ممّا علّمتني ايّاه ..الحياة

..حكمة هامة، علّمتني اياّها الحياة..، قصّة قرأتها  في الصغر ، مفادها : "أنّ امرأة عاقرا خطفت طفلا من أحد الأحياء التي تقطنها ............!؟ ، ولمّا ذهبتا به الى القاضي ، كانت كل واحدة منهما تدّعي أنها أمّه ، ولماّ احتار القاضي، 
قال: لا حلّ لكما عندي الاّ قطع الطفل الى نصفين ! لكل واحد منكما قسم !!، فوافقت.. الخاطفة ، ولكن الأم جزعت...، وهناك فقط عرف القاضي أمّ الطفل الحقيقية ، فحكم لها باسترداد الطفل ، وعاقب الخاطفة.."،
هذه القصّة جعلتني وقتها أضحك على الأم الخاطفة وخيبتها ، حيث فضحتها عواطفها بالاضافة الى حنان الأم ..بجزعها ، وقلت في نفسي:
فلو كانت الأم الخاطفة عاقلة لقالت للقاضي : ما جدوى أن تقتل طفلا بريئا  لا ذنب له! ، ولو كانت الأم الحقيقية عاقلة ، لقالت للقاضي انّك حكمت فيما لا تملك ، ..فاسأل القرية التي كنّا فيها ، والعير...، وانّي سأقاتل من أجل ولدي ، أو
أقتلني أنا ودعه هو ، فالأمومة فوق القانون ..، ولكنّهما لم تفعلا ذلك..! ،
 فأثبتت عواطفهما أنّهما أقوى من عقلهما!!؟؟
ومع مرور الزمن..، عرفت لماذا المرأة لا تصلح للقضاء ..، فالقضية قضية اختلاف نوعي ، وفروق فردية..،
.. تريدني زوجتي أن أقلّب موازين الكون ، وأغيّر مفاهيمي..،
تريدني أن أشركها في كلّ  تفاصيل حياتي ، وأطلب منها المشورة !؟
..ورغم أنّ هذا ليس تعسّفا منّي تجاهها ، لكنّه احقاق لواقع ، لاّنها لن تدلي برأي صائب ، لأنّ عاطفتها ستغلب..، ولن تفصل وجدانها  عن الموضوع ، ولن يكون تعلّمها محايدا ، مثل ما أتناول أنا مشكلة تواجهني حتى ولو كنت طرفا فيها ، 
..تريد أن أحكي لها عن زملائي وزميلاتي وما كان بيننا من احتكاكات واختلافات يومية نتيجة التفاعل الانساني، من مزاج ودعابة ،، رغم جهدي بألاّ أجعلها تشكو من شيء ، ومحاولتي أن أوفّر لها حياة كريمة هانئة ،
ومن ساعاتي معها.. بسمات وضحكات، من دعابة وقصص مسلّية ، وطرفة عن بعض الزملاء والزميلات ، وأخرى عن شقاوة طفولتي ..،
الاّ أنّها تصرّ على أن تشغل رأسها بي ، ولا يهدأ لها بال..لتعلم همومي وعملي وراتبي ، وما ليس لهل شأن فيه..!، 
فعجيب أمر هذه المرأة  التي اذا رأت الوردة أعجبتها ، وخافت شوكها..! ، 
وعجيب أمرها ، اذا اشتهت العسل ، خشيت وخز الابر..!!،
واذا أتتها الوردة والعسل..نغّصا عليها حياتها ، واشتاقت للشوك ووخز الابر ..!!؟،
 وحمل الهموم ،والتفكير في أشياء ..قد لا تكسبها حمدا..، ولله في خلقه شؤون . وصلى الله على نبيّنا محمد.__ منقول__.