ماكيل فابر
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- الجزائر بسكرة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 121
- نقاط التميز :
- 242
- التَـــسْجِيلْ :
- 19/08/2011
أعلنت اللجنة الوطنية للأهلة، بوزارة الشؤون الدينية للأوقاف عن صيام أول أيام شهر رمضان، وفق قاعدة توحيد المطالع بعد أن تعذر على اللجان الولائية رصد هلال رمضان محليا وطعن اللجنة الوطنية، في تقرير ولايتين أكدتا ثبوت رؤية الهلال فيها رغم استحالة ذلك فلكيا، ما دفع باللجنة الاستئناس بخيار توحيد المطالع إثر وصول تقرير ثبوت الرؤية من سفارتي الجزائر، في كل من تونس وجنوب إفريقيا، ولكن قبل تلاوة اللجنة لبيانها ترقب وحيرة ونقاش وكواليس تنفرد "الشروق" بنشرها.
الثامنة و24 دقيقة من ليلة الشك المصادفة في الجزائر لليلة الأحد إلى الاثنين..هو توقيت غروب الشمس عن آخر شبر من التراب الجزائري بأقصى ولاية تندوف وموعد وصول آخر تقرير ولائي يؤكد عدم ثبوت رؤية هلال رمضان عبر كامل القطر الوطني إلى غرفة الاتصالات والعمليات لرصد الأهلة بالعاصمة ولحظة انطلاق المداولات النهائية للجنة الوطنية للأهلة بمكتب وزير الشؤون الدينية والأوقاف بأعالي حيدرة.
مشايخ وفلكيون يضبطون 3 احتمالات مسبقة وفق الشرع والعلم
التحقنا بمقر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالعاصمة، ساعة قبل موعد تلاوة بيان رصد هلال رمضان 1432 هجري، قصد مقاسمة أعضاء لجنة الأهلة اللحظات الأخيرة قبل قطع شك ليلة الشك بالخبر اليقين، حيث يسبق هذه اللحظات تنسيق بين مختلف المؤسسات الممثلة في اللجنة الوطنية للأهلة ومشايخ وأئمة الوطن على أن يُعد محمد عيسى مدير التوجيه الديني ومستشار وزير الشؤون الدينية بالتنسيق مع أعضاء اللجنة ثلاثة تقارير مسبقة تتضمن جميع الاحتمالات الواردة وفق القواعد والضوابط الشرعية والحسابات الفلكية حول إمكانية ثبوت رؤية الهلال من عدمها، حيث تضمن التقرير الأول في غلاف باللون الأصفر عدم ثبوت رؤية الهلال عبر كامل ولايات الوطن وفي الدول الإسلامية التي تشترك معها الجزائر في التوقيت الليلي.
وهو الاحتمال الأقل ترجيحا حيث استبعد تقرير المرصد الفلكي رؤية الهلال في الجزائر، إلى أنه أكد رؤيته بصفة تكاد أن تؤول للجزم بدول جنوب القارة الإفريقية وجميعها دول تشترك مع الجزائر في التوقيت الليلي، في حين تضمن التقرير الثاني بغلاف أخضر ثبوت الرؤية في أكثر من ولايتين حيث يشترط الشرع رؤية شاهدين للهلال، وعليه تشترط اللجنة ثبوت الرؤية في ولايتين، إلا أن ذلك مستبعد حسب تقرير الفلكيين حيث تستحيل الرؤية في أغلب ولايات الوطن باستثناء أقصى الجنوب الذي حال سوء الأحوال الجوية بتمنراست دون صفاء الرؤية، في حين تضمن التقرير الثالث في الغلاف الأحمر تطبيقا لقاعدة توحيد المطالع والاقتداء بالدول الإسلامية التي تشترك معها الجزائر في التوقيت الليلي وعليه يكون أول أيام رمضان يوم الاثنين الفاتح من أوت.
