adelnacir
عضو جديد
- البلد/ المدينة :
- ferdjioua
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 17
- نقاط التميز :
- 49
- التَـــسْجِيلْ :
- 18/09/2011
[center]فضل الذكر والدعاء
فضل الذكر والدعاء
فضل الذكر والدعاء
ورد في فضل الذكر والدعاء، والحث عليهما
آيات كثيرة، وأحاديث صحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نذكر ما تيسر منها:
قال الله - سبحانه وتعالى-: (( يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً
وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا))
(1).
وقال
تعالى: ((فَاذْكُرُونِي
أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ))(2).
وقال تعالى: ((إِنَّ فِي
خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ
لِأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى
جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا
خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ))
(3).
وقال
تعالى: ((يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ
كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)).
وقال
تعالى: ((يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ
اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ))
(4).
وقال
تعالى: ((فَإِذَا
قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ
وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))
(5).
والإكثار من ذكر الله - تبارك
وتعالى- ودعائه – سبحانه- مستحب في جميع الأوقات والمناسبات، وفي الصباح والمساء،
وعند النوم، وعند اليقظة، ودخول المنزل، والخروج منه، وعند دخول المسجد، والخروج
منه. لما سبق من الآيات الكريمات، ولقوله تعالى أيضاً: ((فَاصْبِرْ
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ)) (6) .
وقوله تعالى: ((فَسُبْحَانَ
اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ
الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ))(7).
الأحاديث في فضل تلاوة
القرآن:
- في صحيح مسلم عن عقبة بن عامر - رضي
الله عنه- قال: (خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن في الصفة، فقال: أيكم
يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان، أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير
إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا يا رسول الله، نحب ذلك. قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد
فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله - عز وجل- خير له من ناقتين، وثلاث خير له من
ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل)(8).
- وفي صحيح البخاري عن عثمان - رضي الله
عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)(9).
- وفي صحيح مسلم عن أبي أمامة الباهلي
قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً
لأصحابه)(10).
- وفي صحيح مسلم أيضاً من حديث النواس بن
سمعنا - رضي الله عنه- قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: (يؤتى بالقرآن
يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامتان،
أو ظلمتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما)
(11).
- وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه-
قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله
به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن (ألف) حرف، و (لام) حرف، و
(ميم) حرف) (12).
الأحاديث في فضل الذكر
والدعاء:
ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- أحاديث كثيرة تدل على فضل الذكر، والتحميد، والتهليل، والتسبيح، والدعاء،
والاستغفار، في كل وقت، وفي طرفي الليل والنهار، وفي أدبار الصلوات الخمس بعد
السلام، نذكر بعضها. فمن ذلك:
قوله - صلى
الله عليه وسلم- (سبق المفردون. قالوا: يا رسول الله، من المفردون؟ قال: الذاكرون
الله كثيراً والذاكرات) (13).
وقال - صلى
الله عليه وسلم-: (أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله،
والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) (14).
وفي صحيح
مسلم أيضاً عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه- قال: (جاء أعرابي إلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- فقال: علمني كلاماً أقوله؟ قال: (قل لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول
ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم. (فقال: يا رسول الله، إن هؤلاء لربي، فما لي؟
قال: قل اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني) (15).
- وقال أيضاً - عليه الصلاة والسلام-:
(الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا
حول ولا قوة إلا بالله) (16).
- وقال - عليه الصلاة والسلام-: (ما عمل
ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله، من ذكر الله) (17).
- وقال معاذ بن جبل - رضي الله عنه-: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم،
وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم
فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله)
(18).
- وقال - صلى الله عليه وسلم-: (لا يقعد
قوم يذكرون الله - عز وجل- إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم
السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده) (19).
وقال - صلى الله عليه وسلم-: (من قال لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر
مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) (20).
- وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله
عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قال لا إله إلا الله، وحده لا
شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل
عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان
يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك، ومن
قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)(21).
- وفي الصحيحين أيضاً عن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- أنه قال: (كلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتان إلى الرحمن،
ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) (22).
- وخرج الترمذي وغيره بإسناد حسن عن أبي
سعيد، وأبي هريرة - رضي الله عنهما- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
(ما قعد قوم مقعداً لم يذكروا الله فيه - عز وجل- ولم يصلوا على النبي - صلى الله
عليه وسلم- إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم)(23).
- وعَنْ أَبِي مُوسَى - رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَثَلُ
الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ
وَالْمَيِّتِ) (24).
- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَقُولُ
اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي, وَأَنَا مَعَهُ إِذَا
ذَكَرَنِي, فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي, وَإِنْ ذَكَرَنِي
فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ, وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ
بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا, وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا
تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا, وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)
(25).
- وقالت عائشة - رضي الله عنها-: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يذكر الله
على كل أحيانه) (26).
- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي
- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب
الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم
الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) (27).
الحلقة(2) فضل الدعاء والاستغفار
وعن النعمان بن بشير - رضي الله عنه- عن
النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الدعاء هو العبادة)(1).
- وفي الصحيحين - واللفظ لمسلم- عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه-
أنه قال: (يا رسول الله،
علمني دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي. قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا،
ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم)(2).
- وعن بريدة - رضي الله عنه- قال: (سمع النبي -
صلى الله عليه وسلم- رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله
إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به
أجاب)(3).
- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم
أكثر من سبعين مرة)(4).
- وعن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: (كنا نعد لرسول
الله -
صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي وتب علي، إنك أنت
التواب الغفور)(5).
والآيات، والأحاديث في فضل الذكر،
والدعاء، والاستغفار، كثيرة معلومة.
