الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
الطــــــــــلاق البـــــــــــــــــــــائــــــــــــن
الاسم الكامل.. العمـر.. السكــــن.. الوظيفة...
أربع كلمات بها القاضي نطق, وأذنا المتقاضي إياها لم تلتقط..
فأعاد السائل سؤله مزمجرا: تكلم أيها المـــاثل المستهتر...؟
هنا لمع البرق...هنا قصفت الرعود... هنا اهتزت الأرضية تحت قدمي هذا الذي نُعت بالمستهتر .....فما كان رد هذا على هذا......؟
أما عن كامل اسمي هو كما بين يديك مخطوطا ودونك جسمي ورسمي....
وأما من أنا...؟ فأنا الفارس الملثم البرئ المتهم.....
أما عن العمر..... لا أنا ولا أنت بعالم مداه .فعلمه عند الملك المقتدر....
عالم السر والجهر..
أما السكن: اليوم وفيما مضى هو بين تلال ونخيل ..في بادية نبذت القول والقيل
أما عن الوظيفة : هي جمع الحروف النظيفة ...محبرة وقلم بهما أتعلم وأعلم شرع الله , وكيف أتقي كيد وشر من ظلم...
الله الله.... لو لم نكن في محكمة لصفقت لك وضربت الدف, بل وأطلقت البارود
وجهزت الخيول وأجود أنواع السيارات.../ قال القاضي/
نعم سيدي , وما يمنعك من القيام بما ذكرت...؟
يمنعني..؟ / لفظها بغضب وانفعال/ ألم أقل أنك مستهتر؟
فليكن ذلك سيدي القاضي , أنت تسأل وأنا أجيب, أنت الأسد وأنا الربيب...
لما أقدمت على الطلاق البائن هذا..؟
نعم أقدمت عليه بعد ما غالبته فغلبني ..بعد ما فرشت له أحشائي وردمت أحزاني
بعدما أبعدت فحيح السوء عنه وعقرت لساني احتصتنه ضما وبه رماني....
بعد ما صرت له عبدا بعد الله استخف بي وغافلني .....بعد ما اتسعت ثقوب جيوبي هجرني..... بعدما عجزت عيناي عن إدخال الخيط في سم الخياط عيرني
بعد ما تثاقلت خطاي وأبطئ سيري وتجلي دبيبي سابقني...بعد ما .
كفى ..؟ توقف..؟ لا تكمل...؟ هل لك من شهود وقرائن...؟
أما عن القرائن هي أمامك ماثلة....... واضحة مستقيمة كاملة.
أما الشهود, لا . سوى الرب المعبود..
ونادى مناد في المكان : رفعت الجلسة حتى الخامسة.
وسمع نسوة في المدينة ورجال كانوا على قرب , بما دار بين القاضي والبدوي
تجمهر غير معهود ..تجمع بين وعد ووعود.. زرف من مساكين وأصحاب الأخدود, هم في موج وحشود ,الكل في وحول المكان, ألاف من الإنس والجان على مختلف الأشكال والألوان . لهذا تراهم كلهم تكأكأوا في انتظار سماع القرار ..أحكم عدل وإحسان أم تسريح بحسبان....... ؟
ادعوا مطلقته للمثول أمامنا / قال القاضي/
واشرأبت الأعناق ومالت بحثا وشغفا عن تلك المطلقة ..
وساد صمت رهيب كل الحاضرين ..وزاغ البصر .وذاب التفتيش عن المطلقة فلا هيكل بان ولا شبح المرأة المفقودة المفتقدة ظهر.لا خبر... لا خبر...
حينها ضم القاضي ومن هم على جانبيه رؤوسهم بأيديهم ...
الفكر منهم شارد, والعقل آبق, أما عن الكلام وإصدار الأحكام هم عنها في صيام
وما عساهم بقائلين , وما عساهم بحاكمين على البدوي المستهتر ؟ أليست تلك ما نعته بها القاضي وأشهر..؟
اعتدل يا صاحب المحبرة والقلم؟ سألقي عليك قولا أمام كل من حضر لم ينطق به قاض من ذي قبل من بني البشر....بعدما أعيانا البحث عن مطلقتك التي تصر على طلاقها بين أيدينا أين هي ؟ ألك أن تنير المحكمة وتستذكر...؟
استذكر ماذا يا صاحب القرار والأمر...؟
ما دعاك ..؟ ما دهاك...؟ أفصح وأصدقنا الخبر..؟
نعم يا واسع النظر . قلة حيلتي... وإهمال أمي وكذا مرضعتي ..هما حين ولدت فرحا وأنا الباكي ..وحين أفرغ ما بجعبتي حزنوا ...
ويصمت البدوي صمتا طويلا.. وراح الكل يلقي السمع والبصر..
يتململ القاضي ويتخير ثم هزه الوضع وقال : أكمل ولا تطل فقد أدركنا الليل وما حمل...؟
أما أنا فقد تآخى ليلي مع نهاري.. والتحمت ألآمي مع أيامي , وإني أصبحت أنظر للكل بربع عين أعمى ......
ويرفع البدوي يديه إلى أعلى مستغيثا مناجيا قائلا: فبمن أستجير يا رب إن لم تحقق لي أنت أحلامي وآمالي .............؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
إبراهيم تايحي