حكيمة
عضو جديد
- البلد/ المدينة :
- biskra
- العَمَــــــــــلْ :
- طالبة ماجستير
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 45
- نقاط التميز :
- 112
- التَـــسْجِيلْ :
- 27/03/2011
موضوع حول ماهية الراسمال المخاطر من إعدادي الخاص لا تنسونا بالدعاء
I. ماهية الرأسمال المخاطر:
تعددت الدراسات والأبحاث حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دون تحديد مفهوم موحد لها فاختلفت التعاريف والتصنيفات فبعض الدراسات تعتبر " المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بأنها تلك التي تستخدم عددا قليلا من العاملين وتدار من قبل المالكين وتخدم السوق الحلية "، ومنهم من يعتبر " تصنيفها مختلف من قطاع لآخر فالمؤسسة الصغير في قطاع إنتاج متطور يمكن أن تكون كبيرة في قطاع إنتاجي غير متطور والعكس صحيح بالإضافة إلى إختلاف معايير التقييم في قياس حجم المؤسسة من حجم العمالة وقيمة الموجودات وحجم المبيعات "، وقد تضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقم 01/18 المؤرخ في 12/12/2001 تعريفا اعتبر مرجعا لبرامج وتدابير المساعدة ودعم ترقية هته المؤسسات.
يبقى أن التمويل من أبرز المشكلات التي تواجه الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وخصوصا في مرحلة الانطلاق فكثيرا ما تعتمد المؤسسات على القروض المصرفية التي تشكل فوائدها عبئا إضافيا، ومع ذلك فإن التمويل الخالي من الفائدة ليس نشاطا حكرا على البنوك الإسلامية إن ضلت البنوك بوجه عام الممول الرئيسي في ضل غياب أسواق مالية نشيطة، بل يمكن أن يتم التمويل من خلال أطراف أخرى. فعلى سبيل المثال فإن سندات المضاربة يمكن أن تشرك حتى الأفراد في عملية تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتتمثل هذه الصيغة في أن يقسم رأس المال إلى حصص، ويتم شراء هذه السندات من قبل كل من كل الأطراف الراغبة في ذلك سواءا مؤسسات كانوا أو أفرادا.
سنحاول استعراض تقنية رأس المخاطر كبديل تمويلي مستحدث لنظام التمويل التقليدي، موضحين إطارها المفاهيمي، النشأة الأهداف، أنماط تمويلاتها، مزاياها وعيوبها، وأخيرا تجارب الدول الرائدة في مجال التمويل في رأس المال المخاطر.
I. 1 الفلسفة الكامنة وراء شراء شركات رأس المال المخاطر:
لو تتبعنا تاريخيا أساس نظام المشاركة النابذ للانقراض بفوائد والذي اتخذ في عصرنا هذا الثوب شركات رأس المال المخاطر لسجلنا على الأقل الحقائق التالية:
الحقيقة الأولى: أن الفكرة الأساسية ليست جديدة فقد حرم الربا فلاسفة الرومان كشيشرون واليونان كأفلاطون ( في كتابة الجمهورية ) وأرسطو ( في كتابة السياسة )، وقد حرمتها اليهودية فقد ورد في سفر التثنية 23 :20 ،19 " لا تقرض أخاك بربا ".
الحقيق الثانية: إن الإسلام بهذه النصوص القاطعة لم يترك مجالا للكسب على النقود إلا بالمخاطرة كانت الزكاة - إلى جانب إسهامها في سد حاجة المحتاجين – حافزا لصاحب المال إلى دفع ماله إلى ميدان الاستثمار حتى لا تأكله الزكاة إذا ظل راكدا بعيدا عن مجال الإنتاج المثمر، فالنهي الشديد عن الإستثمار بالرب، بالزكاة كحافز ع ى عدم ترك المال دون استثمار يتغير موقف صاحب المال من سلبية المستثمر بالربا الذي لا يعبأ بكيفية استخدام أمواله طالما ضمن الربا المتفق عليه إلى إيجابية المستثمر الذي يخاطر بماله ويحرص بالتالي على اختيار مجال استثماره وعلى متابعته حتى يحقق غرضه، وبذلك يؤدي أمانة هذا المال الذي استخلفه الله فيه.
I. 2 نشأة ومفهوم شركات رأس المال المخاطر:
بعد أن تواري أسلوب المضاربة الذي أخذته أوروبا عن الحضارة الإسلامية خصوصا في القرن التاسع عشر، أخذ مرة أخرى يظهر في شكل شركات رأس المال المخاطر، ومهمة هذه الشركات تمويل الفنيين والشركات الصغيرة، والتي ل يملك أصحابها كفايتهم من المال اللازم للتشغيل، وتتعامل شركات رأس المال المخاطر مع هذه الأعمال بالمشاركة، ومن ثم تعمد على أسلوب الجدوى الاقتصادية للمشروع وربحيته وكفاءة إدارة المشروع. كبديل عن أسلوب البنوك التقليدية في تركيزها على الضمانات وسابقة الأعمال وحجم القوائم المالية. ذلك أن رأس المال المخاطر يتم استرداده في نهاية برنامج الاستثمار يعد إدراج عائد يحسب على أساس الربح المحقق ومن دون تقديم أي ضمان عند إبرام عقد المشاركة، ويتحمل المستثمر ( المخاطر)، كليا أو جزئيا الخسارة في حالة فشل المشروع الممول.
إن معادلة هذه الشركات تقوم على( تكنولوجيا متقدمة، مخاطر كبيرة، أرباح واعدة)، ومن ثم يلزم لنجاح هذه الشركات التحلي بروح المشاركة والصبر في حدود ثلاث سنوات لضمان الأرباح الكبيرة، وتسير شركات المخاطرة على قليل من التدخل hand of مع نجاح المشروع، وكثير من التدخل hand on مع وجود مشاكل وصعوبات، وهكذا فالأساس الذي يقوم عليه اقتراح تأسيس شركات رأس المال المخاطر هو قيامها على مبدأ المشاركة في الأرباح والخسائر أي المشاركة في السراء والضراء ((Joint-venture وهو ما يوضحه الشكل الموالي:
الشكل رقم(01): يوضح مشاركة شركات رأس المال المخاطر المشاريع في الأرباح والخسائر
كما هي عبارة عن أسلوب أو تقنية لتمويل المشاريع الاستثمارية بواسطة شركات تدعى بشركات رأس المال المخاطر، وهذه التقنية تقوم على تقديم النقد فحسب كما هو الحال في التمويل المصرفي، بل تقوم على أساس المشاركة، حيث يقوم المشارك بتمويل المشروع من دون ضمان العائد ولا مبلغه وبذلك فهو يخاطر بأمواله، ولهذا نرى بأنها تساعد أكثر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجديدة أو التوسعية التي تواجه صعوبات في هذا المجال، حيث أن النظام المصرفي يرفض منحها القروض نظرا لعدم توفر الضمانات.
في هذه التقنية يتحمل المخاطر (المستثمر ) كليا أو جزئيا الخسارة في حالة فشل المشروع الممول ومن أجل التخفيف من حدة المخاطر فإن المخاطر لا يكتفي بتقديم النقد فحسب بل يساهم في إدارة المؤسسة بما يحقق تطورها ونجاحها.
كما عرفتها الجمعية الأوروبية "EVCA ": هو كل رأسمال يوظف بواسطة وسيط مالي متخصص
في مشروعات خاصة ذات مخاطر مرتفعة، تتميز باحتمال نمو قوي لكنها لا تضمن في الحال يقينا بالحصول على دخل أو التأكد من استرداد رأس المال في التاريخ المحدد ( وذلك هو مصدر المخاطر) أملا في الحصول على فائض قيمة في المستقبل البعيد نسبيا حال بيع حصة هذه المؤسسات بعد عدة سنوات ".
I. 3 أهداف شركات رأس المال المخاطر:
انتشرت هذه المؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية وبعده في الدول الأخرى بهدف:
مواجهة الاحتياجات الخاصة بالتمويل الاستثماري.
التغلب على عدم كفاية العرض من رؤوس الأموال بشروط الملائمة من المؤسسات المالية القائمة.
و توفير التمويل للمشروعات الجديدة أو عالية المخاطر والتي تتوافر لديها إمكانيات نمو وعائد مرتفع، وبذلك فإن رأس المال المخاطر في طريقة لتمويل الشركات غير القادرة على تدبير الأموال من إصدارات الأسهم العامة أو أسواق الدين عادة بسبب المخاطر العالية المرتبطة بأعمالها، وهذه الاستثمارات هي لأجل طويلة وغير سائلة وذات مخاطر عالية لكن بعوائد عالية نسبيا.
I. 4 أنماط تمويل شركات رأس المال المخاطر:
ماليا رأس المال المخاطر هو تمويل برأسمال خاص أي اقتسام المخاطر بين المؤسسات والشركاء الماليين بصفة عامة، وعمليات رأسمال المخاطر تمول المؤسسات الناشئة والتي تنمو بطريقة أسرع من المنشأة من قبل المتعاملين فقط لكن عمليات رأسمال المخاطر تختلف حسب المرحلة الموجودة فيها المؤسسة وهي أربع مراحل رئيسية:
رأس مال الإنشاء بمعناه الواسع.
رأس مال التنمية.
رأس مال تحويل الملكية.
رأس مال التصحيح أو الإنهاض.
I. 5 إجراءات تطبيق التمويل عن طريق الشركات رأس مال المخاطر:
في مرحلة أولى من نشاط شركة رأس المال المخاطر تقوم هذه الشركة بتجميع الموارد المالية وهنا تظهر قدرة الفريق المكون لهذه الشركة ومهارته في جمع الموارد واجتذاب المستثمرين وبعدها تأتي مرحلة البحث التي يتمثل هدفها في إثارة ملفات الترشح التي تقدم من طرف المشروعات الطالبة لهذا النوع من التمويل وهنا تظهر فعالية شركات رأس مال المخاطر.
وفي مرحلة مكملة يتم تصنيف ملفات الترشح بحسب درجة المصداقية وذلك بإجراء اختبار معمق للملفات لاختيار المناسب منها لتصل شركة رأس مال المخاطر إلى مرحلة تحديد شكل أو كيفية تدخلها في المشروعات المستفيدة من التمويل والمساعدات الأخرى، المتعلقة بمرحلة الإنشاء والانطلاق أو المتعلقة بتسويق المنتجات وتسهيل العلاقات مع البنوك أو البحث عن شركاء آخرين.
وكمرحلة أخيرة في إطار ممارسة هذا النشاط التمويلي تقوم شركات رأس مال المخاطر بإعادة بيع الاشتراكات للخروج من المشروعات الممولة، لتعيد طرح اشتراكاتها في السوق التمويلية.
I. 6 مزايا وعيوب رأسمال المخاطر:
أولا المزايا:
المشاركة: حيث أن شركة رأسمال المخاطر تكون شريكة لأصحاب المؤسسة الأصليين، وتأخذ نسبة من الأرباح من 15% إلى 30 % بالإضافة إلى 2.5% مقابل المصاريف الإدارية سنويا.
كما تتحمل جزء من الخسارة في حالة حدوثها، كما أن الدعم العملي الذي يقدمه الممول مفيد للشركة ويساعد على نجاحها، وهي تفتح المجال للمشاركة الطويلة الأجل حيث لا تباع الحصة إلا بعد أن تستوي الشركة وتصبح قادرة على الإنتاج والنمو وهذا لا يتوفر في الديون قصيرة الأجل.
الانتقاء: أمام الممول فرصة لاختيار المشروع الواعد فكثير من المشاريع الجديدة تكون عالية المخاطر وكذلك أرباح متوقعة عالية، وقادرة على رفع قيمة أصولها بينما في حالة القرض تبحث المؤسسات البنوك عن المؤسسات المليئة أي القادرة على السداد وبالتالي فهي تمنح القروض للمؤسسات الكبيرة التي لم تعد تمتلك طاقات ابتكار.
المرحلية: من خصائص التمويل برأسمال المخاطر أنه يتم على مراحل وليس على دفعة واحدة فبعد انتهاء أي مرحلة يلجأ من جديد إلى الممول وفي هذا ضمان لصدق الاستثمار في عرض نتائج الأعمال المنجزة وهذا من شأنه إعطاء فرص جديدة، حين فشل المشروع وقبل تراكم الخسائر.
التنويع: يمكن للممول أن يوزع تمويله على عدة مشاريع مختلفة المخاطر بحيث ما يمكن أن تخسره مع مشروع تربحه مع آخر إضافة إلى مأمونة العواقب.
التنمية والتطوير: إن هذا النوع من التمويل قادر على تمويل مشاريع مرتفعة المخاطر والتي لا يتجرأ على خوضها إلا الرواد القادرون، ويعوض هذا الخطر بالمكاسب والعائد المرتفع، وقد ثبت هذا في تمويل شركات مبتدئة " كابل وميكروسوفت، ولميدرال اكسبرس وجينيتيك وغيرها "، وكانت التقنيات القائمة عليها مجهولة ولم تتحمس لها مصادر التمويل التقليدية.
توسيع قاعدة الملكية: تستمر الشراكة إلى أن تستوي الشركة، فيجذب العديد من المستثمرين ما حققته أو تطرح كأسهم، ويمول العائد من ارتفاع رأس المال مشاريع أخرى جديدة.
إضافة إلى دورها الكبير في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث في مرحلة من الإنشاء لا تملك هذه المؤسسات القدر الكافي من الأموال اللازمة، كما أن البنوك تمتنع عن تقديم قروض لها دون ضمانات لكن مؤسسات رأسمال المخاطر تقدم ما يلزم المؤسسات رغم ارتفاع المخاطر خلال مرحلة الإنشاء
ثانيا عيوبها:
أما عيوبها فيمكن إيجازها فيما يلي:
على عكس المزايا السابقة قد يمثل المخاطرون للمؤسسين عبئا معينا، يرجع إلى:
الحقوق المتولدة للمخاطرين عن المشاركة ( كالمشاركة في القرارات والتدخل في توجيه مسار المشروع).
تطلب مبالغ مرتفعة، في حالة نجاح المشروع لاسترداد حصص المخاطرون ( لكن ينبغي أن لا ننسى بطبيعة الحال أن ذلك ما يقيم ميزان العدالة، حيث تعتبر هذه المبالغ مقابل المجازفة التي قبلها المخاطرون وقت الإنشاء، والتي كان من الممكن أن تعرضهم لفقدان كافة أموالهم التي شاركوا بها في المشروع ).
I. 7 تجارب بعض الدول الرائدة في مجال رأس المال المخاطر:
التجربة الأمريكية: تتميز شركات رأسمال المخاطر بالتخصص في مجال الشركات الناشئة و تختار القطاعات التي تمتاز بفرص نمو مرتفعة كقطاع التكنولوجية و في دراسة شملت 500 مؤسسة أمريكية تم تمويلها برأسمال المخاطر عمرها لا يتجاوز الأربعة سنوات و حوالي 80 منها تعمل في القطاع التكنولوجي مقارنة بعدد مماثل من المؤسسات الممولة ذاتيا وكانت النتائج كما هو مبين في الجدول التالي:
جدول رقم(01): مقارنة بين المشاريع الممولة برأسمال المخاطر والمشاريع الممولة ذاتيا في أمريكا.
I. 8 دور شركات رأس المال المخاطر في تمويل المشاريع الجديدة :
إن الأفكار لا تساوي شيئا مهما كانت أهميتها و قيمتها الاستثمارية و الإقتصادية ما لم يتم تجسيدها و من ثم تطويرها، وهو ليس بالأمر الهين و يحتاج إلى مهارات فنية وقدرات خاصة للتغلب على المشاكل التي تعترض عملية ترقية الفكرة من مجرد فكرة على ورق إلى واقع ملموس،"وتبرز هذه الميزة بسبب روح المغامرة لدى أصحاب المشروعات الصغيرة فهم إما يتبعون أساليب جديدة للإنتاج على نطاق واسع و إما يتبعون ابتكاراتهم لشركة أكبر . إن الحصول على براءة اختراع أمر مهم جدا لتحويل هذه الفكرة إلى سلعة مفيدة لكنه ليس مجرد آلية تبين أصالة الفكرة و أحقية احتكارها ما يجعل الأمر أكثر تعقيدا و قد يكون سببا في تنفير المستثمرين عنها لاعتقادهم أن السلعة جديدة و الإستثمار فيها ينطوي على مخاطرة كبيرة.
كما أن المبتكر يواجه إشكالية تسويق فكرته فعقود التراخيص في المراحل الأولية من عمر التطوير للفكرة _ حسب إحصائيات الدول المتقدمة_ لا تتعدى نسبتها اثنين بالألف بالنسبة للمخترعين الأفراد و لكنها تكثر فيما بين الشركات و المؤسسات الناشئة بعد فترة التطوير للأفكار الجديدة التي قد يكون مصدر بعضها مخترعين أفرادا ليأتي بعدها ضرورة الحصول على المال لتجسيد هذه الفكرة عمليا ، الشيء الذي يتطلب تدرجا في تمويل هذا المشروع فالمخاطرة ستلازمه في كل المراحل.
I . 8. 1. السلم التدريجي للتمويل :
I. 8. 1.1 رأس مال المطور (المبتكر):
حيث يتعين على صاحب الفكرة بذل جزء من رأسماله لبداية تطوير الفكرة وما يسمى بـ"سيدن مني"
حيث يستخدم في تطوير النماذج المعملية و النماذج التجريبية ثم النماذج التجارية للسلعة الجديدة و كذلك لتجريب السلعة الجديدة و كذلك لتجريب السلعة في السوق و معرفة مدى إقبال الناس عليها ، ويساعد في تكوين البنية القانونية للمؤسسة الجديدة مثل إجراءات التسجيل و المقر والعلامات التجارية لبدء تدشين السلعة الجديدة والحفاظ على الأسرار التجارية المصاحبة لتطوير الفكرة كذلك تحديد المعرفة الكيفية المتراكمة "هاو ناو "
و استصدار حقوق التأليف للبرامج و الأدلة المصاحبة للتطوير و إذا كان قادرا ماليا و فنيا فان التطوير يكون سهلا جدا و لكنه في مراحل متقدمة يحتاج إلى الممولين الكبار لتدور عجلة التطوير حيث ستكون الحاجة كبيرة لرأس مال قد لا يكون متوفرا لدى المطور و قد لا يكون مناسبا أن يزج بجميع مدخراته و أصوله لتطوير فكرة واحدة معينة و يتعين عليه تقبل الخسارة في حال رغبته تسييل بعض الأصول لتحويلها لرأس مال يصلح لتطوير الفكرة فيكون من المناسب في مراحل متطورة أن يبيع بعض الحصص لزيادة رأس المال الذي يصبح أمرا ضروريا لبقاء المؤسسة أو خروجها من السوق و تعطى الحاضنات بمختلف أنواعها هذه المرحلة أهمية كبرى حيث تدفع مجانا لقاطنيها يسمى برأس مال المبادئ أو رأس مال البذور.
I .8. 2.1 رأس المال الموالي أو الملائكي Angle investors:
ويتكون من رأس مال الأقرباء مثل الزوجة و الإخوان و الإخوان و الأصدقاء وفي بعض الحالات يشمل بعض الصناديق الاستثمارية التي تنشئها بعض المؤسسات التعليمية و المعاهد البحثية و المجتمعات البلدية لبعض المناطق الحضارية و الغرف التجارية التي تنظر إلى العوامل الإنسانية كالحاجة لتواجد وظائف جديدة حيث ترصد بعض الأموال و شروط قاسية تقاسم بها التطوير مع صاحب الفكرة أملا في زيادة قيمة صندوقها بشراء حصص رأس مالية من الشركة الجديدة و التي في العادة تنسحب بمجرد وصول الشركة لمرحلة الإستثمار بأموال ضخمة و كبيرة و ذلك بعد ضمان انطلاقة الشركة الجديدة لترصد الأموال مرة أخرى لتطوير مؤسسة ناشئة جديدة .
I.8. 3.1 مرحلة ضخ أموال كبيرة:
لترقية المؤسسة الناشئة لمرحلة شركة تقاسم الحصص و ما يسمى بمرحلة دخول رأس المال المغامر أو المخاطر (Venture capital) و الذي قد يعني حرفيا ما ذكر سابقا و لكنه بالمعنى الواقعي يختلف تماما حيث أن دخول رأس المال يكون حتميا لقيام الشركة بدورها كاملا و لاتضاح الرؤى حول نجاحها المؤكد في حال ضخ أموال فيها و لأن بوادر المؤسسة تدل على مرحلة لتقاسم الرزق ولعل التسمية تكون شركات تقاسم الرزق و لعل التسمية تكون شركات تقاسم الرزق و ليست شركات رأس المال المخاطر.
I .8. 2 أشكال طرق التمويل:
I .8. 2. 1 التمويل الذاتي:
في بدايات الشركات العائلية فان التمويل يكون من مصدر الفكرة الجديدة و هو أحد أفراد العائلة و يسمى بأموال البداية أو البذور الأولى (Seeding money) و يحتاج المطور في هذه المرحلة إلى أموال مسيلة ما يضطره إلى تسييل بعض أصوله للحصول على هذه الأموال اللازمة للبداية و قد يرهن بعضها للحصول على قرض صغير. و مع التطور الحديث و انتهاج أسلوب الحاضنات فان هذه الأموال أصبحت تقدم من قبل الحاضنة مع المقر و الخدمات الإدارية و الفنية.
I . 8. 2. 2 التمويل الموالي "العائلي" والمؤسسات المهتمة بالفكرة الجديدة:
تتدخل في هذه المرحلة الأموال القريبة من المطور مثل الأقرباء و الأصدقاء والزملاء و مؤسسات الرعاية في مجال الفكرة الجديدة والتي تتبع للجامعات و المراكز البحثية و مكاتب الإدارة البلدية و تكون في الغالب على شكل تقاسم لرأس المال أو قروض بدون فوائد أو منح.
I . 8. 2. 3 التمويل ذو الأهداف المحددة: (حكومي)، (فدرالي) و (خاص):
و يتمثل في الصناديق الخيرية الوقفية على أعمال محددة كأعمال تطوير أجهزة المعاقين و المؤسسات الحكومية ذات الأهداف المحددة مثل أبحاث الفضاء و أهمها وكالة ناسا لأبحاث الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحفل بميزانية تتعدى الستين بليون دولار سنويا.
I . 8. 2. 4 التمويل الأبحاث و التطوير:
حيث تقوم به الشركات التجارية الكبرى لأغراض محددة خاصة بتطوير منتجاتها مثل شركات الاتصالات حيث تدفع الشركات الكبيرة الثلاث نوكيا و أري كسون و موتورولا المتخصصة في إنتاج الهاتف الجوال كل منها على حدة ما يزيد على مليار دولار في السنة.
I . 8. 2. 5 التمويل الرأس مالي الضخم:
حيث يوفر الأغنياء و الأثرياء الأموال و هو ما يسمى برأس المال غير الرسمي و كذا المؤسسات المالية العائلية و التجمعات المالية التي تنطوي تحت مظلة رسمية و هيئة اعتبارية بالإضافة إلى العمل الرأسمالي المؤسسي المالي والمبني على قواعد علمية و ينحدر من تجارب فعلية و عملية سابقة و يسمى بـ " Venture capital " حيث تترجم إلى العربية بأنها شركات رأس المال المخاطر أو المغامر وفي العادة لا يسمى هذا التمويل بهذا الاسم إلا إذا تعدت المشاركة خمسة ملايين دولار و تنفذ هذه المشاركة بواسطة أندية رأس المال المشارك " Clubs Venture capital." والتي تنشئها في العادة تجمعات مالية لخدمة أهداف هذه التجمعات و تسمى هذه الجمعيات في أوربا أو يطلق عليها تسمية "Venture capital House" حيث تكون من مجموعتين المجموعة الأولى بيوت المال و رجال الإستثمار و التي تقبل في هذا النادي بعد سداد اشتراك سنوي و الشركات و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التي بدأت العمل الفعلي و قد يشترط تحقيق أرباح لمدة سنتين متواليتين و تدفع اشتراكا مقابل دخول هذا النادي قد يكون مقطوعا أو سنويا . ويتم في هذا النادي الربط بين أصحاب الشركات الصغيرة و الممولين بحيث يتقاسم الممولون الكبار "الأفراد الأثرياء و المؤسسات المالية الرسمية " حصص زيادة رأس المال في الشركات الصغيرة و ذلك لتقاسم المخاطرة و كذلك الأرباح و يقوم صاحب الشركة الصغيرة بعرض خططه التجارية و دراسات للسوق و أداء مؤسسته الناشئة في الحاضر و تصور لما يمكن عمله في المستقبل في اجتماعات دورية تجمع بين جميع الأطراف بحيث تكون شهرية أو ربع سنوية أو حسبما تقتضيه ظروف العمل .
و تدار هذه الجلسات من قبل محامين متخصصين في العادة يكونون أعضاء في أعضاء في هذا النادي، و ينضم إلى هذا النادي بعض المراقبين من بيوت البنوك التجارية و الشركات المالية لدراسة فرص الإقراض لهذه الشركات الناشئة.وتكون هذه العمليات مكملة لبعضها و يستفيد جميع المنتسبين لهذا النادي كل حسب رغبته و اختصاصه.
ولا يخفى على الجميع ما يعود على المجتمع كافة من فوائد في حال تكوين هذه المنظومة الاستثمارية حيث سيزداد الدخلان القومي و الفردي و ستتاح الخدمات و السلع ذات الصبغة المحلية و ستزداد سلة الصناعات التحويلية التي تعد مخرجا طبيعيا للصناعات الأساسية التي تعد العمود الفقري لاقتصاد المملكة و الأهم من ذلك زيادة الوظائف و القضاء على البطالة .
I . 9 وادي المهالك أو ما يسمى وادي الموت: Valley of Death
سنستعرض ما ذكر سابقا على شكل رسم بياني لتبيين مراحل تطوير الأفكار الجديدة حيث يرمز لهذه العملية بشكل إجمالي على شكل واد سحيق لا ينجو منه إلا القليل وهو ما نريده في هذا المخطط من خلال مساعدة مطور الفكرة على أن يكون بطلا و يحصل على ما يريد لتحقيق أهدافه و التي أهمها أن يرى فكرته واقعا ملموسا نصيب عينيه.
I. ماهية الرأسمال المخاطر:
تعددت الدراسات والأبحاث حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دون تحديد مفهوم موحد لها فاختلفت التعاريف والتصنيفات فبعض الدراسات تعتبر " المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بأنها تلك التي تستخدم عددا قليلا من العاملين وتدار من قبل المالكين وتخدم السوق الحلية "، ومنهم من يعتبر " تصنيفها مختلف من قطاع لآخر فالمؤسسة الصغير في قطاع إنتاج متطور يمكن أن تكون كبيرة في قطاع إنتاجي غير متطور والعكس صحيح بالإضافة إلى إختلاف معايير التقييم في قياس حجم المؤسسة من حجم العمالة وقيمة الموجودات وحجم المبيعات "، وقد تضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رقم 01/18 المؤرخ في 12/12/2001 تعريفا اعتبر مرجعا لبرامج وتدابير المساعدة ودعم ترقية هته المؤسسات.
يبقى أن التمويل من أبرز المشكلات التي تواجه الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وخصوصا في مرحلة الانطلاق فكثيرا ما تعتمد المؤسسات على القروض المصرفية التي تشكل فوائدها عبئا إضافيا، ومع ذلك فإن التمويل الخالي من الفائدة ليس نشاطا حكرا على البنوك الإسلامية إن ضلت البنوك بوجه عام الممول الرئيسي في ضل غياب أسواق مالية نشيطة، بل يمكن أن يتم التمويل من خلال أطراف أخرى. فعلى سبيل المثال فإن سندات المضاربة يمكن أن تشرك حتى الأفراد في عملية تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتتمثل هذه الصيغة في أن يقسم رأس المال إلى حصص، ويتم شراء هذه السندات من قبل كل من كل الأطراف الراغبة في ذلك سواءا مؤسسات كانوا أو أفرادا.
سنحاول استعراض تقنية رأس المخاطر كبديل تمويلي مستحدث لنظام التمويل التقليدي، موضحين إطارها المفاهيمي، النشأة الأهداف، أنماط تمويلاتها، مزاياها وعيوبها، وأخيرا تجارب الدول الرائدة في مجال التمويل في رأس المال المخاطر.
I. 1 الفلسفة الكامنة وراء شراء شركات رأس المال المخاطر:
لو تتبعنا تاريخيا أساس نظام المشاركة النابذ للانقراض بفوائد والذي اتخذ في عصرنا هذا الثوب شركات رأس المال المخاطر لسجلنا على الأقل الحقائق التالية:
الحقيقة الأولى: أن الفكرة الأساسية ليست جديدة فقد حرم الربا فلاسفة الرومان كشيشرون واليونان كأفلاطون ( في كتابة الجمهورية ) وأرسطو ( في كتابة السياسة )، وقد حرمتها اليهودية فقد ورد في سفر التثنية 23 :20 ،19 " لا تقرض أخاك بربا ".
الحقيق الثانية: إن الإسلام بهذه النصوص القاطعة لم يترك مجالا للكسب على النقود إلا بالمخاطرة كانت الزكاة - إلى جانب إسهامها في سد حاجة المحتاجين – حافزا لصاحب المال إلى دفع ماله إلى ميدان الاستثمار حتى لا تأكله الزكاة إذا ظل راكدا بعيدا عن مجال الإنتاج المثمر، فالنهي الشديد عن الإستثمار بالرب، بالزكاة كحافز ع ى عدم ترك المال دون استثمار يتغير موقف صاحب المال من سلبية المستثمر بالربا الذي لا يعبأ بكيفية استخدام أمواله طالما ضمن الربا المتفق عليه إلى إيجابية المستثمر الذي يخاطر بماله ويحرص بالتالي على اختيار مجال استثماره وعلى متابعته حتى يحقق غرضه، وبذلك يؤدي أمانة هذا المال الذي استخلفه الله فيه.
I. 2 نشأة ومفهوم شركات رأس المال المخاطر:
بعد أن تواري أسلوب المضاربة الذي أخذته أوروبا عن الحضارة الإسلامية خصوصا في القرن التاسع عشر، أخذ مرة أخرى يظهر في شكل شركات رأس المال المخاطر، ومهمة هذه الشركات تمويل الفنيين والشركات الصغيرة، والتي ل يملك أصحابها كفايتهم من المال اللازم للتشغيل، وتتعامل شركات رأس المال المخاطر مع هذه الأعمال بالمشاركة، ومن ثم تعمد على أسلوب الجدوى الاقتصادية للمشروع وربحيته وكفاءة إدارة المشروع. كبديل عن أسلوب البنوك التقليدية في تركيزها على الضمانات وسابقة الأعمال وحجم القوائم المالية. ذلك أن رأس المال المخاطر يتم استرداده في نهاية برنامج الاستثمار يعد إدراج عائد يحسب على أساس الربح المحقق ومن دون تقديم أي ضمان عند إبرام عقد المشاركة، ويتحمل المستثمر ( المخاطر)، كليا أو جزئيا الخسارة في حالة فشل المشروع الممول.
إن معادلة هذه الشركات تقوم على( تكنولوجيا متقدمة، مخاطر كبيرة، أرباح واعدة)، ومن ثم يلزم لنجاح هذه الشركات التحلي بروح المشاركة والصبر في حدود ثلاث سنوات لضمان الأرباح الكبيرة، وتسير شركات المخاطرة على قليل من التدخل hand of مع نجاح المشروع، وكثير من التدخل hand on مع وجود مشاكل وصعوبات، وهكذا فالأساس الذي يقوم عليه اقتراح تأسيس شركات رأس المال المخاطر هو قيامها على مبدأ المشاركة في الأرباح والخسائر أي المشاركة في السراء والضراء ((Joint-venture وهو ما يوضحه الشكل الموالي:
الشكل رقم(01): يوضح مشاركة شركات رأس المال المخاطر المشاريع في الأرباح والخسائر
كما هي عبارة عن أسلوب أو تقنية لتمويل المشاريع الاستثمارية بواسطة شركات تدعى بشركات رأس المال المخاطر، وهذه التقنية تقوم على تقديم النقد فحسب كما هو الحال في التمويل المصرفي، بل تقوم على أساس المشاركة، حيث يقوم المشارك بتمويل المشروع من دون ضمان العائد ولا مبلغه وبذلك فهو يخاطر بأمواله، ولهذا نرى بأنها تساعد أكثر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجديدة أو التوسعية التي تواجه صعوبات في هذا المجال، حيث أن النظام المصرفي يرفض منحها القروض نظرا لعدم توفر الضمانات.