الغرفة مغلقة و40 دقيقة من الاتصالات..والهلال لم يرصد
وأشار محمد عيسى، في لقائنا قبيل عقد أعضاء اللجنة الوطنية للأهلة لاجتماعهم بالطابق الأخير بمقر الوزارة إلى أن اللجنة تأخذ برأي الفلكيين مسبقا بالإطلاع على التقرير الفلكي المفصل حول الوضعية الفلكية للقمر والشمس خلال تلك الليلة وإمكانية الرؤية بالعين المجردة من عدمها والمجال الجغرافي والجهات التي يحتمل فيها أكثر رصد الهلال من غيرها على ضوء الحسابات العلمية والفلكية، إلا أن شرط ثبوت الرؤية العينية من قبل شاهدين عبر التراب الوطني يبقى شرطا أساسيا أو ثبوت رؤية شاهدين في إحدى الدول التي تشترك معها الجزائر في التوقيت الليلي وفق خيار توحيد المطالع المعتمد في الجزائر منذ 2002، حيث يلتحق موظفون بالوزارة بغرفة مغلقة مجهزة بهواتف و فاكسات لإجراء جولة من الاتصالات المارطونية ابتداء من الساعة 19:35 موعد أول غروب للشمس بالجزائر إلى غاية 20:24 موعد غروب الشمس عن آخر شبر من التراب الوطني حيث تتم عملية الرصد لثوان عقب الغروب إلا أن حصيلة 40 دقيقة من الاتصالات أسفرت عن عدم ثبوت رؤية الهلال بـ46 ولاية، في حين طعنت اللجنة الوطنية للأهلة في تقرير ولايتين أكدتا رصد مواطنين للهلال لأن التقارير الفلكية تؤكد استحالة رؤية الهلال بأغلب ولايات الوطن باستثناء أقصى الجنوب الذي وإن توفرت فيه الشروط الفلكية إلا أن سوء الأحوال الجوية عكّر صفاء الرؤية.
غلام الله يختار التقرير الأحمر في آخر لحظة
في حدود الساعة الثامنة وثلاثين دقيقة أي بعد 6 دقائق من آخر غروب في الجزائر وهو الوقت المحدد لتحرير البيان النهائي للجنة قصد تلاوته على المباشر عند الثامنة والنصف اشتد الضغط على القائمين على الإرسال التلفزيوني من مقر وزارة الشؤون الدينية، حيث التحق أعضاء اللجنة المركزية المكونة من مشايخ وفلكيين وإطارات وزارة الشؤون الدينية بمقاعدهم في البلاطو التلفزيوني بالطابق الأخير بعد أداء صلاة المغرب بإمامة الشيخ الطاهر آيت علجت، والتحاق الوزير غلام الله بمكتبه مصحوبا بمستشارين إلا أن القرار النهائي لم يتخذ بعد من قبل الوزير باعتباره رئيس اللجنة إلا في حدود الثامنة و45 دقيقة حيث اختار التقرير ذو الغلاف الأحمر المعتمد على قاعدة توحيد المطالع والاقتداء بالدول التي تشترك الجزائر معها في التوقيت الليلي بعد طعن اللجنة الوطنية في رؤية ولايتين يستحيل ثبوت الرؤية فيها، حيث تنفس الحضور الصعداء بوصول تقرير سفارتنا في تونس وثبوت الرؤية في الجارة تونس، وكذا التقرير الشفهي لإطارات سفارتنا في جنوب إفريقيا والمؤكد ثبوت رؤية هلال رمضان حيث كلّف الوزير غلام الله الشيخ بلمهدي لتلاوة البيان على المباشر ويكتفي الوزير غلام الله بتهنئة الجزائريين والأمة الإسلامية بحلول الشهر الفضيل من مكتبه قبل أن يلتحق بمجلس المشايخ حيث التزم الشيخ طاهر آيت علجت بالصمت، رافضا التعليق عن البيان والقرار النهائي في حين خاطب الشيخ قاهر الحضور، والذي اعتذر هو الآخر عن الإجابة عن الأسئلة الصحفية بـ"يجب على الوزارة الالتزام بخياراتها الفقهية فإن اختارت العمل بتوحيد المطالع لهذه السنة فعليها الالتزام بذلك وتطبيقها في جميع المناسبات والسنوات المقبلة".