أحمد بلقمري
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- برج بوعريريج/ الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- مستشار التوجيه و التقييم و الإدماج المهنيين
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 173
- نقاط التميز :
- 292
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/09/2011
الانتحار.. ( قصّة قصيرة )
في
المنزل لم يعد له دور ممكن، في الخارج فقد كلّ الأمل المتبقي، تُحدّثه
نفسه بالنّهاية و الرّحيل عن دنيا النّاس ويقنعها بالقناعة الأخيرة، هذا
المساء... هذا المساء سيُسدِل السّتار على آخر أيّام عُمره، هذه اللّيلة
سيودّع عالم الجميع ويرحل وحيدا فريدا نحو المجهول.. اشترى حبلا من عند سي
الهادي على عجل، حمل سجّاد الصّلاة واتّجه إلى الغابة مسرعا نحو حتفه
يستعجل قدره.. وصل إلى محطّة ما قبل النّهاية، تفحّص المكان، دار سبع
دوراتِ يستجمع ما تبقى في نفسه من قوّة، كان موقنا بأنّ عجزه ويأسه
سيقودانه للصّعود فوق الشّجرة أين سيرمي بثقله نحو الهاوية، ربط الحبل بغصن
يشرف على الموت، وعقد آخر عقد حياته، تحسّس رقبته ووشّحها بالحبل، وفي
نقطة من اللاّزمن انتهى يحاول أن يذكر ربّه حيث لا ينفع النّدم، راح يحاول
النّطق بالتشهّد الذّي شهدت عليه سبابته.. بحث عنه أولاده في المسجد، في
المقاهي، في المستشفى، لدى الشّرطة والدّرك، لكن الخبر المشؤوم جاء به راعي
الغنم الذّي هاله منظر الرّجل على مذبح الموت.. توقّفت الدنيا للحظة حتّى
يجمع النّاس ذكرى سي الطّاهر الرّجل الطيّب الذّي يحبّه الكلّ.. تداول
النّاس خبر رحيل سي الطاّهر بكثير من الحسرة و الألم، لكنّهم سرعان ما نسوا
قصّته بعد مدّة لأنّهم استقبلوا قصصا أخرى لا تقلّ تراجيديا فالموت صار
يوزّع بالمجان على بني الإنسان، والميّتون تعدّدت أسباب موتهم و الخاسر
الأكبر منتحر...