من فضلكم أريد مساعدة

ان شاء الله أختي ان تجدي من يساعدك فأنا لست بهذا المستوى

الشلام عليكم

________________________________________
المـدرسة الـرومـانسيــة وريـادة مطـران لهـا

س1 : ما المقصود بالمدرسة الرومانسية ؟

جـ : هي الاتجاه الوجداني العاطفي الممتزج بالطبيعة بمعنى أن الشاعر يعبر عن عاطفته الصادقة ، و تكون أحاسيسه متجاوبة مع الطبيعة متفاعلة معها .

س2 : ما أشهر الأسماء التي أطلقت على هذه المدرسة ؟

جـ : المدرسة الرومانسية أو الرومانتيكية أو الابتداعية .

س3 : ما أسباب ظهور المدرسة الرومانسية ؟ ( عيوب مدرسة الإحياء )

جـ : أسباب ظهور المدرسة الرومانسية: و جد شعراء الرومانسية أن الشعر على يد سابقيهم يحتاج إلى مزيد من التطوير بسبب ما يلي :

1 - أكثر شعراء مدرسة الإحياء من الالتفات إلى القديم ، و محاكاته ومعارضته .

2 - شغلهم شعر المناسبات والمجاملات عن التجارب الذاتية الصادقة.

3 - انصرف الشاعر عن التعبير عن نفسه و تجربته .

4 - اهتموا بالصنعة اللفظية على حساب المعنى والوجدان.

5 - تعددت الأغراض في القصيدة عندهم ( على عادة القدماء ) ، ولم يهتموا بالوحدة العضوية للقصيدة .

س4 : من رائد الرومانسية في الوطن العربي ؟ و ما المبادئ الأساسية لمذهبه الشعري ؟

جـ : يعد خليل مطران رائد الرومانسية في الوطن العربي ، ولد في لبنان و استقر في مصر سنة 1892، ونشر فيها قصائده ومقالاته في النقد سنة 1900 وظهر فيها مذهبه الشعري الذي شرح مبادئه الأساسية في مقدمة ديوانه سنة 1908 مؤكدا على أهمية النظرة إلى القصيدة في جملتها لا في أبياتها منفردة كما لدى شعراء مدرسة الإحياء، و هو بذلك متأثر بالرومانسية الفرنسية .

س5 : ما أسباب اتجاهه إلى الرومانسية ؟

جـ : أسباب اتجاهه إلى الرومانسية :

1 - نشأته في ربوع لبنان بما فيها من سحر و جمال .

2 - تأثره بالشعراء الرومانسيين الفرنسيين وبالثقافة الفرنسية بصفة عامة .

3 - استعداده الخاص وعواطفه الرقيقة وميله إلى تحليل العواطف الإنسانية.

4 - صدق التجربة وحب الجمال والخير والمثل الأعلى والإحساس بالغربة.

5 - اهتمامه بالنقد الأدبي مما دفعه إلى تطبيق آرائه في شعره .

س6 : ماذا كانت دوافع الغربة عند خليل مطران ؟ وإلي أي مدى نجحت الغربة في تحقيق هذه الدوافع ؟

جـ : الشعور بالغربة من صفات شعراء الرومانسية ، وكانت دوافعها عنده :

1 - فراره من وطنه إلي فرنسا خوفه من اضطهاد الأتراك له .

2 - شعوره باختلافه عمن حوله في الفكر والإحساس ؛ فهو غريب بينهم .

- وقد نجحت هذه الغربة في تحقيق دوافعها والتحليق في سماء الخيال الحزين والاتجاه الرومانسي الذي عرف به .

س7 : ما خصائص شعره الرومانسي ؟

جـ : خصائص شعره الرومانسي :

1 - قوة العاطفة و حرارتها .

2 - تحليل العواطف الإنسانية .

3 - صدق التجربة .

4 - الانفعال بالطبيعة و السمو بالجمال .
5 - الإحساس بالغربة في المجتمع .

س8 : ما مظاهر تطور القصيدة على يد خليل مطران ؟

جـ : أصبحت القصيدة على يد خليل مطران:
1 - تعبر عن تجربة شعورية ذاتية صادقة تجمع بين مشاعر قائلها و المستمعين إليها أو قارئيها .

2 - الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع وترابط الأفكار وفى وحدة الجو النفسي بدلاً من وحدة البيت المعروفة في الشعر القديم حتى لا تتفكك القصيدة.

3 - الاعتماد على الخيال اعتماداً كبيراً مما يجعل للقصيدة مذاقا فنيا جميلا.

4 - حيوية الألفاظ وعذوبتها مع الحرص على فصاحتها والبعد عن المفردات الغريبة.

5 - الارتباط بوحدة القافية والأوزان التقليدية مع إدخال بعض التجديد فيها ( وقصيدته عن المساء نموذج لاتجاهه الرومانسي وديوانه حافل بهذا الاتجاه ).

% تذكر أن :

مطران لم يدع إلى مذهبه علنا ؛ خوفا من مواجهة شعراء الإحياء .

س9 : لماذا يعد مذهب مطران مرحلة انتقالية في الشعر المعاصر؟

- أو إلي أي مدى يعد مطران مرحلة انتقالية بين المدرسة الكلاسيكية الجديدة والمدرسة الرومانسية في الوطن العربي ؟

جـ : يعد مذهب مطران مرحلة انتقالية بين الكلاسيكية الجديدة والرومانسية ؛ لأن البداية عادة تكون جامعة بين الجديد وبعض القديم ، فالتجديد واضح في صدق التجربة وقوة العاطفة والامتزاج بالطبيعة ورسم الصور الكلية والميل إلى الخيال الحزين المتشائم ، والوحدة العضوية بوحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي والقديم واضح في المحافظة على سلامة اللفظ وفصاحته والالتزام بوحدة الوزن والقافية.

س10 : ما الفرق بين عناية مطران بالألفاظ وعناية الكلاسيكيين بها ؟

جـ : كان مطران حريصاً علي فصاحة الألفاظ وبعدها عن الغرابة والتنافر ؛ فجاء أسلوبه سلساً جذاباً ، ومعظم الكلاسيكيين يحرصون علي اللفظ العربي الأصيل ولو كان غريباً أو مهجوراً ، وذلك يقلل متعة القارئ ويحد من تأثير الشعر

