التوأم
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 56892
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- موظفة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1564
- نقاط التميز :
- 1604
- التَـــسْجِيلْ :
- 21/08/2012
من حكايات جدي
كنت قد وعدتكم بهذه الحكاية في أحد الأمثال من قلب أدرار
"يبرى فم الجرح ما يبرى فم العار"
"حاجيتكم ما جيتكم كلت عشايا وخليتكم" جئتكم اليوم بحكاية من حكايات جدي، وهي حكاية امرأة كانت تسكن مع عائلتها في الغابة، وكان في هذه الغابة غول تخافه الناس فكان يأخذ بالحذر كل من زار هذه الغابة وكان للتجول فيها أو قضاء حاجة وقت خاص ومعلوم بحيث لا يمكن لأي شخص سواء كان من سكان الغابة أو من غيره أن يتجول أو يحتطب أو إنجاز أي عمل في وقت كان بل يجب عليه قضاء ذلك قبل غروب الشمس لأن ذلك وقت خروج الغول من سكنه الذي لا يعرفه أحد
كانت هذه المرأة تخرج يوميا في الصباح لتجمع بعض الحطب من الغابة للطهي ومرت الأيام متتالية على هذا الحال وكان الغول يراقبها في كل خطوة تخطوها دون إشعارها بذلك،وفي يوما من الأيام وكان يوم أسود بالنسبة لها خرج عليها الغول فخافت وصرخت لكن الغول كان مسالما ولم يؤذيها بل أخبرها أنه ليس بظالم ولا آكل لآي كان وكدليل على ذلك أخبرها أنه سيأتي لبيت أهلها ويطلب يدها منهم ووعدها أنه سيجعلها أميرة في بيتها ولن يؤذيها لا هي ولا أهلها أبدا
رجعت المسكينة إلى البيت تكاد تموت من الخوف من جراء ما حدث لها ولما فتحوا لها الباب أغمي عليها
جاء اليوم الموعود ودق الغول باب منزل المرأة موفيا بوعده لها وتقدم لطلب يدها لم يرفض أهلها بتاتا وكانت الموافقة منها هي أولا، زفت المرأة إلى بيت زوجها الغول حقق لها ما وعدها به بحيث عاشت معه وكأنها أميرة ولم تشعر معه أنها مع ذاك الغول الذي تتخوف منه الناس، وفي يوم من الأيام طلبت منه أن تزور أهلها وكان لها ما طلبت أخذها إليهم وأخبرها أنه سيأتي في المساء لإرجاعها إلى بيتها، اجتمع حولها أهلها وبقي كل واحد منهم يسألها كيف حالها مع زوجها الغول فقالت في الحقيقة زوجي الغول حقق لي كل ما وعدني به لكن أكره فيه شيئا هو "فمه الذي تخرج منه رائحة كريهة" وللأسف كان زوجها الغول لم يغادر بعد وسمع بالتفصيل ما قلته زوجته عنه لأهلها، تظاهر هذا الأخير بعدم سماعه لذلك وفي المساء عاد لإرجاعها كما أخبرها من قبل ولما وصلا إلى البيت سألها عن أحوال أهلها وكيف كانت الزيارة فأخبرته بأنهم بخير والزيارة كانت رائعة وشيقة
وفي الصباح الباكر نهض الغول قبل زوجته وأحضر سكينا حادا وطلب منها أن تشق به جبهته بكل قواها، تعجبت المرأة من طلبه ورفضت ذلك، أصر عليها بأن تضرب وإلا أكلها لم تجد بد غير أنها تلبي طلبه وكان ذلك بحيث ترك السكين جرحا بارز في جبهته، بقي الغول يعالج في ذلك الجرح يوميا وفي كل يوم يسأل زوجته هل شفي الجرح تقول له ليس بعد، وفي يوم من الأيام سألها نفس السؤال فأجابت بأن والحمد لله شفي تماما الجرح ولم يبقى له أثر بتاتا حينها قال لها يا امرأة _ "يبرى (يشفى) فم الجرح ما يبرى فم العار أو العيب (الكلام القاسي الذي يجرح القلب والكيان والذي يلمس المشاعر و لا يستطيع تحمله أي كان) فهل ترين يا زوجتي رغم جرحي بالسكين الذي ضربتيني به والذي شفي مع مرور الأيام لكن لم أشفى أو أنسى كلامك الجارح الذي أخبرتي به أهلك فالمرأة مصدر سر زوجها وعليه سيكون اليوم أخر يوم في حياتك لأنك لا تستحقين الخير وبعدها أكلها الغول ومنذ ذلك اليوم عاد إلى ما كان عليه بعد أن كان مسالم
هذه حكاية الغول فما بالك الإنسان لأخيه الإنسان يقوم بجرح قلبه وكسر خاطره ولمس مشاعره النبيلة وعض اليد التي مدت له من أجل الخير، فكيف لأحد منا أن يخطأ في حق إنسان أخر كيف؟
لكن الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أتمنى أن تعجبكم الحكاية وأن تأخذوا منها عبرة وإلى حكاية أخرى من حكايات جدي أو جدتي
أختكم "التوأم" حفظها الله
كنت قد وعدتكم بهذه الحكاية في أحد الأمثال من قلب أدرار
"يبرى فم الجرح ما يبرى فم العار"
"حاجيتكم ما جيتكم كلت عشايا وخليتكم" جئتكم اليوم بحكاية من حكايات جدي، وهي حكاية امرأة كانت تسكن مع عائلتها في الغابة، وكان في هذه الغابة غول تخافه الناس فكان يأخذ بالحذر كل من زار هذه الغابة وكان للتجول فيها أو قضاء حاجة وقت خاص ومعلوم بحيث لا يمكن لأي شخص سواء كان من سكان الغابة أو من غيره أن يتجول أو يحتطب أو إنجاز أي عمل في وقت كان بل يجب عليه قضاء ذلك قبل غروب الشمس لأن ذلك وقت خروج الغول من سكنه الذي لا يعرفه أحد
كانت هذه المرأة تخرج يوميا في الصباح لتجمع بعض الحطب من الغابة للطهي ومرت الأيام متتالية على هذا الحال وكان الغول يراقبها في كل خطوة تخطوها دون إشعارها بذلك،وفي يوما من الأيام وكان يوم أسود بالنسبة لها خرج عليها الغول فخافت وصرخت لكن الغول كان مسالما ولم يؤذيها بل أخبرها أنه ليس بظالم ولا آكل لآي كان وكدليل على ذلك أخبرها أنه سيأتي لبيت أهلها ويطلب يدها منهم ووعدها أنه سيجعلها أميرة في بيتها ولن يؤذيها لا هي ولا أهلها أبدا
رجعت المسكينة إلى البيت تكاد تموت من الخوف من جراء ما حدث لها ولما فتحوا لها الباب أغمي عليها
جاء اليوم الموعود ودق الغول باب منزل المرأة موفيا بوعده لها وتقدم لطلب يدها لم يرفض أهلها بتاتا وكانت الموافقة منها هي أولا، زفت المرأة إلى بيت زوجها الغول حقق لها ما وعدها به بحيث عاشت معه وكأنها أميرة ولم تشعر معه أنها مع ذاك الغول الذي تتخوف منه الناس، وفي يوم من الأيام طلبت منه أن تزور أهلها وكان لها ما طلبت أخذها إليهم وأخبرها أنه سيأتي في المساء لإرجاعها إلى بيتها، اجتمع حولها أهلها وبقي كل واحد منهم يسألها كيف حالها مع زوجها الغول فقالت في الحقيقة زوجي الغول حقق لي كل ما وعدني به لكن أكره فيه شيئا هو "فمه الذي تخرج منه رائحة كريهة" وللأسف كان زوجها الغول لم يغادر بعد وسمع بالتفصيل ما قلته زوجته عنه لأهلها، تظاهر هذا الأخير بعدم سماعه لذلك وفي المساء عاد لإرجاعها كما أخبرها من قبل ولما وصلا إلى البيت سألها عن أحوال أهلها وكيف كانت الزيارة فأخبرته بأنهم بخير والزيارة كانت رائعة وشيقة
وفي الصباح الباكر نهض الغول قبل زوجته وأحضر سكينا حادا وطلب منها أن تشق به جبهته بكل قواها، تعجبت المرأة من طلبه ورفضت ذلك، أصر عليها بأن تضرب وإلا أكلها لم تجد بد غير أنها تلبي طلبه وكان ذلك بحيث ترك السكين جرحا بارز في جبهته، بقي الغول يعالج في ذلك الجرح يوميا وفي كل يوم يسأل زوجته هل شفي الجرح تقول له ليس بعد، وفي يوم من الأيام سألها نفس السؤال فأجابت بأن والحمد لله شفي تماما الجرح ولم يبقى له أثر بتاتا حينها قال لها يا امرأة _ "يبرى (يشفى) فم الجرح ما يبرى فم العار أو العيب (الكلام القاسي الذي يجرح القلب والكيان والذي يلمس المشاعر و لا يستطيع تحمله أي كان) فهل ترين يا زوجتي رغم جرحي بالسكين الذي ضربتيني به والذي شفي مع مرور الأيام لكن لم أشفى أو أنسى كلامك الجارح الذي أخبرتي به أهلك فالمرأة مصدر سر زوجها وعليه سيكون اليوم أخر يوم في حياتك لأنك لا تستحقين الخير وبعدها أكلها الغول ومنذ ذلك اليوم عاد إلى ما كان عليه بعد أن كان مسالم
هذه حكاية الغول فما بالك الإنسان لأخيه الإنسان يقوم بجرح قلبه وكسر خاطره ولمس مشاعره النبيلة وعض اليد التي مدت له من أجل الخير، فكيف لأحد منا أن يخطأ في حق إنسان أخر كيف؟
لكن الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أتمنى أن تعجبكم الحكاية وأن تأخذوا منها عبرة وإلى حكاية أخرى من حكايات جدي أو جدتي
أختكم "التوأم" حفظها الله