نوفل عثمان
عضو جديد
- البلد/ المدينة :
- بسكرة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 21
- نقاط التميز :
- 70
- التَـــسْجِيلْ :
- 17/01/2011
الصداقة ود،حب ،صدق وإخلاص. بر ،ثقة ،شعور وإحساس، فياض متبادل. أمن وأمان..ستر ،غطاء واحتواء. تجاوز عن عيوب ومثالب الآخر....نصيحة ،تناصح. ،توجيه ،تقويم وإرشاد بلين. عطف وخفض جناح، في غير ملامة جارحة أو محرجة...عطاء ،منح،تضحية وفداء. تعاون ،تآزر وصبر. مواساة في السراء والضراء...ومهما انتابت هذه الصداقة العراقيل ،المعوقات والشوائب ، فإنها تظل صامدة، لأن البناء صلب مسلح بالثقة المتبادلة التي لاتهزها العواصف العاتيات، ولا تتأثر بالهزات، التي يكيدها شياطين الإنس والجن...هكذا أرى الصداقة الحقة...حتى إن غدر وخان وهجر فإنا لانقابل ذلك بالمثل، بل نترفع ونغض الطرف ونسامح .فأين الفضل والإيثار...؟ رغم أن هذا الصديق ينطبق عليه قول الشاعر الجزائري محمد بلقاسم خمار
ماأحقر من ينسى خلا.......إن صاد ف في يوم منهل
فإذا ما عاد ،إليه العسير.....أتاه ذليلا يتسلل
كي يعلن أن المذنب تاب
نعمل جاهدين بشتى الطرق والوسائل المرضية التي تضمن رجوعه... علينا أن نجاهد أنفسنا،مجاهدة فعالة وفاعلة، لعودة المياه إلى مجاريها الطبيعية...وكيف لا نسعى السعي الحثيث لذلك.؟؟ حقيق علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لاحتضان صديقنا، لا نفرط فيه مهما كان الثمن باهظا... نقر بعيوبنا وأخطائنا في حق الآخر..نحاسب أنفسنا قبل محاسبة الآخرين، وخاصة إذا كان هذا الآخر صديقا.. شعارنا قول الشاعر :خذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه.......ولا تك في كل الأمور تعاتبه...................فإنك لن تلقى أخاك مهذبا .........وأي امرئ ينجو من العيب صاحبه ..؟؟ رحم الله عبدا أهدى إلي عيوبي.. عمر بن الخطاب.هذه الجفوة والقطيعة التي حدثت . لنتساءل لماذا حدثت.؟؟نشخص الحالة تشخيصا دقيقا ونحللها تحليلا سليما موضوعيا ،منطقيا. بعيدا عن الأثرة والأنانية . حينئذ نكتشف الدوافع والأسباب التي قد نكون نحن المتسببين عن قصد أو دونه في الواقعة التي وقعت بيننا وبين صديقنا الحميم ..علينا التحلي بالنقد الذاتي، فنكشف مساوئنا وسيئاتنا وعوراتنا. ونقوم اعوجاجنا ،نصلح أنفسنا قبل النظر إلى عورات الآخرين وعثراتهم وكبواتهم وفي هذا السياق يقول الشاعر:...ومن يتتبع جاهدا كل عثرة.............يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب.................أتطلب صاحبا لاعيب فيه.........وأي الناس ليس له عيوب.؟؟ من ذا الذي ترضي سجاياه كلها................كفى المرء نبلا أن تعد معايبه.؟ حينئذ نتمكن من حماية وصيانة الصداقة بسياج صلب من الثقة والود المتبادل...
نستقبله في حال العودة، بصدر رحب . نقرأ الخير ونعمل عليه كأن شيئا لم يكن ...هي التضحية ورد الإساءة بالجميل.. مهما يكن فإن الأيام، تداوي الجراح وتضمدها...وهكذا تتضح حقيقة صداقتنا، نبرهن بالحجة الدامغة والدليل القاطع، أننا بحق محافظين ،ملتزمين ومتشبثين بروابط الصداقة. وأننا مؤمنين جديرين بها.وبالتالي نكون ضربنا المثل في قبول الصديق العائد المذنب ..متجاوزين عن سيئاته مهما كانت...يبقى باب التوبة مفتوحا والعذر مقبولا.. عودة المذنب دليل على توبته...ألا نقبل التوبة وخاصة من شخص كان بالأمس القريب صديقا حميما؟؟ كيف لا نقبلها؟؟ وقد تكون ناصحة وناصعة نصوح...قال الحق تعالى:{ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.}فصلت 34{فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك.فاعف عنهم...}آل عمران 159..قال تعالى:{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن.إن الشيطان ينزغ بينهم.إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا.}الإسراء53 ..التسامح والمسامحة، العفو عند المقدرة من شيم الكرام . السمو عن أخطاء وزلات الآخرين، دليل على نقاء وصفاء السريرة. وحسن القصد والنية....نعم هذا أقل ما يجب علينا. وإلا كيف نحافظ على صديقنا وهو حافظة، أسرارنا وخزانة عيوبنا وعثراتنا....لاشك أن الصداقة تعتريها أحيانا، المزالق والمطبات هذا طبيعي ،.بل تمحيص وتنقية وغربلة لما في النفوس، من آثار سلبية . نتيجة الضربات والحوادث المتتالية، الموجعة والتي تؤلف بين الأصدقاء، وتزيد الصداقة ترابطا وتماسكا لا انفصام ولا انفصال له... كيف نتخلى عن صديق –حتى إن خان وغدر- كان منذ زمن يسير، رفيق الدرب ،الناصح الأمين ، الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة ،وكل دقيقة وجليلة،عن حياتنا...حديثنا ألوان وأنواع .حديث النفس للنفس يظل في القريرة والسريرة لا يعلمه إلا خالقها.وحديث لخاصة الخاصة من الأصدقاء المقربين المفضلين الذين لا يراودنا أي شك أو ريب، في وفائهم وصدق إخلاصهم،.وثالث للخاصة ورابع للعامة من الناس .. ومهما حدث علينا التمسك ،بحزم وعزم ،وإصرار بهذا الصديق، الذي كان يربطنا به ميثاق وعهد الصداقة الوطيد .طرح المشكل والإشكالية . فتح باب الحوار والمناقشة،والمجادلة الحسنة، بالكلمة الطيبة المؤسسة على صدق النية، وإخلاص القصد. لها أثر وتأثير بالغ على النفس البشرية تأتي ثمارها يانعة ونتائجها إيجابية طيبة ...