السلام عليكم

التجديد في القصيدة العربية:
لقد أحدث هذا الجيل من الشعراء الرومانسيين قدرا كبيرا من التجديد في شكل القصيدة، والذي يتمثل فيما يلي:
(أ‌) تحريرها من وحدة القافية في كثير من الأحيان، واستخدام عددا من القوافي في القصيدة الواحدة، قد يقل وقد يكثر، مع توزيعه على وحداتها.
(ب‌) تخليص القصيدة من الموسيقى الصاخبة، والاستعاضة عنها بموسيقى هادئة منسابة.
(ت‌) تقسيم القصيدة إلى مقاطع، كل مقطع منها يمثل وحدة بنائية معنوية، تحل محل وحدة البيت في القصيدة التقليدية.
(ث‌) الإكثار من استخدام الصور الحسية المفردة والصور المركبة على السواء، على تفاوت بين الشعراء في مدى استغراقهم في عالم الصور والأحاسيس.(7)
وكما أن الحركة الرومانسية قد ظهرت بوادرها في الوقت الذي كانت فيه الكلاسيكية في أوج انتشارها، كذلك ظلت هناك في العالم العربي بعض الأصوات الكلاسيكية حتى في تلك الحقبة التي بلغ فيها المد الرومانسي مداه.
القسم الثاني: رومانسية خليل مطران:
1. النزعة الرومانسية عند مطران:
قلنا إن الشاعر خليل مطران هو رأس هذه المدرسة الرومانسية، ولعلنا نستطيع أن نضع مطران في موضعه الصحيح من حركة الريادة والتجديد إذا نظرنا إلى شعره نظرة فاحصة متلمسين ما فيه من نزوع إلى التجديد، وقد دفع بمطران إلى هذا الاتجاه الجديد في عالم الشعر العربي عدة عوامل، ولعل أهمها:
أ‌- نشأته في لبنان، حيث كان الولاة الأتراك يوسعون المواطنين ظلماً واضطهاداً، وقد أصابه من هذا الاضطهاد ما جعله يَفِرُّ إلى فرنسا؛ التماساً لبيئة حرة يتنفس فيها. وهناك أتيح له الاتصال بالأدب الفرنسي؛ والاطلاع على آثار الشعراء الرومانسيين.
ب‌- نشأته في أحضان الطبيعة الساحرة في لبنان، فقد كانت عاملاً مؤثراً في ميله الشديد إليها، والتغني بها، والانفعال بمظاهر الجمال حيثما كانت.
ت‌- استعداده الخاص ، المتمثل في عواطفه الجياشة، وحسَّه المرهف. (8)
هذه الظروف وغيرها هيأت له أن يقول شعراً معبراً عن وجدانه وعواطفه أصدق تعبير، فيه نبض قلبه، وحرارة أشواقه، واضطراب خواطره، وفيه انفعالٌ بالطبيعة وتقديس للجمال، ونزوعٌ نحو الخير، والمثل الأعلى، وفيه شعورٌ بالغربة في مجتمع استبدت الشرور بأهله، وهو في هذا الشعر لا يكتفي بالتصوير، بل يعتمد كذلك إلى تحليل العواطف الإنسانية، سواءٌ في هذا ما أحسه في نفسه، وما استشفه من مواقف الآخرين وسلوكهم، وهو في كلِّ هذا إنما يمثلُ خصائص النزعة الرومانسية.
2. التجديد في القصيدة عند مطران:
لقد اقترنت النزعة الرومانسية عند مطران بصور عديدة من التجديد في القصيدة العربية وتمثلت فيما يلي:
أ‌- صارت القصيدة عنده تجربة شعورية لها خاصيتها وفرديتها، وإن كانت – في الوقت نفسه – قادرةً على مخاطبة مشاعر الآخرين، وتحريكها وإثارتها.
ب‌- جعل أجزاء القصيدة ترتبط بموضوع واحد، تتحرك فيه نحو غاية محددة، وهذا ما حقق لها وحدتها الفنية.
ت‌- اعتماده على الخيال إلى حدٍّ بعيد في بناء القصيدة مما جعلها بناءً تصويرياً، وهذا ما جعل القصيدة عنده لها مذاقاً خاصاً وجديداً.(9)
و لم يغير مطران في شكل القصيدة، بل ظل مرتبطاً بالأوزان في شكلها التقليدي، وبوحدة القافية، ولكنه لم يأخذ بمبدأ وحدة البيت.
أما اللغة عنده فكانت حيةً نابضةً، في نسيجها رصانة اكتسبها من خبرته بالشعر القديم، ولكنها في العموم رقيقة عذبة، تنأى عن المفردات الغريبة، والتراكيب الصاخبة.
بهذا كله أرسى مطران أصول الرومانسية في الشعر العربي الحديث، فكان كما وصفه الشاعر الرومانسي (( أحمد زكي أبو شادي )) فيما بعد، المعلم الأول لكل شعراء الرومانسية العرب.
3. الاتجاه الموضوعي في شعر مطران ( القصص الشعرية ):
نستطيع أن نرصد بواكير الحركة الرومانسية الوجدانية في الشعر العربي عندما نرى شعر مطران الذي ظهرت فيه بعض سمات الريادة والتجديد، ولعل أبرزها اتجاهه إلى القصص الشعرية وما يستلزم هذا القصص من تميز في الإطار والأسلوب والتعبير. و قد لاحظ الدارسون ما في الديوان من قصائد قصصية كثيرة نسبوها إلى (( الاتجاه الموضوعي )) الذي لا يعبر فيه الشاعر عن ذاته وعواطفه الخاصة، بل يرصد الآخرين وما يعرض في حياتهم من أحداث تغري بالقصص (10)
ويبدو أن هذه الموضوعية الظاهرة قد غطت على ما تتضمنه تلك القصائد من نزعة ذاتية تصور وقع الحياة على جدران الشاعر، وتعبر خلال اختياره وطريقة تصويره عن كثير من مشاعره ومواقفه الذاتية الخاصة. وقد أدرك الشاعر ما بين (( وجدانه وجراحته )) وتلك القصص من وشائج فقال في مقدمة الديوان: (( وغاية ما أتمناه لدى القراء من الجزاء على هذه العبر المروية والغرائب المحكية، والنوادر الممثلة والصور المخيلة... أن يشاركوني في (( وجداني )) في أثناء مطالعتهم لهذا الكتاب، فيرضوا عن الفضيلة كما رضيت ويأسوا من الرذيلة كما أسيت، وأن يستفيدوا من مناصحاتي ويتخذوا أدوية لجراحاتهم من (( جراحاتي )).
وفي هذه العبارات القليلة تمثل بعض النزعات الرومانسية التي أشرنا إليها من قبل، من تطلع إلى المثل العليا ومن معاناة للحياة والتفاوت إلى مآسيها.
وهذه المآسي الإنسانية التي تصيب الآخرين تفجر في قلب الشاعر ينابيع الحزن والرحمة وتجلو أمام وجدانه ما في النفس البشرية من متناقضات، فيعبر عن ذلك كله بروح من التعاطف تجعل ذلك الإطار (( الموضوعي )) وجهاً من وجوه (( الذاتية )) على ما قد يبدو في ذلك من مفارقة.
4. مثال على رومانسية شعر مطران القصصي:
ففي قصيدة (( وفاء ))(11) يروي الشاعر قصة فتاة جميلة فقيرة تسأل الناس إحساناً بعزفها على العود. ويحاول شاب ثري أن يغريها بجاهه وماله فتستعصم، فيزداد فتنة بجمالها وعفتها. وتصهره هذه التجربة فيتحول إلى محب، صادق الحب، نبيل المقصد ويسألها أن تتزوجه. و لكنها – وقد أحبته هي الأخرى وأكبرت ما لقيت لديه من عطف، وحب طالما افتقدتهما عند الناس – تحاول أن تصده عن قصده إذ كانت تخشى أن يصاب بما أصابها من الفقر، والتشرد، المرض في الصدر. ولا يزيده ذلك إلا تصميماً واندفاعا، فيتزوجان ويعيشان سعيدان عاماً واحداً ومن ثم يقضي الداء على الزوجة الحبيبة، فيموت الزوج كمداً في إثرها.
فموضوع القصة يتضمن وجوهاً من العناصر الرومانسية المعروفة. ففيها هذا اللقاء المعهود بين الفقر والغنى، والفضيلة والرذيلة، واعتزاز الفقير بفضيلته وتماسكه أمام مغريات الحياة من مال وشهوات، واستعلاء روح الإنسان على ما تواجه من معاناة أو مزالق لتبقى على طهارتها ومثلها. وفيها تلك النهاية الفاجعة التي طالما وجد الرومانسيون فيها مجالاً للتعبير عن إحساسهم بتحول الحياة ومآل الإنسان بكل تجاربه وذكرياته وأمانيه.
أما إطار القصة العام فيمثل كذلك جانباً من جوانب الذاتية والاتجاه الرومانسي فيما نراه من مزاوجة الشاعر بين الأحداث المادية والنفسية وتفضيله لوقع تلك الأحداث الخارجية على وجدان شخصيته، مطيلاً في الحديث عن عواطفهما فبل المأساة وخلالها وكأنه يعبر عن عواطف تجيش في صدره هو وتملأ نفسه أسى لمآل ذلك الحب النبيل.
ورغم الطابع التقليدي الغالب على أسلوب الشاعر وبناء عباراته وصوره إلا أنه يوفق الشاعر في تطويع الأسلوب لمقتضيات القصة وتنقلها بين الأجواء والأحداث المادية والنفسية، موازناً بين الرصانة، والمرونة التي يستدعيها هذا التنقل. وذلك تطور وتجديد كان لا بد أن يظهر نتيجة طبيعية لاتجاه مطران وغيره من شعراء تلك المرحلة إلى إطار القصة الرومانسية ، لينفتح الطريق أمام تحول كبير في أسلوب الشعر ومعجمه وصوره، على نحو ما تم بعد عند الرومانسيين ( الوجدانيين ).
ويتجلى هذا الربط بين العالم الخارجي والوجدان الباطني في التفات الشاعر إلى بعض مظاهر الطبيعة ولحظاتها، فينتقيها لتصلح مهاداً لذلك الحب النبيل وإطاراً للعفة والصفاء. فهو يتخذ من قسم المحبّ لمعشوقته بأنه لا يبغي حليلة سواها ذريعة لكي يرسم ألواناً من بدائع الطبيعة توحي جميعها بالحب والطهر والوفاء :
فـقال لــهــا : بـــل يشهد الله بيننا **** وأسقام قلبي الوالــــه المتفجّعِ
ويشهـــد هذي الشمس عند غروبها **** وما حولنـا من نورها المتفرّعِِ
ويشهـد ذا الروض الأريض ودوحه **** وما فيه من زهر وعطر مضوّعِ
وهـــذي الظلال البـــاسطات أكفها **** وهـــذي الشعاع المومئات بأذرعِ
وهـــذي المياه الناظرات بأعين **** وهــذي الغصون المصغيات بمسمعِ
بــأني لا أبغي سواك حليــلــة **** ومهما تَسُمْنى صبوتي فــيــك أســمـعِ
وينتهج الشاعر هذا النهج نفسه إذ يصور وقع ذلك القسم الشعري في نفس الفتاة:
أفي حلُم أم يقظة ما سمعتُه؟ **** فإن سروري – فرطَ ما زاد – مفزعي!
لــــعمرك مــــا قرّت عيون بمنظر **** ولا طربت نفس بـــلحن موقّــــع
ولا رويت ظمأى الريـــاحين للندى **** فعادت كــــأزهى ما تكون وأبدع
ولا أنس المــــــلاح بشرى منــــارة **** لــــه بلقا أهل وصحب ومربــع
كما طبت نفسا بالذي أنت قائل **** وفارقني اليأس الــذي كــان موجعي
لا شك في أسلوب الشاعر القصصي من (( مرونة )) و (( حداثة )) تقتضيهما طبيعة القصة. على أن كثيراً من قصائد الشاعر في هذا المجال تجري في أسلوبها على السنن التقليدية المألوفة فلا نكاد نلمس فيها من مرونة أو الحداثة إلا ما كان قد طرأ على الشعر العربي بوجه عام من لمسات عصرية يسيرة منذ أن بدأت حركة الإحياء.
كان شعر مطران – كما رأينا – يمثل نزعة جديدة، حملت إلى الشعر كثيراً من عناصر التجديد: في مضمونه، وفي أدائه، وفي روحه العام.
ولقد لقيت هذه النزعة استجابةً قوية عند ثلاثة من الرواد الذين قادوا حركة التجديد في الشعر العربي الحديث، هم ((عباس محمود العقاد)) و (( إبراهيم عبد القادر المازني ))، و ((عبد الرحمن شكري)) وهم يمثلون جميعاً المجموعة التي أطلق عليها فيما بعد اسم (( مدرسة الديوان )).
وإذا كانت بعض دوافع النزعة الرومانسية عند مطران ترجع إلى اتصاله بالثقافة الفرنسية والشعر الرومانسي في فرنسا فإن هؤلاء الثلاثة كان تأثرهم الأكبر في نزعتهم الجديدة بالأدب الإنجليزي، وبالشعراء والكتاب الرومانسيين فيه بصفة خاصة.
ولقد وقف ثلاثتهم موقف رفض لشعراء المدرسة الكلاسيكية، التي يسمونها بالمدرسة الاتباعية، ويصفون شعراءها بالمقلدين، ومن ثم كان رفضهم للتقليد دافعاً لهم إلى البحث عن بديل. وقد اطمأنت نفوسهم إلى أشعار الرومانسيين. فاخذوا بكثير من مبادئها والتقوا في هذا بالخطوط العريضة التي كان مطران يدعو إليها ويحققها في شعره:
• أكدوا أن الشعر تجربة شعورية لها طابعها الفردي كما عند مطران.
• نزعوا إلى الشعر الوجداني الذي يحمل سمات صاحبه النفسية، ويبرز شخصيته المتميزة.
وفي النهاية لا نستطيع أن نقول في جانب هذا الميدان الواسع الذي خضناه إلا أننا مقصرون في عرض كل الجوانب الرومانسية التي اتسم بها شعر مطران وهذا يراد له استقراء تام إلى جملت ما قاله في ميدان الرومانسية وإلى جانب ما قاله النقاد في ذلك. ولعله نوفق في يوم من الأيام إلى بذل هذا الجهد الذي يسعى إليه كل طالب حقيقة....

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
برك الله فيك
يا الاستاذ جودي هاشمي على الجواب
جعله له في ميزان حسناتك
وجازك خيرا