الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
أفلا أكـــون لك الابن البـــــار...؟
سبحان الله......أهو الوداع حقــــــــــا....؟
إلا أنت أمـــــــــــــــاه.............. فما بعدك إلا الطوفان.....
إني هنا اليوم وغدا وما بعد الغد , ثابت شامخ كالجبال تلك التي تعتنق السحاب ....
لا أحيد عن عهد... ولا اخلف وعدا.... ولا أحيف عما اخترت...
إني وحالي هذا سموؤل زمني , وقد توسلت لربي في صلاتي سجودا ألا احنث ولا أتردد ..
اللهم أنت العالم بحالي اللهم فاشهد.....؟
إلا أنت أمـــــــــــــــــــاه......... فإن رحيلك هو توأم منيتي , وما كانت إلا بأجل وقدر قدر
لا ولن أتخلى عنك فأنت : إن حضر الشرف ركع بين قدميك , وإن برزت الكرامة خر السلاطين والجبابرة والكرم نفسه أمامك ذلا ومسكنة........
وإن نطق الصدق وصدع تكلم من كان في المهد صبيا وقال: قولها صدف, ورأيها سداد ونظرتها أبعد من تخمينات كل ..كل العباد في هذا الزمن زمننا زمن البغاة الحساد......
وإن نُصب فسطاط الحكمة وتسوره الحكماء كنتِ حينها كعصا موسى – عليه السلام- فبطلت آراؤهم, ودحضت حججهم لأنك أمي يا أمـــــاه.....أنت منبع الحكمة والرشاد , لذا ترينني ابتسم دوما وافتخر ..أعتز وأباهي بك الشمس والقمر والبدر .......
هذا أقل ما يقال عنك أمــــــــــاه ... بُتِر ساعد وتبت يد, وقطع لسان , وطمس بصر .........
وإني لسائل الجميع , ومحاجج الكل , ومتحدي كل ذي كبد أن يأتوا بكلمة ..جملة.. فقرة مما أوتيت .لأنهم ببساطة يجهلون الكي , ويتجاهلون من اكتوى بجمر ونار .....
لا تؤاخذيني أمي بجرم لم أقترفه , ولم أعرفه , ولم أقصده, ولم يخطر على بالي في ليل ولا في نهار؟
إلا أنت أمــــــــــــــــاه...... دعي مضجعي كما عهدته مفروشا ..؟ وصورتي ناصعة البياض فوق إطارها اسمي منقوشا ....؟
دعي فرسي كما ألفته..؟ ودعي قلبي ينبض بالوفاء , فقد حاصره الأنين وخنقه الكدر والسمر والسهر
أمــــــــــــــــاه . إني باق بإذن ربي ,شرفك.. حاميك,ملاذك. فأنت محسوبة علي وأنت عرضي
لا تطفئ النار بالنار ..؟ ولا تذرين الرماد وقت العواصف والغبار...؟
أمــــــاه أعلم أن جرحك جراح فوددت أن أخفف عنك وقع الرماح , وإني لصادق في القول وفي الغدو والرواح ..ساء صبح من كذب وأظلم يوم من أفك , رفعت الأقلام وجفت الصحف وكسرت الأقداح.. فقد حصحص الحق فبان ولاح.... أمـــــاه صدقي ابنك فقد أضره الصياح والنباح...؟
وطحنته السنين والأعوام كفاه أمـــــاه هذه الجراح.....
أمـــــاه.... إني أنا الملثم أنا الفارس , لي فرس.... ولست ببعيد عن الفراسة... قدمت إليك بعد غياب هذا الصباح.... ألا فاهنئي واستريحي ودعيني أرتاح
إني البدوي ابن البدوية , أتحرك قدر بساطي , وإذا عزمت لا أنظر أبدا إلى ورائي ....
عزمت بعد تدبير , ومحصت بعد تفكير , ونويت صدقا – والصدق يعرفني –والعهد به ملتزم لأن أكون لك بعد الله مطيعا وحصنا منيعا ودرعا لا تخترقه الرياح...فلا رجم بعد اليوم , فؤادي عنك لا يميل, ونفسي لا تشتهي غيرك من بديل.جسمي نحيل عليل تتقاذفه أمواج الوجع والألم , أرجوك لا تبتعدي عني أمــــــــاه...؟
إلا أنت أمـــــــــــاه..... ارضعتيني خالص حليبك... واسمعتيني طيب حديثك ...
وكان فطامك لي على شهد وبلح..... إني الآن كبُرت خذي العهد و المفتاح
أفلا أكون لك الابن البار..؟ مهما بعُدت إقامتك فقد اقتربتِ من الجوار , لا بل أنت أميرة الدار
فقط لا تستعجلي الأقـــــــــــــــدار......؟
إبراهيم تايحي