الرحبة
طاقم المتميزين
- رقم العضوية :
- 548
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- استاذ
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 8556
- نقاط التميز :
- 25056
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/04/2010
التضليل الاعلامي في الحرب على داعش؟الكاتب : عبد العالي رزاقي ***الشروق اون لاين***
هل صدفة أن تدعو أمريكا 40 دولة للمشاركة في اجتماع جدة بالسعودية؟ وهل صدفة أن تعقد فرنسا مؤتمرا دوليا حول "السلام والأمن" في العراق بحضور 26 دولة وثلاث منظمات دولية؟، وهل صدفة أن يتولى الجنرال الامريكي جون آلن عملية التحالف الدولي للحرب على تنظيم "إسلامي مسلح" لم يمر عام على نشأته؟، ولماذا يصر بيانا جدة وباريس على مصطلح داعش (دولة إسلامية في العراق والشام) بينما المضمون هو ضرب هذا التنظيم في العراق (داع) ألا يعد هذا تضليلا للرأي العام العربي والدولي ؟ ومتى صار التحالف الدولي يختص بالتنظيمات المسلحة داخل الدول؟.
أسئلة كثيرة وإجابتها واحدة وهي أن هناك "حربا صليبية جديدة" تحت غطاء محاربة الارهاب ضحاياها المسلمون وممولوها خليجيون والمشاركون فيها أمريكا وأوروبا وعشرة أقطار العربية، وباركها الفاتكان على لسان مبعوثه إلى العراق الكاردينال فيرناندو فيلوني بقوله:" لا أقول حربا، أريد أن أقول دفاعا عن الأشخاص الذين يحتاجون ذلك...هم المسيحيون والأيزيديون وسائر الأقليات الأخرى، كلهم بحاجة إلى دعمنا" ألا يعد هذا الاعتراف دعوة إلى حرب صليبية جديدة ؟.
تحرير ما لا يحرر في العراق؟
ارتبط ظهور التنظيمات الاسلامية المسلحة بالتدخل الامريكي والغربي في أفغانستان والعراق ودول أخرى المدعومة "أجنبيا" والحقيقة التي لا تقال هي أن الاستبداد والتدخل الأجنبي عملة ذات وجهين للعالم الحر، فمثلما كذب بوش الابن على العالم بالادعاء بأن الرئيس صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل تمثل تهديدا للأمن الدولي هاهو باراك أوباما يزعم هو الآخر بأن تنطيم داعش يشكل خطرا على الأمن الأمريكي والدولي في بلد احتلتها أمريكا واختارت حكاما وجيشا وخرجت منها بسبب الفضائح هاهي اليوم تعود عبر ما يسمى بمحاربة "داعش"؟.
امتلأت الكنائس الفرنسية بالمسيحيين عشية انطلاق الضربات الجوية على المنطقة التي تنتشر فيها هذه التنطيمات المسلحة وهي مدينة الموصل التي يسكنها أكثر من مليوني عراقي أغلبيتهم من السنة، والتبرير الذي قدمته أمريكا هو مظاهر "قطع الرؤوس" وتشريد الأقلية المسيحية والأيزيدية وقد أشار بيان باريس إلى ذلك، واختلفت القراءات في القرار الامريكي الأوروبي حول ثاني تحالف ضد العراق بموافقة حكامها فالبعض منهم قال بأن أوباما يريد استرجاع هيبة أمريكا وقطع الطريق أمام روسيا والبعض الآخر قال أن الرئيس الفرنسي فرانسوا جيرارد جورج نيكولاس هولاند المولود في 12/08/1954 والذي يبلغ طوله 1 .70م ولون عينيه بني وتاريخ إصدار جواز سفره يوم 13/06/2012 ، والذي حملت التأشيرة العراقية هذه المعلومات يوم دخوله العراق في 12 سبتمبر 2014 يريد تصدير الأزمة الفرنسية بالمشاركة في الحرب على داعش .
لو كان السبب هو حماية الأقليات لتدخلت أمريكا لحماية السنة في العراق من نور المالكي وداعش آنذاك وليس اليوم فمن نتائج اسقاط نظام صدام التدهور الأمني وازدياد الاحتقان والغضب ضد أمريكا، ويخطئ من يعتقد أن الحل الأمني هو الأصلح في العراق بل إنه يزيد من تعقيد الأزمة فالمؤتمر الدولي للسلام والأمن في العراق الذي انعقد في باريس تضمن بيانه عشرة نقاط أهمها الثالثة التي تنص على "أن تنظيم داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) يمثل خطرا يهدد العراق والمجتمع الدولي برمته"
بسبب الجرائم التي ارتكبها في حق المدنيين وكأن ما قامت به إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني المحتل من إبادة وتدمير ليس جريمة في حق المدنيين، وكأن ما سيقوم به التحالف عبر الضربات الجوية لا يستهدف المواطنين، والحقيقة الغائبة انه لم يسبق في تاريخ الأمم المتحدة أن شكل تحالفا ضد تنظيم مسلح في دولة من الدول؟ ماذا لو نتحدث بصراحة عن التنظيمات المسلحة في الوطن العربي فإذا استثنينا المقاومة المسلحة في فلسطين والمقاومة المسلحة في العراق فإن بقية التنظيمات المسلحة تقف وراءها دول عربية وأجنبية :فتنظيم التوحيد والجهاد في مالي هومن انتاج أوروبي عربي، فللسعودية وإيران دور إشعال الفتنة في لبنان وإذكاء حرب في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ناهيك عن الصراع القطري السعودي الذي تجسده تنظيمات مسلحة وحتى مصر التحقت بالركب عبر دعم تنظيمات مسلحة في ليبيا إلى جانب تركيا ودول أخرى ولو أن هذه الدول التزمت بعد التدخل في شان الآخرين لما وصلنا إلى هذه الحالة.
دواعش المغرب الاسلامي؟
سيكون التدخل العسكري في العراق كارثة على الشرق الأوسط وستكون تداعيات التدخل في سوريا لضرب داعش بمثابة عودة الحرب المحتملة ما بين روسيا وامريكا عبر أروقة الأمم المتحدة لكن انتشار الفكر الداعشي سيكون أكثر خطرا من داعش التي تقول في بياناتها مخاطبة العراقيين: "لقد جربتم الأنظمة العلمانية ومرت عليكم الحقبة الملكية فالجمهورية فالبعثية فالصفوية وقد جربتموها وذقتم لوعتها واكتويتم بنارها وسعارها وهاهي الان حقبة الدولة الإسلامية وعهد الإمام أبوبكر القرشي (نسب البغدادي الذي أعلن قيام الخلافة الاسلامية يوم 29 جوان 2014)، وسترون بحول الله وتوفيقه مدى الفرق الواسع" وليس غريبا أن تنقل وسائل الاعلام أخبارا تفيد أن مجموعة مسلحة أطلقت على نفسها اسم "جند الخلافة" قد انشقت عن القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وعيّنت أبو سليمان قائدا لها وقالت في بيان الولاء للبغدادي صدر هذا الأسبوع: "إن لديكم في مغرب الاسلام رجالا لو امرتهم لأتمروا ولو ناديتهم للبوا النداء" فهل يحدث تحالف آخر في المغرب العربي ومن سيقوده غير فرنسا؟.
أعتقد أنه قد آن الأوان للنخب العربية والإسلامية أن تكشف عن استراتجية الغرب في حربه الصليبية الزاحفة نحو الأقطار العربية تحت شعار واحد وبمباركة فاتيكانية وهو الحرب على ما يسى بـ"الدواعش".
الكاتب : عبد العالي رزاقي ***الشروق اون لاين***
هل صدفة أن تدعو أمريكا 40 دولة للمشاركة في اجتماع جدة بالسعودية؟ وهل صدفة أن تعقد فرنسا مؤتمرا دوليا حول "السلام والأمن" في العراق بحضور 26 دولة وثلاث منظمات دولية؟، وهل صدفة أن يتولى الجنرال الامريكي جون آلن عملية التحالف الدولي للحرب على تنظيم "إسلامي مسلح" لم يمر عام على نشأته؟، ولماذا يصر بيانا جدة وباريس على مصطلح داعش (دولة إسلامية في العراق والشام) بينما المضمون هو ضرب هذا التنظيم في العراق (داع) ألا يعد هذا تضليلا للرأي العام العربي والدولي ؟ ومتى صار التحالف الدولي يختص بالتنظيمات المسلحة داخل الدول؟.
أسئلة كثيرة وإجابتها واحدة وهي أن هناك "حربا صليبية جديدة" تحت غطاء محاربة الارهاب ضحاياها المسلمون وممولوها خليجيون والمشاركون فيها أمريكا وأوروبا وعشرة أقطار العربية، وباركها الفاتكان على لسان مبعوثه إلى العراق الكاردينال فيرناندو فيلوني بقوله:" لا أقول حربا، أريد أن أقول دفاعا عن الأشخاص الذين يحتاجون ذلك...هم المسيحيون والأيزيديون وسائر الأقليات الأخرى، كلهم بحاجة إلى دعمنا" ألا يعد هذا الاعتراف دعوة إلى حرب صليبية جديدة ؟.
تحرير ما لا يحرر في العراق؟
ارتبط ظهور التنظيمات الاسلامية المسلحة بالتدخل الامريكي والغربي في أفغانستان والعراق ودول أخرى المدعومة "أجنبيا" والحقيقة التي لا تقال هي أن الاستبداد والتدخل الأجنبي عملة ذات وجهين للعالم الحر، فمثلما كذب بوش الابن على العالم بالادعاء بأن الرئيس صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل تمثل تهديدا للأمن الدولي هاهو باراك أوباما يزعم هو الآخر بأن تنطيم داعش يشكل خطرا على الأمن الأمريكي والدولي في بلد احتلتها أمريكا واختارت حكاما وجيشا وخرجت منها بسبب الفضائح هاهي اليوم تعود عبر ما يسمى بمحاربة "داعش"؟.
امتلأت الكنائس الفرنسية بالمسيحيين عشية انطلاق الضربات الجوية على المنطقة التي تنتشر فيها هذه التنطيمات المسلحة وهي مدينة الموصل التي يسكنها أكثر من مليوني عراقي أغلبيتهم من السنة، والتبرير الذي قدمته أمريكا هو مظاهر "قطع الرؤوس" وتشريد الأقلية المسيحية والأيزيدية وقد أشار بيان باريس إلى ذلك، واختلفت القراءات في القرار الامريكي الأوروبي حول ثاني تحالف ضد العراق بموافقة حكامها فالبعض منهم قال بأن أوباما يريد استرجاع هيبة أمريكا وقطع الطريق أمام روسيا والبعض الآخر قال أن الرئيس الفرنسي فرانسوا جيرارد جورج نيكولاس هولاند المولود في 12/08/1954 والذي يبلغ طوله 1 .70م ولون عينيه بني وتاريخ إصدار جواز سفره يوم 13/06/2012 ، والذي حملت التأشيرة العراقية هذه المعلومات يوم دخوله العراق في 12 سبتمبر 2014 يريد تصدير الأزمة الفرنسية بالمشاركة في الحرب على داعش .
لو كان السبب هو حماية الأقليات لتدخلت أمريكا لحماية السنة في العراق من نور المالكي وداعش آنذاك وليس اليوم فمن نتائج اسقاط نظام صدام التدهور الأمني وازدياد الاحتقان والغضب ضد أمريكا، ويخطئ من يعتقد أن الحل الأمني هو الأصلح في العراق بل إنه يزيد من تعقيد الأزمة فالمؤتمر الدولي للسلام والأمن في العراق الذي انعقد في باريس تضمن بيانه عشرة نقاط أهمها الثالثة التي تنص على "أن تنظيم داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) يمثل خطرا يهدد العراق والمجتمع الدولي برمته"
بسبب الجرائم التي ارتكبها في حق المدنيين وكأن ما قامت به إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني المحتل من إبادة وتدمير ليس جريمة في حق المدنيين، وكأن ما سيقوم به التحالف عبر الضربات الجوية لا يستهدف المواطنين، والحقيقة الغائبة انه لم يسبق في تاريخ الأمم المتحدة أن شكل تحالفا ضد تنظيم مسلح في دولة من الدول؟ ماذا لو نتحدث بصراحة عن التنظيمات المسلحة في الوطن العربي فإذا استثنينا المقاومة المسلحة في فلسطين والمقاومة المسلحة في العراق فإن بقية التنظيمات المسلحة تقف وراءها دول عربية وأجنبية :فتنظيم التوحيد والجهاد في مالي هومن انتاج أوروبي عربي، فللسعودية وإيران دور إشعال الفتنة في لبنان وإذكاء حرب في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ناهيك عن الصراع القطري السعودي الذي تجسده تنظيمات مسلحة وحتى مصر التحقت بالركب عبر دعم تنظيمات مسلحة في ليبيا إلى جانب تركيا ودول أخرى ولو أن هذه الدول التزمت بعد التدخل في شان الآخرين لما وصلنا إلى هذه الحالة.
دواعش المغرب الاسلامي؟
سيكون التدخل العسكري في العراق كارثة على الشرق الأوسط وستكون تداعيات التدخل في سوريا لضرب داعش بمثابة عودة الحرب المحتملة ما بين روسيا وامريكا عبر أروقة الأمم المتحدة لكن انتشار الفكر الداعشي سيكون أكثر خطرا من داعش التي تقول في بياناتها مخاطبة العراقيين: "لقد جربتم الأنظمة العلمانية ومرت عليكم الحقبة الملكية فالجمهورية فالبعثية فالصفوية وقد جربتموها وذقتم لوعتها واكتويتم بنارها وسعارها وهاهي الان حقبة الدولة الإسلامية وعهد الإمام أبوبكر القرشي (نسب البغدادي الذي أعلن قيام الخلافة الاسلامية يوم 29 جوان 2014)، وسترون بحول الله وتوفيقه مدى الفرق الواسع" وليس غريبا أن تنقل وسائل الاعلام أخبارا تفيد أن مجموعة مسلحة أطلقت على نفسها اسم "جند الخلافة" قد انشقت عن القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وعيّنت أبو سليمان قائدا لها وقالت في بيان الولاء للبغدادي صدر هذا الأسبوع: "إن لديكم في مغرب الاسلام رجالا لو امرتهم لأتمروا ولو ناديتهم للبوا النداء" فهل يحدث تحالف آخر في المغرب العربي ومن سيقوده غير فرنسا؟.
أعتقد أنه قد آن الأوان للنخب العربية والإسلامية أن تكشف عن استراتجية الغرب في حربه الصليبية الزاحفة نحو الأقطار العربية تحت شعار واحد وبمباركة فاتيكانية وهو الحرب على ما يسى بـ"الدواعش".
الكاتب : عبد العالي رزاقي ***الشروق اون لاين***