حكيمة
عضو جديد
- البلد/ المدينة :
- biskra
- العَمَــــــــــلْ :
- طالبة ماجستير
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 45
- نقاط التميز :
- 112
- التَـــسْجِيلْ :
- 27/03/2011
موضوح حول ماهية الحاضنات من إعدادي الخاص لا تنسونا بالدعاء
.Iماهية الحاضنات:
I. 1 التطور التاريخي لحاضنات الأعمال:
بداية فكرة حاضنات الأعمال كانت في الخمسينات من القرن الماضي، وكانت أول حاضنة أعمال عرفها العالم في 1959 في الو.م.أ، حيث قامت عائلة أمريكية بتحويل مقر شركتها التي توقفت عن العمل إلى مركز للأعمال، يتم تأجير وحداته للأفراد الراغبين في إقامة مشروع مع توفير النصائح والاستشارات لهم، ولقد لقيت هذه التجربة نجاحا كبيرا حيث استضافت منذ ذلك الوقت آلاف الشركات ومازالت تعمل لحد الآن، تحت نفس التسمية وهي ( Batavia industry center )، أما الانطلاقة الحقيقية لحاضنات الأعمال فكانت في بداية الثمانينات، وكان في الو.م.أ، دائما حيث تم إنشاء سنة 1985 الاتحاد الأمريكي للحاضنات ليعرف بعدها هذا النشاط تطورا وتوسعا كبيرا إلى أن أصبح يعرف بصناعة الحاضنات.
وفي أواخر 2008 تم إحصاء أكثر من 7000حاضنة أعمال عبر العالم، في حين كان عددها سنة 2006 لا يتجاوز 4800 حاضنة، وقد احتلت الو.م.أ في ذلك التاريخ المرتبة الأولى بأكثر من 2000 حاضنة، تأتي بعدها الصين بـ600 حاضنة، ثم ألمانيا بـ300، ثم كوريا الجنوبية بـ200 حاضنة واليابان بـ190 حاضنة، أما بالنسبة للدول العربية فتأتي في مقدمتها مصر بـ10 حاضنات، أما البحرين تمتلك حاضنة واحدة ، أما المغرب تملك 02 حاضنة، تونس حاضنة واحدة، أما الجزائر تملك 10 حاضنات، وقد أخذت حاضنات الأعمال تتزايد مؤخرا في البلدان النامية بمساعدة بعض المنظمات الدولية مثل البنك الدولي. حيث يوضح الشكل الموالي نمو الحاضنات عبر العالم من الفترة 1980-2006.
I. 2 مفهوم الحاضنات:
يمكن تعريف الحاضنات بأنها بيئة مخصصة لمساعدة رواد الأعمال في إدارة وتنمية المنشآت الجديدة، ورعاية ودعم هذه المنشآت لمدة محدودة ( أقل من سنتين في الغالب ) بكما يخفف عن هؤلاء الرواد المخاطر المعتادة ويوفر لهذه المنشآت فرصا أكبر للنجاح، وذلك من خلال كيان قانوني مؤسس لهذا الغرض.
وأوضح Miyake.T أن فكرة الحاضنات قد تنشأ في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1959، وتبعا لاتحاد حاضنات الأعمال الأمريكي فإن الحاضنات عبارة عن وسيلة تساعد الشركات الحديثة على البقاء والنمو خلال فترة الإقلاع Start-up حيث تمد لها يد العون في مواضيع الإدارة وتوفر مدخل إلى التمويل إضافة إلى الدعم الفني.
