أحمد بلقمري
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- برج بوعريريج/ الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- مستشار التوجيه و التقييم و الإدماج المهنيين
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 173
- نقاط التميز :
- 292
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/09/2011
كَمَا الحَرْبُ..
رؤية الشّمس و القمر ليست علامة البصر الحاد، سماع الرّعد ليس علامة السّمع الحاد.. سان تسو- فن الحرب
سقطا متعبين، مرهقين، كانا
ينظران إلى بعضهما البعض كجنديين صديقين قاتلا في جبهة واحدة من أجل راية
واحدة، كانت الأعين شاخصة و الأرواح انتهت واحدة خالدة..أتعبتهما الحرب هذه
المرّة، كان القصف عنيفا، و القنابل كانت مزروعة في كلّ شبر من أرض
المعركة، بقيا هادئين حتّى يشعران بالأمان بعد حرب ضروس وضعت أوزارها
أخيرا، مدّ يده إليها كما لو ناولها قطعة ذخيرة تكفيها لردّ عدوان مفاجئ
محتمل، ردّت عليه بابتسامة عريضة كانت كافية لتجعله يتّمسّك بالحياة لفترة
أطول. كانا يستمدّان القوّة من حرارة جسديهما المثخنين بجراح الحبّ،
المصابين بأعيرة طائشة من هنا وهناك، فاتري العاطفة و الحماسة، تعبي
الأجساد المتناثرة كجثث مطوّقة، استسلما للنّوم في لحظة من النّيرفانا
التّي غلبت سُحبها على سمائهما، رأت في منامها أنّها القمر منيرا لدرب
عشقهما و أنّ حبيبها الشّمس مُشرقة كأنّها كوكب دريّ، أمّا هو فسمع قصف
الرّعد و وميض البرق يعلو سمائه، ظنّ أنّ حبيبته جاءته بذات الرّعد و
الصّليل، فارتعدت فرائصه من الخوف و الاضطراب، لكنّه عاد إلى طبيعته بمجرّد
أن منحته جرعة من حياة عندما أمسكت يده اليُسرى ليحسّ بالدّفء، اقترب
منها، و أودع لديها هادئا، مبتسما كلّ أسراره بمجرّد أن نزع عنه ثوبَ
المُحَارب.
قلم: أحمد بلقمري