الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
أحقا ينمو الحلم بعد عدم...؟
مجتمعنا العربي ومنذ القدم يعج ويمج بألسنة صقلت برحيق اللغة , وله كفلت وبه تكفلت , لغة بها أُنزل كلام الله هدى للمتقين , لغة بها نطقت ألسنة فسرت وسادت بين القبائل العربية المتناثرة هنا وهناك..ولنا في أدراج التاريخ ما يشفي ويكفي من نماذج ليست هي حكرا على الرجال فحسب بل وشقائقهن اللواتي صلن وجلن, والدرر من ألسنتهن إنتثرن
قلت وهن كثيرات كثرة النجوم في كبد السماء في ليلة ظلماء, صفا أديمها فبان الضياء على سطح الرمضاء, اللهم اسقني من مائها يا من جعلت من الماء كل شيئ حي..؟.
وإني لذاكر إثنتين منهن لا على وجه النخصيص ولا الحصر بل لحاجة في نفسي أنا.
أولهن ما راق لي من بنت حاتم الطائي – سفانة- من قولها - بعد سبيها- لرسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام- [ يا محمد... هلك الوالد وغاب الرافد, فإن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب, فإن أبي كان سيد قومه, يفك العاني ويقتل الجاني, ويحفظ الجار ويحمي الذمار, ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشي السلام, ويحمل الكل, ويعين على نوائب الدهر , وما أتاه أحد في حاجة فرده خائبا...أنا بنت حاتم الطائي ...
فما كان جوابه عليه الصلاة والسلام- لها..؟.
( يا جارية هذه صفات المؤمنين حقا, لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه.)
ثم إليكم الثانية. وهي زوج الحجاج بن يوسف الثقفي./ هند-
وقد تزوجها الحجاج رغما عنها وعن أبيها, وذات يوم وبعد مرور سنة .
أقول وأعيد مكررا القول سنة.. عام.. حول ...كانت جالسة تندب حظها وهي تقول../ [ وما هند إلاّ مهرة عربية.... سليلة أفراس تحللها بغل.
فإن أتاها مهر فلله درها.... وإن أتاها بغل فمن ذاك البغل]
فسمعها الحجاج فغضب فطلب خادمه ليبلغها أنه طلّقها وأمره بأن يقول لها كلمتين لا ثالث لهما وإن زاد قطع لسانه , ثم أعطاه عشرين ألف دينار ليعطيها لها. فلما أتاها الخادم ووقف بين يديها قال/ كنتِ فَبِنْتِ.
أي أنك كنت زوجته , فبنت أي أصبحت طليقته.
فردت هند الفصيحة بفصاحة تفوق ما عند الخادم ومرسله وقالت/
كنا فما فرحنا* فبنّا فما حزنّا.
والآن لعل قارئا أو قارئة لي قد إستعبدته عدة اسئلة قاتلة لما ذكرت, وقد إعتراه لُبس في القصد, أو دهس في العد, وركب عقله أرجوحة فوجد نفسه في شد ومد
لا عليكَ ولا عليكِ.... أيها القارئ الكريم ويا أيتها القارئة الكريمة سأريحكما عناء ذلك , سأفرش لكما الطريق بحرفين يتيمين , صادقين , ناطقين, طاهرين, سائلا تحقيقهما من لدن رب العالمين.
بدأت حديثي بذكر سفانة, حيث عيناي لم تبصرا شبيها لها, حيث أُذناي لم تسمعا كنه إثمد الإخلاص والوفاء والأنفة والكرم والحياء , والصدق والعهد والإنتماء والثبات .... مثل ما هو عندها. مقارنة بما هو الآن في زمننا إلا من رحم ربك. وما دون ذلك فهو زبد أمواج بحر, البحر الذي إبتلعني في جوفه , فما ألفيت النجاة إلا بذكر الذكر من قوله سبحانه وتعالى(( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)).الأنبياء/ 87 .
فأنار الله تعالي قلبي بنوره , وأتاني من الحكمة ما أتاني والحمد لله رب العالمين
أما ذكري لزوج الحجاج – هند- أرمي من ورائه وأنا على مرمى حجر منها
فما أبلغ قولها حين قالت/ الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم دينارا.
يكفي هذا من ذلك لعقول أراها لبيبة , تكتفي بالتلميح دون التصريح, ولنهى من ذوي العُرب هي أقرب لأريب, وأنها تفسر الإشارة دون العبارة.
كل ذلك عسى ربي أن يفتح بيني وبين قومي , وإنه لنعم المعبود القادر القائل
((... قال من يحي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم)).يس/ 79 .
لا إله إلا الله محمد رسول الله- عليه الصلاة والسلام- قلت هذا .. كتبت هذا.. أرجو من الله هذا . ولا أدري أيمد الله في عمري لأرى ثمر وتمر هذا أم أنني دونه من الهالكين..؟؟؟؟؟.
سبحان الذي يحي العظام وهي رميم, أحقا ينمو الحلم من عدم..؟.
إبراهيم تايحي