فرحة
طاقم مستشاري المنتدى
- رقم العضوية :
- 5
- البلد/ المدينة :
- ارض الله الواسعة
- العَمَــــــــــلْ :
- طبيبة عامة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 4207
- نقاط التميز :
- 5075
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/06/2008
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في أحد المنتديات سبب تسمية الجزائر بهذا الاسم، وأنها سميت كذلك
بسبب بعض الجزر التي كانت مقابلة لها في عرض البحر، فقلت لابد ان يكون
الشيخ العلامة المبارك الميلي قد ذكرها في كتابه القيم "تاريخ الجزائر في
القديم والحديث"، وحتى لا أطيل عليم، أنقل لكم هنا مختصرات تتكلم حول
تسميات الجزائر المختلفة وسببها:
اما عن قصة الجزر وأين هي الآن فهذه حكايتها:
اما مدينة الجزائر فقد سلمت إلى الإسبان احد جزرها
الواقعة داخل الميناء، وفي هذه الجزيرة بنى "يبدرو نافارو" احد القراصنة
الإسبان حصنا نصب به المدافع الموجهة أفواهها إلى المدينة الواقعة على بعد
ثلاثمائة متر، وكان هذا الحصن مصدر اعتداءات مستمرة صد سكان المدينة، كما
كان بمثابة سيف ديموقليس يتهددها في كل آونة.
ولتفسير قصة تسليم هذه الجزيرة إلى بيدرو نافارو يجب أن نرجع قليلا إلى
الوراء، إلى سنة 1438م، عندما اغتال سكان الجزائر ملكهم الجديد، ووضعوا
أنفسهم تحت حماية الثعالبة الذين كانوا يحتلون القسم الأكبر من سهول
متيجة، ففي ذلك الحين أقامت مدينة الجزائر نوعا من الإدارة البلدية، او
نظام الجماعة، وكان اول رئيس جماعة باشر تسيير شرون المدينة هو الشيخ "عبد
الرحمن الثعالبي"
لكن بعد موت الشيخ عبد الرحمن الثعالبي، انتقلت السلطة من الثعالبية إلى
منافسيهم أولا سالم، وقد كانت إدارة اولاد سالم شديدة الوطأة على سكان
مدينة الجزائر إلى درجة انهم فكروا في استجلاب الإسبان على أمل أن يقف
الإسبان عند حدود الجزيرة، فيتقوا بذلك شرهم ويتجنبوا احتلالهم للمدينة،
وعلى أم أن يكون ذلك كافيا في تخفيف وطأة حكم أولاد سالم المتمثل في الشيخ
سالم التومي الذي كان يحكم مدينة الجزائر حكما استبداديا قاسيا.
لكن هذا الأمل لم يتحقق، فقد استمر الشيخ سالم التومي يقبض على المدينة
بيد من حديد، بل قد انضاف إلى حكمه القاسي، تهديد مستمر للمدينة من طرف
الحصن الإسباني المواجه للميناء.
حينذاك فكر سكان الجزائر في حيلة للتخلص من الشيخ سالم التومي، فراسلوا
عروج يستنجدونه ويعلنون له عزمهم على تسليمه قيادة الجهاد، لكن سالم
التومي عارضهم في ذلك، لانه كان يعرف أن ذلك يعني نهاية حكمه، إلا أنه
اضطر إلى القبول في نهاية الأمر تحت ضغط الرأي العام الذي كان يطالب بطرد
المسيحيين وتخليص المدينة من تهديد الإسبان.
....
عندما دخل عروج إلى الجزائر استقبله الشيخ سالم التومي وسكان المدينة
استقبال الفاتحين، وسارع عروج بنصب عدد من المدافع اتجاه المعقل الاسباني،
وبعث إلى قائد الحامية الإسبانية يامره بالاستسلام، لكن القائد الإسباني
رفض الاستسلام، فأطلق عروج نيران مدفعيته على المعقل الإسباني، إلا أن ضعف
مدفعيته لم تمكنه من تحقيق الانتصار المنتظر.
....
بعد ذلك جرت حوادث يطول ذكرها وقتل عروج وجاء مكانه
خير الدين، وحكم الجزائر بعد معارك كثيرة مع الإسبان ومع غيرهم، ومن رجع
إلى المرجع المذكور يجد تفصيل ذلك...
نكمل قصة الجزيرة
بعد أن بسط خير الدين سلطانه على مدينة الجزائر وعدة
مناطق داخلية، فكر في التخلص من حصن الجزيرة الاسباني المقام على مدخل
مدينة الجزائر (برج الفنار) لان هذه القعلة الاسبانية تعتبر سبة لخير
الدين الذي اشتهر بعداوته للإسبان، كما تمثل نيلا من سلطانه، يضاف إلى
هذين الاعتبارين أن خير الدين كان في حاجة إلى ميناء تلتجئ إليه السفن
وتتمون في البواخر ويشكل في نفس الوقت منطقا قويا للسيطرة على البحر
الأبيض المتوسط، وقد أدرك خير الدين بناقد عبقريته وحنكته السياسية
والعسكرية أن مدينة الجزائر خير المواقع الموجودة في متناوله لأداء هذه
المهمة.
وقد كان حاكم برج الفنار الاسباني ضابطا محنكا اسمه دون مارتان دي قارقاس
وطان قد استشعر بالخطر الذي يهدده من جراء عودة خير الدين إلى مدينة
الجزائر، فأرسل إلى اسبانيا بطلب المدد والذخيرة.
وشرع خير الدين في توجيه هجوماته ضد القعلة مع بداية ماي 1529 ووضع مدفعين تجاه الحصن وراح يقنبله طيلة عشرين يوما متتالية.
وحاولت الحامية الإسبانية أن تصمد امام هذه الهجمات لكن دون جدوى، فلم ينجح (ولعله لم ينج)
جندي إسباني واحد من الإصابة بجروح، وتمكن خير الدين يوم 27 ماي من فتح
فجوة في القعة، فاستغل خير الدين ذلك وهجم على الحصن، وحدثت معركة رهيبة
استمرت يوما كاملا، دخل على إثرها أيناء الجزائر إلى برج الفنار، وبعد هذا
الانتصار بادر خير الدين بربط الجزر الصغيرة الواقعة أمام ميناء الجزائر
ببعضها وبنى المرسى لحماية الميناء من رياح الشمال والشمال الغربي، فأصبح
ميناء الجزائر مأوى للسفن تستطيع أن تطمئن فيه وأن تتحدى منه العواصف
وبفضل ذلك استطاع الأتراك والجزائريون أن يتحكموا في حوض البحر الأبيض
المتوسط مدة طويلة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في أحد المنتديات سبب تسمية الجزائر بهذا الاسم، وأنها سميت كذلك
بسبب بعض الجزر التي كانت مقابلة لها في عرض البحر، فقلت لابد ان يكون
الشيخ العلامة المبارك الميلي قد ذكرها في كتابه القيم "تاريخ الجزائر في
القديم والحديث"، وحتى لا أطيل عليم، أنقل لكم هنا مختصرات تتكلم حول
تسميات الجزائر المختلفة وسببها:
أرجيل: كانت مدينة الجزائر تدعى في عهد البربر باسم "أرجيل" ومعناها المكان المغطي أو العميق.
أقسيون : وقد عرفت في عهد
اليونان باسم يوناني هو "أقسيون" وهي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية
"ايقوسي" وهي تعني "عشرين"، وقد أطلق عليها اليونان هذا الاسم بسبب الجزر
والصخور العشرين التي كانت موجودة عند مدخلها.
وتقول أسطورة يونانية ان اسم "اقسيون" مرجعه إلى أن عشرين من رفاق هرقل
انفصلوا عنه عندما أراد ان يمتطي البحر عائدًا إلى اليونان، واستقروا في
هذه المنطقة التي أبحر منها هرقل، وهي مكان مدينة الجزائر، ولما لم ينجح
أحد منهم في إقناع الآخرين بإطلاق اسمه على هذا المكان سموه برقم عشرين
الذي هو عددهم.
أقسيوم أو إيكوسيوم : وبعد ذلك حول الرومان هذا الاسم إلى "أقسيوم" حسبما تقتضيه اللهجة اللاتينية.
"جزائر بني مزغنة" أو "الجزائر": وفي
هذا المكان استقرت خلال القرن الثامن الميلادي قبيلة مزغنة المتفرعة عن
صنهاجة التي كانت تحتل المناطق البحرية الممتدة من القبائل الكبرى إلى مصب
نهر الشلف.
وتطور العمران شيئا فشيئا بمدينة أقوسيوم التي أصبحت بعد استيطان قبيلة
مزغنة بها تدعى "جزائر بني مزغنة".وتطورت التسمية بعد ذلك إلى أن أصبحت
تدعى "الجزائر".
أقسيون : وقد عرفت في عهد
اليونان باسم يوناني هو "أقسيون" وهي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية
"ايقوسي" وهي تعني "عشرين"، وقد أطلق عليها اليونان هذا الاسم بسبب الجزر
والصخور العشرين التي كانت موجودة عند مدخلها.
وتقول أسطورة يونانية ان اسم "اقسيون" مرجعه إلى أن عشرين من رفاق هرقل
انفصلوا عنه عندما أراد ان يمتطي البحر عائدًا إلى اليونان، واستقروا في
هذه المنطقة التي أبحر منها هرقل، وهي مكان مدينة الجزائر، ولما لم ينجح
أحد منهم في إقناع الآخرين بإطلاق اسمه على هذا المكان سموه برقم عشرين
الذي هو عددهم.
أقسيوم أو إيكوسيوم : وبعد ذلك حول الرومان هذا الاسم إلى "أقسيوم" حسبما تقتضيه اللهجة اللاتينية.
"جزائر بني مزغنة" أو "الجزائر": وفي
هذا المكان استقرت خلال القرن الثامن الميلادي قبيلة مزغنة المتفرعة عن
صنهاجة التي كانت تحتل المناطق البحرية الممتدة من القبائل الكبرى إلى مصب
نهر الشلف.
وتطور العمران شيئا فشيئا بمدينة أقوسيوم التي أصبحت بعد استيطان قبيلة
مزغنة بها تدعى "جزائر بني مزغنة".وتطورت التسمية بعد ذلك إلى أن أصبحت
تدعى "الجزائر".
اما عن قصة الجزر وأين هي الآن فهذه حكايتها:
اما مدينة الجزائر فقد سلمت إلى الإسبان احد جزرها
الواقعة داخل الميناء، وفي هذه الجزيرة بنى "يبدرو نافارو" احد القراصنة
الإسبان حصنا نصب به المدافع الموجهة أفواهها إلى المدينة الواقعة على بعد
ثلاثمائة متر، وكان هذا الحصن مصدر اعتداءات مستمرة صد سكان المدينة، كما
كان بمثابة سيف ديموقليس يتهددها في كل آونة.
ولتفسير قصة تسليم هذه الجزيرة إلى بيدرو نافارو يجب أن نرجع قليلا إلى
الوراء، إلى سنة 1438م، عندما اغتال سكان الجزائر ملكهم الجديد، ووضعوا
أنفسهم تحت حماية الثعالبة الذين كانوا يحتلون القسم الأكبر من سهول
متيجة، ففي ذلك الحين أقامت مدينة الجزائر نوعا من الإدارة البلدية، او
نظام الجماعة، وكان اول رئيس جماعة باشر تسيير شرون المدينة هو الشيخ "عبد
الرحمن الثعالبي"
لكن بعد موت الشيخ عبد الرحمن الثعالبي، انتقلت السلطة من الثعالبية إلى
منافسيهم أولا سالم، وقد كانت إدارة اولاد سالم شديدة الوطأة على سكان
مدينة الجزائر إلى درجة انهم فكروا في استجلاب الإسبان على أمل أن يقف
الإسبان عند حدود الجزيرة، فيتقوا بذلك شرهم ويتجنبوا احتلالهم للمدينة،
وعلى أم أن يكون ذلك كافيا في تخفيف وطأة حكم أولاد سالم المتمثل في الشيخ
سالم التومي الذي كان يحكم مدينة الجزائر حكما استبداديا قاسيا.
لكن هذا الأمل لم يتحقق، فقد استمر الشيخ سالم التومي يقبض على المدينة
بيد من حديد، بل قد انضاف إلى حكمه القاسي، تهديد مستمر للمدينة من طرف
الحصن الإسباني المواجه للميناء.
حينذاك فكر سكان الجزائر في حيلة للتخلص من الشيخ سالم التومي، فراسلوا
عروج يستنجدونه ويعلنون له عزمهم على تسليمه قيادة الجهاد، لكن سالم
التومي عارضهم في ذلك، لانه كان يعرف أن ذلك يعني نهاية حكمه، إلا أنه
اضطر إلى القبول في نهاية الأمر تحت ضغط الرأي العام الذي كان يطالب بطرد
المسيحيين وتخليص المدينة من تهديد الإسبان.
....
عندما دخل عروج إلى الجزائر استقبله الشيخ سالم التومي وسكان المدينة
استقبال الفاتحين، وسارع عروج بنصب عدد من المدافع اتجاه المعقل الاسباني،
وبعث إلى قائد الحامية الإسبانية يامره بالاستسلام، لكن القائد الإسباني
رفض الاستسلام، فأطلق عروج نيران مدفعيته على المعقل الإسباني، إلا أن ضعف
مدفعيته لم تمكنه من تحقيق الانتصار المنتظر.
....
بعد ذلك جرت حوادث يطول ذكرها وقتل عروج وجاء مكانه
خير الدين، وحكم الجزائر بعد معارك كثيرة مع الإسبان ومع غيرهم، ومن رجع
إلى المرجع المذكور يجد تفصيل ذلك...
نكمل قصة الجزيرة
بعد أن بسط خير الدين سلطانه على مدينة الجزائر وعدة
مناطق داخلية، فكر في التخلص من حصن الجزيرة الاسباني المقام على مدخل
مدينة الجزائر (برج الفنار) لان هذه القعلة الاسبانية تعتبر سبة لخير
الدين الذي اشتهر بعداوته للإسبان، كما تمثل نيلا من سلطانه، يضاف إلى
هذين الاعتبارين أن خير الدين كان في حاجة إلى ميناء تلتجئ إليه السفن
وتتمون في البواخر ويشكل في نفس الوقت منطقا قويا للسيطرة على البحر
الأبيض المتوسط، وقد أدرك خير الدين بناقد عبقريته وحنكته السياسية
والعسكرية أن مدينة الجزائر خير المواقع الموجودة في متناوله لأداء هذه
المهمة.
وقد كان حاكم برج الفنار الاسباني ضابطا محنكا اسمه دون مارتان دي قارقاس
وطان قد استشعر بالخطر الذي يهدده من جراء عودة خير الدين إلى مدينة
الجزائر، فأرسل إلى اسبانيا بطلب المدد والذخيرة.
وشرع خير الدين في توجيه هجوماته ضد القعلة مع بداية ماي 1529 ووضع مدفعين تجاه الحصن وراح يقنبله طيلة عشرين يوما متتالية.
وحاولت الحامية الإسبانية أن تصمد امام هذه الهجمات لكن دون جدوى، فلم ينجح (ولعله لم ينج)
جندي إسباني واحد من الإصابة بجروح، وتمكن خير الدين يوم 27 ماي من فتح
فجوة في القعة، فاستغل خير الدين ذلك وهجم على الحصن، وحدثت معركة رهيبة
استمرت يوما كاملا، دخل على إثرها أيناء الجزائر إلى برج الفنار، وبعد هذا
الانتصار بادر خير الدين بربط الجزر الصغيرة الواقعة أمام ميناء الجزائر
ببعضها وبنى المرسى لحماية الميناء من رياح الشمال والشمال الغربي، فأصبح
ميناء الجزائر مأوى للسفن تستطيع أن تطمئن فيه وأن تتحدى منه العواصف
وبفضل ذلك استطاع الأتراك والجزائريون أن يتحكموا في حوض البحر الأبيض
المتوسط مدة طويلة.
بارك الله فيكم ونفع بكم ووفقكم لكل خير
أحسن الله إليكم ما كان بالأزرق فهو من كلامي، وما كان باللون الأخضر فهو من كلام الشيخ العلامة الميلي رحمه الله.
أحسن الله إليكم ما كان بالأزرق فهو من كلامي، وما كان باللون الأخضر فهو من كلام الشيخ العلامة الميلي رحمه الله.
بتصرف من كتاب "تاريخ الجزائر في القديم والحديث"، صفحة 43-57.
منقول