلّ وعلا كنت موحّدا توحيد الإلهية ، فإذا توجه العبد بها لله ولغيره ، كان مشركا في هذه العبادة .


- ويقال له : توحيد العبادة باعتبارين ؛ فاعتبار إضافته إلى الله يسمى : توحيد الألوهية ، وباعتبار إضافته إلى الخلق يسمى : توحيد العبادة .
وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة .


فالمستحق للعبادة هو الله تعالى، قال تعالى : [ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل ] [لقمان: 30] .
والعبادة تطلق على شيئين:
* الأول : التعبد : بمعنى التذلل لله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه ؛ محبة وتعظيماً .

* الثاني : المتعبد به ؛ فمعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة " .
مثال ذلك : الصلاة ؛ ففعلها عبادة ، وهو التعبد ، ونفس الصلاة عبادة ، وهو المتعبد به .

فإفراد الله بهذا التوحيد : أن تكون عبداً لله وحده تفرده بالتذلل ؛ محبة وتعظيماً ، وتعبده بما شرع ، قال تعالى : [ لا تجعل مع الله إلهاً آخر فتقعد مذموماً مخذولاً ] [ الإسراء : 22 ] . وقال تعالى : [ الحمد لله رب العالمين ] [ الفاتحة : 2] ؛ فوصفه سبحانه بأنه رب العالمين كالتعليل لثبوت الألوهية له ؛ فهو الإله لأنه رب العالمين ، وقال تعالى: [ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ][ البقرة : 21 ] ؛ فالمنفرد بالخلق هو المستحق للعبادة.

- إذ من السفه أن تجعل المخلوق الحادث الآيل للفناء إلهاً تعبده ؛ فهو في الحقيقة لن ينفعك لا بإيجاد ولا بإعداد ولا بإمداد ، فمن السفه أن تأتي إلى قبر إنسان صار رميماً تدعوه وتعبده ، وهو بحاجة إلى دعائك ، وأنت لست بحاجة إلى أن تدعوه ؛ فهو لا يملك لنفسه نفعاً لا ضراً ؛ فكيف يملكه لغيره ؟‍!
- وهذا القسم كفر به وجحده أكثر الخلق، ومن أجل ذلك أرسل الله الرسل، وأنزل عليهم الكتب، قال الله تعالى:[ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون] [الأنبياء: 25].
ومع هذا ؛ فأتباع الرسل قلة ، قال عليه الصلاة والسلام : " فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي ليس معه أحد "-البخاري-
• تنبيه :
من العجب أن أكثر المصنفين في علم التوحيد من المتأخرين يركزون على توحيد الربوبية ، وكأنما يخاطبون أقواماً ينكرون وجود الرب وإن كان يوجد من ينكر الرب ، لكن ما أكثر المسلمين الواقعين في شرك العبادة‍‍!!.
- ولهذا ينبغي أن يركز على هذا النوع من التوحيد حتى نخرج إليه هؤلاء المسلمين الذين يقولون بأنهم مسلمون ، وهم مشركون ، ولا يعلمون .

يتبع الشرح فيما بعد ان شاء الله تعالى




عدل سابقا من قبل haminou في الثلاثاء 28 ديسمبر - 17:36 عدل 5 مرات
 
avatar

loqa2a

عضو نشيط
رقم العضوية :
7652
البلد/ المدينة :
زريبة الوادي - بسكرة -
العَمَــــــــــلْ :
مختص في التخدير والانعاش
المُسَــاهَمَـاتْ :
1000
نقاط التميز :
1167
التَـــسْجِيلْ :
15/12/2010
بارك الله فيك
 
Mr-bra

Mr-bra

طاقم الإدارة
رقم العضوية :
1
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
6459
نقاط التميز :
8835
التَـــسْجِيلْ :
08/06/2008
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي حمينو على هذا الموضوع القيم
وكما قلت نحن نشاهد كل يوم أشياء يأسف له القلب بدع وخرافات يعمل بها المسلمين في كل مكان
خاصة التبرك بالقبور والأضرحة
ادعوا الله ان يعينك على شرح كتب علماءنا الأفاضل حتى يتسنى للجميع فهمها والاطلاع عليها
اكثر الله من امثالك بورك فيك
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى