منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

أحمد بوبيدي

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
38633
البلد/ المدينة :
اولاد حملة
المُسَــاهَمَـاتْ :
7513
نقاط التميز :
9326
التَـــسْجِيلْ :
18/03/2012
القصة :


أشرقت شمس ذلك اليوم لتعلن عن ميلاد يوم جديد

حمل مع شعاع شمسه نهاية مأساوية وقصة دموية تمادى أبطالها بالتمثيل

حتى أسدل عليهم الستار وخلفه آلاف وآلاف من الآلام.

في صباح ذلك اليوم وصل بلاغ إلى قسم الحوادث في المرور

عن وجود حادث مروري أدى إلى وفاة رجل وزوجته،

وعلى الفور انتقل الضابط ومعه الجنود إلى مكان الحادث وعندما وصلوا

إلى الموقع وجدوا الحادث في سفح أحد الجسور المرتفع

عن مستوى الأرض ويصعب النزول إليه.

ولكن الضابط والفرقة تمكنوا من الوصول ولكن هالهم المفاجأة ،

وجدوا امرأة في العشرين من عمرها وقد فارقت الحياة

وهي على صورة شبه عارية.

تردي بنطالا ضيقا إلى نصف ساقها يسمونه (استرتش) يعني من هذه

الملابس الضيقة التي تتمدد وتصف الجسد،

وتلبس قميصا ضيقا يغطي نصف بطنها.

أما وجهها فقد اختلط جمالها مع الأصباغ التي وضعتها على وجهها،

أختلط مع تراب سفح ذلك الجسر،

وقد أخذت وضع القرفصاء وهي جامعة يديها إلى نحرها مبرزة أظافرها الحمراء

وكأنها تصارع ملك الموت، فاغرة فاها.

وكانت الفاجعة أعظم عندما انبعث من ذلك الثغر رائحة الخمر،

يا للهول!

امرأة في العشرين تسكر؟ أجل والله.

وقد اختلط شعرها الطويل وقصتها الغريبة اختلط بدمها.

غطاها رجال الأمن وذهبوا إلى الرجل الذي كانوا يظنون أنه زوجها.

وإذا بالمصيبة أدهى وأمر!

رجل في الخمسين من عمره قد خط الشيب في عارضه وقد فارق الحياة أيضا

ورائحة المسكر تفوح من فمه، ووجه مشوه من هول الصدمة.

عاد رجال الأمن إلى سيارته وإذا بقارورة الخمر وبعض الأطعمة

التي تعد للجلسات الحمراء، وإذا بجهاز التسجيل

وهو يعطي شريطا غنائيا لأغنية ماجنة.

وإذ الحقيقة المرة الماثلة وهي....

أن الرجل أجنبيا عن هذه المرأة، ولا تمت له بصلة.

وبالرجوع إلى خلفيات القصة،

اتضح أن هذا الذئب الذي بلغ من العمر عتيا

قد أصطاد فريسته التي ظن الكثير من شبابنا وشيبنا أنها غنيمة.

لقد أخذ فريسته وذهب بها وفي إحدى الاستراحات ودارت رحى السهرة الحمراء،

رقص وغناء وسكر وعربدة وما خفي كان أعظم،

فما ظنكم باثنين الشيطان ثالثهما والخمر رابعهما والموسيقى والرقص خامسهما.

استمرا على ذلك جزء من الليل،

وفي ساعة متأخرة قضى كل نهمه وعاد الذئب بفريسته ليوصلها إلى منزلها

ولكنه أخطئ الطريق متأثرا بالسكر فسلك طريق آخر.

وفي الطريق ولأنه فاقدا لوعيه انحرفت سيارته بكل سرعتها

لتصطدم بالسياج الحديدي من الجسر ويخترق السيارة من مقدمتها إلى مؤخرتها

وتسقط في سفح ذلك الجبل ليلقى الله وهو سكران،

ولتلقى الله وهي سكرانة في خلوة فاضحة وفي فضيحة مشينة

ومن مات على شيء بعث عليه.

فنعوذ بالله من سوء الخاتمة.

إنه العار والشنار في الدنيا والآخرة،

فبدل أن يترحم الأهل عليهما دعوا عليهما بالنار والعذاب جزاء ما قدموه،

والرجل كانت الصدمة شديدة على أولاده الذين هم في سن الرجولة

وكانوا يقولون..... فضحه الله كما فضحنا.

أولاده يقولون ( الله يفضحه كما فضحنا ).

أما المرأة فسارع أبوها إلى نفي التهمة عنها

حينما قيل له راجع المستشفى قال:

ابنتي صالحة، ابنتي مصحفه في جيبها وسجدتها في شنطتها

وأخذ يكيل لها من المديح الذي أضر بها.

إنها الثـقة المفرطة التي توضع أحيانا في غير محلها،

والتي يوليها بعض الأباء لبناتهم، ولكنه اصطدم بالحقيقة المرة،

فلا تسأل عن حاله بعد ذلك.

من البنات من تمكر وتخدع والدها وتكيد لأسرتها وتوهمهم أنها

تذهب إلى المسجد وهي تذهب إلى البار،

ومنهم من توهمهم أنها تذهب إلى الحرم وهي تذهب إلى الحرام.

ومنهم من تحمل حقيبتها المصحف وشريط المحاضرة وسجادة الصلاة

لمخادعتهم فينخدعون ويثـقون وهنا تحصل الكارثة.

ولكم أن تتصوروا أيها الأخوة أبناء لطخ والدهم عرضهم،

وشوه سمعتهم وقضى على مستقبلهم،

وأيضا تصوروا رجلا فقد ابنته في زهرة الشباب ومقتبل العمر

في هذه النهاية البائسة التي أنتحر فيها العفاف.

من منا يحب أيها الأخوة أن تكون هذه نهايته؟

ومن منا يحب أن تكون هذه نهاية ابنته أو أخته؟

أجا لماذا التمادي ؟ أغرنا ستر الله علينا !

إن كل من سار على الدرب وصل،

وإن لم يتبادر الإنسان نفسه ويتوب إلى اله من الخطأ

وإلا فإن الله له بالمرصاد.

أما سمعتم قول الله عز وجل:

(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).

أما سمعتم قول النبي صلى الله عليه وسلم:

(إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته).

هذه قصة انتحر فيها العفاف،

ليست من نسج الخيال ولكنها من أرض الواقع ولعل في سوقها عضة وعبرة.
 
نور السلام

نور السلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
tiaret
العَمَــــــــــلْ :
BEM
المُسَــاهَمَـاتْ :
646
نقاط التميز :
654
التَـــسْجِيلْ :
18/05/2012
بارك الله فيك أخي الطيب
 
avatar

أحمد بوبيدي

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
38633
البلد/ المدينة :
اولاد حملة
المُسَــاهَمَـاتْ :
7513
نقاط التميز :
9326
التَـــسْجِيلْ :
18/03/2012
وفيك بركة اختي على الرد الطيب
 
ziba1111

ziba1111

عضو نشيط
رقم العضوية :
44085
البلد/ المدينة :
ارض الله الواسعة
العَمَــــــــــلْ :
موظفة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1392
نقاط التميز :
1106
التَـــسْجِيلْ :
06/05/2012
سترك يا رب
 
ابو الحارث الاثري

ابو الحارث الاثري

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
22906
البلد/ المدينة :
الجزائر وهران
المُسَــاهَمَـاتْ :
26158
نقاط التميز :
24766
التَـــسْجِيلْ :
12/08/2011
وهده من سوء الخاتمة نسال الله تعالى بان يختم لنا بالحسنى
جزاك الله خيرا
اخي الطيب
احمد
.............
 
avatar

أحمد بوبيدي

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
38633
البلد/ المدينة :
اولاد حملة
المُسَــاهَمَـاتْ :
7513
نقاط التميز :
9326
التَـــسْجِيلْ :
18/03/2012
تشرفت بمرورك اخي الاثري

لك كل الاحترام والود
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى