سفيان خروبي
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- alger
- العَمَــــــــــلْ :
- موظف
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 268
- نقاط التميز :
- 407
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/01/2014
الحركات الدينية المعاصرة
كان المسلمون منذ أقدم عصورهم يزنون دولتهم بميزان الدين ، فصلاح حكامهم يكون بمقدار مسايرتهم لأحكام الدين و محافظتهم على تعاليمه ، و من أجل هذا نهضت حركات الإصلاح الحديثة قبل أن يتصل العالم الإسلامي بأوربا و يطلع على حضارتها . فنشطت هذه الحركات خلال القرنين الثامن عشر و التاسع عشر الميلاديين حين دب الضعف في الدولة العثمانية و خيف عليها من خطر الانهيار .
و معنى هذا أن قادة الإصلاح الديني قد اعتقدوا أن صلاح الدين كفيل بإصلاح السياسة ، وأن الإسلام عند المسلمين المحدثين ينبغي أن يستهدف رد الاعتبار للإسلام عند أهله أولا ، وعودتهم إلى جوهر عقيدتهم ، ونبذ كل ما دخلها من بدع و أوهام.
وقد نشأت منذ منتصف القرن الثامن عشر حركات بعث و إحياء دينية قوية شاعت في العلم الإسلامي ، و استهدفت إحياء الإسلام الصحيح وتخليصه من الشوائب التي شوهت تعاليمه وكان على رأس الحركات السلفية الدعوة الإصلاحية ، دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب التي نشأت في نجد منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر ، كذلك كانت الدعوة السنوسية في شمال أفريقيا و المهدية في السودان .
و كان مدار هذه الدعوات تطهير الإسلام من شوائبه و مقاومة النفوذ العثماني و الحد من شروره . فنشطت الوهابية في رد الناس عن الشرك و التسليم بالخرافات و البدع و امتشقت الحسام حين أخفق الإقناع . أما السنوسية فقد قنعت بالدعوة إلى عبادة الله على هدى من كتابه الكريم و سنة رسوله و الاقتداء بالسلف الصالح عن طريق التعليم و الإرشاد في زوايا كانت مراكز للعبادة و التعليم الديني الصحيح .
و في النصف الثاني من القرن التاسع عشر و في ظل هاتين الدعوتين تبني جمال الدين الأفغاني الدعوة إلى الوحدة الإسلامية و تعليم المسلمين و تثقيفهم ، و أخذ يلهب نار الجهاد لطرد المستعمر الأوربي الذي كان قد اجتاح في عهده كثيرا من دول الإسلام .
و نستطيع أن نقف عند إحدى هذه الدعوات الإصلاحية – الذائعة الصيت في الجزائر – وقفة أكثر تفصيلا لأنها أولى تلك الدعوات و من أكثرها أهمية في تطور الفكر الإسلامي الحديث و هي الدعوة الإصلاحية التي دعا إليها الإمام محمد بن عبد الوهاب أو ما تعرف حديثا بالحركة الوهابية.
................يتبع