أبو أسامة
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 62084
- البلد/ المدينة :
- دائرة سبدو -تلمسان
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 931
- نقاط التميز :
- 1332
- التَـــسْجِيلْ :
- 29/09/2012
هذه هي الحلقة الرابعة و الأخيرة
من حلقات نقد الحركات الإسلامية المعاصرة
يقول صاحب الموضوع في المبحث الرابع
جماعة الإخوان المسلمون
أولا: التعريف بالجماعة:
تأسست جماعة الإخوان المسلمون عام (1347ه-1928م)على يد الشيخ حسن البنا رحمه الله
ولد الشيخ في المعمورية عصر 17 من تشرين (1906) ونشأ الشيخ في بيت عريق في العلم
حيث كان والده من علماء الحديث الشريف وقد قام والده بترتيب مسند الإمام احمد
(كتاب الفتح الرباني24 مجلدا) وكان له كذلك كتب أخرى في الحديث
ويذكر الدكتور محمد عمارة في جريد الأسرة العربية أن والد الإمام كان له أربعة
أولاد وجه كل واحد منهم إلى دراسة احد المذاهب الأربعة
وكان يعمل في محل ساعات لذا سمي بالساعاتي .
نشأ الشيخ يحب العبادات من صوم وصلاة وقيام ليل وبدأ حفظ القران صغيرا ثم أتمه
عندما ناهز الاحتلام
كان يكره المنكرات فانشأ جمعية بالمدرسة سميت بجمعية محاربة المنكرات
تخرج من الثانوية العامة وكان ترتيبه الخامس ثم التحق بكلية دار العلوم وتخرج منها
وترتيبه الأول على الدفعة
عين الشيخ مدرسا بالإسماعيلية وهناك بدأ الشيخ دعوته في المقاهي والمساجد وهناك
انشأ جماعة الإخوان المسلمون وانتشرت دعوته بشكل سريع (ومن المفيد للذكر أن
السلطات البريطانية خافت من انتشار الدعوة فبعثت إلى الملك فاروق فأرسل يقول وماذا
يمكن أن يفعل معلم الأولاد)
فتح للجماعة عدة فروع وشعب في القاهرة ومحافظات أخرى وأصبحت مقر القيادة في
القاهرة
كان لجماعة الإخوان المسلمون دور فعال في جميع مناحي الحياة وجميع الفاعليات
الدينية والسياسية في هذه الفترة
ولقد شارك الإخوان في حرب فلسطين وأذاقوا اليهود الويلات غير أن خيانة الملك فاروق
منعت من انتصار المسلمين
وكذلك كان لهم دور واضح في محاربة الإنجليز
أقلق هذا الانتشار السريع للإخوان السلطات الأجنبية فقرروا القضاء على الدعوة ة
وقد أوضح الأستاذ محمود عبد الحليم في كتابة الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ
(الجزء الأول) محاور عشر سارت عليها هذه الخطة:
1- زرع البوليس السياسي داخل الجماعة ونشر أكاذيب على ألسننهم على أنها أفكار
اخوانية حتى يكره الشعب الإخوان
2- الهاء الشباب وإفسادهم بالمال والنساء ولأجل ذلك تم إنشاء (جمعية إخوان الحرية)
التي روجت الإباحية
3- إعلان الحرب على الجرائد المنتمية للإخوان
4- محاولة تفكيك البناء الداخلي للإخوان
5- إذكاء المواجهة بين الإخوان من جهة وحزب الوفد من جهة أخرى
6- نشر الشيوعية
7- المحاكمات والتعذيب
8- استغلال حر بفلسطين في إلصاق بعض التهم للإخوان
9- صدور القرار الملعون بحل الجماعة من النقراشي لا طيب الله ثراه
10- الجريمة الكبرى باغتيال الشيخ حسن البنا في 12/2/1949(رزقنا الله وإياه
الشهادة والجنة )
ولقد اختير الأستاذ حسن الهضيبى مرشدا ثانياْ بعد الإخوان وقي عهده قامت ثورة 52
بمساعدة الإخوان
ولكن للأسف انقلب الخائن جمال عبد الناصر على الإخوان ودبر لهم المكائد التي كنا
أكبرها حادث المنشية التمثلية الشهيرة واعتقل الآلاف من الإخوان وعذبوا تعذيبا
شديدا في السجن الحربي وأعدم جميع أعضاء مكتب الإرشاد (اللهم اجعلهم عندك من
الشهداء)
ومرة أخرى قام عدو الإسلام عام 65 قام باعتقال الإخوان (افتخر بأنه قام باعتقال 17
ألفا في يوم) واعدم الشيخ سيد قطب
وفى عهد السادات عادت الجماعة مرة أخرى للظهور بقوة
هيكلة الجماعة العام:
الهيئة التأسيسية (المرشد العام –مكتب الإرشاد)-------مجلس شورى الجماعة
--------المكاتب الإدارية------المنطقة------الشعبة----الأسرة
تصور الجماعة للعمل الإسلامي:
يمكن تلخيص ذلك في الأصل الأول من الأصول العشرين للشيخ حسن البنا
(الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة وهو
خلق وقوة آو رحمة وعدالة وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء وهو مال وثروة أو كسب وغنى
وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة كما هو عقيدة وعبادة صحيحة سواء بسواء)
أهداف وغايات الإخوان:
حدد الإمام البنا مؤسس الجماعة الأهداف التي تسعى الجماعة إلى تحقيقها بإيجاز
فقال:
"نحن نريد الفرد المسلم، والبيت المسلم، والشعب المسلم، والحكومة المسلمة،
والدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتضم شتات المسلمين وبلادهم المغصوبة، ثم تحمل
علم الجهاد ولواء الدعوة إلى الله تعالى حتى يسعد العالم بتعاليم الإسلام.
وركّز الإمام على هدفين حيث قال: "أذكر دائمًا أن لكم هدفين أساسيين:
1-أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وذلك حق طبيعي لكل إنسان لا ينكره
إلا ظالم جائر أو مستبد.
2- أن يقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه
الاجتماعي، وتعلن مبادئه القديمة، وتبلغ دعوته الحكيمة إلى الناس، وما لم تقم هذه
الدولة فإن المسلمين جميعًا آثمون مسئولون بين يدي الله العلي الكبير عن تقصيرهم
في إقامتها وقعودهم عن إيجادها.
وحدد الإمام الأهداف المرحلية التي تصل بالمسلمين أو يصل المسلمون من خلال تحقيقها
لهذين الهدفين الكبيرين على هذا النحو الدقيق والواضح:
1- تكوين الإنسان المسلم قوي الجسم، متين الخلق، مثقف الفكر، القادر على الكسب
والعمل، سليم العقيدة، صحيح العبادة، القادر على مجاهدة النفس، الحريص على الوقت،
المنظم في شئونه، النافع لغيره ولمجتمعه ولوطنه.
2-البيت المسلم: المحافظ على آداب وخلق إسلامه في كافة مظاهر الحياة المنزلية
والمجتمعية. وحين يحسن تكوين الإنسان المسلم عقائديًا، وتربويًا، وثقافيًا..
سيُحسن اختيار الزوجة، وتوقيفها على حقها وواجباتها والمشاركة معها في حسن تربية
الأبناء، وحسن التعامل مع الآخرين، والعمل لما فيه صالح المجتمع والأمة.
3-وحين تتكون الأسرة المسلمة.. سيتحقق وجود المجتمع المسلم الذي تنتشر في أرجائه
وعلى ساحته دعوة الخير ومحاربة الرذائل والمنكرات، ويتم تشجيع الفضائل ويتم العمل
والإنتاج.. والأمانة والعطاء.. والإيثار.
4-والوصول إلى المجتمع المسلم.. سيوصِّل إلى اختيار الحكومة المسلمة.. التي تلتزم
شرع الله.. وترعى الله في الشعب، وترعى وتحافظ على حقوقه، وتلتزم القانون في تأكيد
حق الإنسان في الحرية والأمن والعمل والانتقال، والتعبير عن الرأي، ومزاولة حقه في
المشاركة واتخاذ القرار.
