mohamed kechad
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- ز.الوادي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 728
- نقاط التميز :
- 2187
- التَـــسْجِيلْ :
- 10/10/2010
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُم
اعداد الموضوع: محمد بن لمين
{ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ
آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } البقرة (152).
قوله تعالى: { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ } هذه الكاف للتشبيه وتحتاج إلى
شيء يرجع إليه فقال بعضهم: ترجع إلى ما قبلها معناه ولأتم نعمتي عليكم كما أرسلنا
فيكم رسولا قال محمد بن جرير: دعا إبراهيم عليه السلام بدعوتين -إحداهما -قال:
"ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك"( 128-البقرة )
والثانية قوله: "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم"( 129-البقرة ) فبعث الله
الرسول وهو محمد صلى الله عليه وسلم ووعد إجابة الدعوة الثانية بأن يجعل في ذريته
أمة مسلمة، يعني كما أجبت دعوته بأن أهديكم لدينه وأجعلكم مسلمين وأتم نعمتي عليكم
ببيان شرائع الملة الحنيفية (1) وقال مجاهد وعطاء والكلبي: هي متعلقة بما بعدها
وهو قوله "فاذكروني أذكركم" معناه كما أرسلنا فيكم رسولا منكم فاذكروني
(2) وهذه الآية خطاب لأهل مكة والعرب يعني كما أرسلنا فيكم يا معشر العرب.
{ رَسُولا مِنْكُمْ } يعني محمدا صلى الله عليه وسلم { يَتْلُو عَلَيْكُمْ
آيَاتِنَا } يعني القرآن { وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ } قيل: الحكمة السنة، وقيل: مواعظ القرآن { وَيُعَلِّمُكُمْ مَا
لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } الأحكام وشرائع الإسلام.
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } قال ابن عباس: اذكروني بطاعتي، أذكركم
بمغفرتي، وقال سعيد بن جبير اذكروني في النعمة والرخاء، أذكركم في الشدة والبلاء،
بيانه "فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون"(
144-الصافات ).
عن النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي
وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في
ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه
باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة" (3).
عن الحسن عن أنس قال: إني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم
عدد أناملي هذه العشر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى
يقول: يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في
ملأ خير منهم، وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا، وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك
باعا، وإن مشيت إلي هرولت إليك، وإن هرولت إلي سعيت إليك، وإن سألتني أعطيتك، وإن
لم تسألني غضبت عليك" (4).
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: "أنا مع عبدي ما
ذكرني وتحركت بي شفتاه" (5)
عن عبد الله بن بسر قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: "أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من
ذكر الله تعالى" (6) .
قوله تعالى: { وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ } يعني واشكروا لي بالطاعة
ولا تكفروني بالمعصية فإن من أطاع الله فقد شكره ومن عصاه فقد كفره.
__________
(1)
قال الطبري في التفسير: 3 / 208-209: "يعني بقوله جل ثناؤه: "كما أرسلنا
فيكم رسولا"، ولأتم نعمتي عليكم ببيان شرائع ملتكم الحنيفية، وأهديكم لدين
خليلي إبراهيم عليه السلام، فأجعل لكم دعوته التي دعاني بها ومسألته التي سألنيها
فقال: "ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب
علينا إنك أنت التواب الرحيم" (سورة البقرة: 128)، كما جعلت لكم دعوته التي
دعاني بها، ومسألته التي سألنيها فقال: "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو
عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم" (سورة
البقرة: 129)، فابتعثت منكم رسولي الذي سألني إبراهيم خليلي وابنه إسماعيل، أن
أبعثه من ذريتهما".
(2)
انظر: تفسير الطبري: 3 / 210.
(3)
أخرجه البخاري في التوحيد - باب: قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه: 13 / 384.
ومسلم: في الذكر والدعاء والتوبة - باب الحث على ذكر الله تعالى برقم (2675) 4 /
61. والمصنف في شرح السنة: 5 / 273.
(4)
أخرجه البخاري في التوحيد - باب قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه: 13 / 384.
ومسلم: في الذكر والدعاء والتوبة - باب: فضل الذكر والدعاء برقم (2675) 4 / 2067
من طريق أنس وجاء كذلك من طريق أبي ذر وهذه الرواية يختلف لفظها عند البخاري.
(5)
رواه البخاري: تعليقا في التوحيد - باب: قول الله تعالى: لا تحرك به لسانك: 13 /
499. وابن حبان في الأذكار ص (576) من موارد الظمآن قال ابن حجر هذا طرف من حديث:
أخرجه أحمد والبخاري في خلق أفعال العباد. والطبراني من رواية عبد الرحمن بن يزيد
بن جابر عن إسماعيل بن عبد الله. بن أبي المهاجر عن كريمة بنت الحسحاس عن أبي هريرة،
وأخرجه عنه أيضا البيهقي في الدلائل وابن ماجه والحاكم وابن حبان من طرق انظر: فتح
الباري 13 / 500 والمصنف في شرح السنة: 5 / 13 وانظر التعليق عليه للشيخ
الأرناؤوط.
(6)
أخرجه الترمذي: في الدعوات - باب: فضل الذكر 9 / 314-215 وقال: هذا حديث حسن غريب
من هذا الوجه وأحمد: 4 / 188،190 عن عبد الله بن بسر بلفظ آخر. ابن حبان: في
الأذكار - باب: فضل الذكر والذاكرين (موارد الظمآن) برقم (2318) ص 576.
.......................................
المرجع:
كتاب التفسير : معالم التنزيل
المؤلف
: محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (المتوفى : 510هـ)
المحقق
: حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش
اعداد الموضوع: محمد بن لمين
{ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ
آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } البقرة (152).
قوله تعالى: { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ } هذه الكاف للتشبيه وتحتاج إلى
شيء يرجع إليه فقال بعضهم: ترجع إلى ما قبلها معناه ولأتم نعمتي عليكم كما أرسلنا
فيكم رسولا قال محمد بن جرير: دعا إبراهيم عليه السلام بدعوتين -إحداهما -قال:
"ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك"( 128-البقرة )
والثانية قوله: "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم"( 129-البقرة ) فبعث الله
الرسول وهو محمد صلى الله عليه وسلم ووعد إجابة الدعوة الثانية بأن يجعل في ذريته
أمة مسلمة، يعني كما أجبت دعوته بأن أهديكم لدينه وأجعلكم مسلمين وأتم نعمتي عليكم
ببيان شرائع الملة الحنيفية (1) وقال مجاهد وعطاء والكلبي: هي متعلقة بما بعدها
وهو قوله "فاذكروني أذكركم" معناه كما أرسلنا فيكم رسولا منكم فاذكروني
(2) وهذه الآية خطاب لأهل مكة والعرب يعني كما أرسلنا فيكم يا معشر العرب.
{ رَسُولا مِنْكُمْ } يعني محمدا صلى الله عليه وسلم { يَتْلُو عَلَيْكُمْ
آيَاتِنَا } يعني القرآن { وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ } قيل: الحكمة السنة، وقيل: مواعظ القرآن { وَيُعَلِّمُكُمْ مَا
لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } الأحكام وشرائع الإسلام.
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } قال ابن عباس: اذكروني بطاعتي، أذكركم
بمغفرتي، وقال سعيد بن جبير اذكروني في النعمة والرخاء، أذكركم في الشدة والبلاء،
بيانه "فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون"(
144-الصافات ).
عن النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي
وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في
ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه
باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة" (3).
عن الحسن عن أنس قال: إني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم
عدد أناملي هذه العشر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى
يقول: يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في
ملأ خير منهم، وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا، وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك
باعا، وإن مشيت إلي هرولت إليك، وإن هرولت إلي سعيت إليك، وإن سألتني أعطيتك، وإن
لم تسألني غضبت عليك" (4).
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: "أنا مع عبدي ما
ذكرني وتحركت بي شفتاه" (5)
عن عبد الله بن بسر قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: "أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من
ذكر الله تعالى" (6) .
قوله تعالى: { وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ } يعني واشكروا لي بالطاعة
ولا تكفروني بالمعصية فإن من أطاع الله فقد شكره ومن عصاه فقد كفره.
__________
(1)
قال الطبري في التفسير: 3 / 208-209: "يعني بقوله جل ثناؤه: "كما أرسلنا
فيكم رسولا"، ولأتم نعمتي عليكم ببيان شرائع ملتكم الحنيفية، وأهديكم لدين
خليلي إبراهيم عليه السلام، فأجعل لكم دعوته التي دعاني بها ومسألته التي سألنيها
فقال: "ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب
علينا إنك أنت التواب الرحيم" (سورة البقرة: 128)، كما جعلت لكم دعوته التي
دعاني بها، ومسألته التي سألنيها فقال: "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو
عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم" (سورة
البقرة: 129)، فابتعثت منكم رسولي الذي سألني إبراهيم خليلي وابنه إسماعيل، أن
أبعثه من ذريتهما".
(2)
انظر: تفسير الطبري: 3 / 210.
(3)
أخرجه البخاري في التوحيد - باب: قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه: 13 / 384.
ومسلم: في الذكر والدعاء والتوبة - باب الحث على ذكر الله تعالى برقم (2675) 4 /
61. والمصنف في شرح السنة: 5 / 273.
(4)
أخرجه البخاري في التوحيد - باب قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه: 13 / 384.
ومسلم: في الذكر والدعاء والتوبة - باب: فضل الذكر والدعاء برقم (2675) 4 / 2067
من طريق أنس وجاء كذلك من طريق أبي ذر وهذه الرواية يختلف لفظها عند البخاري.
(5)
رواه البخاري: تعليقا في التوحيد - باب: قول الله تعالى: لا تحرك به لسانك: 13 /
499. وابن حبان في الأذكار ص (576) من موارد الظمآن قال ابن حجر هذا طرف من حديث:
أخرجه أحمد والبخاري في خلق أفعال العباد. والطبراني من رواية عبد الرحمن بن يزيد
بن جابر عن إسماعيل بن عبد الله. بن أبي المهاجر عن كريمة بنت الحسحاس عن أبي هريرة،
وأخرجه عنه أيضا البيهقي في الدلائل وابن ماجه والحاكم وابن حبان من طرق انظر: فتح
الباري 13 / 500 والمصنف في شرح السنة: 5 / 13 وانظر التعليق عليه للشيخ
الأرناؤوط.
(6)
أخرجه الترمذي: في الدعوات - باب: فضل الذكر 9 / 314-215 وقال: هذا حديث حسن غريب
من هذا الوجه وأحمد: 4 / 188،190 عن عبد الله بن بسر بلفظ آخر. ابن حبان: في
الأذكار - باب: فضل الذكر والذاكرين (موارد الظمآن) برقم (2318) ص 576.
.......................................
المرجع:
كتاب التفسير : معالم التنزيل
المؤلف
: محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (المتوفى : 510هـ)
المحقق
: حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش