أحمد بلقمري
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- برج بوعريريج/ الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- مستشار التوجيه و التقييم و الإدماج المهنيين
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 173
- نقاط التميز :
- 292
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/09/2011
مَنْ يفهَمُ من؟ !!
سؤالٌ
واحدٌ و وحيدٌ، هو نفسه الذّي يتكرّر بنفس الصّيغة معي، بنفس الثقل: كيف
سأتصرّف؟، حبّها مضطرب حدّ الجنون، بعدها قاس قسوة السّجون، كرهت تفاصيل
تلك الحياة معلّقا بين ألف و نون(إن).. كثير من الخلط، كثير من الوهم، قليل
من الصّدق، وبعض الأمنيات، حدّثتها فقالت لي:
- أنت أسوء رجل عرفته !.
- كم مرّة قلتِها مذ عرفتك؟.
- أعلم أنّني قلتها عديد المرّات، فلتعرف إذن بأنّها الحقيقة. أنت لا تحبّ الحقيقة مطلقا، أنت...
- لا،
لا تكملي، ربّما حكمت عليّ من جهة واحدة. عندما أكون جادّا سترين وجهي
الحقيق. قلت لك: أريد أن نبدأ صفحة جديدة، و أنا مسؤول عن كلامي. هل
تعتقدين بأنّني بلا كلمة؟، لأنّني أحبّك أسعى لمشاركتك كلّ لحظاتي، فالحبّ
عندي ليس كلاما طيّبا نكتبه في الكراريس ونطويه كالقراطيس، هو أكبر من ذلك
كثيرا، وسترين إكسيره بعد اليوم.
- كيف سيكون حبّنا؟.
- سيكون واعيا، ناضجا، كبيرا. لقد مرّ بالطفولة و المراهقة، وها قد كبر الآن. سيكون بداية من هته اللّحظة حبّا مسؤولا. لماذا هذا الصّمت؟، ألن تقولي شيئا؟.
- لم تعد لي رغبة في الكلام.
- لماذا كلّ هذه القسوة؟. كلّما نطقت باسمك بعدت عنّي، أجدّك ضدّي، أنا أتعرّض للاضطهاد على يديك، فلترحمي قلبي العليل !.
- قلت لم يعد لي مجال للكلام. لا تنتظر شيئا، فلن أقول شيئا بعد اليوم.
- أفهم من كلامك بأنّك قرّرت أن تستمرين في ضلالك القديم، فلا تكلّميني.
- للمرّة الألف، أقول لك بأنّك لا تفهمني. سأكلمك، لكنّ قلبي لن يكلّمك.
- أنا لا أؤمن بنصف الحبّ.
- هل أصبح كلامي مصدر شقاء لك؟. إذا كان هذا ما وصلنا إليه، سأقطع هذا اللّسان، و أسدّ هذين الأذنين.
- أنت قاسية فعلا.
- قاسية لأنّي أقول الحقيقة، وأنت لا تتقبّلها.
- بالنسبة لك إذن، أنا أقول الكذب.
- أنت لا ترض بأن تسمعها، أنت لا تصغي إليّ.
- أمّا أنت فترضين بقولها، أقصد هته الحقيقة المزيّفة.
- يجب أن تقال.
- فعلك الآن يغضبني حقّا.
- أيّ فعل؟، هل تقبل بأن أنافقك؟. أنت لا تفهمني، لا تفهم حريّتي، و لا تفهم كرهي لك.
- هل تكرهينني أيضا؟.
- قلت لك بأنك لا تفهمني.
- إذن؟.
- سأظل أكرهك إلى أن تفرّق بين الرّغبة و الحب.
- يبدو
أنّه ليس لي حظ في الحب، و بالتالي ليس لي حظ في الحياة، سأحمل نفسي
وأغادر إلى أرضي بعيدا عن دنيا النّاس الذين لا يرحمونني، لا يفهمونني، لا
يواسونني في مأساتي و أنت أوّلهم. فلتعلمي بأنّني على الرّغم كلّ هذه
القسوة سأبقى أحبّكم جميعا و أنت أوّلهم، على الرّغم من كلامك الجارح، وكلّ آهاتي و أحزاني ومعاناتي سأرضى بنصيبي في هذه الحياة و أقنع، لكن سأغادر حياتكم إلى الأبد.
- هل ستغادرني؟.
- سأغادر نفسي أوّلا لأنّني كرهت الإهانات المتلاحقة.
- هل لك أرض غيري؟.
- أرضك أقسى أرض وقفت على ترابها.
- أنا لا أفهم كلامك.
