منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


fdjh

fdjh

عضو متميز
البلد/ المدينة :
الجزائر/تبسة
العَمَــــــــــلْ :
اداري.
المُسَــاهَمَـاتْ :
1700
نقاط التميز :
2269
التَـــسْجِيلْ :
14/10/2011
..حادثة وقعت أمامي وعلى مرأى من عينيّ، فقد وقع طفل في الحادي عشر من عمره صريعا..، اثر تسلّقه عمودا كهربائيا ، ليلتقط كرة  كان يلعب بها بمعية أصدقائه ، من فوق منزل لم يكتمل بعد بناؤه ، أهله لم يقطنوه بعد ،
حيث تبيّن فيما بعد أنّ العمود الكهربائي به سلك  دون غلاف حدثت فيه  شرارة كهربائية لمست العمود الحديدي ، تركه عمال سونلغاز بغية اصلاحه الى ..حين!؟، لكن..
ما لم يكن في الحسبان - ما بين غمضة عين وانتباهتها   يغيّ الله من حال الى..حال! ، 
فقد هلك على اثره الطفل ، بسبب الاهمال والتسيّب من الجهتين! ، سواء هذه الفئة من العمال أو أولياء الضحية!! ،
هذه الحادثة جعلتني أبقى حائرا مشدوها..أتفرّج! لا أدري ما ذا أفعل !!..رغم وجود سيّارتي..الفخمة أمام بيتي.." ..وزينة لكم.." !!؟؟ ، وبينما أنا في صراع مع..حيرتي التي طالت دقيقة أو دقيقتين...! ، وسرعان ما أخذت الطفل
الى مصلحة الاستعجالات..، ولمّا وصلت ..، ووضعه الطبيب للفحص ..، محاولا انعاشه بالتدليك على صدره ..، الاّ أنّ الآلة الخاصة بذلك وجدت معطّلة..!؟ ،
فأخبرني بأنّ الطفل كان ميّتا قبل وصوله !!!- لكن  قدّر الله وما شاء فعل - وأن الله قد قضى أمرا كان مفعولا - ...، ولحق به بعد ذلك أهله ...،
وبينما أنا عائد الى  المنزل وقد تملّكتني الرعشة من هول ما رأيت ، سألت نفسي ..، اذا كان هؤلاء الأطباء والممرضين الساهرين على حياتنا في النهار والليل ، لهم عتاد عاطل وغير صالح ،
ومعنيون بالاستعداد لمثل هذه الحالات.!!، فماذا أقول عن نفسي وهي غير مهيّئة لها تماما ..؟؟ ، تذكّرت حينها أحد الأشرطة العلمية التي تابعتها عن قريب ، حول أطفال يزاولون دراستهم في الابتدائي ، يقومون بتشريح الضفادع!؟
..عمل لا يقوم به عندنا الاّ طلبة العلوم  من طب وصيدلية..، مما قد تعطيهم فكرة عامة عن جسم الانسان..!،
..تذكّرت كذلك..، كيف لي ولأمثالي ، لمّا نحجّ ونسافر الى النصّابين والمحتالين ليعالجوننا بدماء الحيوانات ولحومها ..!! ،
..تذكّرت لمّا اعتقدت أن مرض السكر ينجم عن أكل السكر !، وأن حرارة الطفل كانت تقاس ..باليد ..دون غيرها !؟، ..وتذكرت ..وتذكرت  ،
فوجدت نفسي أنّ تعليمي ليس قاصرا فقط من الناحية العلمية ، ولكن هناك أشياء أخرى..أهمّها - مثلا- المعرفة القانونية التي يجب أن أتسلّح بها ، على الأقل حتى لا أتورّط في قضايا مهلكة ، وألاّ أوقّع على ورقة دون ..قراءتها ،
وأن أعرف الجرائم التي يعاقب عليها القانون في بلادنا ، حتى أتجنّبها ، وأن أعرف حقوقي حتى أطالب ..بها ، مثل هذه الحالة التي  جرت للطفل..!؟..ثم تذكّرت ...
فوجدت نفسي ، ينقصني أيضا كيف أتصرّف في المواقف المختلفة ، كالقيام بالاسعافات الأولية اللازمة ، لانقاذ حياة  أي طفل أو أي انسان ، راح ضحية اهمال ..وجهل !؟ ،
بدلا من أن أبقى حائرا مشدوها ..أتفرّج.. عليه وهو يصارع الموت!!!؟،..
ثم ماذا أفعل في حالة ما اذا وقع حادث ..مرور ؟ ، أو ..حريق ، ؟؟ وكيف لي أن أتصل بالاسعاف ، والمطافئ ، ..والتبليغ..؟؟؟!،
أليست كل هذه الحالات تستلزم أرقام هواتفها ؟، خاصة وأنني أملك أرقى أنواع الهواتف النقالة ، واحد في يدي والثاني في جيبي!، والثالث في السيارة ، والرابع والخامس ..على سطح المكتب؟؟ ،
غير أنها تفتقد لمثل هذه الخدمات التي عادة ما تكون في مصلحتنا ..وفي خدمتنا ..، فوجدت نفسي تتخبط في أشياء أشترك فيها مع بعض من أمثالي..رغم ما ما أملك من وسائل ..راقية ونافعة لي ..ولهم ..ولوطني..،
حينها سألت نفسي: كيف لي أن أكون مواطنا صالحا ؟ وأنا عاجز عن تقديم يد المساعدة لأحد أبناء بلدي..!؟ ،
فتذكرت - وكأنني أعيش في عالم..النسيان -  قول أحد كتّابنا العرب ، قرأته من قبل ، ويعالج مثل هذه الحالات ، يقول فيه :
-انّ التعليم الجيّد هو المفتاح الأساسي لصنع انسان ..صالح - ،
هناك فقط أيقنت أنّ المواطن الصالح هو ما نحتاج اليه ، لنتمكّن  من عبور الهوّة التي تفصل بيننا ، وبين من يعلّمون تلامذتهم في الابتدائي...تشريح الضفادع!!؟؟، ولله الامر من قبل ومن بعد، وصلّى الله على نبيّنا محمّد.
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى