fdjh
عضو متميز
- البلد/ المدينة :
- الجزائر/تبسة
- العَمَــــــــــلْ :
- اداري.
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1700
- نقاط التميز :
- 2269
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/10/2011
حكى ابن عبد ربه، قال ، قدم أمير المؤمنين المنصور مكّة حاجّا، فنزل في دار الندوة ، وكان يخرج في آخر الليل للطواف، فيطوف ويصلي، ولا يعلم به أحد من الناس، فاذا طلع الفجر، رجع الى دار الندوة، ، وجاء المؤذنون فسلّموا عليه،
ثم تقام الصلاة فيصلي بالناس، قال ، فخرج ذات ليلة حيث أسحر ، فبينما هو يطوف، اذ سمع رجلا عند الكعبة وهو يقول/ اللهم اني أشكو اليك ظهور البغي والفساد ، وما يحول بين الحق وأهله من الظلم والطمع، قال فأسرع المنصور في مشيه ، حتى ملأ مسامعه من قوله ، فرجع فجلس ناحية المسجد، وأرسل اليه فدعاه، فلما حضر، قال له المنصور، ما هذا الذي سمعتك تقول من ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحلو بين الحق وأهله من الظلامة والطمع،
فقال الرجل، ان أمنتني عل نفسي أنبأتك بالأمور،
قال له المنصور، أنت آمن على نفسك، فقال الرجل، يا أمير المؤمنين، انّ الله تعالى استرعاك أموال خلقه، فجعلت بينك وبينهم حجابا من الجصّ والآجر، وأبوابا من الحديد، وحجبة مع السلاح، ثم سجنت نفسك فيها، وبعثت عمّالك في جمع أموالهم، واتّخذت وزارة ظلمة، وأعوانا غشمة، ان نسيت لم يذكّروك، وان أحسنت لم يعينوك، ثم قوّيتهم على ظلم الناس بالأموال والكراع والسلاح ، وأمرت أن لا يدخل الاّ فلان وفلان، نفر سمّيتهم، ولم تأمر بادخال المظلوم، ولا الملهوف، ولا الجائع،
ولا العاري ، ولا الضّعيف،
فلما رآك هؤلاء النفر قد استخدمتهم لنفسك، وآثرتهم على رعيّتك، قالوا هذا خان الله تعالى، فما لنا لا نخونه، وقد خان الله تعالى، فأضمروا على أن لا يوصلوا اليك من أخبار رعيّتك الاّ ما أرادوا، ومتى أخرجت عاملا فخالفهم في أمر،أقصوه
وأبعدوه، وبلّغوك عنه المكروه حتى يسقط من عينك، فلما اشتهر ذلك عنهم أعظمهم الناس وهابوهم، وكان أول من صانعهم بالهدايا والأموال عمّالك القائمين على البلاد، ليتّفقوا على ظلم الرّعية، ثم فعل ذلك أهل القدرة والثروة من رعيّتك، لينالوا ظلم من هم دونهم من الرعيّة، فأمتلأت بلاد الله بالطبع بغيا وفسادا من هؤلاء القوم، شركائك في سلطانك وأنت غافل ، فان جاء متكلم حيل بينه وبين الدخول عليك ، وان أراد رفع قصة اليك عند ظهورك لم يأخذها أحد، وان أخذها لم يوصلها اليك، واذا استغاث بك مظلوم بأعلى صوته ضربوه ضربا شديدا، فما بقي من الاسلام بعد ذلك؟ وصلّى الله على محمد.
ثم تقام الصلاة فيصلي بالناس، قال ، فخرج ذات ليلة حيث أسحر ، فبينما هو يطوف، اذ سمع رجلا عند الكعبة وهو يقول/ اللهم اني أشكو اليك ظهور البغي والفساد ، وما يحول بين الحق وأهله من الظلم والطمع، قال فأسرع المنصور في مشيه ، حتى ملأ مسامعه من قوله ، فرجع فجلس ناحية المسجد، وأرسل اليه فدعاه، فلما حضر، قال له المنصور، ما هذا الذي سمعتك تقول من ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحلو بين الحق وأهله من الظلامة والطمع،
فقال الرجل، ان أمنتني عل نفسي أنبأتك بالأمور،
قال له المنصور، أنت آمن على نفسك، فقال الرجل، يا أمير المؤمنين، انّ الله تعالى استرعاك أموال خلقه، فجعلت بينك وبينهم حجابا من الجصّ والآجر، وأبوابا من الحديد، وحجبة مع السلاح، ثم سجنت نفسك فيها، وبعثت عمّالك في جمع أموالهم، واتّخذت وزارة ظلمة، وأعوانا غشمة، ان نسيت لم يذكّروك، وان أحسنت لم يعينوك، ثم قوّيتهم على ظلم الناس بالأموال والكراع والسلاح ، وأمرت أن لا يدخل الاّ فلان وفلان، نفر سمّيتهم، ولم تأمر بادخال المظلوم، ولا الملهوف، ولا الجائع،
ولا العاري ، ولا الضّعيف،
فلما رآك هؤلاء النفر قد استخدمتهم لنفسك، وآثرتهم على رعيّتك، قالوا هذا خان الله تعالى، فما لنا لا نخونه، وقد خان الله تعالى، فأضمروا على أن لا يوصلوا اليك من أخبار رعيّتك الاّ ما أرادوا، ومتى أخرجت عاملا فخالفهم في أمر،أقصوه
وأبعدوه، وبلّغوك عنه المكروه حتى يسقط من عينك، فلما اشتهر ذلك عنهم أعظمهم الناس وهابوهم، وكان أول من صانعهم بالهدايا والأموال عمّالك القائمين على البلاد، ليتّفقوا على ظلم الرّعية، ثم فعل ذلك أهل القدرة والثروة من رعيّتك، لينالوا ظلم من هم دونهم من الرعيّة، فأمتلأت بلاد الله بالطبع بغيا وفسادا من هؤلاء القوم، شركائك في سلطانك وأنت غافل ، فان جاء متكلم حيل بينه وبين الدخول عليك ، وان أراد رفع قصة اليك عند ظهورك لم يأخذها أحد، وان أخذها لم يوصلها اليك، واذا استغاث بك مظلوم بأعلى صوته ضربوه ضربا شديدا، فما بقي من الاسلام بعد ذلك؟ وصلّى الله على محمد.