كما تعد الحاضنات الأعمال أداة تطوير اقتصادية واجتماعية تهدف إلى المساعدة في إقامة وتعزيز وتطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وقد تعددت تعاريفها، فمنهم من عرفها بأنها مؤسسة قائمة بذاتها تعمل على توفير جملة من التسهيلات والخدمات للمستثمرين الصغار الذين يبادرون بإقامة مؤسسات صغيرة لتجاوز مرحلة الانطلاق، ويمكن أن تكون هذه المؤسسات تابعة للدولة أو خاصة أو مختلطة، غير أن تواجد الدولة في مثل هذه المؤسسات يعطيها دعما قويا، في حين تعرفها جمعية حاضنات الأعمال البريطانية على أنها " توليفة من إجراءات تطوير الأعمال ذات المرونة العالية والبنية التحتية والأفراد، مخصصة لتغذية وإنماء شركات صغيرة جديدة من خلال مساعدتها في مراحلها الأولى"، وفي نفس السياق والمفهوم تعرف " على أنها عملية ديناميكية لتنمية وتطوير مشروعات الأعمال الخاصة، تلك المشروعات أو منشآت الأعمال الصغيرة التي تمر بمرحلة التأسيس أو الإنشاء، وبداية النشاط حتى تتمكن من البقاء والنمو بصفة خاصة في مرحلة بداية النشاط Start-up period ، وذلك من خلال العديد من المساعدات المالية والفنية، وغيرها من التسهيلات الأخرى اللازمة أو المساعدة.
ويمكن من خلال التعاريف السابقة أن نعرف حاضنات الأعمال على أنها مؤسسات عامة أو خاصة أو مختلطة، تعمل على احتضان ورعاية أصحاب المشروعات الصغيرة في مراحلها الأولى، والتي تعمل على التجديد والابتكار، من خلال توفيرها لبيئة عمل صالحة لهل تشمل مكانا لاحتضان المشروعات، وتسهيلات إدارية ومعنوية واستشارات فنية وتسويقية متخصصة.
ونلاحظ من خلال التعريف أن الحاضنة تجمع بين أطراف مختلفة في عملها، فإلى جانب كل من الحاضنة والمؤسسات الصغيرة، سنجد الأطراف الممولة والحكومة، والجامعات والمجتمع ككل، ويمكن تلخيص العلاقة بين الحاضنة وهؤلاء الأطراف كما هي موضحة في الشكل الموالي:
الشكل رقم(03): يبين العلاقة بين الحاضنة والأطراف الأخرى
I.3 حاضنات الأعمال وفق المشرع الجزائري:
أوضح المشرع الجزائري وفق المرسوم 03/78 الصادر في فيفري 2003، بمشاتل المؤسسات التي من أهم أشكالها المحضة والتي عرفها على أنها " هيكل دعم يتكفل بحاملي المشاريع في قطاع الخدمات.
كما بين المشرع الجزائري أشكال وأنواع حاضنات الأعمال، والهيئات العامة والمنظمات التي تديرها فقد تكون حاضنة الأعمال عامة أو خاصة، مؤسسة عمومية صناعية أو تجارية، مؤسسة غير هادفة للربح، شركة تجارية، حيث يحدد عدد المؤسسات الصغيرة داخل الحاضنة ما بين 20 إلى 50 مؤسسة، فكلما زاد العدد كلما تعقدت الإدارة لكن في نفس الوقت يساهم في رفع مردودية الحاضنة، وتتخرج المؤسسة المتحضنة بعد 18 إلى 36 شهرا، كما اهتم المشرع الجزائري بتحديد الجهات المعنية بتمويل حاضنات الأعمال في الجزائر عن طريق تقديم المساعدات من قبل:
وكالة ترقية ودعم الإستثمار (APSI).
الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب (ANSEJ) حيث تهدف لمساعد فئات الشباب لإنشاء مؤسسات صغيرة.
I. 4 أهمية حاضنات الأعمال والخدمات التي تقدمها:
تكمن أهمية حاضنات الأعمال فيما يلي:
1. توفر الحاضنات أماكن ومساحات متنوعة ومجهزة لإقامة مشروعات متخصصة أو غير متخصصة ( تكنولوجيا المعلومات، هندسة حيوية.
2. توفر الحاضنات برامج متخصصة لتمويل المشروعات الجديدة، من خلال شركات رأس المال المخاطر، أو برامج تمويل حكومية أو شبكة من رجال الأعمال والمستثمرين.
3. توفر الحاضنات جميع أنواع الدعم، من دعم فني وإداري، وتسويقي للمشروعات المشتركة بها.
4. تدار هذه الحاضنات عن طريق إدارة مركزية متخصصة في إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
5. تقوم الحاضنة والمستشارين المعاونين على متابعة وتقييم المشروعات المشتركة بشكل مستمر.
6. يتم اختيار المشروعات الملتحقة طبقا لمعايير شخصية وفنية، وبأسلوب علمي يعتمد على" دراسة جدوى" و " خطة مشروع ".
7. تشترك الحاضنات التكنولوجية في خاصية ارتباطها بمؤسسات علمية وجامعات ومراكز بحوث.
8. بعض الحاضنات توفر المعدات والأجهزة الخاصة بالحاسب الآلي والتجهيزات المكتبية.
أما الخدمات التي تقدمها حاضنات الأعمال فهي تخص جميع أنواع الخدمات التي تتطلبها إقامة وتنمية مشروع صغير أو متوسط والتي تشمل:
الخدمات الإدارية ( إقامة الشركات، الخدمات المحاسبية، إعداد الفواتير، تأجير المعدات).
خدمات السكرتارية ( معالجة النصوص، تصوير مستندات، واجبات موظف الاستقبال، حفظ الملفات، الفاكس، الأنترنت، استقبال وتنظيم المراسلات والمكالمات التليفونية).
الخدمات المتخصصة ( استشارات تطوير المنتجات، التعبئة والتغليف، التسعيرة وإدارة المنتج، خدمات تسويقية).
الخدمات التمويلية ( المساعدة في الحصول على التمويل من خلال شركات التمويل أو البرامج الحكومية لتمويل المشروعات الصغيرة).
الخدمات العامة ( الأمن، أماكن تدريب، الحاسب الآلي، المكتبة).
المتابعة والخدمات الشخصية ( تقديم النصح والمعونة السريعة والمباشرة).
المتابعة المستمرة لعمل وسير نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومقارنتها بمدى تحقيق أهدافها.
أما الأهداف التي أشار إليها المشرع الجزائري فهي كالتالي:
تشجيع بروز المشاريع المبتكرة.
تقديم الدعم للمؤسسات الجديدة.
ضمان ديمومة المؤسسات المرافقة.
العمل على أن تصبح في المدى المتوسط عاملا استراتيجيا في التطوير الاقتصادي في أماكن تواجدها.
I. 5 مقر تأسيس حاضنات الأعمال التقنية:
تنشأ الحاضنات التقنية في الجامعات أو المعاهد المتخصصة للاستفادة من التجهيزات والخبرات والبحوث المقدمة من طرف الأساتذة والطلبة.
تتكفل بعض المؤسسات الحكومية بإنشاء الحاضنات في سياق تطوير صناعة ناشئة محددة، أو في سياق بعث مناصب شغل جديدة، مستفيدة من الدعم الكبير الذي توليه الحكومة المركزية لمثل هذه الأغراض والاهتمامات، كما توفر البلديات في مستويا مختلفة دعما كبيرا لتأسيس الحاضنات التقنية بما يفعل من إمكانات التطور الإقتصادي ويوسع في البناء التحتي لهياكل الإنتاج المختلفة، في حين تتبنى المؤسسات الصناعية الكبرى مثل شركة بناسونيك العالمية العملاقة وغيرها.
اجتذاب المواهب الشابة والأفكار المبدعة، وذلك بتقديم رأسمال مجازف لمساعدة هؤلاء الشباب في تأسيس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة بهم بحيث تمتلك الحاضنة أسمها في هذه المؤسسات.
مع انتشار شبكة الأنترنت فيمكن إقامة الحاضنات الافتراضية في أي مكان كونها تحتاج لمكان عمل محدود المساحة لتقوم بصلة الوصل بين منتسبيها والجهات التي يحتاجون إليها.
