وتختلف الأراء في تفسير هذا الاسم، فمنهم من
يرى أن معناها الجزائر، أي جمع جزيرة، ومنهم من يرى، أن الاسم يتكون من
كلمتين معناهما جزيرة الأشواك، بينما يذهب بعضهم الآخر إلى أنها تعني رقم
20 معتمدين في ذلك على الأسطورة القائلة، بأن هرقل بن جوبتر، مرّ مع رفاقه
العشرين، وكانوا تجارًا، فأغراهم موقع المدينة فقرروا الاستقرار بها
وعمروها وسموها إيسكوسيم أي مدينة العشرين.
ولقد هيأت الأقدار والظروف
الطبيعية والتاريخية شأنًا عظيما لهذه المدينة التي سميت بعد ذلك بجزائر
بني مزغنة، نسبة إلى بني مزغنة، وهي قبيلة من صنباجة البربرية (صنهاجة) حيث
يذكرها الرحالة والجغرافيون العرب بهذا الاسم. وهذه القبيلة حلت بهذه
المنطقة عام 950م، بقيادة بولوغين بن زيري، الذي كان أبوه يحكم بإمرة
الخليفة الفاطمي المنصور. فقد أُعجب هذا القائد بموقع المدينة فأعاد
بناءها، وأصبحت منذ ذلك التاريخ تسمى الجزائر. توالى عليها الموحِّدون
والمرابطون في القرن الثاني عشر الميلادي، ثم الحفصيون وملوك تلمسان، إلى
أن جاء الأتراك العثمانيون عام 1514م، لتبدأ المدينة عهدًا جديدًا سرعان ما
تحولت الجزائر فيه إلى قاعدة بحرية للجهاد الإسلامي في البحر المتوسط،
وتعزز مركزها الدولي، بعد أن أصبحت مركز القوة البحرية الأولى فيه، كما
اتسع نطاقها الإقليمي، فأصبحت عاصمة الدولة الجزائرية بحدودها السياسية
القائمة اليوم فتزايد عدد سكانها، ونشطت حركة العمران فيها.