والحكومة المسلمة، التي سيفرزها المجتمع المسلم، تؤدي مهمتها كخادم للأمة، وأجير
عندها، عاملة على مصالحها، وهذه الحكومة يلتزم أعضاؤها إسلامهم وتعاليمه يؤدون
الفرائض.. وتستعين بغير المسلمين من أنحاء المجتمع؛ من أجل تحقيق نفع الأمة
وخيرها.
5-وقيام حكومة إسلامية يختارها مجتمع مسلم في حرية تامة.. والتزام هذه الحكومة
بشرع الله عز وجل سيؤدي إلى وجود الدولة الإسلامية النواة.. الدولة التي تقود
الدول الإسلامية، وتضم الشتات، وتستعيد المجد، وترد على المسلمين أرضهم المسلوبة.
وقيادة الدولة الإسلامية من خلال دولة قائدة تتوفر لها صفات وإمكانات ومقومات
القيادة ليست مطلبًا بل عملاً راشدًا ومسئولية ضخمة.. تجعل وحدة الأمة الإسلامية
أمرًا ليس بالبعيد، خاصة ومجموع الفوائد السياسية والاقتصادية والعسكرية- التي
ستتحقق للمسلمين بل العالم كله- لا تُعد.
6-وقيام الدولة الإسلامية الواحدة أو الولايات الإسلامية المتحدة.. تعيد الكيان
الدولي للأمة.. وتؤكد درورها الحضاري ودورها في تحقيق السلام والأمن الحرية في
العالم، وتحول دون محاولات الهيمنة من قِبل قوى أخرى.
ويقول الإمام "إن المسلمين جميعًا آثمون مسئولون بين يدي الله العلي الحكيم
عن تقصيرهم في إقامتها وقعودهم عن إيجادها، ومن الظلم للإنسانية في عالمنا
المعاصر، أن تقوم فيه دول على ساحة العالم الإسلامي تهتف بالمبادئ الظالمة، وتنادي
بالدعوات الغاشمة، وتصادر حقوق الإنسان.. ولا يكون هناك من يعمل لتقوم دولة الحق
والعدل والسلام والأمن والحرية.
أما الهدف الذي ستضطلع به الدولة الإسلامية الواحدة فهو: نشر الإسلام في العالم،
والدعوة إلى قيمه ومثله وفضائله، وتأكيد قيم الحرية والعدل والمساواة، وإخلاص
الوجهة لله عز وجل.. وما أثقل التبعات وما أعظم المهمات يراها الناس خيالاً،
ويراها الإنسان المسلم حقيقة؛ فهو لا يعرف اليأس.. ولا يقعد عن مواصلة السير
والعمل والعطاء لبلوغ الغاية؛ إرضاءً لله سبحانه وتعالى".
نحن أمام حقائق تفرض نفسها:
- أننا أمة لا عز لها ولا مجد إلا بهذا الإسلام عقيدة وفهمًا وعملاً.
- أن الإسلام وحده هو الحل لكافة مشاكل الأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية
والخارجية.
- أنه بالإسلام سيكون لكل عامل عمل، ولكل طالب محتاج راتب، ولكل فلاح أرض، ولكل
مواطن سكن وزوجة، ومستوى من العيش يليق بالإنسان.
- أن مشكلات احتلال الأرض لن تنتهي إلا من خلال رفع علم الإسلام وإعلان الجهاد.
- أن الوحدة العربية لن تتم إلا بالإسلام، وأن توحيد وتحقيق وحدة المسلمين لن يتم
إلا بالإسلام. وأن تغيير الميزان لصالح المسلمين أمر ليس بالمستحيل حين يكون هناك
التزام بالإسلام.
- وأن العمل لإقامة الحكومة الإسلامية فريضة. وأن التجمع على أساس الإسلام فريضة.
وأن كل تجمع لإقصاء الإسلام لا يجوز، ومن ثم فهو مرفوض في فهم وعرف الإنسان
المسلم.
- وأن إقامة الدولة الإسلامية أكثر إمكانًا من غيرها.. فإذا كان أهل الباطل،
والذين يعبدون الجماد أو الإنسان أو الحيوان يسعون لتغيير كل شيء- وهم على باطل-
فكيف يستبعد المسلم إقامة دولة الإسلام على أرض الإسلام؟
- أن الإسلام يعطي لكل مواطن- له صفة المواطنة على الأرض الإسلامية- حقه في
العبادة والحرية والأمن والعمل وحرية إبداء الرأي والانتقال..
- وأن التطبيق الإسلامي وحده هو الذي يجمع للأمة أعلى درجات القوة ماديًا
ومعنويًا، وأعلى درجات الإنتاج والعطاء، وأعلى درجات التوزيع العادل للثروة، وأعلى
مستويات الشفافية.
وسائل الإخوان المسلمين
الكلام عن الأهداف يرتبط بالوسائل التي تعين وتمهد الطريق وصولاً لتحقيق تلك
الأهداف.
الإنسان المسلم
إذا كان تكوين الإنسان المسلم يمثل هدفًا أساسيًا من أهداف الإخوان المسلمين،
والإنسان المسلم هو رجل وامرأة، وطفل وطفلة، وشاب وفتاة، فالوسائل لتكوين هذا
الإنسان المتميز في عقيدته وإيمانه وفهمه وعمله وعطائه تجتمع في:
- المربي الذي ينهض بعملية التربية والتكوين.
- المنهج المأمول والمطلوب.
- البيئة التي يجب أن يتوفر فيها المناخ والإمكانيات.
وتعطي جماعة الإخوان المسلمين أهمية كبيرة للتربية؛ فهي السبيل لتأصيل الفهم،
وتصحيح وضبط العمل والفعل، وبيان الحلال والحرام، وأيضًا بيان الواجبات وضرورة
النهوض بها؛ وصولاً للأجر والثواب عند الله عز وجل. كما أنها في الوقت نفسه تمثل
السبيل لتأكيد وترشيح معاني ومعالم الأخوة والثقة والترابط؛ لأن معينها هو القرآن
والسنة. وأي خلل في واحد من الثلاثة يترتب عليه خلل، ولاشك في تخريج الشخصية
المسلمة والجهة التي يقوم بمهمة العطاء، والمتابعة في مجال التربية يجب أن يتمثل
فيها الفهم الصحيح لدورها، ويتوفر عندها الجهد اللازم للقيام بمهمتها.
.
وبالطبع هناك اهتمام وحرص على حفظ القرآن والأحاديث، والربط بين الحفظ والعمل
والتدين الذي يحظى باهتمام بالغ لدى الإخوان المسلمين، وتلتزم منهجًا نبعه القرآن
والسنة، وتعطي اهتمامها بتنشئة وصقل الشباب والكبار والأطفال في إطار تنظيم
وترتيب، يصاحبها تقديم للعمل التربوي؛ حرصًا على بلوغ الهدف المنشود والمرسوم.
البيت المسلم
وإذا كان البيت المسلم هو الهدف الثاني من بين الأهداف التي تسعى الجماعة
لتحقيقها، فإن الوسائل المؤدية إلى تحقيقه وتجسيمه على أرض الواقع تعطيها الجماعة
الأهمية ما يتحقق الوصول إلى ذلك الهدف، ومن ذلك:
1-إعطاء الإنسان المسلم الاهتمام المطلوب لبيته سواء كان زوجًا أو زوجة أو أبناء.
2-إعطاء العمل النسائي حقه من خلال الكتاب والرسالة واللقاء والحلقة النسائية، وفي
إطار تكوين عالٍ للإنسانة المسلمة.
3-اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح.
4-ربط الأبناء بالأنشطة والفاعليات المثمرة.
5-إنشاء وتكوين الأجهزة التي ترعى شئون الأسرة على كافة المستويات، وتفصيل دور
الإنسانة المسلمة في العمل والعطاء والبناء.
6-تنقية جو البيت من المخالفات، في إطار المعرفة الصحيحة للضوابط والضمانات التي
جاءت في الكتاب والسنة.
7-الكتاب النسائي والحلقة المسجدية "المكتبة النسائية".
8-بحث إزالة العقبات التي تحول دون تكون البيت المسلم.. مادية وغير مادية.
المجتمع أو الشعب المسلم:
من الصعب وجود أو إيجاد تطبيق إسلامي على مستوى الحكم والحكومة إلا من خلال شعب
يحركه الإيمان، ويعرف أهدافه وغاياته من خلال فهمه لكتاب ربه وسنة رسوله وعمله
بمقتضاهما، فالحكومة الإسلامية لا تقوم على فراغ، ولكن على أساس من الإيمان، وأساس
من الفهم الصحيح يؤكده عمل وبذل وعطاء؛ سعيًا لمثوبة وأجر من عند مَن أنزل الإسلام
على رسوله – صلى الله عليه وسلم – ليبلغه للناس فيرسخ في القلوب إيمانًا، وفي
العقول والأذهان فهمًا، وعلى الجوارح وعلى التصرفات والسلوك والسياسات عملاً
وتطبيقًا.
ثَمة أمر في غاية الأهمية أشار إليه الإمام البنا.. يؤكد يقوله: "لابد من
فترة تنتشر فيها المبادئ ويتعلمها ويعمل بها الشعب. وحتى يؤثر المصلحة العامة
والغاية العظيمة على المصالح الذاتية والغايات الصغيرة".
ثم يقول: "ليست الوسيلة هي القوة، فالدعوة الحق إنما تخاطب الأرواح أولاً
وتناجي القلوب وتطرق مغاليق النفوس، ومحال أن تثبت بالعصا أو أن تصل إليها على
أسنَّة الرماح، ولكن الوسيلة في تركيز كل دعوة وثباتها في القلوب والأفهام لتكون
واقعًا عمليًا على الساحة.
ويأتي وجود المجتمع المسلم أو الشعب المسلم عن طريق التعريف والتكوين. وقد ركز
الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام – دعوته في نفوس الرعيل الأول من أصحابه..
حين دعاهم إلى الإيمان والعمل، وجمع قلوبهم على الحب والإخاء، فاجتمعت قوة العقيدة
إلى قوة الوحدة، وهكذا سار الدعاة على نهج نبيهم – عليه الصلاة والسلام – فقد
نادوا بالفكرة ووضحوها ودعوا الناس إليها؛ ليؤمنوا بها ويعملوا على تحقيقها
ويجتمعوا عليها حتى ازدادت فكرتهم بهم ظهورًا وانتشارًا حتى بلغت مداها، وتلك سنة
الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً".
إن الطريق لإيجاد الشعب المسلم هو التعريف بالإسلام والجماعة، والتكوين على خلق
وقيم الإسلام وفضائله وآدابه وسلوكياته، من خلال الحلقات العامة، وعبر وسائل
الإعلام، ومن خلال الكتاب والرسالة والحوار والدعوة الفردية.. على ضرورة ارتكاز
التربية على تأصيل وتأسيس قيم التضحية والعطاء.
الحكومة الإسلامية
سبل الوصول للحكومة الإسلامية:
رفع الإخوان شعارًا . جاء ذلك كما حدده الإمام في قوله: "الإخوان المسلمون لا
يطلبون الحكم لأنفسهم، فإن وُجد من الأمة من يستعد لحمل هذا العبء وآداء هذه
الأمانة والحكم بمنهج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره". والحكم عندهم ليس
بغاية، ولكنه وسيلة وأمانة وعبء وحمل ثقيل". وهو يضيف: "أن الإخوان أعقل
وأحزم من أن يتقدموا لمهمة الحكم ونفوس الأمة على هذا الحال، فلابد من فترة تنتشر
فيها المبادئ ويعرف فيها الشعب كيف يؤثر المصلحة العامة، وكيف ينهض بدوره"،
ومعنى ذلك أن الشعب المسلم هو وسيلة الوصول إلى الحكومة المسلمة، وأن الشعب هو
صاحب الحق في اختيار حكومته، والانحياز إلى من يريد.
الدولة الإسلامية
، ، والوسيلة لإقامتها تتمثل في العمل المنسق الموحد منذ البداية، ومن ثم كانت
الدعوة الواحدة والتنظيم الواحد والتخطيط المشترك والتربية الواحدة المنبثقة من
كتاب الله وسنة نبيه؛ توحيدًا وتنظيمًا وترتيبًا للصفوف، وتنسيقًا بين الساحات،
والتقاء على الهدف والغاية.. على اعتماد الوسائل المعتمدة للوصول إلى هذه الدولة
النواة.
الدولة الإسلامية الواحدة
الهدف السادس وهو إقامة الدولة الإسلامية الواحدة.. أو دولة الولايات الإسلامية
المتحدة، التي تضم أقطار المسلمين.. دولة واحدة تخضع لقيادة واحدة، تكون مهمتها
التأكيد على التزام شرع الله والعمل به، والاضطلاع برسالته، وتعزيز الوجود
الإسلامي على الساحة العالمية. والوسيلة إليها تتمثل في السير في المقدمات الصحيحة
التي تفرز القواعد السليمة الصالحة، ومنها يكون الانطلاق الإسلامي في كل الأقطار
لتصب في النهاية في تحقيق هذا الهدف الكبير.
الدولة الإسلامية العالمية
وهذا يكو نتيجة للجهاد الحق بعد قيام الحكومات الإسلامية.
تصور الجماعة لأبعاد الطريق:
يقول الشيخ البنا:
أحب أن أصارحكم أن دعوتكم لا تزال مجهولة عند كثير من الناس ويوم يعفونها ستلقى
خصومة شديدة وعداوة قاسية سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام في طريقكم وستجدون من أهل
الدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب عليكم فهمك للإسلام)
ثانيا:التقييم:
الحقيقة إن تقويم جماعة الإخوان ليس بالشئ السهل فأنت تقوم جماعة انتشرت في سبعين
دولة
الايجابيات:
اختصت جماعة الإخوان المسلمون عن غيرها بالاتي :
1- أنها ربانية لان الأساس الذي تقوم عليه أهدافها جميعا أن يتقرب الناس إلى ربهم
2- أنها عالمية لأنها موجهة لكل الناس
3- أنها إسلامية خالصة
4- تعتبر الإسلام نظاما شاملا وارجع قي ذلك إلى الأصل الأول من الأصول العشرين
5- شمول الإخوان المسلمون لكل الاتجاهات المعاصرة حيث يقول الشيخ حسن البنا :
6- إن الإخوان المسلمون:
- دعوة سلفية
- وطريقة سنية
- وحقيقة صوفية
- هيئة سياسية
- جماعة رياضية
- رابطة علمية وثقافية
- شركة اقتصادية
- فكرة اجتماعية
7- تحرر ولائها من كل الحكومات والأحزاب القائمة على غير الإسلام
8- البعد عن مواطن الخلاف الفقهي والجدل العقيم
9- البعد عن هيمنة الكبراء و الأعيان
10- البعد عن الهيئات والأحزاب
11- إيثار الجماعة للناحية العملية على النظرية
12-اقيال الشباب على الدعوة
13-سرعة الانتشار
14-كانت تول جماعة تنادي بعودة الخلافة الإسلامية بعد سقوطها
15-الجماعة الوحيدة التي قدمت الكثير من قادتها وشبابها شهداء في سبيل الله
"بدأْ من مؤسسها مرورا بأعضاء مكتب الإرشاد في 54 ثم الشيخ قطب وحتى عصرنا
الحالي هذا فضلا عن شهداء حماس في فلسطين)
وأحب أن اذكر هنا هذه الشهادات في حق الشيخ حسن البنا:
1-(( أبو الحسن الندوي ))
العلامة أبى الحسن على الحسنى الندوي- رحمه الله - الذي قال في تقديمه لكتاب
(مذكرات الدعوة والداعية) –تصرف_للإمام الشهيد:
"إن الذي عرف الشرق العربي الإسلامي في فجر القرن العشرين، وعرف بصفة خاصة،
وعرف ما أصيب به هذا الجزء الحساس الرئيسي من جسم العالم الإسلامي من ضعف في
العقيدة والعاطفة، والأخلاق والاجتماع، والإرادة والعزم، والقلب والجسم، وعرف
الرواسب التي تركها حكم المماليك وحكم الأتراك وحكم الأسرة الخديوية، وما زاد
إليها الحكم الأجنبي الإنكليزي، وما جلبته المدنية الإفرنجية المادية والتعليم
العصري اللاديني، والسياسة الحزبية النفعية.