I . 6 دور الحاضنات في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة:
تعمل الحاضنات على خلق صورة ذهنية للنجاح أمام رواد الأعمال الشباب، حيث أن الأداء والممارسات التي توفرها إدارة الحاضنة تعتبر عاملا جوهريا في تنمية المشروعات الجديدة، إلى الدرجة التي جعلت بعض الخبراء في الو، م،أ يطلقون على الحاضنات مسمى " معهد إعداد الشركات " حيث أوضحت الدراسات أن 50 % من المشروعات الجديدة في الو،م،أ تفشل خلال عامين من إقامتها، بينما يفشل حوالي 85 % في خلال 05 أعوام، من ناحية أخرى أوضحت أحد التقارير التي أجراها قطاع الأعمال والمقاولات في الإتحاد الأوروبي أن 90 % من جميع الشركات التي تمت إقامتها داخل الحاضنات الأوروبية مازالت تعمل بنجاح معد مضي أكثر من 03 أعوام على إقامتها.
بالإضافة إلى ما سبق من الناحية العملية تختلف طبيعة الأماكن المؤجرة للمشروعات عن بقية الأماكن المخصصة لتجمع الأعمال والمشروعات، مثل التجمعات الصناعية في النقاط التالية:
توفر الحاضنات أماكن ومساحات متنوعة ومجهزة، لإقامة مشروعات متخصصة أو غير متخصصة ( تكنولوجيا المعلومات..).
توفر الحاضنات برامج متخصصة لتمويل المشروعات الجديدة، من خلال شركات رأس المال المخاطر.
تقوم الحاضنات بتوفير جميع أنواع الدعم، ومتابعة وتقييم المشروعات بشكل مستمر، إضافة إلى توفير المعدات والأجهزة الخاصة بالحاسب الآلي والتجهيزات المكتبية.
ويمكن التوصل إلى أن دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ينبغي أن يصبح أهم إستراتيجية للإصلاح الإقتصادي.
شروط نجاح حاضنات الأعمال
لضمان تحقيق النجاح في مشاريع الحاضنات هناك شروط، منها:
مستشار أو مدير الحاضنة: يساهم في خلق المناخ المحفز والإيجابي للمؤسسات المحتضنة، لهذا توفر فيه بعض مهارات الإدارة، التسويق والمحاسبة واكتشاف التغيرات المفاجئة والمشاكل قبل وقوعها.
دعم المجتمع: كلما ساهمت الحاضنة في تحقيق أهداف المجتمع والمساهمة في التنمية الاقتصادية كلما تمكنت من كسب الدعم المعنوي، والعلاقات التجارية لمنطقتها وكسب دعم المؤسسات الكبيرة والجامعات وحتى الدعم الحكومي.
انتقاء مشروعات الحاضنة: يجب تحديد وتوضيح معايير الاختيار حتى تزيد فرصة اجتذاب الأفكار الناجحة، فمن هذه المعايير: تقديم خطة عمل تفصيلية ومحدودة، القدرة على النمو السريع، تقديم صاحب المشروع لاختراع أو فكرة جديدة.
إمكانية الحصول على التمويل: على الحاضنة أن تجمع كل المعلومات عن مختلف مصادر وأنواع التمويل البنكي أو المؤسسي والمنح وصناديق القروض وكبار المستثمرين وإن تكون حلقة وصل بين المؤسسات المحتضنة والممولين.
خلق فرص النجاح: إن وجود علاقات مع المؤسسات المحلية الرئيسية، وصلات وطيدة بالصحافة والمدير الناجح ومؤسسات متخرجة ناجحة كل هذا يساهم في تحسين صورة الحاضنة.
التقييم والتحسين المستمر: يتطلب نجاح الحاضنة تقييم عملياتها وأدائها باستمرار ولا يقتصر ذلك على المؤسسات المحتضنة فقط وإنما حتى المؤسسات المتخرجة، فهذه المعلومات تساهم في تخطيط وتقديم خدماتها وتسويق نفسها واجتذاب مقاولات ذات نوعية واحدة ومتوقع لها النمو الزاهر.
.Iماهية الحاضنات:
I. 1 التطور التاريخي لحاضنات الأعمال:
بداية فكرة حاضنات الأعمال كانت في الخمسينات من القرن الماضي، وكانت أول حاضنة أعمال عرفها العالم في 1959 في الو.م.أ، حيث قامت عائلة أمريكية بتحويل مقر شركتها التي توقفت عن العمل إلى مركز للأعمال، يتم تأجير وحداته للأفراد الراغبين في إقامة مشروع مع توفير النصائح والاستشارات لهم، ولقد لقيت هذه التجربة نجاحا كبيرا حيث استضافت منذ ذلك الوقت آلاف الشركات ومازالت تعمل لحد الآن، تحت نفس التسمية وهي ( Batavia industry center )، أما الانطلاقة الحقيقية لحاضنات الأعمال فكانت في بداية الثمانينات، وكان في الو.م.أ، دائما حيث تم إنشاء سنة 1985 الاتحاد الأمريكي للحاضنات ليعرف بعدها هذا النشاط تطورا وتوسعا كبيرا إلى أن أصبح يعرف بصناعة الحاضنات.
وفي أواخر 2008 تم إحصاء أكثر من 7000حاضنة أعمال عبر العالم، في حين كان عددها سنة 2006 لا يتجاوز 4800 حاضنة، وقد احتلت الو.م.أ في ذلك التاريخ المرتبة الأولى بأكثر من 2000 حاضنة، تأتي بعدها الصين بـ600 حاضنة، ثم ألمانيا بـ300، ثم كوريا الجنوبية بـ200 حاضنة واليابان بـ190 حاضنة، أما بالنسبة للدول العربية فتأتي في مقدمتها مصر بـ10 حاضنات، أما البحرين تمتلك حاضنة واحدة ، أما المغرب تملك 02 حاضنة، تونس حاضنة واحدة، أما الجزائر تملك 10 حاضنات، وقد أخذت حاضنات الأعمال تتزايد مؤخرا في البلدان النامية بمساعدة بعض المنظمات الدولية مثل البنك الدولي. حيث يوضح الشكل الموالي نمو الحاضنات عبر العالم من الفترة 1980-2006.
I. 2 مفهوم الحاضنات:
يمكن تعريف الحاضنات بأنها بيئة مخصصة لمساعدة رواد الأعمال في إدارة وتنمية المنشآت الجديدة، ورعاية ودعم هذه المنشآت لمدة محدودة ( أقل من سنتين في الغالب ) بكما يخفف عن هؤلاء الرواد المخاطر المعتادة ويوفر لهذه المنشآت فرصا أكبر للنجاح، وذلك من خلال كيان قانوني مؤسس لهذا الغرض.
وأوضح Miyake.T أن فكرة الحاضنات قد تنشأ في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1959، وتبعا لاتحاد حاضنات الأعمال الأمريكي فإن الحاضنات عبارة عن وسيلة تساعد الشركات الحديثة على البقاء والنمو خلال فترة الإقلاع Start-up حيث تمد لها يد العون في مواضيع الإدارة وتوفر مدخل إلى التمويل إضافة إلى الدعم الفني.
