الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=32]الوفـــــــــــــــاء لما كان ......[/size]
إن سوّلت لك نفسك ووسوست .... إن ران على قلبك والدنيا حولك أظلمت
إن الألوان من الطيف أمام عينيك تراقصت... إن الوفاء والغدر عليك أوراقه اختلطت ’ لا ولن تسمح لعقلك أن يجوس بين البصر والبصيرة طرفة عين ..؟
فالذي أخطه الآن بيميني لهو كنه الجوهر وأصدق الدرر’ والشاهد على ذلك الله والله أعظم وأجل وأكبر
ستقول أو أنك قلت: أنني امرؤ نافذ الصبر’ أنني إنسان صاحب إفك وغدر’ أنني لا أعير العهد ودا’ ولا الوعد مقعدا ’ كلا فهذا من مخض مر ’ من ضرع لا يسمن ولا يغني من جوع وقد طال السهر وكلّ البصر ’ وأنّى لمثلي وقد بلغ عتي العمر أن يفكر في البعد والهجر..؟
لو صح هذا الفكر ما عاش على ظهرها من وفّى وقدّر’ فكان أولى به بطن الأرض من الظهر...
ظنّ بي الناس وأنني أعمى لا أُبصر ’ ساء ما خمنوا فيه وظنوا’ بل وإن كنت لكذلك فإني أرى ببصيري ما لم يروه هذه أعوام وسنوات وأيام وأشهر’ دعهم في غمرتهم يعمهون ’ ودعني قربهم حارسا خشية من ردتهم وهم لا يشعرون’ أما ما بين جنبي ليس لهم فيه من الود حتى يلج الجمل سم الخياط ’ قُضي الأمر ’ قُضي الأمر ’ إني لسعيد بهذا وأسعد برضا ربي وحكمه وحين يأمر’ أعلم جيدا وأن الضرير حاقد على المبصر وأن ذا الوحدة قلما من وحدته يتذمر’ كل منهما ألِف
أخاه والألفة حين يشتد سوقها فغصنها يخضر وبمشيئة الرحمن لا محالة أنها ستثمر...
الوفاء لما كان لصاحب المكان ’ هذا إصرار ومني إقرار وما كان توكلي إلا على الواحد القهار فانظر أيها الإنسان لا يغرنك حال فقري فالذي جاع ثم شبع الحذر منه ثم الحذر’ ناهيك عما يتصوره من أوهام وكأنه يعيش أبد الدهر , ....
ومن حسب بداوتي عليه تخلف وشر أخطأ السبيل والنور عنه أدبر ’ عزتي في بداوتي وهمتي عالية ’ ثابتة لا تتحول ولا تتغيّر ’ كن واثقا أن الليالي الظلماء لا قيمة لنجومها إن لم يرأسها بدر’ فإن غاب أو غُيّب ’فإن مات أو قتل’ فإن أُسر أو حُبس ’ أو طال إنتظاره أو تأخر فما مرد ُّ ذلك إلا لكونه قد حُفر له اللحد من ضيق وظلمة القبر’ وأن الوفاء في عنقه أمانة ... قلادة يعتز بها طيلة العمر.
الله المستعان.