فوائد الذكر
فوائد الذكر
فوائد الذكر
فوائد الذكر عظيمة، ذكر الإمام ابن القيم
- رحمه الله - في كتابه القيم (الوابل الصيب من الكلم الطيب) كثيرًا منها، ومن أهم
ما ذكره - رحمه الله-، وأعظمه، أن الإنسان لا يحرز نفسه من عدوه - إبليس وأعوانه -
إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة.
ومنها: أن ذكر الله - عز وجل- يطرد
الشيطان، ويرضي الرحمن، ويزيل الهمّ، ويجلب الفرح، ويقوي القلب والبدن، ويحييهما،
وينوِّر الوجه والقلب، ويجلب الرزق، ويكسو الذاكر المهابة، ويورثه محبة الله التي
هي روح الإسلام، ويورثه مراقبة ربه، والإنابة إليه، والقرب منه، ومعرفته حق
المعرفة، ويورثه الهيبة لله، وذكر الله له، ومعرفته له وقت شدته، ويزيل الوحشة
بينه وبين ربه.
وذكر الله يحط الخطايا، ويذهبها، وينجي من
عذاب الله.
وهو سبب لتنزل السكينة، وغشيان الرحمة،
ولأن تحف الملائكة بالذاكر، ولانشغال اللسان عن الكلام فيما حرم الله.
وهو من أسباب رحمة الله للعبد، وقبول
دعائه، حينما يتقدم الثناء على الدعاء، فيعطيه الله أفضل ما يعطي السائلين.
والمداومة على الذكر أمان من نسيان العبد
لربه، ونسيان المرء لربه سبب شقائه في معاشه ومعاده، وسبب لنسيان الله له، قال
تعالى: ((وَمَنْ
أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى)) [طه: 124-
126].
قال ابن القيم - رحمه الله- في معنى
الآية: (أي: من أعرض عن كتابي، لم يتله، ولم يتدبره، ولم يعمل به، ولم يفهمه، فإن حياته
ومعيشته لا تكون إلا مضيقة عليه، منكدة، معذبًا فيها). وقد وصف الله - سبحانه
وتعالى - المنافقين بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً، فكثرة ذكر الله أمان من
النفاق.
وقال - رحمه الله-: (فمحبة الله، ومعرفته،
ودوام ذكره، والسكون إليه، والطمأنينة إليه، وإفراده بالحب، والخوف، والرجاء،
والتوكل، والمعاملة، بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد، وعزماته،
وإرادته، هو جنة الدنيا، والنعيم الذي لا يشبهه نعيم، وهو قرة عين المحبين، وحياة
العارفين).
والذكر أيسر العبادات، وهو من أجلِّها
وأفضلها، يفعله العبد، وهو في فراشه، وفي سوقه، وطريقه، وفي حال صحته وسقمه، قالت
عائشة - رضي الله عنها -: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يذكر
الله على كل أحيانه). أخرجه مسلم، وأبو داود من حديث عائشة -
رضي الله عنها-.
والذكر نور للذاكر في الدنيا، وفي قبره،
وفي معاده، وعلى حسب قوة إيمان العبد، ونوره في قلبه، تكون أعماله وأقواله.
وفي القلب حاجة لا يسدها إلا ذكر الله،
فهو الذي يوقظ القلب من نومه وغفلته، ويذيب قسوته، ويشفيه من أمراضه.
والذاكر قريب من ربه، وربه معه، معية
خاصة، بالقرب، والولاية، والمحبة، والتوفيق، وهي غير معية العلم والإحاطة.
قال تعالى: ((إِنَّ
اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا)) [النحل: 128]. ((واللَّهَ مَعَ
الصَّابِرِينَ)) [البقرة: 249]. ((وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ))[العنكبوت:69].
وذكر الله - عز وجل - قرين شكره، وما شكر
الله تعالى من لم يذكره، وهما جماع السعادة والفلاح: ((فَاذْكُرُونِي
أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ))[البقرة: 152].
وأكرم الخلق على الله تعالى من عباده
المتقين، من لا يزال لسانه رطبًا بذكره.
فإذا اتقى العبد ربه في أمره ونهيه، وجعل
ذكره شعاره، أدخله الله الجنة، وأنجاه من النار، وصار قريبًا من ربه - سبحانه
وتعالى-.
والذكر خير ما استجلبت به نعم الله،
واستدفعت به نقمه - عز وجل-.
والله - سبحانه وتعالى- يصلي هو وملائكته
على المؤمنين الذاكرين الله كثيرًا، والذين يسبحونه بكرة وأصيلا، ويخرجهم من
الظلمات إلى النور. ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا
اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً
وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي
عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)) [الأحزاب: 41-43].
وذكر الله - عز وجل- من أكبر ما يستعين به
الإنسان على طاعة ربه، إذ يحببها إليه، ويسهِّلها عليه، ففي حديث عبد الله بن بسر-
رضي الله عنه - أن رجلاً قال: يا رسول الله, إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ،
فأخبرني بشيء أتشبَّث به، قال - صلى الله عليه وسلم-: (لا يزال لسانك
رطبًا من ذكر الله).
قال ابن القيم - رحمه الله - تعليقًا على
الحديث: (فدله - صلى الله عليه وسلم - على شيء يبعثه على شرائع الإسلام، والحرص
عليها، والاستكثار منها، فإذا اتخذ ذكر الله شعارًا، أحبه، وأحب ما يحب، ولا شيء
أحبّ إليه من التقرب بشرائع الإسلام).
وذكر الله يذهب مخاوف القلب، وله تأثير
عجيب في حصول الأمن للخائف، حيث يزول خوفه بحسب ذكره لربه، وقوة إيمانه به، ويكفي
في فضل الذكر أن الذاكرين هم السابقون لغيرهم ممن يريد الآخرة: (سبق المفردون).
[/center]