كما تعد الحاضنات الأعمال أداة تطوير اقتصادية واجتماعية تهدف إلى المساعدة في إقامة وتعزيز وتطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وقد تعددت تعاريفها، فمنهم من عرفها بأنها مؤسسة قائمة بذاتها تعمل على توفير جملة من التسهيلات والخدمات للمستثمرين الصغار الذين يبادرون بإقامة مؤسسات صغيرة لتجاوز مرحلة الانطلاق، ويمكن أن تكون هذه المؤسسات تابعة للدولة أو خاصة أو مختلطة، غير أن تواجد الدولة في مثل هذه المؤسسات يعطيها دعما قويا، في حين تعرفها جمعية حاضنات الأعمال البريطانية على أنها " توليفة من إجراءات تطوير الأعمال ذات المرونة العالية والبنية التحتية والأفراد، مخصصة لتغذية وإنماء شركات صغيرة جديدة من خلال مساعدتها في مراحلها الأولى"، وفي نفس السياق والمفهوم تعرف " على أنها عملية ديناميكية لتنمية وتطوير مشروعات الأعمال الخاصة، تلك المشروعات أو منشآت الأعمال الصغيرة التي تمر بمرحلة التأسيس أو الإنشاء، وبداية النشاط حتى تتمكن من البقاء والنمو بصفة خاصة في مرحلة بداية النشاط Start-up period ، وذلك من خلال العديد من المساعدات المالية والفنية، وغيرها من التسهيلات الأخرى اللازمة أو المساعدة.
ويمكن من خلال التعاريف السابقة أن نعرف حاضنات الأعمال على أنها مؤسسات عامة أو خاصة أو مختلطة، تعمل على احتضان ورعاية أصحاب المشروعات الصغيرة في مراحلها الأولى، والتي تعمل على التجديد والابتكار، من خلال توفيرها لبيئة عمل صالحة لهل تشمل مكانا لاحتضان المشروعات، وتسهيلات إدارية ومعنوية واستشارات فنية وتسويقية متخصصة.
ونلاحظ من خلال التعريف أن الحاضنة تجمع بين أطراف مختلفة في عملها، فإلى جانب كل من الحاضنة والمؤسسات الصغيرة، سنجد الأطراف الممولة والحكومة، والجامعات والمجتمع ككل، ويمكن تلخيص العلاقة بين الحاضنة وهؤلاء الأطراف كما هي موضحة في الشكل الموالي:
الشكل رقم(03): يبين العلاقة بين الحاضنة والأطراف الأخرى
I.3 حاضنات الأعمال وفق المشرع الجزائري:
أوضح المشرع الجزائري وفق المرسوم 03/78 الصادر في فيفري 2003، بمشاتل المؤسسات التي من أهم أشكالها المحضة والتي عرفها على أنها " هيكل دعم يتكفل بحاملي المشاريع في قطاع الخدمات.
كما بين المشرع الجزائري أشكال وأنواع حاضنات الأعمال، والهيئات العامة والمنظمات التي تديرها فقد تكون حاضنة الأعمال عامة أو خاصة، مؤسسة عمومية صناعية أو تجارية، مؤسسة غير هادفة للربح، شركة تجارية، حيث يحدد عدد المؤسسات الصغيرة داخل الحاضنة ما بين 20 إلى 50 مؤسسة، فكلما زاد العدد كلما تعقدت الإدارة لكن في نفس الوقت يساهم في رفع مردودية الحاضنة، وتتخرج المؤسسة المتحضنة بعد 18 إلى 36 شهرا، كما اهتم المشرع الجزائري بتحديد الجهات المعنية بتمويل حاضنات الأعمال في الجزائر عن طريق تقديم المساعدات من قبل:
وكالة ترقية ودعم الإستثمار (APSI).
الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب (ANSEJ) حيث تهدف لمساعد فئات الشباب لإنشاء مؤسسات صغيرة.
I. 4 أهمية حاضنات الأعمال والخدمات التي تقدمها:
تكمن أهمية حاضنات الأعمال فيما يلي:
1. توفر الحاضنات أماكن ومساحات متنوعة ومجهزة لإقامة مشروعات متخصصة أو غير متخصصة ( تكنولوجيا المعلومات، هندسة حيوية.
2. توفر الحاضنات برامج متخصصة لتمويل المشروعات الجديدة، من خلال شركات رأس المال المخاطر، أو برامج تمويل حكومية أو شبكة من رجال الأعمال والمستثمرين.
3. توفر الحاضنات جميع أنواع الدعم، من دعم فني وإداري، وتسويقي للمشروعات المشتركة بها.
4. تدار هذه الحاضنات عن طريق إدارة مركزية متخصصة في إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
5. تقوم الحاضنة والمستشارين المعاونين على متابعة وتقييم المشروعات المشتركة بشكل مستمر.
6. يتم اختيار المشروعات الملتحقة طبقا لمعايير شخصية وفنية، وبأسلوب علمي يعتمد على" دراسة جدوى" و " خطة مشروع ".
7. تشترك الحاضنات التكنولوجية في خاصية ارتباطها بمؤسسات علمية وجامعات ومراكز بحوث.
8. بعض الحاضنات توفر المعدات والأجهزة الخاصة بالحاسب الآلي والتجهيزات المكتبية.
أما الخدمات التي تقدمها حاضنات الأعمال فهي تخص جميع أنواع الخدمات التي تتطلبها إقامة وتنمية مشروع صغير أو متوسط والتي تشمل:
الخدمات الإدارية ( إقامة الشركات، الخدمات المحاسبية، إعداد الفواتير، تأجير المعدات).
خدمات السكرتارية ( معالجة النصوص، تصوير مستندات، واجبات موظف الاستقبال، حفظ الملفات، الفاكس، الأنترنت، استقبال وتنظيم المراسلات والمكالمات التليفونية).
الخدمات المتخصصة ( استشارات تطوير المنتجات، التعبئة والتغليف، التسعيرة وإدارة المنتج، خدمات تسويقية).
الخدمات التمويلية ( المساعدة في الحصول على التمويل من خلال شركات التمويل أو البرامج الحكومية لتمويل المشروعات الصغيرة).
الخدمات العامة ( الأمن، أماكن تدريب، الحاسب الآلي، المكتبة).
المتابعة والخدمات الشخصية ( تقديم النصح والمعونة السريعة والمباشرة).
المتابعة المستمرة لعمل وسير نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومقارنتها بمدى تحقيق أهدافها.
أما الأهداف التي أشار إليها المشرع الجزائري فهي كالتالي:
تشجيع بروز المشاريع المبتكرة.
تقديم الدعم للمؤسسات الجديدة.
ضمان ديمومة المؤسسات المرافقة.
العمل على أن تصبح في المدى المتوسط عاملا استراتيجيا في التطوير الاقتصادي في أماكن تواجدها.
I. 5 مقر تأسيس حاضنات الأعمال التقنية:
تنشأ الحاضنات التقنية في الجامعات أو المعاهد المتخصصة للاستفادة من التجهيزات والخبرات والبحوث المقدمة من طرف الأساتذة والطلبة.
تتكفل بعض المؤسسات الحكومية بإنشاء الحاضنات في سياق تطوير صناعة ناشئة محددة، أو في سياق بعث مناصب شغل جديدة، مستفيدة من الدعم الكبير الذي توليه الحكومة المركزية لمثل هذه الأغراض والاهتمامات، كما توفر البلديات في مستويا مختلفة دعما كبيرا لتأسيس الحاضنات التقنية بما يفعل من إمكانات التطور الإقتصادي ويوسع في البناء التحتي لهياكل الإنتاج المختلفة، في حين تتبنى المؤسسات الصناعية الكبرى مثل شركة بناسونيك العالمية العملاقة وغيرها.
اجتذاب المواهب الشابة والأفكار المبدعة، وذلك بتقديم رأسمال مجازف لمساعدة هؤلاء الشباب في تأسيس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة بهم بحيث تمتلك الحاضنة أسمها في هذه المؤسسات.
مع انتشار شبكة الأنترنت فيمكن إقامة الحاضنات الافتراضية في أي مكان كونها تحتاج لمكان عمل محدود المساحة لتقوم بصلة الوصل بين منتسبيها والجهات التي يحتاجون إليها.
