منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


mohamed2600

mohamed2600

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
33151
البلد/ المدينة :
medea
العَمَــــــــــلْ :
تاجر
المُسَــاهَمَـاتْ :
8699
نقاط التميز :
11811
التَـــسْجِيلْ :
27/01/2012
  1. امي قتلني الذنب   3666719324
...........

وقفت على الاطلال و الذكريات التي هامت تحت غياهب الحزن و دياجي الدموع التي تصير من السراب خناجر تمزق الأحشاء
و قفت مريم على سفح الجبل تهوي بقدم و ترجع قدم بلحظة من التردد بلحظة من الانتحار و اللاانتحار و شعرها الذهبي الذي تداعبه نسمات الهواء المتطايرة
مر على عيناها شريط حياتها الذي عاشته منذ كانت صغيرة ترافقها الفراشات و تركب على بساط الريح
و تحلق مع العصافير و ترسم مع الطبيعة احلى الابتسامات .
عادت بها الذاكرة حيث كانت تبلغ من العمر ست سنوات و تعيش مع والدتها التي تملك عين واحدة كان هذا الامر بالنسة الى مريم عادي و طبيعي لانها اعتادت على الامر لكن ما جعلها تنتفض و تعلن الطغيان على هذا الامر عند دخولها المدرسة و كانت امها تعمل فيها كعاملة تنظيف حيث بدأ الصراع و حكاية اللاانصياع
لانها كانت كل ما اتت الام لابنتها تعطيها الطعام او المال لتشتري به غذاء يضحك عليها اصدقائها فبدأت تتضايق و كل ما اتت لها امها تبعدها و تصرخ بوجهها ابتعدي عني انا اخجل منك لكن الام تستقبل هذه الكلمات بدموع لا تخرج الى العين و تبقى كالسكاكين تجرح القلب و تنزف الاحساس
حتى كبرت مريم و اصبحت في الثانوية و اكملت الثانوية بمجموع يؤهلها الى منحة خارج البلاد فما كان منها الا ان تعلن رحلة الوداع بدون ان تفكر بامها
بل اعتبرت هذا الشيء فرصة يبعدها عن الشيء الذي لطالما استعرت منه،

توقفت الام امامها و الدموع تجري تحرق وجدانها لم تتكلم لكن حديث الدموع كان اعمق و ابلغ من كلامها .
فما فعلت الا ان تدفع امها من إزارها و تأخذ حقيبتها و تخرج من القفص الذي اعتبرت نفسها فيه طير يريد ان يحلق خاجر القفص الذهبي .
رحلت و بقت الام تصارع سكرات الفراق و تنظر بكل الزاويا التي تحمل رائحة ابنتها و الاماكن التي فيها شقاوتها .
و مريم كانت تشق طريقها بالحياة بعيدا عن امها حتى نالت مرتب استحقاق كبيرة و التقت بفارس احلامها فتنازلت قليلا و عادت الى ارض الديار
بعد غياب دام سنين طوال لتزف بشرة زواجها الى امها لكن ريثما وصلت كان الوقت هو وقت العمل و كانت امها في المدرسة
فدخلت الى هناك بدون ان يعرفها احد فوجدت حشود متجمعة بحلقة و اصوات البكاء قدحت منها فتوجهت مسرعة فوجدت امها على الارض مودعة للحياة قبل ان تراها
فأنتاب الابنة تعجب و اسئلة كثيرة فسألت بصوت عالي ( ما بالكم ايها الناس تحتشدون حولها و كأنها شيء يذكر فما هي الا عاملة بهذه المدرسة ؟)
فأجاب احد المحتشيدين و قال لها ( يا ابنتي هذه الام عظيمة تحملت ما لم يستطيع احد تحمله و ذاقت من مرارة الحياة كالعلقم المر يسقيها الدهر رغما عنها
هذه التي امامك قد انجبت بنتا بعين واحدة فتبرعت لها بعينها خوفا ان تكبر و تعاني من النقص في كيانها لكن ما كان رد البنت الا ان ترد المعروف بالمنكر و تستعر من امها و ترميها للدهر ينهش عظمها حتى دون ان تسأل عليها )
عادت ثورة الانتفاض من جديد لكن ليس على الام بل على قساوة القلب الذي حملته و ضعف العنفوان الذي تملكه و راحت مسرعة تبكي و تلوم نفسها و لم تتحمل هذا الذنب و الالم الذي سيعيش معها طوال عمرها فوقفت كما رأينا في مطلع القصة على سفح الجبل سفح الجبل تهوي بقدم و ترجع قدم بلحظة من التردد بلحظة من الانتحار و اللا نتحار و شعرها الذهبي الذي تداعبه نسمات الهواء المتطايرة رمت نفسها من فوق الجبل و هي تردد في نفسها امي قتلني الذنب


[list=1][*] امي قتلني الذنب   315340
 
badoo

badoo

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
8379
البلد/ المدينة :
باتنة
العَمَــــــــــلْ :
طالب
المُسَــاهَمَـاتْ :
3574
نقاط التميز :
4206
التَـــسْجِيلْ :
26/12/2010
ســـلام
أدمعت عيني أخي الكريم

يقولون خير الكلام ماقل ودل

تبقى الأم ارقى مافى الوجود وكل الكلام لايفيها حقها من الانصاف .وليحفظ الله جميع أمهات المسلمين ويغفر لهن ويجعل الجنة دار لهن

تقديري الكبير
 
mohamed2600

mohamed2600

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
33151
البلد/ المدينة :
medea
العَمَــــــــــلْ :
تاجر
المُسَــاهَمَـاتْ :
8699
نقاط التميز :
11811
التَـــسْجِيلْ :
27/01/2012
مشكور اخي علي المرور الطيب
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى