بلال49
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- aflou
- العَمَــــــــــلْ :
- طالب 3am
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 53
- نقاط التميز :
- 77
- التَـــسْجِيلْ :
- 20/06/2012
ولد الشيخ معطيات الحاج أحمد بن محمد سنة 1889 م، بالغيشة، وهو من قبيلة
المناصير عرش أولاد يعقوب الغابة. نشأ وترعرع في أحضان والديه بهذه القرية
التي كانت مدرسة ربانية تحمل مشروعا ربانيا لا يتحمل ثقله إلا أصحاب الهمم
العالية.
روح الفقيد والعلامة الحاج احمد معطيات
توجه معطيات الطفل البريئ إلى الكتاتيب بالقرية وشق طريقه المستقيم فحفظ كتاب الله تعالى في صغره وأجاد حفظه مما جعل شيوخه يولونه اهتماما كبيرا، ثم عكف على دراسة الفقه وعلم التوحيد وعلوم الشريعة عامة، فكان شيخه الحاج عيسى مسعودي
يهتم به كثير ا لما رأى منه حذاقة في اللسان والفهم والإدراك، كما عكف على
دراسة قواعد اللغة من صرف ونحو، فكان بليغا فصيحا.لما بلغ السن 36 أي في
سنة 1926، ودع قريته الغيشة وحط رحاله بـ الزاوية القاسمية
بالهامل، فحظي بمنزلة لائقة كريمة من طرف مشائخ الزاوية الذين رحبوا به،
ومن خلال مجالستهم له أدركوا أن الرجل صاحب رسالة ويمكن أن ينال الخير
الكثير من الزاوية ويعود إلى أهله برصيد عظيم يؤهله بأن يقدم خدمات جليلة
إلى أهل منطقة جبال عمور، وبالفعل لم يطل بالشيخ المقام بالهامل ففي خلال سنة واحدة استطاع أن يذهب بعيدا في إدراك علوم جمة مختلفة من الشرع الحنيف والآداب واللغة.
وفي مطلع سنة 1927 انتقل الشيخ مباشرة إلى مدينة الأغواط حيث الشيخ محمد مبارك الميلي ، والإمام الحاج محمد بن سعدالجوادي ، فصار يتردد عليهما وقد نال منهم الرصيد الوافي في شتى علوم الدين والدنيا. تمكن الشيخ في خلال سنتين أن يلم إلماما شاملا وواسعا في علوم الشرع واللغة و الفقه المالكي على وجه الخصوص، واستطاع أن يلفت نظر الشيخ الميلي والشيخ الجوادي من خلال مناقشاته لهم في جميع المجالات،
لم يتوانى الشيخ معطيات في الذود عن حمى الوطن، واستمر على هذا المنوال
بالرغم من كل المضايقات والأساليب المتنوعة التي اتخذها العدو الماكر مع
أمثال هؤلاء لصدهم عن دينهم واتباع السبل الخائبة، إلى أن جاء الفتح
المبين.
واصل الشيخ معطيات مسيرته بمسجد الحي الجنوبي، يعلم ويرشد وينصح ويصلح
إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1984 م، وقد أدى كل ما في وسعه من أجل خدمة
دينه وأمته ووطنه، فأحبه أهله وأحبه الناس ونال الرضا والاحترام من أهل المدينة، ونال منه الشباب والشيوخ الخير الكثير والعلم الوفير إلى أن وافته المنية يوم 11 ديسمبر 1986 م،
رحم الله الشيخ الإمام معطيات الحاج أحمد رحمة واسعة، وجعل أعماله خالصة لوجهه الكريم،