الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
.... محطته الخاوية وراء البحر...؟
لست أنا الذي يقزم القزم , إنما إياك أعني أيها العملاق العاق.., وما ذنب القزم بين جماعة الأقزام ؟ أليس هو أفضل مني وأقرب للسجود للملك العلام...؟
بينما أنت أيها الخب المتعالي لم تركع يوما , وأنى لك أن يلمس جبينك صعيدا طيبا , فبطنك وما حوى يصدك عن ذلك , وحتى وإن فعلت فما يسمع منك إلا جعجعة , وما يشم منك إلا ريحا خبيثة نتنة, وما تتجشأ وما تجتر إلا حصى من نبت زقوم وغسلين....
أما هذا المسكين القزم فهو شقيقي ابن أمي وأبي , وإن فعل سيئة اختبأ في جحر لا يخاف الجرذان ولا الجرذان تخافه فهي الأخرى غير آمنة لمكايد بني الإنسان.....
*- ما بال هرة الجارة كثيرة المواء ؟ أحبست عن الحركة أم أنها أصيبت بداء...؟أم غارت منها صاحبة الرداء؟
*- لا... إنه مخ المكر والدهاء يفور تنورهما عند كل مساء, ومراوغة الثعالب للبلابل والببغاء
إنها والله لأهون عندي من لدغة لسان ابن حواء
*- حواء أمنا....؟ أتهينها أيها الوسط ؟ أنسيت...؟
*- كلا... هي أمنا لم أنس , وهل لأحدنا أن ينسى أمه.؟
*- ما أصاب ديك فجر هذا الصباح؟
*- لم يصبه شيئ إنما يوقظنا لنستعد تلبية للنداء : حي على الفلاح
*- وما بال حمير عمنا الفلاح......؟
*- فقط ... نهيقها أنكر الأصوات , لكنها لا تؤذي, بشرا مثل حالنا , ولا تقطع صلة ولا غصنا من رحم شجر , تحتمل الثقل كرها دون ملل ولا ضجر ... بالسياط نشحنها ومن أقسى وأردإ
أصناف الشعير نشبعها لكي لا تجاور أخر , وإن فعلت فرجما بحجر...........
*- ما هذا الذي يتلوى كأفعى بين الجبال وأنياب الصخر .....؟
*- إنه القطار ..لا يتحرك إلا في النهار ..جوفه مكتظ بأشباه البقر , حيث لا عقل يحكم وليس له بعد نظر
*- إني أرى حميرا على العربات الأخيرة
*- هي الأخرى تغادر ....تسافر... تنتظر .. وفي آخر المحطات الكل ينزل , إلا ذاك صاحب اللسان الأزرق ذو الفلقتين يبقى على سطحه مستترا
*- ومما يستتر..؟
*- من الأقزام لئلا تمسك به
*- وما شأن الأقزام به.؟
*- لا تنس أنه خاض في أعراضها فلم يبق ولم يذر
*- أنظر ..؟ أنظر يا صاحبي إلى الجانب الآخر.؟
*- نعم أعرفه كمعرفتي إياك إنه البدوي ..الفارس الملثم ..مسافر هو ...راحل هو .. مقيم بلا مستقر...........؟ ...
*- ولما هذا التنكر... في محطة المسافرين...؟
*- محطة المسافرين يا صاحبي على الأرض ... أما محطته هو فهي محطة خاوية من وراء البحر....
*- هل تحدثني بالألغاز ؟ أم بشئ مما تخفي من نقيع المكر....؟
*- لا... أحدثك صدقا ...هل رأيت البارحة القمر....؟
*- القمر..؟ أتستخف بي يا هذا ..؟ أم ماذا وراء الخبر....؟
*- أترك عنك هذا..؟ فقد تخاصم الابن والأب والجد حاضر...
*- أراك تلهو بي وكأنني ورقة خريف سماؤه داكنة حبلى دون مطر
*- ليتك كنت كما ذكرت ...؟ لكنك لم تكن... ولن تكون يا عمر.........؟
*- ولما لا أكون...؟ أليس لي قلب وكبد وبصر.....؟
*- قلبك الطيب أراه يعتصر ....
*- أجل صدقت في القول والذكر... إنه اكتنز وكاد أن ينفجر... إنه فعلا ينتحر...
*- سلم لي مفتاح قلبك أم أنه فات الأوان وقد انتحر؟...افتحه لي سأسعفه ولو بعد طلوع الفجر
*- جميلك على الفؤاد قد بصم ...أخاف عليك منه فقد شاخ وكبر.....................
الفارس الملثم