melissa
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 12924
- البلد/ المدينة :
- jijel
- العَمَــــــــــلْ :
- طالبة جامعية
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 6768
- نقاط التميز :
- 6286
- التَـــسْجِيلْ :
- 27/02/2011
مع إطلالة عام جديد..تأملات في مفهوم الحياة
مع صفحة عام جديد.. نقف على أول السطور نتأمل كتاب العمر ونفتش في الحروف وما بين الكلمات عن ذواتنا وأمنياتنا وأحلامنا وطموحاتنا ، نتكئ على ذاكرة الزمن، نرتشف من فنجان الماضي شيئاً من الذكريات
تدغدغ مشاعرنا نسائم لحظات وجدنا فيها دفء الحب وصدق الإحساس ونزاهة المشاعر، نسترضي أكثر ونحن نتأمل ملامح العمر ونبدو أكثر وعياً وحضوراً ونحن نقرأ واقعنا بين الأمس واليوم، ونحن نجتر من الذاكرة شخوصاً بعضهم ما زال معنا وبعضهم فارقنا ولكنهم حاضرون رغم الغياب.. قريبون رغم البعد، فلم تطو ذكراهم، ولم تمزق صفحات تاريخهم المشرق آفة النسيان. تمتد بنا الذاكرة وتتسع إلى الحد الذي نعجز معه أن نرسم حدود النهايات.. نتأمل كل الزوايا وكل المسافات وكل الحكايات.. وفجأة نقف أمام هيبة السؤال.. هل أدركنا معنى الحياة؟
إن أعمارنا لا تقاس بعدد السنين التي منحناها من رئتينا الحياة.. ولا بتلك النبضات التي تشهد أن أسماءنا لم تدوّن في قوائم الوفيات. الحياة ليست أن نظل أحياء نمارس ما تمارسه بقية الكائنات، فنطمئن أن أجهزة أجسامنا ما زالت تعمل بانتظام.. وأننا نفيق وننام.. وما زلنا نجيد إلى حد التخمة مضغ الكلام.
إن الحياة ليست أن تعيشها أنت كما تريد وتشاء، وإنما أن يعيشها الآخرون معك، تقتسمون رغيفاً خبزته يد الزمان فكان لذيذ المذاق يوماً ومراً علقماً يوماً آخر.. فالحياة لا تحتسب بعدد الابتسامات التي رسمتها على شفتيك من أجلك.. ولا بمقدار الدموع التي سكبتها حزناً على ذاتك.. بل كم مرة ابتسمت وابتهجت حين رأيت الابتسامة تعلو محيا أحبتك.. وكم مرة أوجعك ألم الأحبة فأحسست أن دموعك تنسكب من دماء قلبك.
الحياة ليست أن أفكر في ذاتي وأحصر كل اهتماماتي في تحقيق غاياتي غير مكترث بما قد يسببه ذلك للآخرين من أذى، متكئاً على قاعدة هزيلة .أن الغاية تبرر الوسيلة. حينها من الممكن أن نصل إلى ما نريد ولكننا حتماً لن نشعر بالسعادة لأننا في لحظات تمرد كسرنا ظهر مبادئنا، وخنقنا أنفاس الحب في أعماقنا.. نعم سنصل، ولكن سنجد أنفسنا كمن ظل دهراً يزرع الزهور في صحراء جرداء وحين ظن أنها أزهرت وتفتحت وفاح رحيقها لم يجد من يشاركه متعة النظر إلى ذلك الجمال، ولن يظل ذلك الجمال طويلاً فزهور الصحراء سرعان ما يعتريها الذبول.
إن الحياة ليست فرصاً علينا استثمارها فنفوز حين يخسر الآخر وننجح حين يفشل، فنظل كاللصوص نراقب ذاك الآخر لعلنا نظفر بغنيمة تشبع جوع الشر الذي لا يشبع، فنحاول أن نصطاد في الماء العكر، ونحث أدمغتنا على الخديعة والمكر، ونلبس قناع البراءة حتى لا يكتشفنا من لديه بعد نظر، نعيد رمي السنارة مراراً دون ضجر.. ربما حالفنا الحظ وحققنا بعض الظفر وأحسسنا بنشوة النصر.. ولكن الماء العكر قد يصفو، ومن أمسكت به السنارة قد ينجو.. ولا يبقى من الحياة إلا عفن الخديعة الذي تستقذره وتحتقره أنوف الطيبين.
إن الحياة ليست دموعاً نذرفها لأن الحلم ضاع والطموح بعثرت أوراقه رياح القدر، فأصبحت الإرادة كشيخ هزيل لا يقوى على السير، ولم يبق من إحساسنا بالحياة إلا كلمات نرددها ونعزي بها خيبتنا.. ليتنا نستطيع أن نفعل لأنفسنا شيئاً، فلا نفعل إلا ترديد الأمنيات.. وننسى قول الشاعر:
ومن يتهيب صعود الجبال …. …. يعيش أبد الدهر بين الحفر
ويبقى لنا من الحياة حفر تتسع أكثر مما نتصور!
إن الحياة أوسع من هذا وذاك.. فالحياة أن تحيي قلبك وعقلك وروحك، وتسمو بوجدانك فتكون جديراً بشرف انتمائك للإنسانية، فلا يطغى عليك حب الدنيا إلى الحد الذي يشوه علاقتك بمن حولك، فتبدو علاقة واهية لاطعم لها ولا لون ولا رائحة.
فالعمر رصيد حساب.. فأعد قراءة حساباتك.. وتعرف على معنى حياتك.. فعمرك هو عملك الصالح الذي ستلقى به غداً ربك.. عمرك هو عدد الذين يحبونك ويذكرونك ويقدرونك ويمنحونك بتجرد مشاعرهم وأحاسيسهم ويدعون في ظهر الغيب لك.
عمرك هو كلمات الثناء والتقدير التي تقترن باسمك دون أن يصل إلى مسامعك شيء من هذا الثناء.. ففي غيابك يكون الثناء أكثر موضوعية وصدقاً وتجرداً.. عمرك هو أن تفعل شيئاً ثميناً ونبيلاً وعظيماً، ورغم ذلك تشعر أنك صغير في عينك ولكنك عظيم في عيون الآخرين. الحياة بلا شك أوسع مما قلت ومما قاله وسيقوله غيرنا..
ولكنها تظل مجرد تأملات
مع صفحة عام جديد.. نقف على أول السطور نتأمل كتاب العمر ونفتش في الحروف وما بين الكلمات عن ذواتنا وأمنياتنا وأحلامنا وطموحاتنا ، نتكئ على ذاكرة الزمن، نرتشف من فنجان الماضي شيئاً من الذكريات
تدغدغ مشاعرنا نسائم لحظات وجدنا فيها دفء الحب وصدق الإحساس ونزاهة المشاعر، نسترضي أكثر ونحن نتأمل ملامح العمر ونبدو أكثر وعياً وحضوراً ونحن نقرأ واقعنا بين الأمس واليوم، ونحن نجتر من الذاكرة شخوصاً بعضهم ما زال معنا وبعضهم فارقنا ولكنهم حاضرون رغم الغياب.. قريبون رغم البعد، فلم تطو ذكراهم، ولم تمزق صفحات تاريخهم المشرق آفة النسيان. تمتد بنا الذاكرة وتتسع إلى الحد الذي نعجز معه أن نرسم حدود النهايات.. نتأمل كل الزوايا وكل المسافات وكل الحكايات.. وفجأة نقف أمام هيبة السؤال.. هل أدركنا معنى الحياة؟
إن أعمارنا لا تقاس بعدد السنين التي منحناها من رئتينا الحياة.. ولا بتلك النبضات التي تشهد أن أسماءنا لم تدوّن في قوائم الوفيات. الحياة ليست أن نظل أحياء نمارس ما تمارسه بقية الكائنات، فنطمئن أن أجهزة أجسامنا ما زالت تعمل بانتظام.. وأننا نفيق وننام.. وما زلنا نجيد إلى حد التخمة مضغ الكلام.
إن الحياة ليست أن تعيشها أنت كما تريد وتشاء، وإنما أن يعيشها الآخرون معك، تقتسمون رغيفاً خبزته يد الزمان فكان لذيذ المذاق يوماً ومراً علقماً يوماً آخر.. فالحياة لا تحتسب بعدد الابتسامات التي رسمتها على شفتيك من أجلك.. ولا بمقدار الدموع التي سكبتها حزناً على ذاتك.. بل كم مرة ابتسمت وابتهجت حين رأيت الابتسامة تعلو محيا أحبتك.. وكم مرة أوجعك ألم الأحبة فأحسست أن دموعك تنسكب من دماء قلبك.
الحياة ليست أن أفكر في ذاتي وأحصر كل اهتماماتي في تحقيق غاياتي غير مكترث بما قد يسببه ذلك للآخرين من أذى، متكئاً على قاعدة هزيلة .أن الغاية تبرر الوسيلة. حينها من الممكن أن نصل إلى ما نريد ولكننا حتماً لن نشعر بالسعادة لأننا في لحظات تمرد كسرنا ظهر مبادئنا، وخنقنا أنفاس الحب في أعماقنا.. نعم سنصل، ولكن سنجد أنفسنا كمن ظل دهراً يزرع الزهور في صحراء جرداء وحين ظن أنها أزهرت وتفتحت وفاح رحيقها لم يجد من يشاركه متعة النظر إلى ذلك الجمال، ولن يظل ذلك الجمال طويلاً فزهور الصحراء سرعان ما يعتريها الذبول.
إن الحياة ليست فرصاً علينا استثمارها فنفوز حين يخسر الآخر وننجح حين يفشل، فنظل كاللصوص نراقب ذاك الآخر لعلنا نظفر بغنيمة تشبع جوع الشر الذي لا يشبع، فنحاول أن نصطاد في الماء العكر، ونحث أدمغتنا على الخديعة والمكر، ونلبس قناع البراءة حتى لا يكتشفنا من لديه بعد نظر، نعيد رمي السنارة مراراً دون ضجر.. ربما حالفنا الحظ وحققنا بعض الظفر وأحسسنا بنشوة النصر.. ولكن الماء العكر قد يصفو، ومن أمسكت به السنارة قد ينجو.. ولا يبقى من الحياة إلا عفن الخديعة الذي تستقذره وتحتقره أنوف الطيبين.
إن الحياة ليست دموعاً نذرفها لأن الحلم ضاع والطموح بعثرت أوراقه رياح القدر، فأصبحت الإرادة كشيخ هزيل لا يقوى على السير، ولم يبق من إحساسنا بالحياة إلا كلمات نرددها ونعزي بها خيبتنا.. ليتنا نستطيع أن نفعل لأنفسنا شيئاً، فلا نفعل إلا ترديد الأمنيات.. وننسى قول الشاعر:
ومن يتهيب صعود الجبال …. …. يعيش أبد الدهر بين الحفر
ويبقى لنا من الحياة حفر تتسع أكثر مما نتصور!
إن الحياة أوسع من هذا وذاك.. فالحياة أن تحيي قلبك وعقلك وروحك، وتسمو بوجدانك فتكون جديراً بشرف انتمائك للإنسانية، فلا يطغى عليك حب الدنيا إلى الحد الذي يشوه علاقتك بمن حولك، فتبدو علاقة واهية لاطعم لها ولا لون ولا رائحة.
فالعمر رصيد حساب.. فأعد قراءة حساباتك.. وتعرف على معنى حياتك.. فعمرك هو عملك الصالح الذي ستلقى به غداً ربك.. عمرك هو عدد الذين يحبونك ويذكرونك ويقدرونك ويمنحونك بتجرد مشاعرهم وأحاسيسهم ويدعون في ظهر الغيب لك.
عمرك هو كلمات الثناء والتقدير التي تقترن باسمك دون أن يصل إلى مسامعك شيء من هذا الثناء.. ففي غيابك يكون الثناء أكثر موضوعية وصدقاً وتجرداً.. عمرك هو أن تفعل شيئاً ثميناً ونبيلاً وعظيماً، ورغم ذلك تشعر أنك صغير في عينك ولكنك عظيم في عيون الآخرين. الحياة بلا شك أوسع مما قلت ومما قاله وسيقوله غيرنا..
ولكنها تظل مجرد تأملات