في هذه التقنية يتحمل المخاطر (المستثمر ) كليا أو جزئيا الخسارة في حالة فشل المشروع الممول ومن أجل التخفيف من حدة المخاطر فإن المخاطر لا يكتفي بتقديم النقد فحسب بل يساهم في إدارة المؤسسة بما يحقق تطورها ونجاحها.
كما عرفتها الجمعية الأوروبية "EVCA ": هو كل رأسمال يوظف بواسطة وسيط مالي متخصص
في مشروعات خاصة ذات مخاطر مرتفعة، تتميز باحتمال نمو قوي لكنها لا تضمن في الحال يقينا بالحصول على دخل أو التأكد من استرداد رأس المال في التاريخ المحدد ( وذلك هو مصدر المخاطر) أملا في الحصول على فائض قيمة في المستقبل البعيد نسبيا حال بيع حصة هذه المؤسسات بعد عدة سنوات ".
I. 3 أهداف شركات رأس المال المخاطر:
انتشرت هذه المؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية وبعده في الدول الأخرى بهدف:
مواجهة الاحتياجات الخاصة بالتمويل الاستثماري.
التغلب على عدم كفاية العرض من رؤوس الأموال بشروط الملائمة من المؤسسات المالية القائمة.
و توفير التمويل للمشروعات الجديدة أو عالية المخاطر والتي تتوافر لديها إمكانيات نمو وعائد مرتفع، وبذلك فإن رأس المال المخاطر في طريقة لتمويل الشركات غير القادرة على تدبير الأموال من إصدارات الأسهم العامة أو أسواق الدين عادة بسبب المخاطر العالية المرتبطة بأعمالها، وهذه الاستثمارات هي لأجل طويلة وغير سائلة وذات مخاطر عالية لكن بعوائد عالية نسبيا.
I. 4 أنماط تمويل شركات رأس المال المخاطر:
ماليا رأس المال المخاطر هو تمويل برأسمال خاص أي اقتسام المخاطر بين المؤسسات والشركاء الماليين بصفة عامة، وعمليات رأسمال المخاطر تمول المؤسسات الناشئة والتي تنمو بطريقة أسرع من المنشأة من قبل المتعاملين فقط لكن عمليات رأسمال المخاطر تختلف حسب المرحلة الموجودة فيها المؤسسة وهي أربع مراحل رئيسية:
رأس مال الإنشاء بمعناه الواسع.
رأس مال التنمية.
رأس مال تحويل الملكية.
رأس مال التصحيح أو الإنهاض.
I. 5 إجراءات تطبيق التمويل عن طريق الشركات رأس مال المخاطر:
في مرحلة أولى من نشاط شركة رأس المال المخاطر تقوم هذه الشركة بتجميع الموارد المالية وهنا تظهر قدرة الفريق المكون لهذه الشركة ومهارته في جمع الموارد واجتذاب المستثمرين وبعدها تأتي مرحلة البحث التي يتمثل هدفها في إثارة ملفات الترشح التي تقدم من طرف المشروعات الطالبة لهذا النوع من التمويل وهنا تظهر فعالية شركات رأس مال المخاطر.
وفي مرحلة مكملة يتم تصنيف ملفات الترشح بحسب درجة المصداقية وذلك بإجراء اختبار معمق للملفات لاختيار المناسب منها لتصل شركة رأس مال المخاطر إلى مرحلة تحديد شكل أو كيفية تدخلها في المشروعات المستفيدة من التمويل والمساعدات الأخرى، المتعلقة بمرحلة الإنشاء والانطلاق أو المتعلقة بتسويق المنتجات وتسهيل العلاقات مع البنوك أو البحث عن شركاء آخرين.
وكمرحلة أخيرة في إطار ممارسة هذا النشاط التمويلي تقوم شركات رأس مال المخاطر بإعادة بيع الاشتراكات للخروج من المشروعات الممولة، لتعيد طرح اشتراكاتها في السوق التمويلية.
I. 6 مزايا وعيوب رأسمال المخاطر:
أولا المزايا:
المشاركة: حيث أن شركة رأسمال المخاطر تكون شريكة لأصحاب المؤسسة الأصليين، وتأخذ نسبة من الأرباح من 15% إلى 30 % بالإضافة إلى 2.5% مقابل المصاريف الإدارية سنويا.
كما تتحمل جزء من الخسارة في حالة حدوثها، كما أن الدعم العملي الذي يقدمه الممول مفيد للشركة ويساعد على نجاحها، وهي تفتح المجال للمشاركة الطويلة الأجل حيث لا تباع الحصة إلا بعد أن تستوي الشركة وتصبح قادرة على الإنتاج والنمو وهذا لا يتوفر في الديون قصيرة الأجل.
الانتقاء: أمام الممول فرصة لاختيار المشروع الواعد فكثير من المشاريع الجديدة تكون عالية المخاطر وكذلك أرباح متوقعة عالية، وقادرة على رفع قيمة أصولها بينما في حالة القرض تبحث المؤسسات البنوك عن المؤسسات المليئة أي القادرة على السداد وبالتالي فهي تمنح القروض للمؤسسات الكبيرة التي لم تعد تمتلك طاقات ابتكار.
المرحلية: من خصائص التمويل برأسمال المخاطر أنه يتم على مراحل وليس على دفعة واحدة فبعد انتهاء أي مرحلة يلجأ من جديد إلى الممول وفي هذا ضمان لصدق الاستثمار في عرض نتائج الأعمال المنجزة وهذا من شأنه إعطاء فرص جديدة، حين فشل المشروع وقبل تراكم الخسائر.
التنويع: يمكن للممول أن يوزع تمويله على عدة مشاريع مختلفة المخاطر بحيث ما يمكن أن تخسره مع مشروع تربحه مع آخر إضافة إلى مأمونة العواقب.
التنمية والتطوير: إن هذا النوع من التمويل قادر على تمويل مشاريع مرتفعة المخاطر والتي لا يتجرأ على خوضها إلا الرواد القادرون، ويعوض هذا الخطر بالمكاسب والعائد المرتفع، وقد ثبت هذا في تمويل شركات مبتدئة " كابل وميكروسوفت، ولميدرال اكسبرس وجينيتيك وغيرها "، وكانت التقنيات القائمة عليها مجهولة ولم تتحمس لها مصادر التمويل التقليدية.
توسيع قاعدة الملكية: تستمر الشراكة إلى أن تستوي الشركة، فيجذب العديد من المستثمرين ما حققته أو تطرح كأسهم، ويمول العائد من ارتفاع رأس المال مشاريع أخرى جديدة.
