الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
لا تسأل غيري عنها...؟
لا يُعرف الجيّد إلاّ بعد سيئ’ ويبقى الجيّد جيدا ’ إليكم ضموه...؟ولا يُعرف الضوء إلآّ بعد ظلام’ فكيف هو الضرير بينكم ..ألآ فاحموه..؟
واللسان المستقيم للتعبير فصيح’ فيا حسرتي عليك أيها المتلعثم العقيم’ رحل البلغاء والبابَ بعدهم أوصدوه’ فليس هاهنا اليوم إلاّ بغال ألآ فاستثونه..؟
لا تسأل غيري عنها فطعم حليب صدرها لا زال بين أسناني..؟
ولا تحرجني ردا ’ فليس في الأمصار من هو أكثر مني بؤسا وأسفا في هذا الزمان...؟
هنا على هذا أبقى وإن لم أبق سيبقى لي ذكرها...طيفها البهي كذاك نور القمر به أستهدي وأجوب كل الفيافي والأصقاع وكل أزقة البلدان ...
لا تسأل غيري عنها إني هنا لازلت متربصا ..؟ تريّثْ لعل الذي بداخلي ما فتئ يراودها بلطف وحنان...؟
نعم سأرحل وأنتم أيضا راحلون ’ فقط اسأل ذا الجلال والإكرام أن يجمعني بها في الجنان...
إنها هي ولا أخرى غيرها .إنها أمي كبدي... قلبي... مهجتي’ فما أقساكم عليّ بعد غيابها أيا فؤادا ويا لوعتي..
بنيتُ قصرا لها في قلب خيمتي ... لها حلبت شهدا من ضرع شويهتي...
ورغيفا طحنته فعجنته بدومعي وزرع من حب بر مزرعتي....
ثم لها نسجت بساطا من حرير أمعائي لتنام عليه وعيني- بعد عين الله – تحرسها من كل طارق...
هذه أمي فلا تسأل عني غيرها ’ كيف ولما ومتى....؟ إني بعد تعظيم ربي أعظمها ’ ومن تسنيم أدعوه أن يسقيها....
ألك حاجة بعد هذا أمي..؟ إن كانت..!!! دعيني أُقبّل رجليك قبل يديك ’ وبشفتي ألثمها .... لعل ربي يغفر لي ’ اللهم بشّرني برضاها ...؟
إبراهيم تايحي
