الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
من دفتـــر أيـــــــــــــــــامي..
أأحسنتَ الظن بي أم كنتَ من المرتابين؟’ سيان لدي , أنا أعلم منك بنفسي ’ والله بأنفسنا جميعا عليم.................
ذات يوم شط قلمي وزلت قدمي , فجرني التيار بعيدا عن الديّار’ فما أشد رفع وخفض أمواج البحار..
إنها باريس يا هذا’ باريس بلاد الجن لا الملائكة بلاد الصخب ومن الله سوط الغضب صبّ عليها فلا تستغرب...؟
بكل بريقها وشهيقها’ بكل زفيرها ودخانها . كلهم أخذوا بناصيتي وقتها ’ فركنت و دهاليزهم المظلمة منها شربت’ وما استفقت حتى كوتني النار وبصمت بعشر فوق صدري فيا للعار ...فيا للعار ...
وذات مساء من يوم قد عسعس ليله وكاد أن يتنفس صبحه ’ عدت للحي الذي استظافني طويلا’ ولم أكد أدخل المفتاح في عين القفل حتى هويت أرضا ...
في صبيحة اليوم التالي لما استرجعت رشدي واستفقت من غيبوبتي ’ وجدت نفسي بين أربعة جدران وسقف وكان عليّ غطاء أبيضا كلون الغرفة وما احتوت
وكان ممن حولي هم أشد بياضا مما وصفت ...بيميني يمّنت’ثم بيساري نظرت محدقا متسائلا عما حدث ’ ولما أنا هنا؟
عزيزي القارئ. أحسن الظن بي ولا تكن من المرتابين ’ فقبل السقوط بأيام استرشدت وبكيت طمعا في هداية رب العالمين ’ وكان لي ذلك والحمد لله رب العالمين...
إن الذي وراء وصولي هنا ما كان إلا ألم شديد الوطإ لم أعد له من ذي قبل حسابا
ألم حاد أغتصب معدتي فأرداني شبه ميت ليلتها...
ومر من الأيام أسبوع ’ وأنا بين حقن وأشعة’ إلى أن قيل لي : غدا صباحا ستغادر المكان.
ومن باب الإعتراف بالجميل أقول : كل تلك الأيام حقا لم تتخلى عني وأُخريات لا أعرفهن تمام المعرفة..
صباحا وعند خروجي كانت تقف هي وإثنتان من الجيران بالقرب من سيارتها
ثلاثتهن يتبادلن الحديث ولا أدري بالضبط ما هو ’ فقط لاحظت شيئا من غمز أقرب هو منه إلى اللمز ... ألؤم منهن غطّاه الإبتسام.؟؟؟؟؟؟؟.
مارتيهن.. داهنتهن.. بادلتهن بدل الإبتسام كلاما..
وكأن الطير على رؤسهن حط’ تغيّر لون وجوههن’ أفواههن فاغرة ’ وعيونهن زاغت فهي زائغة .. أهذا الذي كنا نعتقد أنه عقيم اللسان .؟
فهمت وبسرعة ما دار ويدور في عقولهن فتظاهرت بالبلادة حتى أصل إلى عمق عمق ما يكتمن ’إن كيدهن لعظيم...
لا أطيل’ فللشعر بحور وقد عبرتها بمضاف وضيف وجر ومجرور’ فلمّا بان الهلال لشهر شوال في البيت أقمن حفلهن كما جرت عادتهن وبعد هزيع أمامي تقدمن ولي قلن: ما خالطنا ولا عاشرنا عربيا مثلك نراه وقد تمسك تمسكا بتلك الخصال ....
فقهت ما إليه يرمين ’ وأنهن والعجب آخذ بهن , أنني كيف صمت نهاري وهذا الحر؟’ وقد سجنت ليلي فلم أقدم ولم أزر...؟؟؟؟؟.
ما كان لي هذا لولا أن ثبتني ربي وهداني لنور لطالما جنحت عنه , وهو مني قريب قرب حبل الوريد, لكن.......؟؟؟؟؟؟.
قضيت ما شاء الله لي من أيام وقتها هناك ثم حزمت أمري فعدت لبلدي ’ عدت لباديتي وأمل كبير يحدوني على أن أستزيد علما وفقها لعل الله يغفر لي ما تقدم من ذنبي...
ومر من العام جله إلا قليلا’ عدت إلى المكان الذي فيه كنت’ سائلا ربي ألاّ أميل..
مستغيثا به أن يُحسن ويُحصّن ...
كل شيئ في البيت تغيّر لونه وشكله . طعمه وشرابه’ ’ وحتى من سلوكيات أهله ’ وفي غرفتي- أقصد المخصصة لي- وجدت كل مستلزمات الصلاة..
لا تسأل عن الفرحة التي غمرتني والسرور الذي لفني والسعادة التي أحاطت بي وكأنني فوق ظهر كوكب دري يشع ويتلألأ من نور الله ’ جلست على حافة السرير ولسان حالي يحمد ويشكر ’ بل أصدقكم القول أني بكيت بكاء مريرا من شدة ما رأيت ومقارنة بما كنتُ قد رأيت من ذي قبل...
وبالتالي عزمت ونويت على ألآ أدخر جهدا في إنارة عقول من رأيتهن وقد عشش الظلام في أنفسهن..
لحد كبير – ولله الحمد- وُفّقت.’ وأخذت نصيبي الذي هو معي الآن...ولكن وبعد أحقاب بدا لي شيئ من نقص في الحساب’ وأن القلادة بدأت تبعثر حباتها التي رأيت الصدأ بدأ يعلوها ’ وما ذاك إلا من بخار عين حمئة.أليست الشمس تغرب في عين حمئة..؟
إبراهيم تايحي