إضافة إلى دورها الكبير في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث في مرحلة من الإنشاء لا تملك هذه المؤسسات القدر الكافي من الأموال اللازمة، كما أن البنوك تمتنع عن تقديم قروض لها دون ضمانات لكن مؤسسات رأسمال المخاطر تقدم ما يلزم المؤسسات رغم ارتفاع المخاطر خلال مرحلة الإنشاء
ثانيا عيوبها:
أما عيوبها فيمكن إيجازها فيما يلي:
على عكس المزايا السابقة قد يمثل المخاطرون للمؤسسين عبئا معينا، يرجع إلى:
الحقوق المتولدة للمخاطرين عن المشاركة ( كالمشاركة في القرارات والتدخل في توجيه مسار المشروع).
تطلب مبالغ مرتفعة، في حالة نجاح المشروع لاسترداد حصص المخاطرون ( لكن ينبغي أن لا ننسى بطبيعة الحال أن ذلك ما يقيم ميزان العدالة، حيث تعتبر هذه المبالغ مقابل المجازفة التي قبلها المخاطرون وقت الإنشاء، والتي كان من الممكن أن تعرضهم لفقدان كافة أموالهم التي شاركوا بها في المشروع ).
I. 7 تجارب بعض الدول الرائدة في مجال رأس المال المخاطر:
التجربة الأمريكية: تتميز شركات رأسمال المخاطر بالتخصص في مجال الشركات الناشئة و تختار القطاعات التي تمتاز بفرص نمو مرتفعة كقطاع التكنولوجية و في دراسة شملت 500 مؤسسة أمريكية تم تمويلها برأسمال المخاطر عمرها لا يتجاوز الأربعة سنوات و حوالي 80 منها تعمل في القطاع التكنولوجي مقارنة بعدد مماثل من المؤسسات الممولة ذاتيا وكانت النتائج كما هو مبين في الجدول التالي:
جدول رقم(01): مقارنة بين المشاريع الممولة برأسمال المخاطر والمشاريع الممولة ذاتيا في أمريكا.
I. 8 دور شركات رأس المال المخاطر في تمويل المشاريع الجديدة :
إن الأفكار لا تساوي شيئا مهما كانت أهميتها و قيمتها الاستثمارية و الإقتصادية ما لم يتم تجسيدها و من ثم تطويرها، وهو ليس بالأمر الهين و يحتاج إلى مهارات فنية وقدرات خاصة للتغلب على المشاكل التي تعترض عملية ترقية الفكرة من مجرد فكرة على ورق إلى واقع ملموس،"وتبرز هذه الميزة بسبب روح المغامرة لدى أصحاب المشروعات الصغيرة فهم إما يتبعون أساليب جديدة للإنتاج على نطاق واسع و إما يتبعون ابتكاراتهم لشركة أكبر . إن الحصول على براءة اختراع أمر مهم جدا لتحويل هذه الفكرة إلى سلعة مفيدة لكنه ليس مجرد آلية تبين أصالة الفكرة و أحقية احتكارها ما يجعل الأمر أكثر تعقيدا و قد يكون سببا في تنفير المستثمرين عنها لاعتقادهم أن السلعة جديدة و الإستثمار فيها ينطوي على مخاطرة كبيرة.
كما أن المبتكر يواجه إشكالية تسويق فكرته فعقود التراخيص في المراحل الأولية من عمر التطوير للفكرة _ حسب إحصائيات الدول المتقدمة_ لا تتعدى نسبتها اثنين بالألف بالنسبة للمخترعين الأفراد و لكنها تكثر فيما بين الشركات و المؤسسات الناشئة بعد فترة التطوير للأفكار الجديدة التي قد يكون مصدر بعضها مخترعين أفرادا ليأتي بعدها ضرورة الحصول على المال لتجسيد هذه الفكرة عمليا ، الشيء الذي يتطلب تدرجا في تمويل هذا المشروع فالمخاطرة ستلازمه في كل المراحل.
I . 8. 1. السلم التدريجي للتمويل :
I. 8. 1.1 رأس مال المطور (المبتكر):
حيث يتعين على صاحب الفكرة بذل جزء من رأسماله لبداية تطوير الفكرة وما يسمى بـ"سيدن مني"
حيث يستخدم في تطوير النماذج المعملية و النماذج التجريبية ثم النماذج التجارية للسلعة الجديدة و كذلك لتجريب السلعة الجديدة و كذلك لتجريب السلعة في السوق و معرفة مدى إقبال الناس عليها ، ويساعد في تكوين البنية القانونية للمؤسسة الجديدة مثل إجراءات التسجيل و المقر والعلامات التجارية لبدء تدشين السلعة الجديدة والحفاظ على الأسرار التجارية المصاحبة لتطوير الفكرة كذلك تحديد المعرفة الكيفية المتراكمة "هاو ناو "
و استصدار حقوق التأليف للبرامج و الأدلة المصاحبة للتطوير و إذا كان قادرا ماليا و فنيا فان التطوير يكون سهلا جدا و لكنه في مراحل متقدمة يحتاج إلى الممولين الكبار لتدور عجلة التطوير حيث ستكون الحاجة كبيرة لرأس مال قد لا يكون متوفرا لدى المطور و قد لا يكون مناسبا أن يزج بجميع مدخراته و أصوله لتطوير فكرة واحدة معينة و يتعين عليه تقبل الخسارة في حال رغبته تسييل بعض الأصول لتحويلها لرأس مال يصلح لتطوير الفكرة فيكون من المناسب في مراحل متطورة أن يبيع بعض الحصص لزيادة رأس المال الذي يصبح أمرا ضروريا لبقاء المؤسسة أو خروجها من السوق و تعطى الحاضنات بمختلف أنواعها هذه المرحلة أهمية كبرى حيث تدفع مجانا لقاطنيها يسمى برأس مال المبادئ أو رأس مال البذور.
I .8. 2.1 رأس المال الموالي أو الملائكي Angle investors:
ويتكون من رأس مال الأقرباء مثل الزوجة و الإخوان و الإخوان و الأصدقاء وفي بعض الحالات يشمل بعض الصناديق الاستثمارية التي تنشئها بعض المؤسسات التعليمية و المعاهد البحثية و المجتمعات البلدية لبعض المناطق الحضارية و الغرف التجارية التي تنظر إلى العوامل الإنسانية كالحاجة لتواجد وظائف جديدة حيث ترصد بعض الأموال و شروط قاسية تقاسم بها التطوير مع صاحب الفكرة أملا في زيادة قيمة صندوقها بشراء حصص رأس مالية من الشركة الجديدة و التي في العادة تنسحب بمجرد وصول الشركة لمرحلة الإستثمار بأموال ضخمة و كبيرة و ذلك بعد ضمان انطلاقة الشركة الجديدة لترصد الأموال مرة أخرى لتطوير مؤسسة ناشئة جديدة .
I.8. 3.1 مرحلة ضخ أموال كبيرة:
لترقية المؤسسة الناشئة لمرحلة شركة تقاسم الحصص و ما يسمى بمرحلة دخول رأس المال المغامر أو المخاطر (Venture capital) و الذي قد يعني حرفيا ما ذكر سابقا و لكنه بالمعنى الواقعي يختلف تماما حيث أن دخول رأس المال يكون حتميا لقيام الشركة بدورها كاملا و لاتضاح الرؤى حول نجاحها المؤكد في حال ضخ أموال فيها و لأن بوادر المؤسسة تدل على مرحلة لتقاسم الرزق ولعل التسمية تكون شركات تقاسم الرزق و لعل التسمية تكون شركات تقاسم الرزق و ليست شركات رأس المال المخاطر.
I .8. 2 أشكال طرق التمويل:
I .8. 2. 1 التمويل الذاتي:
في بدايات الشركات العائلية فان التمويل يكون من مصدر الفكرة الجديدة و هو أحد أفراد العائلة و يسمى بأموال البداية أو البذور الأولى (Seeding money) و يحتاج المطور في هذه المرحلة إلى أموال مسيلة ما يضطره إلى تسييل بعض أصوله للحصول على هذه الأموال اللازمة للبداية و قد يرهن بعضها للحصول على قرض صغير. و مع التطور الحديث و انتهاج أسلوب الحاضنات فان هذه الأموال أصبحت تقدم من قبل الحاضنة مع المقر و الخدمات الإدارية و الفنية.
I . 8. 2. 2 التمويل الموالي "العائلي" والمؤسسات المهتمة بالفكرة الجديدة:
تتدخل في هذه المرحلة الأموال القريبة من المطور مثل الأقرباء و الأصدقاء والزملاء و مؤسسات الرعاية في مجال الفكرة الجديدة والتي تتبع للجامعات و المراكز البحثية و مكاتب الإدارة البلدية و تكون في الغالب على شكل تقاسم لرأس المال أو قروض بدون فوائد أو منح.
I . 8. 2. 3 التمويل ذو الأهداف المحددة: (حكومي)، (فدرالي) و (خاص):
و يتمثل في الصناديق الخيرية الوقفية على أعمال محددة كأعمال تطوير أجهزة المعاقين و المؤسسات الحكومية ذات الأهداف المحددة مثل أبحاث الفضاء و أهمها وكالة ناسا لأبحاث الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحفل بميزانية تتعدى الستين بليون دولار سنويا.
I . 8. 2. 4 التمويل الأبحاث و التطوير:
حيث تقوم به الشركات التجارية الكبرى لأغراض محددة خاصة بتطوير منتجاتها مثل شركات الاتصالات حيث تدفع الشركات الكبيرة الثلاث نوكيا و أري كسون و موتورولا المتخصصة في إنتاج الهاتف الجوال كل منها على حدة ما يزيد على مليار دولار في السنة.
I . 8. 2. 5 التمويل الرأس مالي الضخم:
حيث يوفر الأغنياء و الأثرياء الأموال و هو ما يسمى برأس المال غير الرسمي و كذا المؤسسات المالية العائلية و التجمعات المالية التي تنطوي تحت مظلة رسمية و هيئة اعتبارية بالإضافة إلى العمل الرأسمالي المؤسسي المالي والمبني على قواعد علمية و ينحدر من تجارب فعلية و عملية سابقة و يسمى بـ " Venture capital " حيث تترجم إلى العربية بأنها شركات رأس المال المخاطر أو المغامر وفي العادة لا يسمى هذا التمويل بهذا الاسم إلا إذا تعدت المشاركة خمسة ملايين دولار و تنفذ هذه المشاركة بواسطة أندية رأس المال المشارك " Clubs Venture capital." والتي تنشئها في العادة تجمعات مالية لخدمة أهداف هذه التجمعات و تسمى هذه الجمعيات في أوربا أو يطلق عليها تسمية "Venture capital House" حيث تكون من مجموعتين المجموعة الأولى بيوت المال و رجال الإستثمار و التي تقبل في هذا النادي بعد سداد اشتراك سنوي و الشركات و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التي بدأت العمل الفعلي و قد يشترط تحقيق أرباح لمدة سنتين متواليتين و تدفع اشتراكا مقابل دخول هذا النادي قد يكون مقطوعا أو سنويا . ويتم في هذا النادي الربط بين أصحاب الشركات الصغيرة و الممولين بحيث يتقاسم الممولون الكبار "الأفراد الأثرياء و المؤسسات المالية الرسمية " حصص زيادة رأس المال في الشركات الصغيرة و ذلك لتقاسم المخاطرة و كذلك الأرباح و يقوم صاحب الشركة الصغيرة بعرض خططه التجارية و دراسات للسوق و أداء مؤسسته الناشئة في الحاضر و تصور لما يمكن عمله في المستقبل في اجتماعات دورية تجمع بين جميع الأطراف بحيث تكون شهرية أو ربع سنوية أو حسبما تقتضيه ظروف العمل .
و تدار هذه الجلسات من قبل محامين متخصصين في العادة يكونون أعضاء في أعضاء في هذا النادي، و ينضم إلى هذا النادي بعض المراقبين من بيوت البنوك التجارية و الشركات المالية لدراسة فرص الإقراض لهذه الشركات الناشئة.وتكون هذه العمليات مكملة لبعضها و يستفيد جميع المنتسبين لهذا النادي كل حسب رغبته و اختصاصه.
ولا يخفى على الجميع ما يعود على المجتمع كافة من فوائد في حال تكوين هذه المنظومة الاستثمارية حيث سيزداد الدخلان القومي و الفردي و ستتاح الخدمات و السلع ذات الصبغة المحلية و ستزداد سلة الصناعات التحويلية التي تعد مخرجا طبيعيا للصناعات الأساسية التي تعد العمود الفقري لاقتصاد المملكة و الأهم من ذلك زيادة الوظائف و القضاء على البطالة .
I . 9 وادي المهالك أو ما يسمى وادي الموت: Valley of Death
سنستعرض ما ذكر سابقا على شكل رسم بياني لتبيين مراحل تطوير الأفكار الجديدة حيث يرمز لهذه العملية بشكل إجمالي على شكل واد سحيق لا ينجو منه إلا القليل وهو ما نريده في هذا المخطط من خلال مساعدة مطور الفكرة على أن يكون بطلا و يحصل على ما يريد لتحقيق أهدافه و التي أهمها أن يرى فكرته واقعا ملموسا نصيب عينيه.