maya achawiya
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- الاوراس
- العَمَــــــــــلْ :
- خريجة جامعة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 517
- نقاط التميز :
- 371
- التَـــسْجِيلْ :
- 10/12/2013
[rtl]هي صفة يعظم صاحبها في العيون وتصدق فيه خطرات الضنون ،ذكر فيها ما يطرب السامع ويشنق المسامع[/rtl]
[rtl]فقد ذكر ان للخليفة النّعمان بن المنذر يومان يوم بؤس من صادفه فيه قتله وارداه وسبب ذلك ان النّعمان بن المنذر في احد الليالي شرب خمرا فلما فقد وعيه حصل بينه وبين احد ندمائه خلاف فقتله فلما وعي لنفسه بعد ان غيبه الشراب ورأي ما فعل جعل هذا اليوم يوم بؤس لما اغتم فيه فكانوا يجتمعون في هذا اليوم هو وحاشيته وأول داخل يقوم بقتله، ويوم نعيم من لقيه فيه احسن اليه وأغناه ،وذات يوم خرج النّعمان للصيد علي فرسه وقد انفرد عن اصحابه فأمطرت عليه الماء فحال ذلك بين العودة الى رفاقه فطلب ملجئا يلجا اليه فوجد بناءا فإذا فيه رجل من طيء وزوجته فقال له هل من مأوى فقالا نعم ولم يكن للطائي غير شاة وهو لا يعرف النّعمان فقال لامرأته اري رجلا ذا هيبة وهيئة وما أحراه ان يكون شريفا فما الحيلة قالت عندي شيء من طحين قد ادخرته فاذبح الشاة لأتخذ من الطحين ملة فأخرجت المرأة الطحين فخبزت منه ملة وقام الطائي الي شاته فحلبها ثم ذبحها فأطعمه من لحمها وسقاه من لبنها وجعل يحدثه بقية ليلته فلما اصبح النّعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال يا اخا طي اطلب ثوابك انا الملك النّعمان قال أفعل ان شاء الله دارت الايام والليالى وقد مكث الطائى بعد ذلك زمانا حتى أصابته نكبة وجهد وساءت حاله فقالت له امراته لو اتيت الملك لأحسن اليك فاقبل حتى انتهي الى الحيرة فوافق يوم بؤس النّعمان فإذا هو واقف بخيله في السلاح فلما نظر اليه النّعمان عرفه فقال له افلا جئت في غير هذا اليوم فقال وما كان علمي بهذا اليوم قال والله لو خرج ابني في هذا اليوم لم اجد بدّا من قتله فاطلب حاجتك من الدنيا و سل ما بدا لك فإنك مقتول فقال الطائي وما اصنع بالدنيا بعد نفسي قال النُّعمان لا سبيل اليها قال ان كان لا بد فأمهلني حتى ألم بأهلي فأوصي اليهم وأهيؤ حالهم ثم اعود اليك قال النّعمان فأقم لي كفيلا الي حين عودتك فالتفت الطائي الي شريك بن عمرو من بني عدي وهو واقف بجنب النّعمان قال يا ابن شريك بن عدي ما من الموت انهزام وان لي اطفالا ضعافا عُدموا عن الطعام يا اخا كل كريم انت من قوم كرام يا اخا النّعمان جد بي بضمان والتزام ولك الله اني راجع قبل الظلام فقال شريك أصلح الله الملك عليَّ ضمان فأمر النّعمان للطائي ب 500 ناقة ومضي الطائي الي اهله وجاء علي الاجل حولا من يومه ذلك الى مثله من العام المقبل فلما حال الحول اصبح النّعمان وركب خيله ورجله متسلحا كما كان يفعل واخرج معه شريكا وأمر بقتله فقال له وزراءه ليس لك ان تقتله حتى يستوفي يومه، وقد كان النّعمان يشتهي ان يقتل شريكا ليفلت الطائي من القتل لما كان له من الخبر معه وإيوائه له في تلك الليلة الممطرة وكرمه معه وكرم اخلاقه فلما كادت الشمس ان تغرب وقرب المساء قال النّعمان لشريك قد جاء وقتك فقم تأهب للقتل فقال شريك هذا شخص قد لاح في الافق مقبلا وارجوا ان يكون الطائي فان لم يكن فأمر الملك ممتثل فبينما هم كذلك فإذا بالطائي قد اشتد عدوه مسرعا حتى وصل كان يحث الخطي والسير مسرعا من اجل ان يفي بعهده فلما وصل قال خشيت ان ينقضي النهار قبل وصولي ثم وقف قائما وقال ايها الملك مر بأمرك فقال له النّعمان ما حملك علي الرجوع بعد افلاتك من القتل قال الوفاء فاطرق النّعمان ثم رفع رأسه وقال والله ما رأيت اعجب منكما اما انت يا طائي فما تركت لأحد في الوفاء مقاما يقوم فيه ولا ذكرا يفتخر به، وأما انت يا شريك فما تركت لكريم سماحة يذكر فيها في الكرماء والله ما ادري ايها اوفي وأكرم أهذا الذي نجا من القتل فعاد ام هذا الذي ضمنه والله لا أكون الؤم الثلاثة ألا واني قد رفعت يوم بؤسي عن الناس ونقضت عادتي كرامة لوفاء الطائي وكرم شريك فقال الطائي:[/rtl]
[rtl]ما كنت اخلف ضنه بعد الذي اسدي الي من الفعال الخان [/rtl]
[rtl]ولقد دعتني للخلاف عشيرتي فعددت قولهم من الاضلال[/rtl]
[rtl]اني امرؤ مني الوفاء سجية وفعال كل مهذب مفضال [/rtl]
[rtl]وهذه القصة من الاخلاق كانت في ايام الجاهلية قبل الاسلام فكيف بنا وقد جاء هذا الدين العظيم بمحاسن الاخلاق ومكارمها.[/rtl]
[rtl]فقد جاء صلي الله عليه وسلم متمما لمكارم الاخلاق لما صح عنه[/rtl]
