wafadz70
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 576
- البلد/ المدينة :
- ولاية بسكرة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1201
- نقاط التميز :
- 1659
- التَـــسْجِيلْ :
- 29/04/2010
هذه كلمات عابرة
أريد فيها ان أضع الحروف على النقاط
في زمن انقلبت فيه المفاهيم
فا أصبحت النميمة نصحا
والصدق خطيئة
فان لم تكذب وتجامل وتمدح عبثهم فليس لك بينهم مكان
إنها النميمة وهي صفة من أسوء الصفات
يحاولون بها زرع الفتنة بين الناس
أريد فيها ان أضع الحروف على النقاط
في زمن انقلبت فيه المفاهيم
فا أصبحت النميمة نصحا
والصدق خطيئة
فان لم تكذب وتجامل وتمدح عبثهم فليس لك بينهم مكان
إنها النميمة وهي صفة من أسوء الصفات
يحاولون بها زرع الفتنة بين الناس
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين .....
لا يخفى على المتأمل في سيرة الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) كثرة الحث على تربية النفس وتهذيبها بالملكات الفاضلة، والتي تعمل على رفع مستوى الإنسان إلى ملكوت الله عز وجل، وإذا نظرنا إلى سيرة علمائنا الأبرار فإنا نجد التأكيد البليغ في كلامهم على بناء القيم الأخلاقية والدينية حتى يتوجه الانسان التوجه الصحيح في حياته الفردية والاجتماعية.
ولقد أكد علمائنا على عملية تخلية النفس من الرذائل وتحليتها بالفضائل والصفات الإنسانية الراقية، وهذا لا يتم إلا بالمعرفة أولاً، وبالمبادرة إلى الرياضات النفسية ثانياً، لذلك قال (صلى الله وعليه وآله) لسرية حربية: (مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس) [1].
جهاد النفس يكون ضد جيش من الأهواء والنزعات والرغبات وسنحاول هنا تسليط الضوء على نوع من هذه الامور إلا وهو النميمة وكفى به فتكاًَ بالدين والمجتمع.
والنميمة من الذنوب القذرة التي دمرت المجتمعات ولا زال هو المرض الخبيث الذي ينخر جسد جميع العلاقات.
فكم من علاقة زوجية ذهبت إدراج الرياح، وكم من صداقة وأخوة أصبحت صريعة هذا السرطان القاتل.
فقد روي عن رسول الله (صلى الله وعليه وآله) أنه قال: (ألا أنبئكم بشراركم ، قالوا : بلى يا رسول الله، قال: المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء المعايب) [2].
وقد ذم القرآن الكريم من يقوم بهذا الفعل الشنيع فقال: (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ*هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) [3].
والهماز: مبالغة من الهمز والمراد به الطعان والعياب.
والمشاء بنميم: النميم معناها السعاية والإفساد، والمشاء به هو نقال الحديث من قوم إلى قوم على وجه الإفساد بينهم[4].
أسبابها:
جعل (جامع السعادات) مبحث النميمة تنبيه في مبحث (طلب العثرات) أي تجسس العيوب والعورات وإظهارها ،ويقول: انها من نتائج العداوة والحسد.
ويقول علماء الأخلاق انها قد لا تكون من عداوة أو حسد بل لأن النمام عنده رداءة في القوة الشهوية فإذا حدث النميمة تكون موجبة للاهتزاز والانبساط[6].
وهناك من الناس من لا يروق لهم ان يروا اثنين متحابين في الله، فيعمل ما بوسعه لكي يسيء ويخرب هذه العلاقة، وإذا أحسّ انه غير مرغوب فيه من قبل طرف من الأطراف يحاول أن يؤذية بشتى الوسائل ويحاول أن يقطع علاقاته مع من يحب.
ومن الأسباب أيضاً، ان بعض الناس يحب ان يتكلم دون وعي ويشعر بلذة في الكلام في المهم من القضايا والأمور، وفي غير المهم، فيكون كثير اللغو، فيسقط من لسانه بعض الأمور التي يكون فيها سموم لا يتنبه إليها.
قد يتكلم صديق على صديقه بدوافع عديدة، منها قد يكون مر بحالة من العتب على زيد، وتكلم بهذا أمام ثالث، وربما يكون قد وقع في سوء ظن في زيد معتقداً أن زيداً ظلمه ثم أيضاً تكلم بذلك أمام آخر، فالدوافع عديدة ومختلفة.
، وربما طلب بعد ذلك براءة الذمة من المقول فيه، بل ويصارحه بما صدر منه في حقه، فتسير الأخوة وتبقى العلاقات خصوصاً أن المفروض أن كلاهما مؤمن متدين وملتزم بالشريعة غير مصر على ما قال أو فعل، طبعاً هذا كله إذا كان فعلاً قد قال وكان ظالماً فما بالك ان كان مظلوماً وربما لم يتفوه بذلك.
ومن الأسباب أن من ينقل الكلام يشعر بأنه مظلوم من قبل الذي نقل عنه الكلام، فيحاول أن يوقع به ويدمر علاقاته مع من يحب مستعيناً بالآية (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) وما هذا إلا شرك شيطان وكلمة حق يراد بها باطل، فمن أين اتى بهذا اليقين انه فعلاً قد ظلمه وقال ما قال؟ إذ قد يكون كل هذا وهم وخيال.
و ان النمام أحيانا يخلق من عنده الكلام ويزوقه ثم يقوم بتخريب العلاقات، لذا ورد: أن رجلاً باع عبداً فقال للمشتري: ما فيه عيب إلا النميمة فقال: رضيت، فاشتراه، فمكث الغلام أياماً، ثم قال لزوجة مولاه: أن زوجك يريد أن يتسرى عليك وانا اسحره لك في شعره، فقالت: كيف أقدر على اخذ شعره؟ فقال: إذا نام فخذي الموسى وأحلقي من قفاه عند نومه شعرات، ثم قال للزوج: ان أمراتك اتخذت خليلاً وتريد أن تقتلك فتناوم لها حتى تعرف، فتناوم فجاءته المرأة بالموسى فظن أنها تقتله فقام وقتلها، فجاء اهلها وقتلوا الزوج، فوقع القتال بين القبيلتين وطال الأمر بنيهم[7].
وجاء عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): (ان من أكبر السحر النميمة، يفرق بها بين المتحابين، ويجلب العداوة على المتصافيين، ويسفك بها الدماء، ويهدم بها الدور، ويكشف بها المستور، والنمام أشر من وطيء على الأرض بقدم)[11].
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين