سراج الاسلام
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 42658
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- استاذ التعليم الثانوي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 849
- نقاط التميز :
- 2484
- التَـــسْجِيلْ :
- 24/04/2012
جاءه ملك الموت على غفلة.. لم يحسب أنه سيراه يومًا إلا بعد أن زاره، وضُرِبت الحُجُب على عيون من حوله إلا عينه هو، ليرى ما لا يرى الحاضرون: {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22].
وعندها علا صراخه وسط الحجرة:
لا يا ملك الموت.. ارجع إلى ربك.. فاسأله..
ما بال المغفرة التي وعدني بها؟! والرحمة التي أطمعني فيها؟!
أتوسَّل إليك أيها الملاك.. استأذنه أن يمدَّ عمري ساعة..
أُذل فيها بين يديه وأتوب..
أبكي على ما سلف من الذنوب..
أُكفِّر عصياني بطاعاتي..
أُبدِّد غفلاتي بحسناتي..
أُقبِّل يد والديَّ..
أردُّ المظالم إلى أهلها..
ومالي!! مالي الذي ألهاني وأطغاني.. أنخلع منه كله طاعةً لله ورسوله، إذا كان هذا سينقذني من الجحيم.
اشفع لي عنده أيها المعصوم.. لعلّه يقبل عبده الجهول الظلوم..
أتوسَّل إليك.. لا تقبضني هذه المرة.. ولا على هذه الحال؛ فإني أخشى ربًّا شديد المحال..
يا من لم يعصِ ربَّه مرة.. ارحم من عصى ربَّه كل مرة.
أخبرني..
أرِح قلبي.. ما لي لا أذكر اليوم من حسناتي أيَّ شيء، وأذكر من سيئاتي كل شيء؟!!
يا ملك الموت..
إن لم تكن ساعة فدقيقة.. وإلاَّ فلحظة.. أجِّلني لحظة.. أخِّرني لأتقدَّم.. أمهلني لأسبق.
نعم.. ما سمعتُ أحدًا سأل مثل مسألتي هذه فأُجيب.. ولا طلب الإمهال منك فأمهلته.. ولكنني طامع في كرمٍ ليس كأي كرم.. مُتوسِّل إليك بعفو الله العفو الرحيم..
الذي ما ردَّ سائلاً ولا خذل راجيًا.
ثم كانت المفاجأة!!
أُجيب إلى طلبه ومُدَّ له في العمر المهلة.. وصار حلمه حقيقة.. والمحال بالإمكان، فماذا ستصنع في المهلة الجديدة والنعمة الفريدة؟
قال العلاء بن زياد رحمه الله: "ليُنزِل أحدكم نفسه أنّه قد حضره الموت، وأنه استقال ربه فأقاله، فليعمل بطاعة الله".