فرحة
طاقم مستشاري المنتدى
- رقم العضوية :
- 5
- البلد/ المدينة :
- ارض الله الواسعة
- العَمَــــــــــلْ :
- طبيبة عامة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 4207
- نقاط التميز :
- 5075
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/06/2008
رغم تعدد النظريات العلمية لتفسير ظاهرة وحم الحوامل وما تستند إليه من أدلة وبراهين تتعلق بمعاناة نصف نساء العالم تقريبا الحوامل من أعراض الوحم، إلا أن هناك اختلافا في وجهات النظر وجدالا واسعا في الأوساط الطبية حول حقيقة الوحم ومدى وجود أسباب طبية حقيقية مسؤولة عن حدوثه لدى هذه النسبة الكبيرة من الحوامل في أنحاء العالم
والمثير في الأمر أن أنواع الوحم وأعراضه ومظاهره تتعدد وتختلف من سيدة لأخرى، فالبعض قد يشعر بالدوار والإغماء وصعوبة التركيز بينما تعاني أخريات من الاكتئاب والحزن وحدة الطبع، وقد نجد بعضهن في حالة ابتهاج ورضا لتحقق حلمهن في الحمل.. وكثيرا ما نجد حالات تكره فيها بعض الحوامل أنواعا من الأطعمة في حين تتشوق لأنواع أخرى من الأطعمة والفواكه والخضراوات التي تشتهيها في غير مواسم تواجدها
والأكثر غرابة في أنماط هذا الوحم هو انه قد لا يقتصر على اشتهاء الغذاء بل والأشياء أيضا التي لا تؤكل مثل الطباشير وحبيبات الطين والمواد الغريبة المختلطة مع الحبوب وعيدان الثقاب المحروقة، أو تناول أطعمة غريبة غير مألوفة من أن تكون مع بعضها بعضا مثل الشوكولاتة بالسلاطة والجبن المخلوط بالقهوة, والزيتون المحشو بالكريمة الحلوة حتى أصبح الوحم يرتبط بالأطعمة الغريبة بشكل عام.
وبالرغم من هذه الظواهر الواقعية التي يعترف كثير من الأطباء بوجودها إلا أن هناك فريقا آخر من الأطباء ينكرها ويرى أنها مجرد خيالات نفسية خاصة بطبيعة النساء في تلك الفترة، وبعضها يعتبر الوحم ظاهرة اقرب للخرافة بسبب عدم وضوح الأسباب الحقيقية وراء الظاهرة واكتنافها بعض الغموض، إلا انه في كل الأحوال تبقى علامة الاستفهام الكبرى حول تفسير تلك الأعراض التي تحدث للحامل في شهور حملها الأولى أو ما يطلق عليها "شهور الوحم" والمتمثلة في صورة قيء وغثيان ودوخة والحساسية الشديدة لشم بعض الروائح سواء بالاشمئزاز أو بالإعجاب، بالإضافة لتغيرات ملحوظة في الشهية للطعام سواء بالزيادة أو النقصان، فنجد الحامل قد تزداد شهيتها للطعام أو تتناول كميات كبيرة منه بشكل مغاير لطبيعتها أو تتناول كميات اقل مما اعتادت تناوله من كميات الأكل المختلفة تغيرات هرمونية.
وحول التفسيرات المختلفة لوحم الحوامل تميل بعض الآراء إلى تفسيره بترجيح كفة النظرية المرتبطة بالتغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل وذلك بسبب تغيرات ناتجة عن الهرمونات الصادرة من المشيمة، وهو ما يكون مسؤولاً عن الشعور بالغثيان والرغبة في القيء حيث ينعكس تأثير تلك الهرمونات على مراكز القيء في المخ
عوامل نفسية.
ويرى فريق آخر من العلماء أن ما يحدث من ظاهرة وحم الحوامل هو نتيجة للعوامل النفسية المصاحبة للحمل بالإضافة إلى أن المعدة الخاوية تكون سهلة الاضطراب في الصباح، وعادة ما تكون حساسة للأطعمة الدسمة و المسبكة والمقلية في الزبد أو السمن ما يصيبها بالغثيان.
ويرى البعض الآخر أن الخلايا العصبية المسؤولة في المخ عن حاسة الشم تجعلها أكثر حساسية لبعض الروائح باستحبابها أو النفور منها، وهي نفسها مسؤولة عن قوة الحامل غير الطبيعية في تمييز الروائح وشمها بما فيها الروائح التي لا يشمها الآخرون.
في حين يرى فريق آخر من الباحثين المهتمين بوحم الحوامل انه يرجع إلى نقص بعض الفيتامينات الضرورية للجسم في تلك الفترة وهي فيتامين ب1، ب6، ب12 بالإضافة إلى احتمالات تأثير نقص المواد الكربوهيدراتية من نشويات وسكريات على الحامل وعلى ما تعاني به من أعراض غثيان وخلافه.
ويؤكد المعنيون من الخبراء بالوحم أن كل التفسيرات قابلة للأخذ بها لأنها تؤثر مجتمعة على حالة الحامل جسديا ونفسيا، مؤكدين أن فترة الوحم هي بالفعل فترة الشهور الثلاثة الأولى في الحمل وتتطور لدى بعض الحوامل من الشعور بالغثيان والرغبة في القيء إلى ما هو اخطر، يسبب فقد الحامل لشهيتها بصورة تجعلها تخسر كثيرا من وزنها بما يعرضها ويعرض الجنين للخطر, وهو ما يعني أن ظاهرة الوحم شبه مؤكدة من الناحية الطبية، وترجع لأسباب متشابكة فسيولوجية ونفسية وأنها ثابتة بالأدلة والقرائن بحكم انتشارها بين عدد كبير من الحوامل في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يعني ارتباطها فعلا بفترة الحمل عند النساء وارتباطها بتغيرات ما تحدث خلال تلك الفترة
تخفيف أعراض الوحم.
وبصرف النظر عن تعدد النظريات المفسرة لتلك الظاهرة الغامضة المعروفة بوحم الحوامل إلا أن ما يهم الحامل والطبيب هو كيفية التخلص من آثار وتخفيف أعراض تلك الفترة العصيبة في الحمل تجنباً لتأثيراتها السلبية على صحة الحامل ومولودها، وهنا وفي هذا الصدد ينصح الأطباء الحوامل بعدم تركهن المعدة خاوية وعدم الإثقال عليها تماما في الوقت نفسه لتهدئة حركة المعدة مع الإكثار من تناول السكريات والسوائل الغنية بالسكر والعصائر، كما أن الثلج والعصائر الباردة مفيدة في تهدئة حركة المعدة والأمعاء وبالتالي التخلص من الإحساس بالغثيان أو الرغبة في القيء.
ويحذر الأطباء من عدم الاهتمام بعلاج هذه الأعراض لأنها مع الوقت قد تتسبب في إصابة الحامل بالجفاف أو فقد الوزن نظراً لعدم قدرتها على الأكل أو شرب الماء للرغبة المستمرة في القيء، ويجب عدم استثارة الجهاز الهضمي وخصوصا المعدة بأي أطعمة ثقيلة أو حريفة وتجنب الوجبات ذات الروائح المثيرة للغثيان مع الإكثار من تناول النشويات والأطعمة المسلوقة الخفيفة، ووقف تناول أقراص الحديد لو كانت تسبب هذه المتاعب للحامل مع تجنب النزول مباشرة من الفراش عند الاستيقاظ من النوم، فالأفضل أن تجلس الحامل قليلا عند طرف السرير حتى تستعيد توازنها قبل أن تتحرك حتى لا تشعر بالدوخة.........!!