إن كل من عرف ذلك عن كثب لا عن كتب وعاش متصلا به، عرف فضل هذه الشخصية التي قفزت
إلى الوجود، وفاجأت مصر ثم العالم العربي والإسلامي كله بدعوتها وتربيتها وجهادها،
وقوتها الفذة التي جمع الله فيها مواهب وطاقات، قد تبدو متناقضة في عين كثير من
علماء النفس والأخلاق، ومن المؤرخين والناقدين: هي العقل الهائل النير، والفهم
المشرق الواسع، والعاطفة القوية الجياشة، والقلب المبارك الفياض، والروح المشبوبة
النضرة، واللسان الذرب البليغ، والزهد والقناعة- دون عنت- في الحياة الفردية،
والحرص وبعد الهمة- دونما كلل- في سبيل نشر الدعوة والمبدأ، والنفس الولوعة
الطموح، والهمة السامقة الوثابة، والنظر النافذ البعيد، والإباء والخيرة على
الدعوة، والتواضع في كل ما يخص النفس.. تواضعا يكاد يجمع الشهادة عارفوه، حتى
لكأنه- كما حدثنا كثير منهم- مثل رفيف الضياء: لا ثقل ولا ظل ولا غشاوة.
وقد تعاونت هذه الصفات والمواهب في تكوين قيادة دينية اجتماعية، لم يعرف العالم
العربي وما وراءه قيادة دينية سياسية أقوى وأعمق تأثيرا وأكثر إنتاجا منها منذ
قرون، وفي تكوين حركة إسلامية يندر أن تجد- في دنيا العرب خاصة - حركة أوسع نطاقا
وأعظم نشاطا، وأكبر نفوذا، وأعظم تغلغلا في أحشاء المجتمع، وأكثر استحواذا على
النفوس منها.
وقد تجلت عبقرية الداعي مع كثرة جوانب هذه العبقرية ومجالاتها- في ناحيتين خاصتين
لا يشاركه فيهما إلا القليل النادر من الدعاة والمربين والزعماء والمصلحين.
أولاهما: شغفه بدعوته وإيمانه واقتناعه بها وتفانيه فيها وانقطاعه إليها بجميع
مواهبه وطاقاته ووسائله، وذلك هو الشرط الأساسي والسمة الرئيسية للدعاة والقادة
الذين يجرى الله على أيديهم الخير الكثير.
والناحية الثانية: تأثيره العميق في نفوس أصحابه وتلاميذه، ونجاحه، المدهش في
التربية والإنتاج: فقد كان منشئ جيل، ومربى شعب، وصاحب مدرسة علمية فكرية خلقية،
وقد أثر في ميول من اتصل به من المتعلمين والعاملين، وفى أذواقهم، وفى مناهج
تفكيرهم، وأساليب بيانهم ولغتهم وخطاباتهم، تأثيرا بقى على مر السنين والأحداث،
ولا يزال شعارا وسمة يعرفون بها على اختلاف المكان والزمان ". انتهى
2-(( شهادة محايد ة ))
حسن البنا : بقلم الكاتب الأمريكي روبير جاكسون
شاءت الأقدار أن يرتبط تاريخ ولادة حسن البنا وتاريخ وفاته بحادثين من أضخم
الأحداث في الشرق .. فقد ولد عام 1906 وهو عام دنشواي ومات عام 1949 وهو عام
إسرئيل التي قامت شكليا عام 1948 وواقعيا سنة 1949 .. وقد أفلت الرجل من غوائل
المرأة والمال والجاه وهي المغريات الثلاث التي سلطها المستعمر على المجاهدين ..
وقد فشلت كل المحاولات التي بذلت في سبيل اغرائه وكان الرجل عجيبا في معاملة خصومه
وأنصاره على السواء، كان لا يهاجم خصومه ولا يصارعهم بقدر ما يحاول إقناعهم وكسبهم
إلى صفه ويرى أن الصراه بين هيئتين لا يأتي بالنتائج المرجوة كان يؤمن بالخصومة
الفكرية ولا يحولها إلى خصومة شخصية ولكنه مع ذلك لم يسلم من إيذاء معاصريه
ومنافسيه ...
كان الرجل يقتفي خطوات عمر وعلي ويصارع مثل بيئة الحسين فمات مثلهم شهيدا.
واستطيع بناء على دراستي الواسعة عن الرجل أن أقول أنه حياته وتصرفاته كانت تطبيقا
صادقا للمبادئ التي نادى بها ...
كان بالإضافة إلى ذلك يؤمن بالواقعية ويفهم الأشياء على حقيقتها مجردة من الأوهام
... وكان يبدو حين تلقاه هادئا غاية الهدوء وفي قلبه مرجل يغلي ولهيب يضطرم كان
على عقله مرونة وفي تفكيره تحرر وفي روحه إشراق وفي أعماقه إيمان قوي جارف ...
كان متواضعا تواضع من يعرف قدره متفائلا عف اللسان .. عف القلم يجل بنفسه عن أن
يجري مجرى أصحاب الألسنة الحداد.
كان مذهبه السياسي أن يرد مادة الأخلاق إلى صميم السياسة بعد أن نزعت منها .. وبعد
أن قيل أن السياسة والأخلاق لا يجتمعان
كما كتب أيضا الأستاذ البوطي والشيخ سيد قطب والدكتور القرضاوي والشيخ الغزالي
وغيرهم شهادات في حق الإمام لا مجال لها الآن
وتميزت الجماعة عن غيرها بعوامل النجاح في الدعوة:
1- كونها تدعوا بدعوة الله وهذه هي أسمى الدعوات
2- كونها تنادي بفكرة الإسلام
3- كونها تقدم للناس شريعة القران وهي أسمى الشرائع
وفي هذا السياق يقول الأستاذ حسين في كتاب الطرق إلى جماعة المسلمين(بتصرف):
اختصت جماعة المسلمين ب:
1- جعل الكتاب والسنة ونهج السلف منهجها ومرجعها (فان تنازعتم في شي فردوه إلى
الله)
2- إن الجماعة امتازت عن غيرها من الجماعات بشمولية الفهم للإسلام
3- جماعة متطورة في خطواتها العملية
4- جماعة يتضح من غايتها ارتباطها الإسلام
ويرى الأستاذ بعض المأخذ على الجماعة:
1- إن تحديدها لموعد المواجهة كان مبكرا (يقصد أنها عادت الأحزاب وجماعات التبشير
)
2- يرى الأستاذ أن الإخوان قد تركوا الفرصة للقضاء عليهم من قبل الخائن جمال عبد
الناصر
استطراد:
(ذكرت هذه المآخذ من قبل الأستاذ احمد منصور في حواره مع الأستاذ محمد فريد عبد
الخالق"العضو الأسبق لمكتب الإرشاد والذي عاصر هذه الفترة" في برنامج
شاهد على العصر في قناة الجزيرة وجرى حولهما نقاش طويل بين الأستاذين أعطى من
خلالهما الأستاذ محمد فريد وجهة النظر) وأنا(والكلام لكاتب البحث) أقول إن هذه
التجربة وان جرائم الخائن عبد الناصر بصرف النظر عن نتائجها الحلوة والمرة وما إن
كان الإخوان قد اخطوا أم لا أقول أنها قد تسببت في انتشار دعوة الإخوان في جميع أنحاء
العالم وفي صقل الدعوة وفي اصطفاء الدعاة والشهداء (والفضل والمنة لله) ولذا فلا
مجال لذكر هذه الأحداث ألا من باب الخبرة والاستفادة لا الهجوم واعتقد ان هذا كان
مراد الأستاذ حسين بن جابر في كتابه
(ولمزيد يمكن الرجوع إلى حلقات شاهد على العصر)
خلاصة الرأي
اعتقد مما سبق أن جماعة الإخوان المسلمون هي الجماعة القادرة على إعادة الإسلام
إلى سابق مجده فهي الوحيدة الملتزمة بشرع الله وبشمولية الإسلام والبعد عن
الخلافات
وقد بدأ هذا في الظهور جليا وها نحن نشاهد الإخوة في حماس وفي مصر والأردن والمغرب
وغيرها يقودون لواء الدعوة غير عابئين بهجوم أو ابتلاء أو سخرية
ومن هنا فانا أدعو جميع الأفراد المنتمين للإخوان أن يشكروا الله على هذه النعمة
وان لا يفر طور فيها و أن يبذلو لها الكثير
وأخيرا فان رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
يقول تعالى على لسان نبيه (فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير
بالعباد)
كتبه العبد الفقير إلي مغفرة الله عنه
(ابو بكر الرازي)
من حلقات نقد الحركات الإسلامية المعاصرة
يقول صاحب الموضوع في المبحث الرابع
جماعة الإخوان المسلمون
أولا: التعريف بالجماعة:
تأسست جماعة الإخوان المسلمون عام (1347ه-1928م)على يد الشيخ حسن البنا رحمه الله
ولد الشيخ في المعمورية عصر 17 من تشرين (1906) ونشأ الشيخ في بيت عريق في العلم
حيث كان والده من علماء الحديث الشريف وقد قام والده بترتيب مسند الإمام احمد
(كتاب الفتح الرباني24 مجلدا) وكان له كذلك كتب أخرى في الحديث
ويذكر الدكتور محمد عمارة في جريد الأسرة العربية أن والد الإمام كان له أربعة
أولاد وجه كل واحد منهم إلى دراسة احد المذاهب الأربعة
وكان يعمل في محل ساعات لذا سمي بالساعاتي .
