أبو حسان
عضو مساهم
- رقم العضوية :
- 19956
- البلد/ المدينة :
- أرض الله الواسعة
- العَمَــــــــــلْ :
- تاجر والرزق على الله
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 95
- نقاط التميز :
- 277
- التَـــسْجِيلْ :
- 04/07/2011
بسم الله الرحمان الرحيم
حكى لي صديق فقال : بعد ثمانية أو تسعة أعوام زواج بدأت الرتابة والروتين تضرب أطنابها في بيتي، فتطرقت للأمر مع زوجتي، فقلت لها : ألا ترين أن الرتابة صارت لا تحتمل؟ ما رأيك عزيزتي لو جددنا من عاداتنا مثلا أو لو غيرنا هذا الروتين الممل بخرجات للحقول وكنا في فصل الربيع والأشجار قد أينعت، والأزهار تفتحت، أو نقوم بسفر سياحي لإحدى المدن. وكانت الصراحة ديدننا، والثقة المتبادلة دستورنا، وبالتالي لم تظهر لي حينها زوجتي أي شيء من عدم تفهم أو تبرم من الموضوع. نسيت الأمر ولم أوليه كبير أهمية. بعد أيام من تطرقنا للموضوع عدت للبيت من العمل، فاتجهت نحو غرفتنا، كالعادة، حتى أغير ثيابي وأستعد للعَشاء وصلاة العِشاء، فإذا الباب موصد من الداخل فرجعت أدراجي حتى لا أزعج زوجتي التي ربما كانت تغير ملابسها هي الأخرى أو في بعض شأنها النسوي.
الأغلب الأعم من النساء لا يقبلن بتعدد الزوجات انتصارا لمبدأ الاستحواذ لديهن في الوقت الذي يتنامى لدى الرجال حب التعددية والتجديد والتجريب. لماذا لا تقوم المرأة بتجديد نفسها بنفسها فتعمد إلى مواضع تفقد زوجها لنقصها فتكمل ولكمالها فتزيد. على أن يقوم الرجل
بدور المستوعب للتغيير والمشجع له ويأخذ هذا الاعتبار موضع الجد فيتزوج زوجته الأولى الجديدة. نعم يتزوجها من جديد فيشعرهابالفرق حتى يشعر هو به. كما أن عليهما هما الإثنان أن يبديا نوعا من التغيير والتبديل إن لم يكن فيه ذاتيا يكون في تقبل الرجل زوجته كما هي. فما كان غير مقبول من زوجته الأولى القديمة يكون مقبولا من زوجته الأولى المجددة...كما أنصح أن تكون الزوجة لزوجها كل شيء : زوجة، صديقة، رفيقة، أم، أخت، طبيبة نسانية - باعتبار شيوع المتاعب النفسية هذه الأيام - ولن أغفل الدور الأخير والأهم بنظري، وهو دور العشيقة...تسد كل حاجاته كما تسد عليه الطرق الملتوية والذرائع الإبليسية وسبل الشيطان.تخيلي سيدتي أنك امرأة أخرى تريدين الإيقاع بزوجك...ماذا عساك تفعلين لو كنت هذه المرأة؟؟
لتتعلمي أختاه كل الفنون...ليست دناوة ولا شهوانية ولكنها الفطرة الربانية...فمن وقف عنده الطعام والشراب وتنشق الهواء موقف الغريزة المحتقرة يكون الأمر ذاته بالنسبة لفنون العشق المباح ويكون العقل بذا قد قصر.
هل سألت نفسك يوما، سيدتي، عما يكون رد فعلك يا ترى لو تزوج عليك زوجك؟ هذا السؤال يقودنا تلقائيا إلى السؤال الأهم : لماذا يتزوج عليك زوجك ثانية؟ والجواب حسب تجربتي المتواضعة هو إما لزيادة حاجاته التي لم تعودي تلبيها...أو لنقص فيك أو تقصير...
في الحالة الثانية...لا أرى فيه ضرورة لإعادة الزواج من أخرى فالزواج الثاني يرغب فيه الزوج كلية بالتجديد...فترسخ في ذهنه أن الأولى قديمة عديمة الفائدة والثانية أوْلى وأحلى، فبفعله هذا وميله يقلب الميزان، ويوغر الصدر، وتكون الأحزان.
والزوجة الأولى - من تزوج عليها زوجها - وإن حاول تهدئة الأوضاع ووضع الميزان فلن تقبل فإما تخرّب وإما تنسحب...فيصبح الزواج ليس
ثانيا بل أولا ولكن على أنقاض أسرة...كانت سعيدة (على الأقل في نظر الزوجة)...أنا مع زواج الرجل بثانية وثالثة ورابعة...حسب الشرع طبعا...ولكن على أن يتزوج الرجل زوجته الحالية مرة ثانية وثالثة ورابعة. ماذا؟ يتزوج زوجته الأولى التي هي في عصمته؟
نعم، وهو كذلك. فكرة مجنونة؟ ألم تكن الابتكارات والاختراعات والمشاريع العملاقة وغيرها إلا نتاج أفكار مجنونة؟
الفكرة بسيطة...لماذا، سيدتي، لا يتفق الزوجان على أن تكون هي له بمثابة الثانية؟؟ تبحث فيما يريده من زواجه الثاني وتفعله، وتتقمصه، وتتحول إليه، ويعتبر هو أنه بالفعل مقدم على زواجه بأخرى مختلفة، أجمل وأكمل، ويعقدان عقدهما بهذا الاتفاق، ويجعلان من هذا اليوم يوم عيد. أدعوا الزوجات أن تنصاع فحاجات الأزواج ليست واهية. وأدعوا الأزواج أن تكون في قلوبهم شيئا من مرونة وليونة تستقطب محاولات الزوجة المجددة. إلى كل من يفكر في زوجة ثانية "أمسك عليك زوجك..." وأعطها الفرصة لتكون هي الثانية أو الثالثة أو الرابعة.
اللهم أقر عيون الأزواج بزوجاتهم وأقر عيونهن بأزواجهن اللهم آمين.
عدل سابقا من قبل أبو حسان في السبت 9 يوليو - 12:11 عدل 2 مرات