- حمدا لله على سلامتك، هل اعترفت أخيرا؟.
قلم: أحمد بلقمري
سؤالٌ
واحدٌ و وحيدٌ، هو نفسه الذّي يتكرّر بنفس الصّيغة معي، بنفس الثقل: كيف
سأتصرّف؟، حبّها مضطرب حدّ الجنون، بعدها قاس قسوة السّجون، كرهت تفاصيل
تلك الحياة معلّقا بين ألف و نون(إن).. كثير من الخلط، كثير من الوهم، قليل
من الصّدق، وبعض الأمنيات، حدّثتها فقالت لي:
- أنت أسوء رجل عرفته !.
- كم مرّة قلتِها مذ عرفتك؟.
- أعلم أنّني قلتها عديد المرّات، فلتعرف إذن بأنّها الحقيقة. أنت لا تحبّ الحقيقة مطلقا، أنت...
- لا،
لا تكملي، ربّما حكمت عليّ من جهة واحدة. عندما أكون جادّا سترين وجهي
الحقيق. قلت لك: أريد أن نبدأ صفحة جديدة، و أنا مسؤول عن كلامي. هل
تعتقدين بأنّني بلا كلمة؟، لأنّني أحبّك أسعى لمشاركتك كلّ لحظاتي، فالحبّ
عندي ليس كلاما طيّبا نكتبه في الكراريس ونطويه كالقراطيس، هو أكبر من ذلك
كثيرا، وسترين إكسيره بعد اليوم.
- كيف سيكون حبّنا؟.
- سيكون واعيا، ناضجا، كبيرا. لقد مرّ بالطفولة و المراهقة، وها قد كبر الآن. سيكون بداية من هته اللّحظة حبّا مسؤولا. لماذا هذا الصّمت؟، ألن تقولي شيئا؟.
- لم تعد لي رغبة في الكلام.
- لماذا كلّ هذه القسوة؟. كلّما نطقت باسمك بعدت عنّي، أجدّك ضدّي، أنا أتعرّض للاضطهاد على يديك، فلترحمي قلبي العليل !.
- قلت لم يعد لي مجال للكلام. لا تنتظر شيئا، فلن أقول شيئا بعد اليوم.
- أفهم من كلامك بأنّك قرّرت أن تستمرين في ضلالك القديم، فلا تكلّميني.
- للمرّة الألف، أقول لك بأنّك لا تفهمني. سأكلمك، لكنّ قلبي لن يكلّمك.
- أنا لا أؤمن بنصف الحبّ.
- هل أصبح كلامي مصدر شقاء لك؟. إذا كان هذا ما وصلنا إليه، سأقطع هذا اللّسان، و أسدّ هذين الأذنين.
- أنت قاسية فعلا.
- قاسية لأنّي أقول الحقيقة، وأنت لا تتقبّلها.
- بالنسبة لك إذن، أنا أقول الكذب.
- أنت لا ترض بأن تسمعها، أنت لا تصغي إليّ.
- أمّا أنت فترضين بقولها، أقصد هته الحقيقة المزيّفة.
- يجب أن تقال.
- فعلك الآن يغضبني حقّا.
- أيّ فعل؟، هل تقبل بأن أنافقك؟. أنت لا تفهمني، لا تفهم حريّتي، و لا تفهم كرهي لك.
- هل تكرهينني أيضا؟.
- قلت لك بأنك لا تفهمني.
- إذن؟.
- سأظل أكرهك إلى أن تفرّق بين الرّغبة و الحب.
- يبدو
أنّه ليس لي حظ في الحب، و بالتالي ليس لي حظ في الحياة، سأحمل نفسي
وأغادر إلى أرضي بعيدا عن دنيا النّاس الذين لا يرحمونني، لا يفهمونني، لا
يواسونني في مأساتي و أنت أوّلهم. فلتعلمي بأنّني على الرّغم كلّ هذه
القسوة سأبقى أحبّكم جميعا و أنت أوّلهم، على الرّغم من كلامك الجارح، وكلّ آهاتي و أحزاني ومعاناتي سأرضى بنصيبي في هذه الحياة و أقنع، لكن سأغادر حياتكم إلى الأبد.
- هل ستغادرني؟.
- سأغادر نفسي أوّلا لأنّني كرهت الإهانات المتلاحقة.
- هل لك أرض غيري؟.
- أرضك أقسى أرض وقفت على ترابها.
- أنا لا أفهم كلامك.
- حمدا لله على سلامتك، هل اعترفت أخيرا؟.
قلم: أحمد بلقمري