منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرحبة

الرحبة

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
548
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
استاذ
المُسَــاهَمَـاتْ :
8556
نقاط التميز :
25056
التَـــسْجِيلْ :
14/04/2010
الرأي                          صحيفة الاقتصادية السعودية
الأحد 14 ذو القعدة 1433 هـ. الموافق 30 سبتمبر 2012 العدد 6929
http://www.aleqt.com/2012/09/30/article_697457.html
الخطأ غير المقصود.. في تاريخ تأسيس المملكةالعربية السعودية 1932 او1902

 
د. أمين ساعاتي
 
عشنا جميعاً في الأسبوع الماضي مع مناسبة عزيزة على نفوسنا وقلوبنا، وهي مناسبة صدور الأمر الملكي بتغيير اسم مملكة الملك عبد العزيز ــ يرحمه الله ــ من اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها.. إلى اسم المملكة العربية السعودية.
 
ولكن المؤسف أن الإعلام ارتكب أخطاء عدة في التعبير عن هذه المناسبة العزيزة والغالية على نفوسنا جميعاً، فالإعلام يذكر تاريخ الأمر الملكي على أساس أنه تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية، وكذلك يقول الإعلام إنه إعلان للوحدة الوطنية في مملكة الملك عبد العزيز.
 
وطبعاً هذا خطأ غير مقصود في التاريخ وخطأ غير مقصود في المناسبة.
 
إن تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية هو 13 كانون الثاني (يناير) 1902 (4 شوال 1319هـ) يوم أن تحققت المعجزة وقفز الملك عبد العزيز ورجاله الأبطال سور الرياض، وخاضوا معركة بطولية لاستعادة العاصمة الرياض من حكم عامل آل الرشيد (عجلان) ولا يزال صدى هذه المعركة يتردد في التاريخ المعاصر لهذه المملكة الفتية، ويجب أن نتذكر أننا احتفلنا بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المملكة العربية السعودية (المئوية) في عام 2002.
 
إذن تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية هو الموافق ليوم 13 كانون الثاني (يناير) 1902 (4 شوال 1319هـ)، أمّا تاريخ 18 أيلول (سبتمبر) 1932 (17 جمادى الثانية 1351هـ) فهو تاريخ لتعديل اسم مملكة الملك عبد العزيز كي يعبر اسم المملكة العربية السعودية تعبيراً دقيقاً عن هذه المملكة الفتية التي نتفيأ ظلالها وننشد لها ــ بإذن الله ــ الخلود والازدهار.
 
ولو رجعنا إلى نصوص المواد (3 و4 و5) في الأمر الملكي رقم 2716 وتاريخ 18 أيلول (سبتمبر) 1932 (17 جمادى الثانية 1351هـ) لاحظنا أن الأمر الملكي أكد أنه لا يكون لهذا التحول أي تأثير على المعاهدات والاتفاقيات والالتزامات الدولية، وأن سائر التشكيلات الحكومية والأنظمة والتعليمات والأوامر تظل كما هي نافذة المفعول، أي أن الأمر الملكي يؤكد أنه عملية تغيير في الاسم لا يؤثر ــ بأي حال من الأحوال ــ على تاريخ التأسيس.
 
ونحن نعرف أن جميع الدول تمر بمرحلة تغيير اسمها دون أي تأثير على تاريخ تأسيسها، وهذه جمهورية مصر العربية، على سبيل المثال، التي كانت المملكة المصرية، ثم الجمهورية المصرية، ثم الجمهورية العربية المتحدة، وأخيراً أطلق عليها الرئيس محمد أنور السادات اسم جمهورية مصر العربية.
 
وخلال هذا الحشد من التغييرات في اسم الدولة لم يقل أحد إن مصر تأسست في عهد السادات، ولا في عهد عبد الناصر، ولا في عصر الملك فاروق، بل هم يقولون، وما زالوا يقولون، إن عمر مصر أكثر من سبعة آلاف سنة.
 
أمّا ما يتعلق بالوحدة الوطنية فالوحدة الوطنية أرسى دعائمها الملك عبد العزيز ــ طيب الله ثراه ــ منذ اللحظة التي كتب الله له النصر ودانت له العاصمة الرياض وتربع على عرشها، ثم نزل المنادي يقول: الحكم لله ثم للملك عبد العزيز آل سعود، ثم أكد الملك عبد العزيز لأهالي الرياض أنه استعاد ملك الآباء والأجداد، وأن الأمن والأمان مكفول للجميع، وأن الشريعة الإسلامية هي دستور الحكم، وكرر الملك عبد العزيز نفس المعنى حينما دخل محرماً مكة المكرمة فأصدر بلاغاً جاء فيه: إن دستور مملكته هو شريعة الله كما وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وإنه لا سبيل إلى الأخذ بأي شيء يخالف هذه الشريعة مهما كان صغيراً أو كبيراً، ثم أكد الملك عبد العزيز ــ يرحمه الله ــ أن حق المسلمين عليه أن يصون أرضهم وعرضهم ومالهم، وأنه لن يسن نظاما إلاّ متسقاً مع مبادئ الشريعة الإسلامية وأن الأمر شورى.
 

إذن المملكة ليست دولة تأسست في عام 1932، وإنما هي دولة تأسست في عام 1902، أي تأسست قبل 110 سنوات وليس قبل 80 عاماً.
 
الشيء المؤسف أن الإعلام الدولي أخذ من الإعلام السعودي هذه الأخطاء غير المقصودة، وجعل المملكة العربية السعودية تفقد أجزاء غالية من تاريخها المجيد الذي يتضمن جهاد وجهود الملك عبد العزيز ورجاله الأشاوس في تأسيس كل أطراف هذه المملكة الفتية، ثم البرامج التنموية الواسعة التي نقلت المملكة العربية السعودية إلى العالم المتقدم.
 
إن المملكة العربية السعودية دولة عريقة لا يمكن أن تفرط في 30 سنة من تاريخها الحديث، لأن تاريخها كل لا يتجزأ ويجب أن يدركه الإعلام السعودي قبل أي إعلام آخر، ومعروف أن خطأ الإنسان في تاريخه يحاسب عليه أكثر من خطئه في تاريخ الآخرين.
 
إنني أرجو من وزارة الثقافة والإعلام أن تنبه في المناسبات الوطنية القادمة أن تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية يعود إلى أكثر من 110 أعوام خلت وليس 80 عاما ونيفا.
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى