ريماس
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- في دنيا فانية
- العَمَــــــــــلْ :
- موظفة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 313
- نقاط التميز :
- 544
- التَـــسْجِيلْ :
- 18/11/2010
من هي العاملة الحرة ؟
محمد بن عبدالله الهبدان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
فإن مما لا يخفى على كل ذي لب أن المرأة هي العمود الفقري للأسرة ، وكما قيل : وراء كل عظيم امرأة تربى في حجرها .
إن عمل المرأة في بيتها إن ظنه البعض صغيرا فهو كبير تلتقي فيه كثير من التخصصات ويحتاج لما تحتاج لـه دول ، يحتاج للعلم والفكر ، يحتاج الدقة ، يحتاج الإدارة ، يحتاج الاقتصاد ، يحتاج الرقة والإحساس ، يحتاج لسمو المبادئ .
إن المرأة التي تنظر لعمل البيت نظرة استصغار لدليل على أنها لم تفهمه حق الفهم ، ومن ثم لن تقوم به ، كذلك الذين يرون أنها معطلة في بيتها إما أنهم لا يفهمون هذا العمل ، أو أنهم يفهمونه ولكن في قلوبهم مرض .
هل يصح أن نقول : إن المرأة إذا تفرغت للعناية بالأسرة تبقى معطلة ويخسر المجتمع نصف طاقاته ؟
إن العمل في اللغة : هو المهنة والفعل ، يقال : عمل عملا أي فعل فعلا عن قصد . وفي الاقتصاد هو مجهود يبذله الإنسان لتحصيل منفعة [1]
وبتأمل عمل المرأة المنـزلي نجده يدخل ضمن مفهوم العمل بمعناه اللغوي والاقتصادي ، بل إن الاقتصاديين يعدون صراحة العمل المنـزلي عملا منتجا ،
ـ حيث يقول د / عبدالرحمن يسري أحمد : ( إن إهمال تقدير خدمات وأعمال ربات المنازل عند حساب الناتج القومي يؤدي إلى كثير من المغالطات ) [2]
ويؤكد التقرير الصادر من الأمم المتحدة عن القيمة الاقتصادية لعمل المرأة في البيت فيقول : ( لو أن نساء العالم تلقين أجورا نطير القيام بالأعمال المنزلية ، لبلغ ذلك نصف الدخل القومي لكل بلد ، ولو قامت الزوجات بالإضراب عن القيام بأعمال المنزل لعمت الفوضى العالم :سيسير الأطفال في الشوارع ، ويرقد الرضع في أسرتهم جياعا تحت وطأة البرد القارس ، وستتراكم جبال من الملابس القذرة دون غسيل ، ولن يكون هناك طعام للأكل ولا ماء للشرب . ولو حدث هذا الإضراب ..فسيقدر العالم أجمع ..القيمة الهائلة لعمل المرأة في البيت )
ويمضي التقرير فيقول : ( عمل المرأة المنزلي غير منظور لدى الكثيرين ..وإن المرأة لا تتلقى أجرا نظير القيام بهذا العمل ..إن هذا العمل حيوي وعلى جانب عظيم من الأهمية ..غير أن هذه الساعات الطويلة من عناء المرأة لا يدركه الكثيرون ..لأنه بدون أجر )
ثم يقول التقرير : ( إن المرأة لو تقاضت أجراً لقاء القيام بأعمالها المنزلية لكان أجرها أكثر من 14500دولار في السنة ..وإن النساء الآن في المجتمعات الصناعية يساهمن بأكثر من 25% إلى 40% من منتجات الدخل القومي. بأعمالهن المنزلية ) [ رسالة إلى حواء (3/73 ) .]
ولكي نجعل الأمر أكثر وضوحاً نتساءل عن رأي أصحاب هذا المصطلح في المربيات والخادمات ممن يعملن بأجر في المنازل هل يشملهن مفهومهم للعمل أم لا ؟
وأحسبهم لا يجيبون إلا بنعم . لذا فإننا نقول : إن المرأة في بيتها تقوم بكل هذا وزيادة ، فلماذا لا يشملها مفهوم العمل عندهم ؟
بل أن يصح أن نقول إنها العاملة الحرة ..أما غيرها فهي عاملة أجيرة ؟!!!
وكتبه
محمد بن عبدالله الهبدان
إمام جامع العز بن عبدالسلام
18/4/1425هـ
--------------------------------
[1] ـ المعجم الوسيط ، د .إبراه يم أنيس وآخرون . المد الثاني .
[2] ـ التحليل الاقتصادي ص 28
محمد بن عبدالله الهبدان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
فإن مما لا يخفى على كل ذي لب أن المرأة هي العمود الفقري للأسرة ، وكما قيل : وراء كل عظيم امرأة تربى في حجرها .
إن عمل المرأة في بيتها إن ظنه البعض صغيرا فهو كبير تلتقي فيه كثير من التخصصات ويحتاج لما تحتاج لـه دول ، يحتاج للعلم والفكر ، يحتاج الدقة ، يحتاج الإدارة ، يحتاج الاقتصاد ، يحتاج الرقة والإحساس ، يحتاج لسمو المبادئ .
إن المرأة التي تنظر لعمل البيت نظرة استصغار لدليل على أنها لم تفهمه حق الفهم ، ومن ثم لن تقوم به ، كذلك الذين يرون أنها معطلة في بيتها إما أنهم لا يفهمون هذا العمل ، أو أنهم يفهمونه ولكن في قلوبهم مرض .
هل يصح أن نقول : إن المرأة إذا تفرغت للعناية بالأسرة تبقى معطلة ويخسر المجتمع نصف طاقاته ؟
إن العمل في اللغة : هو المهنة والفعل ، يقال : عمل عملا أي فعل فعلا عن قصد . وفي الاقتصاد هو مجهود يبذله الإنسان لتحصيل منفعة [1]
وبتأمل عمل المرأة المنـزلي نجده يدخل ضمن مفهوم العمل بمعناه اللغوي والاقتصادي ، بل إن الاقتصاديين يعدون صراحة العمل المنـزلي عملا منتجا ،
ـ حيث يقول د / عبدالرحمن يسري أحمد : ( إن إهمال تقدير خدمات وأعمال ربات المنازل عند حساب الناتج القومي يؤدي إلى كثير من المغالطات ) [2]
ويؤكد التقرير الصادر من الأمم المتحدة عن القيمة الاقتصادية لعمل المرأة في البيت فيقول : ( لو أن نساء العالم تلقين أجورا نطير القيام بالأعمال المنزلية ، لبلغ ذلك نصف الدخل القومي لكل بلد ، ولو قامت الزوجات بالإضراب عن القيام بأعمال المنزل لعمت الفوضى العالم :سيسير الأطفال في الشوارع ، ويرقد الرضع في أسرتهم جياعا تحت وطأة البرد القارس ، وستتراكم جبال من الملابس القذرة دون غسيل ، ولن يكون هناك طعام للأكل ولا ماء للشرب . ولو حدث هذا الإضراب ..فسيقدر العالم أجمع ..القيمة الهائلة لعمل المرأة في البيت )
ويمضي التقرير فيقول : ( عمل المرأة المنزلي غير منظور لدى الكثيرين ..وإن المرأة لا تتلقى أجرا نظير القيام بهذا العمل ..إن هذا العمل حيوي وعلى جانب عظيم من الأهمية ..غير أن هذه الساعات الطويلة من عناء المرأة لا يدركه الكثيرون ..لأنه بدون أجر )
ثم يقول التقرير : ( إن المرأة لو تقاضت أجراً لقاء القيام بأعمالها المنزلية لكان أجرها أكثر من 14500دولار في السنة ..وإن النساء الآن في المجتمعات الصناعية يساهمن بأكثر من 25% إلى 40% من منتجات الدخل القومي. بأعمالهن المنزلية ) [ رسالة إلى حواء (3/73 ) .]
ولكي نجعل الأمر أكثر وضوحاً نتساءل عن رأي أصحاب هذا المصطلح في المربيات والخادمات ممن يعملن بأجر في المنازل هل يشملهن مفهومهم للعمل أم لا ؟
وأحسبهم لا يجيبون إلا بنعم . لذا فإننا نقول : إن المرأة في بيتها تقوم بكل هذا وزيادة ، فلماذا لا يشملها مفهوم العمل عندهم ؟
بل أن يصح أن نقول إنها العاملة الحرة ..أما غيرها فهي عاملة أجيرة ؟!!!
وكتبه
محمد بن عبدالله الهبدان
إمام جامع العز بن عبدالسلام
18/4/1425هـ
--------------------------------
[1] ـ المعجم الوسيط ، د .إبراه يم أنيس وآخرون . المد الثاني .
[2] ـ التحليل الاقتصادي ص 28