نشأ الشيخ يحب العبادات من صوم وصلاة وقيام ليل وبدأ حفظ القران صغيرا ثم أتمه
عندما ناهز الاحتلام
كان يكره المنكرات فانشأ جمعية بالمدرسة سميت بجمعية محاربة المنكرات
تخرج من الثانوية العامة وكان ترتيبه الخامس ثم التحق بكلية دار العلوم وتخرج منها
وترتيبه الأول على الدفعة
عين الشيخ مدرسا بالإسماعيلية وهناك بدأ الشيخ دعوته في المقاهي والمساجد وهناك
انشأ جماعة الإخوان المسلمون وانتشرت دعوته بشكل سريع (ومن المفيد للذكر أن
السلطات البريطانية خافت من انتشار الدعوة فبعثت إلى الملك فاروق فأرسل يقول وماذا
يمكن أن يفعل معلم الأولاد)
فتح للجماعة عدة فروع وشعب في القاهرة ومحافظات أخرى وأصبحت مقر القيادة في
القاهرة
كان لجماعة الإخوان المسلمون دور فعال في جميع مناحي الحياة وجميع الفاعليات
الدينية والسياسية في هذه الفترة
ولقد شارك الإخوان في حرب فلسطين وأذاقوا اليهود الويلات غير أن خيانة الملك فاروق
منعت من انتصار المسلمين
وكذلك كان لهم دور واضح في محاربة الإنجليز
أقلق هذا الانتشار السريع للإخوان السلطات الأجنبية فقرروا القضاء على الدعوة ة
وقد أوضح الأستاذ محمود عبد الحليم في كتابة الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ
(الجزء الأول) محاور عشر سارت عليها هذه الخطة:
1- زرع البوليس السياسي داخل الجماعة ونشر أكاذيب على ألسننهم على أنها أفكار
اخوانية حتى يكره الشعب الإخوان
2- الهاء الشباب وإفسادهم بالمال والنساء ولأجل ذلك تم إنشاء (جمعية إخوان الحرية)
التي روجت الإباحية
3- إعلان الحرب على الجرائد المنتمية للإخوان
4- محاولة تفكيك البناء الداخلي للإخوان
5- إذكاء المواجهة بين الإخوان من جهة وحزب الوفد من جهة أخرى
6- نشر الشيوعية
7- المحاكمات والتعذيب
8- استغلال حر بفلسطين في إلصاق بعض التهم للإخوان
9- صدور القرار الملعون بحل الجماعة من النقراشي لا طيب الله ثراه
10- الجريمة الكبرى باغتيال الشيخ حسن البنا في 12/2/1949(رزقنا الله وإياه
الشهادة والجنة )
ولقد اختير الأستاذ حسن الهضيبى مرشدا ثانياْ بعد الإخوان وقي عهده قامت ثورة 52
بمساعدة الإخوان
ولكن للأسف انقلب الخائن جمال عبد الناصر على الإخوان ودبر لهم المكائد التي كنا
أكبرها حادث المنشية التمثلية الشهيرة واعتقل الآلاف من الإخوان وعذبوا تعذيبا
شديدا في السجن الحربي وأعدم جميع أعضاء مكتب الإرشاد (اللهم اجعلهم عندك من
الشهداء)
ومرة أخرى قام عدو الإسلام عام 65 قام باعتقال الإخوان (افتخر بأنه قام باعتقال 17
ألفا في يوم) واعدم الشيخ سيد قطب
وفى عهد السادات عادت الجماعة مرة أخرى للظهور بقوة
هيكلة الجماعة العام:
الهيئة التأسيسية (المرشد العام –مكتب الإرشاد)-------مجلس شورى الجماعة
--------المكاتب الإدارية------المنطقة------الشعبة----الأسرة
تصور الجماعة للعمل الإسلامي:
يمكن تلخيص ذلك في الأصل الأول من الأصول العشرين للشيخ حسن البنا
(الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة وهو
خلق وقوة آو رحمة وعدالة وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء وهو مال وثروة أو كسب وغنى
وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة كما هو عقيدة وعبادة صحيحة سواء بسواء)
أهداف وغايات الإخوان:
حدد الإمام البنا مؤسس الجماعة الأهداف التي تسعى الجماعة إلى تحقيقها بإيجاز
فقال:
"نحن نريد الفرد المسلم، والبيت المسلم، والشعب المسلم، والحكومة المسلمة،
والدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتضم شتات المسلمين وبلادهم المغصوبة، ثم تحمل
علم الجهاد ولواء الدعوة إلى الله تعالى حتى يسعد العالم بتعاليم الإسلام.
وركّز الإمام على هدفين حيث قال: "أذكر دائمًا أن لكم هدفين أساسيين:
1-أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وذلك حق طبيعي لكل إنسان لا ينكره
إلا ظالم جائر أو مستبد.
2- أن يقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه
الاجتماعي، وتعلن مبادئه القديمة، وتبلغ دعوته الحكيمة إلى الناس، وما لم تقم هذه
الدولة فإن المسلمين جميعًا آثمون مسئولون بين يدي الله العلي الكبير عن تقصيرهم
في إقامتها وقعودهم عن إيجادها.
وحدد الإمام الأهداف المرحلية التي تصل بالمسلمين أو يصل المسلمون من خلال تحقيقها
لهذين الهدفين الكبيرين على هذا النحو الدقيق والواضح:
1- تكوين الإنسان المسلم قوي الجسم، متين الخلق، مثقف الفكر، القادر على الكسب
والعمل، سليم العقيدة، صحيح العبادة، القادر على مجاهدة النفس، الحريص على الوقت،
المنظم في شئونه، النافع لغيره ولمجتمعه ولوطنه.
2-البيت المسلم: المحافظ على آداب وخلق إسلامه في كافة مظاهر الحياة المنزلية
والمجتمعية. وحين يحسن تكوين الإنسان المسلم عقائديًا، وتربويًا، وثقافيًا..
سيُحسن اختيار الزوجة، وتوقيفها على حقها وواجباتها والمشاركة معها في حسن تربية
الأبناء، وحسن التعامل مع الآخرين، والعمل لما فيه صالح المجتمع والأمة.
3-وحين تتكون الأسرة المسلمة.. سيتحقق وجود المجتمع المسلم الذي تنتشر في أرجائه
وعلى ساحته دعوة الخير ومحاربة الرذائل والمنكرات، ويتم تشجيع الفضائل ويتم العمل
والإنتاج.. والأمانة والعطاء.. والإيثار.
4-والوصول إلى المجتمع المسلم.. سيوصِّل إلى اختيار الحكومة المسلمة.. التي تلتزم
شرع الله.. وترعى الله في الشعب، وترعى وتحافظ على حقوقه، وتلتزم القانون في تأكيد
حق الإنسان في الحرية والأمن والعمل والانتقال، والتعبير عن الرأي، ومزاولة حقه في
المشاركة واتخاذ القرار.
والحكومة المسلمة، التي سيفرزها المجتمع المسلم، تؤدي مهمتها كخادم للأمة، وأجير
عندها، عاملة على مصالحها، وهذه الحكومة يلتزم أعضاؤها إسلامهم وتعاليمه يؤدون
الفرائض.. وتستعين بغير المسلمين من أنحاء المجتمع؛ من أجل تحقيق نفع الأمة
وخيرها.