I . 6 دور الحاضنات في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة:
تعمل الحاضنات على خلق صورة ذهنية للنجاح أمام رواد الأعمال الشباب، حيث أن الأداء والممارسات التي توفرها إدارة الحاضنة تعتبر عاملا جوهريا في تنمية المشروعات الجديدة، إلى الدرجة التي جعلت بعض الخبراء في الو، م،أ يطلقون على الحاضنات مسمى " معهد إعداد الشركات " حيث أوضحت الدراسات أن 50 % من المشروعات الجديدة في الو،م،أ تفشل خلال عامين من إقامتها، بينما يفشل حوالي 85 % في خلال 05 أعوام، من ناحية أخرى أوضحت أحد التقارير التي أجراها قطاع الأعمال والمقاولات في الإتحاد الأوروبي أن 90 % من جميع الشركات التي تمت إقامتها داخل الحاضنات الأوروبية مازالت تعمل بنجاح معد مضي أكثر من 03 أعوام على إقامتها.
بالإضافة إلى ما سبق من الناحية العملية تختلف طبيعة الأماكن المؤجرة للمشروعات عن بقية الأماكن المخصصة لتجمع الأعمال والمشروعات، مثل التجمعات الصناعية في النقاط التالية:
توفر الحاضنات أماكن ومساحات متنوعة ومجهزة، لإقامة مشروعات متخصصة أو غير متخصصة ( تكنولوجيا المعلومات..).
توفر الحاضنات برامج متخصصة لتمويل المشروعات الجديدة، من خلال شركات رأس المال المخاطر.
تقوم الحاضنات بتوفير جميع أنواع الدعم، ومتابعة وتقييم المشروعات بشكل مستمر، إضافة إلى توفير المعدات والأجهزة الخاصة بالحاسب الآلي والتجهيزات المكتبية.
ويمكن التوصل إلى أن دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ينبغي أن يصبح أهم إستراتيجية للإصلاح الإقتصادي.
شروط نجاح حاضنات الأعمال
لضمان تحقيق النجاح في مشاريع الحاضنات هناك شروط، منها:
مستشار أو مدير الحاضنة: يساهم في خلق المناخ المحفز والإيجابي للمؤسسات المحتضنة، لهذا توفر فيه بعض مهارات الإدارة، التسويق والمحاسبة واكتشاف التغيرات المفاجئة والمشاكل قبل وقوعها.
دعم المجتمع: كلما ساهمت الحاضنة في تحقيق أهداف المجتمع والمساهمة في التنمية الاقتصادية كلما تمكنت من كسب الدعم المعنوي، والعلاقات التجارية لمنطقتها وكسب دعم المؤسسات الكبيرة والجامعات وحتى الدعم الحكومي.
انتقاء مشروعات الحاضنة: يجب تحديد وتوضيح معايير الاختيار حتى تزيد فرصة اجتذاب الأفكار الناجحة، فمن هذه المعايير: تقديم خطة عمل تفصيلية ومحدودة، القدرة على النمو السريع، تقديم صاحب المشروع لاختراع أو فكرة جديدة.
إمكانية الحصول على التمويل: على الحاضنة أن تجمع كل المعلومات عن مختلف مصادر وأنواع التمويل البنكي أو المؤسسي والمنح وصناديق القروض وكبار المستثمرين وإن تكون حلقة وصل بين المؤسسات المحتضنة والممولين.
خلق فرص النجاح: إن وجود علاقات مع المؤسسات المحلية الرئيسية، وصلات وطيدة بالصحافة والمدير الناجح ومؤسسات متخرجة ناجحة كل هذا يساهم في تحسين صورة الحاضنة.
التقييم والتحسين المستمر: يتطلب نجاح الحاضنة تقييم عملياتها وأدائها باستمرار ولا يقتصر ذلك على المؤسسات المحتضنة فقط وإنما حتى المؤسسات المتخرجة، فهذه المعلومات تساهم في تخطيط وتقديم خدماتها وتسويق نفسها واجتذاب مقاولات ذات نوعية واحدة ومتوقع لها النمو الزاهر.