Hello
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- sétif
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 112
- نقاط التميز :
- 352
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/10/2011
وقفة للسير على النهج الصحيح
يهل علينا الأسبوع المقبل هلال شهر ربيع الأوّل، يتذكَّر فيه المسلمون ميلاد سيّد الخلق محمّد صلّى الله عليه وسلّم، قال الله تعالى: ''لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ'' آل عمران.164
كان مولد سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم إيذاناً بالنُّور السّاطع الّذي بدَّدَ ظلمات الجاهلية وعبادة الأصنام، كما قال تعالى: ''قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ'' المائدة15، والنور هو سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، والكتاب المبين هو القرآن الكريم.
عاشت البشرية قبل مجيء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فترة عصيبة من تاريخها، ضَلَّت فيها طريق الهُدى والرّشاد، وانحرفَت عن الفِطرة الإلهية والمنهج الربّاني، حيث عَبَد الإنسان الأوثان وقدَّس الأصنام، وسَجَد لأحجار صمّاء لا تملك ضرًّا ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، وعمّت قطيعة الأرحام وإساءة الجوار، ووأد البنات وأكل الحقوق وكثرة العقوق وعدا القوي على الضعيف.
وبينما البشرية في هذه الظلمات وهي تبحث عن أمل في الأمن، وتتطلَّع إلى سبيل الرّشاد وطريق الهداية، جاء مولد الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم ليكون الرّحمة المُهداة والسِّراج المنير للبشرية قاطبة، قال الله سبحانه وتعالى: ''وَمَا أرْسَلْنَاك إلاّ رحمةً للعالمين''. وكما أخبر هو صلّى الله عليه وسلّم عن نفسه: ''يا أيُّهَا النّاس إنّما أنا رحمةٌ مهداة''.
وكان مولده وبعثته صلّى الله عليه وسلّم إجابة الله لدعوة نبيّه إبراهيم عليه السّلام، قال تعالى حكاية عنه لمّا كان يرفع بناء البيت الحرام في مكة المكرمة: ''رَبَّنا وابْعَثْ فِيهِم رسُولاً مِنْهُم يَتْلُو عليهِمُ آيَاتِكَ ويُعَلِّمُهم الكتاب والحكمة ويزكِّيهِم إنَّك أنتَ العزيز الحكيم''، وهو بشارة نبي الله عيسى عليه السّلام، قال الله سبحانه وتعالى حكاية عنه: ''ومُبَشِّراً برسولٍ يأتِي مِنْ بعدي اسْمُهُ أحمد''. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت: يا نبي الله، ما كان أول بدء أمرك؟ قال: ''دعوة أبي إبراهيم وبُشْرى عيسى، ورأت أمِّي أنّه يخرُج منها نورٌ أضاءَت منها قصور الشّام''.
فقد فضَّلهُ الله تعالى على جميع أنبيائه ورسله، قال صلّى الله عليه وسلّم: ''فضّلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكَلِم، ونُصِرْتُ بالرُّعب وأُحِلَّت لي الغنائم وجُعِلَت لي الأرض مسجداً وطَهُوراً، وأُرْسِلَت إليّ الخلق كافة وخُتِم بي النّبيُّون'' أخرجه مسلم. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''أنا سيِّد ولد آدم يوم القيامة، وأوّل مَن تنشق عنه الأرض وأوّل شافع ومشفّع'' أخرجه مسلم.
إنّ ذكرى مولد الرّسول الأكرم سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ذِكْرَى خيرٍ للبشرية كلّها، فهذا النّبيّ الكريم الّذي أخْرَج النّاس من الظلمات إلى النُّور، ودَعَا إلى الخير والإصلاح والعدالة والمساواة، يجب علينا أن نَتَّبِعَ منهجه ونسير على هديه صلّى الله عليه وسلّم.