5-وقيام حكومة إسلامية يختارها مجتمع مسلم في حرية تامة.. والتزام هذه الحكومة
بشرع الله عز وجل سيؤدي إلى وجود الدولة الإسلامية النواة.. الدولة التي تقود
الدول الإسلامية، وتضم الشتات، وتستعيد المجد، وترد على المسلمين أرضهم المسلوبة.
وقيادة الدولة الإسلامية من خلال دولة قائدة تتوفر لها صفات وإمكانات ومقومات
القيادة ليست مطلبًا بل عملاً راشدًا ومسئولية ضخمة.. تجعل وحدة الأمة الإسلامية
أمرًا ليس بالبعيد، خاصة ومجموع الفوائد السياسية والاقتصادية والعسكرية- التي
ستتحقق للمسلمين بل العالم كله- لا تُعد.
6-وقيام الدولة الإسلامية الواحدة أو الولايات الإسلامية المتحدة.. تعيد الكيان
الدولي للأمة.. وتؤكد درورها الحضاري ودورها في تحقيق السلام والأمن الحرية في
العالم، وتحول دون محاولات الهيمنة من قِبل قوى أخرى.
ويقول الإمام "إن المسلمين جميعًا آثمون مسئولون بين يدي الله العلي الحكيم
عن تقصيرهم في إقامتها وقعودهم عن إيجادها، ومن الظلم للإنسانية في عالمنا
المعاصر، أن تقوم فيه دول على ساحة العالم الإسلامي تهتف بالمبادئ الظالمة، وتنادي
بالدعوات الغاشمة، وتصادر حقوق الإنسان.. ولا يكون هناك من يعمل لتقوم دولة الحق
والعدل والسلام والأمن والحرية.
أما الهدف الذي ستضطلع به الدولة الإسلامية الواحدة فهو: نشر الإسلام في العالم،
والدعوة إلى قيمه ومثله وفضائله، وتأكيد قيم الحرية والعدل والمساواة، وإخلاص
الوجهة لله عز وجل.. وما أثقل التبعات وما أعظم المهمات يراها الناس خيالاً،
ويراها الإنسان المسلم حقيقة؛ فهو لا يعرف اليأس.. ولا يقعد عن مواصلة السير
والعمل والعطاء لبلوغ الغاية؛ إرضاءً لله سبحانه وتعالى".
نحن أمام حقائق تفرض نفسها:
- أننا أمة لا عز لها ولا مجد إلا بهذا الإسلام عقيدة وفهمًا وعملاً.
- أن الإسلام وحده هو الحل لكافة مشاكل الأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية
والخارجية.
- أنه بالإسلام سيكون لكل عامل عمل، ولكل طالب محتاج راتب، ولكل فلاح أرض، ولكل
مواطن سكن وزوجة، ومستوى من العيش يليق بالإنسان.
- أن مشكلات احتلال الأرض لن تنتهي إلا من خلال رفع علم الإسلام وإعلان الجهاد.
- أن الوحدة العربية لن تتم إلا بالإسلام، وأن توحيد وتحقيق وحدة المسلمين لن يتم
إلا بالإسلام. وأن تغيير الميزان لصالح المسلمين أمر ليس بالمستحيل حين يكون هناك
التزام بالإسلام.
- وأن العمل لإقامة الحكومة الإسلامية فريضة. وأن التجمع على أساس الإسلام فريضة.
وأن كل تجمع لإقصاء الإسلام لا يجوز، ومن ثم فهو مرفوض في فهم وعرف الإنسان
المسلم.
- وأن إقامة الدولة الإسلامية أكثر إمكانًا من غيرها.. فإذا كان أهل الباطل،
والذين يعبدون الجماد أو الإنسان أو الحيوان يسعون لتغيير كل شيء- وهم على باطل-
فكيف يستبعد المسلم إقامة دولة الإسلام على أرض الإسلام؟
- أن الإسلام يعطي لكل مواطن- له صفة المواطنة على الأرض الإسلامية- حقه في
العبادة والحرية والأمن والعمل وحرية إبداء الرأي والانتقال..
- وأن التطبيق الإسلامي وحده هو الذي يجمع للأمة أعلى درجات القوة ماديًا
ومعنويًا، وأعلى درجات الإنتاج والعطاء، وأعلى درجات التوزيع العادل للثروة، وأعلى
مستويات الشفافية.
وسائل الإخوان المسلمين
الكلام عن الأهداف يرتبط بالوسائل التي تعين وتمهد الطريق وصولاً لتحقيق تلك
الأهداف.
الإنسان المسلم
إذا كان تكوين الإنسان المسلم يمثل هدفًا أساسيًا من أهداف الإخوان المسلمين،
والإنسان المسلم هو رجل وامرأة، وطفل وطفلة، وشاب وفتاة، فالوسائل لتكوين هذا
الإنسان المتميز في عقيدته وإيمانه وفهمه وعمله وعطائه تجتمع في:
- المربي الذي ينهض بعملية التربية والتكوين.
- المنهج المأمول والمطلوب.
- البيئة التي يجب أن يتوفر فيها المناخ والإمكانيات.
وتعطي جماعة الإخوان المسلمين أهمية كبيرة للتربية؛ فهي السبيل لتأصيل الفهم،
وتصحيح وضبط العمل والفعل، وبيان الحلال والحرام، وأيضًا بيان الواجبات وضرورة
النهوض بها؛ وصولاً للأجر والثواب عند الله عز وجل. كما أنها في الوقت نفسه تمثل
السبيل لتأكيد وترشيح معاني ومعالم الأخوة والثقة والترابط؛ لأن معينها هو القرآن
والسنة. وأي خلل في واحد من الثلاثة يترتب عليه خلل، ولاشك في تخريج الشخصية
المسلمة والجهة التي يقوم بمهمة العطاء، والمتابعة في مجال التربية يجب أن يتمثل
فيها الفهم الصحيح لدورها، ويتوفر عندها الجهد اللازم للقيام بمهمتها.
.
وبالطبع هناك اهتمام وحرص على حفظ القرآن والأحاديث، والربط بين الحفظ والعمل
والتدين الذي يحظى باهتمام بالغ لدى الإخوان المسلمين، وتلتزم منهجًا نبعه القرآن
والسنة، وتعطي اهتمامها بتنشئة وصقل الشباب والكبار والأطفال في إطار تنظيم
وترتيب، يصاحبها تقديم للعمل التربوي؛ حرصًا على بلوغ الهدف المنشود والمرسوم.
البيت المسلم
وإذا كان البيت المسلم هو الهدف الثاني من بين الأهداف التي تسعى الجماعة
لتحقيقها، فإن الوسائل المؤدية إلى تحقيقه وتجسيمه على أرض الواقع تعطيها الجماعة
الأهمية ما يتحقق الوصول إلى ذلك الهدف، ومن ذلك:
1-إعطاء الإنسان المسلم الاهتمام المطلوب لبيته سواء كان زوجًا أو زوجة أو أبناء.
2-إعطاء العمل النسائي حقه من خلال الكتاب والرسالة واللقاء والحلقة النسائية، وفي
إطار تكوين عالٍ للإنسانة المسلمة.
3-اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح.
4-ربط الأبناء بالأنشطة والفاعليات المثمرة.
5-إنشاء وتكوين الأجهزة التي ترعى شئون الأسرة على كافة المستويات، وتفصيل دور
الإنسانة المسلمة في العمل والعطاء والبناء.
6-تنقية جو البيت من المخالفات، في إطار المعرفة الصحيحة للضوابط والضمانات التي
جاءت في الكتاب والسنة.
7-الكتاب النسائي والحلقة المسجدية "المكتبة النسائية".
8-بحث إزالة العقبات التي تحول دون تكون البيت المسلم.. مادية وغير مادية.
