فرحة
طاقم مستشاري المنتدى
- رقم العضوية :
- 5
- البلد/ المدينة :
- ارض الله الواسعة
- العَمَــــــــــلْ :
- طبيبة عامة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 4207
- نقاط التميز :
- 5075
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/06/2008
بســــ الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــم
الصلاة و السلام على أشـــــ الخلق ـــــــــرف سيدنا و حبيبنا و شفيعنا
محمـــــ صلى الله عليه و سلم ــــــــــــــــد و على أله و أصحابه أجمعين الي يوم الدين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أثبت المتخصصون في علم الأجنة أن جسد الجنين ينشأ من شريط دقيق للغاية يسمى "بالشريط الأولي"
، هذا الشريط يتخلق في اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة وانغرازها بجدار
الرحم ، ونتيجة لظهور هذا الشريط يبدأ تكون الجهاز العصبي ، وبدايات
العمود الفقري ، وبقية أعضاء الجسم ، أما عند غياب أو عدم تكون الشريط
الأولي فإن هذه الأعضاء لا تتكون ، وبالتالي لا يتحول القرص الجنيني
البدائي إلى مرحلة تكون الأعضاء بما فيها الجهاز العصبي .
ولأهمية هذا الشريط الأولي جعلته لجنة وارنك البريطانية - المختصة بالتلقيح
الإنساني والأجنة - العلامة الفاصلة بين الوقت الذي يُسمح فيه للأطباء و
الباحثين بإجراء التجارب على الأجنة المبكرة الناتجة عن فائض التلقيح
الصناعي في الأنابيب ، فقد سمحت اللجنة بإجراء هذه التجارب قبل ظهور
الشريط الأولي ، ومنعته منعاً باتاً بعد ظهوره ، على اعتبار أن ظهور هذا
الشريط يعقبه البدايات الأولى للجهاز العصبي .
وما أن ينتهي الشريط الأولي من تلك المهمة في الأسبوع الرابع ، حتى يبدأ في الاندثار ويبقى منه
جزء يسير في نهاية العمود الفقري ، وهو ما يعرف بالعصعص ، ولا يكاد يرى بالعين المجردة .
وقد حاول مجموعة من علماء الصين من خلال عدد من
التجارب المختبرية إفناء هذا الجزء (نهاية العصعص ) ، عن طريق إذابته في
أقوى الأحماض ، أو حرق ، أو سحقه ، أو تعريضه للأشعة المختلفة ، فلم يستطيعوا ذلك .
هذا الجزء من الإنسان هو عجب الذنب الذي ذكره النبي صلى الله عليه
وسلم في عدد من الأحاديث ، قبل ألف وأربعمائة سنة ، وبين أنه يركب منه أول
مرة ، و أنه هو الذي يبقى بعد وفاته وفناء جسده ، ومنه يعاد خلقه مرة أخرى
إذا أراد الله بعث العباد للحساب والجزاء ، حيث ينزل الله عز وجل مطراً من السماء فينبت كل فرد من عجْب ذنبه ، كما تنبت النبتة من بذرتها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما
بين النفختين أربعون قالوا: يا أبا هريرة أربعون يومًا؟ قال: أبيت ،
قالوا: أربعون شهرًا ؟ قال: أبيت ، قالوا: أربعون سنة ؟ قال: أبيت ، قال:
ثم يُنْزِل الله من السماء ماء فينبتون ، كما ينبت البقل ، ليس من الإنسان
شيء إلا يبلى ، إلا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة ) رواه مسلم ،
وأخرج أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب ) ،
وأخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد قوله عليه الصلاة والسلام :
( يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجبَ ذنبه ، قيل : ومثل ما هو يا رسول الله ؟ قال : مثل حبة خردل منه تَنْبُتون ) .
فهذه الأحاديث النبوية قد بينت هذه الحقيقة العلمية التي لم يتوصل إليها العلم
الحديث إلا في السنوات الأخيرة ، وهو ما يؤكد صدق نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وتلقيه ذلك عن الخالق سبحانه وتعالى ، الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ، أظهرها الله عز وجل في هذا العصر ، إعجازاً وتحدياً لكل جاحد ومكذب ، وذلك مصداقاً لقوله سبحانه : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ } (فصلت:53).
منقول