المجتمع أو الشعب المسلم:
من الصعب وجود أو إيجاد تطبيق إسلامي على مستوى الحكم والحكومة إلا من خلال شعب
يحركه الإيمان، ويعرف أهدافه وغاياته من خلال فهمه لكتاب ربه وسنة رسوله وعمله
بمقتضاهما، فالحكومة الإسلامية لا تقوم على فراغ، ولكن على أساس من الإيمان، وأساس
من الفهم الصحيح يؤكده عمل وبذل وعطاء؛ سعيًا لمثوبة وأجر من عند مَن أنزل الإسلام
على رسوله – صلى الله عليه وسلم – ليبلغه للناس فيرسخ في القلوب إيمانًا، وفي
العقول والأذهان فهمًا، وعلى الجوارح وعلى التصرفات والسلوك والسياسات عملاً
وتطبيقًا.
ثَمة أمر في غاية الأهمية أشار إليه الإمام البنا.. يؤكد يقوله: "لابد من
فترة تنتشر فيها المبادئ ويتعلمها ويعمل بها الشعب. وحتى يؤثر المصلحة العامة
والغاية العظيمة على المصالح الذاتية والغايات الصغيرة".
ثم يقول: "ليست الوسيلة هي القوة، فالدعوة الحق إنما تخاطب الأرواح أولاً
وتناجي القلوب وتطرق مغاليق النفوس، ومحال أن تثبت بالعصا أو أن تصل إليها على
أسنَّة الرماح، ولكن الوسيلة في تركيز كل دعوة وثباتها في القلوب والأفهام لتكون
واقعًا عمليًا على الساحة.
ويأتي وجود المجتمع المسلم أو الشعب المسلم عن طريق التعريف والتكوين. وقد ركز
الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام – دعوته في نفوس الرعيل الأول من أصحابه..
حين دعاهم إلى الإيمان والعمل، وجمع قلوبهم على الحب والإخاء، فاجتمعت قوة العقيدة
إلى قوة الوحدة، وهكذا سار الدعاة على نهج نبيهم – عليه الصلاة والسلام – فقد
نادوا بالفكرة ووضحوها ودعوا الناس إليها؛ ليؤمنوا بها ويعملوا على تحقيقها
ويجتمعوا عليها حتى ازدادت فكرتهم بهم ظهورًا وانتشارًا حتى بلغت مداها، وتلك سنة
الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً".
إن الطريق لإيجاد الشعب المسلم هو التعريف بالإسلام والجماعة، والتكوين على خلق
وقيم الإسلام وفضائله وآدابه وسلوكياته، من خلال الحلقات العامة، وعبر وسائل
الإعلام، ومن خلال الكتاب والرسالة والحوار والدعوة الفردية.. على ضرورة ارتكاز
التربية على تأصيل وتأسيس قيم التضحية والعطاء.
الحكومة الإسلامية
سبل الوصول للحكومة الإسلامية:
رفع الإخوان شعارًا . جاء ذلك كما حدده الإمام في قوله: "الإخوان المسلمون لا
يطلبون الحكم لأنفسهم، فإن وُجد من الأمة من يستعد لحمل هذا العبء وآداء هذه
الأمانة والحكم بمنهج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره". والحكم عندهم ليس
بغاية، ولكنه وسيلة وأمانة وعبء وحمل ثقيل". وهو يضيف: "أن الإخوان أعقل
وأحزم من أن يتقدموا لمهمة الحكم ونفوس الأمة على هذا الحال، فلابد من فترة تنتشر
فيها المبادئ ويعرف فيها الشعب كيف يؤثر المصلحة العامة، وكيف ينهض بدوره"،
ومعنى ذلك أن الشعب المسلم هو وسيلة الوصول إلى الحكومة المسلمة، وأن الشعب هو
صاحب الحق في اختيار حكومته، والانحياز إلى من يريد.
الدولة الإسلامية
، ، والوسيلة لإقامتها تتمثل في العمل المنسق الموحد منذ البداية، ومن ثم كانت
الدعوة الواحدة والتنظيم الواحد والتخطيط المشترك والتربية الواحدة المنبثقة من
كتاب الله وسنة نبيه؛ توحيدًا وتنظيمًا وترتيبًا للصفوف، وتنسيقًا بين الساحات،
والتقاء على الهدف والغاية.. على اعتماد الوسائل المعتمدة للوصول إلى هذه الدولة
النواة.
الدولة الإسلامية الواحدة
الهدف السادس وهو إقامة الدولة الإسلامية الواحدة.. أو دولة الولايات الإسلامية
المتحدة، التي تضم أقطار المسلمين.. دولة واحدة تخضع لقيادة واحدة، تكون مهمتها
التأكيد على التزام شرع الله والعمل به، والاضطلاع برسالته، وتعزيز الوجود
الإسلامي على الساحة العالمية. والوسيلة إليها تتمثل في السير في المقدمات الصحيحة
التي تفرز القواعد السليمة الصالحة، ومنها يكون الانطلاق الإسلامي في كل الأقطار
لتصب في النهاية في تحقيق هذا الهدف الكبير.
الدولة الإسلامية العالمية
وهذا يكو نتيجة للجهاد الحق بعد قيام الحكومات الإسلامية.
تصور الجماعة لأبعاد الطريق:
يقول الشيخ البنا:
أحب أن أصارحكم أن دعوتكم لا تزال مجهولة عند كثير من الناس ويوم يعفونها ستلقى
خصومة شديدة وعداوة قاسية سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام في طريقكم وستجدون من أهل
الدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب عليكم فهمك للإسلام)
ثانيا:التقييم:
الحقيقة إن تقويم جماعة الإخوان ليس بالشئ السهل فأنت تقوم جماعة انتشرت في سبعين
دولة
الايجابيات:
اختصت جماعة الإخوان المسلمون عن غيرها بالاتي :
1- أنها ربانية لان الأساس الذي تقوم عليه أهدافها جميعا أن يتقرب الناس إلى ربهم
2- أنها عالمية لأنها موجهة لكل الناس
3- أنها إسلامية خالصة
4- تعتبر الإسلام نظاما شاملا وارجع قي ذلك إلى الأصل الأول من الأصول العشرين
5- شمول الإخوان المسلمون لكل الاتجاهات المعاصرة حيث يقول الشيخ حسن البنا :
6- إن الإخوان المسلمون:
- دعوة سلفية
- وطريقة سنية
- وحقيقة صوفية
- هيئة سياسية
- جماعة رياضية
- رابطة علمية وثقافية
- شركة اقتصادية
- فكرة اجتماعية
7- تحرر ولائها من كل الحكومات والأحزاب القائمة على غير الإسلام
8- البعد عن مواطن الخلاف الفقهي والجدل العقيم
9- البعد عن هيمنة الكبراء و الأعيان
10- البعد عن الهيئات والأحزاب
11- إيثار الجماعة للناحية العملية على النظرية
12-اقيال الشباب على الدعوة
13-سرعة الانتشار
14-كانت تول جماعة تنادي بعودة الخلافة الإسلامية بعد سقوطها
15-الجماعة الوحيدة التي قدمت الكثير من قادتها وشبابها شهداء في سبيل الله
"بدأْ من مؤسسها مرورا بأعضاء مكتب الإرشاد في 54 ثم الشيخ قطب وحتى عصرنا
الحالي هذا فضلا عن شهداء حماس في فلسطين)
وأحب أن اذكر هنا هذه الشهادات في حق الشيخ حسن البنا:
1-(( أبو الحسن الندوي ))
العلامة أبى الحسن على الحسنى الندوي- رحمه الله - الذي قال في تقديمه لكتاب
(مذكرات الدعوة والداعية) –تصرف_للإمام الشهيد:
"إن الذي عرف الشرق العربي الإسلامي في فجر القرن العشرين، وعرف بصفة خاصة،
وعرف ما أصيب به هذا الجزء الحساس الرئيسي من جسم العالم الإسلامي من ضعف في
العقيدة والعاطفة، والأخلاق والاجتماع، والإرادة والعزم، والقلب والجسم، وعرف
الرواسب التي تركها حكم المماليك وحكم الأتراك وحكم الأسرة الخديوية، وما زاد
إليها الحكم الأجنبي الإنكليزي، وما جلبته المدنية الإفرنجية المادية والتعليم
العصري اللاديني، والسياسة الحزبية النفعية.
إن كل من عرف ذلك عن كثب لا عن كتب وعاش متصلا به، عرف فضل هذه الشخصية التي قفزت
إلى الوجود، وفاجأت مصر ثم العالم العربي والإسلامي كله بدعوتها وتربيتها وجهادها،
وقوتها الفذة التي جمع الله فيها مواهب وطاقات، قد تبدو متناقضة في عين كثير من
علماء النفس والأخلاق، ومن المؤرخين والناقدين: هي العقل الهائل النير، والفهم
المشرق الواسع، والعاطفة القوية الجياشة، والقلب المبارك الفياض، والروح المشبوبة
النضرة، واللسان الذرب البليغ، والزهد والقناعة- دون عنت- في الحياة الفردية،
والحرص وبعد الهمة- دونما كلل- في سبيل نشر الدعوة والمبدأ، والنفس الولوعة
الطموح، والهمة السامقة الوثابة، والنظر النافذ البعيد، والإباء والخيرة على
الدعوة، والتواضع في كل ما يخص النفس.. تواضعا يكاد يجمع الشهادة عارفوه، حتى
لكأنه- كما حدثنا كثير منهم- مثل رفيف الضياء: لا ثقل ولا ظل ولا غشاوة.
وقد تعاونت هذه الصفات والمواهب في تكوين قيادة دينية اجتماعية، لم يعرف العالم
العربي وما وراءه قيادة دينية سياسية أقوى وأعمق تأثيرا وأكثر إنتاجا منها منذ
قرون، وفي تكوين حركة إسلامية يندر أن تجد- في دنيا العرب خاصة - حركة أوسع نطاقا
وأعظم نشاطا، وأكبر نفوذا، وأعظم تغلغلا في أحشاء المجتمع، وأكثر استحواذا على
النفوس منها.
وقد تجلت عبقرية الداعي مع كثرة جوانب هذه العبقرية ومجالاتها- في ناحيتين خاصتين
لا يشاركه فيهما إلا القليل النادر من الدعاة والمربين والزعماء والمصلحين.
أولاهما: شغفه بدعوته وإيمانه واقتناعه بها وتفانيه فيها وانقطاعه إليها بجميع
مواهبه وطاقاته ووسائله، وذلك هو الشرط الأساسي والسمة الرئيسية للدعاة والقادة
الذين يجرى الله على أيديهم الخير الكثير.
والناحية الثانية: تأثيره العميق في نفوس أصحابه وتلاميذه، ونجاحه، المدهش في
التربية والإنتاج: فقد كان منشئ جيل، ومربى شعب، وصاحب مدرسة علمية فكرية خلقية،
وقد أثر في ميول من اتصل به من المتعلمين والعاملين، وفى أذواقهم، وفى مناهج
تفكيرهم، وأساليب بيانهم ولغتهم وخطاباتهم، تأثيرا بقى على مر السنين والأحداث،
ولا يزال شعارا وسمة يعرفون بها على اختلاف المكان والزمان ". انتهى
2-(( شهادة محايد ة ))
حسن البنا : بقلم الكاتب الأمريكي روبير جاكسون
شاءت الأقدار أن يرتبط تاريخ ولادة حسن البنا وتاريخ وفاته بحادثين من أضخم
الأحداث في الشرق .. فقد ولد عام 1906 وهو عام دنشواي ومات عام 1949 وهو عام
إسرئيل التي قامت شكليا عام 1948 وواقعيا سنة 1949 .. وقد أفلت الرجل من غوائل
المرأة والمال والجاه وهي المغريات الثلاث التي سلطها المستعمر على المجاهدين ..
وقد فشلت كل المحاولات التي بذلت في سبيل اغرائه وكان الرجل عجيبا في معاملة خصومه
وأنصاره على السواء، كان لا يهاجم خصومه ولا يصارعهم بقدر ما يحاول إقناعهم وكسبهم
إلى صفه ويرى أن الصراه بين هيئتين لا يأتي بالنتائج المرجوة كان يؤمن بالخصومة
الفكرية ولا يحولها إلى خصومة شخصية ولكنه مع ذلك لم يسلم من إيذاء معاصريه
ومنافسيه ...
كان الرجل يقتفي خطوات عمر وعلي ويصارع مثل بيئة الحسين فمات مثلهم شهيدا.
واستطيع بناء على دراستي الواسعة عن الرجل أن أقول أنه حياته وتصرفاته كانت تطبيقا
صادقا للمبادئ التي نادى بها ...
كان بالإضافة إلى ذلك يؤمن بالواقعية ويفهم الأشياء على حقيقتها مجردة من الأوهام
... وكان يبدو حين تلقاه هادئا غاية الهدوء وفي قلبه مرجل يغلي ولهيب يضطرم كان
على عقله مرونة وفي تفكيره تحرر وفي روحه إشراق وفي أعماقه إيمان قوي جارف ...
كان متواضعا تواضع من يعرف قدره متفائلا عف اللسان .. عف القلم يجل بنفسه عن أن
يجري مجرى أصحاب الألسنة الحداد.
كان مذهبه السياسي أن يرد مادة الأخلاق إلى صميم السياسة بعد أن نزعت منها .. وبعد
أن قيل أن السياسة والأخلاق لا يجتمعان
كما كتب أيضا الأستاذ البوطي والشيخ سيد قطب والدكتور القرضاوي والشيخ الغزالي
وغيرهم شهادات في حق الإمام لا مجال لها الآن
وتميزت الجماعة عن غيرها بعوامل النجاح في الدعوة:
1- كونها تدعوا بدعوة الله وهذه هي أسمى الدعوات
2- كونها تنادي بفكرة الإسلام
3- كونها تقدم للناس شريعة القران وهي أسمى الشرائع
وفي هذا السياق يقول الأستاذ حسين في كتاب الطرق إلى جماعة المسلمين(بتصرف):
اختصت جماعة المسلمين ب:
1- جعل الكتاب والسنة ونهج السلف منهجها ومرجعها (فان تنازعتم في شي فردوه إلى
الله)
2- إن الجماعة امتازت عن غيرها من الجماعات بشمولية الفهم للإسلام
3- جماعة متطورة في خطواتها العملية
4- جماعة يتضح من غايتها ارتباطها الإسلام
ويرى الأستاذ بعض المأخذ على الجماعة:
1- إن تحديدها لموعد المواجهة كان مبكرا (يقصد أنها عادت الأحزاب وجماعات التبشير
)
2- يرى الأستاذ أن الإخوان قد تركوا الفرصة للقضاء عليهم من قبل الخائن جمال عبد
الناصر
استطراد:
(ذكرت هذه المآخذ من قبل الأستاذ احمد منصور في حواره مع الأستاذ محمد فريد عبد
الخالق"العضو الأسبق لمكتب الإرشاد والذي عاصر هذه الفترة" في برنامج
شاهد على العصر في قناة الجزيرة وجرى حولهما نقاش طويل بين الأستاذين أعطى من
خلالهما الأستاذ محمد فريد وجهة النظر) وأنا(والكلام لكاتب البحث) أقول إن هذه
التجربة وان جرائم الخائن عبد الناصر بصرف النظر عن نتائجها الحلوة والمرة وما إن
كان الإخوان قد اخطوا أم لا أقول أنها قد تسببت في انتشار دعوة الإخوان في جميع أنحاء
العالم وفي صقل الدعوة وفي اصطفاء الدعاة والشهداء (والفضل والمنة لله) ولذا فلا
مجال لذكر هذه الأحداث ألا من باب الخبرة والاستفادة لا الهجوم واعتقد ان هذا كان
مراد الأستاذ حسين بن جابر في كتابه
(ولمزيد يمكن الرجوع إلى حلقات شاهد على العصر)
خلاصة الرأي
اعتقد مما سبق أن جماعة الإخوان المسلمون هي الجماعة القادرة على إعادة الإسلام
إلى سابق مجده فهي الوحيدة الملتزمة بشرع الله وبشمولية الإسلام والبعد عن
الخلافات
وقد بدأ هذا في الظهور جليا وها نحن نشاهد الإخوة في حماس وفي مصر والأردن والمغرب
وغيرها يقودون لواء الدعوة غير عابئين بهجوم أو ابتلاء أو سخرية
ومن هنا فانا أدعو جميع الأفراد المنتمين للإخوان أن يشكروا الله على هذه النعمة
وان لا يفر طور فيها و أن يبذلو لها الكثير
وأخيرا فان رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
يقول تعالى على لسان نبيه (فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير
بالعباد)
كتبه العبد الفقير إلي مغفرة الله عنه
(ابو بكر الرازي)