الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
متى تهل أيها الضيف الأمل..؟
خيمتي لا تتسع لأكثر من إثنين .. وصدري هو الآخر يضيق بما يضاف إليه ’ وقد ضاق ضيقا منذ دهور وسنين...
وقبل خاف إبراهيم الخليل- عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- عن جهل فلما علم قام مستغفرا...وكان أبا راحما صادقا محبا[ إبراهيم بالسريانية معناه أب راحم’ والخليل فعيل بمعنى فاعل’ وهو من الخُلّة وهي الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلالة ’ وهذا صحيح إلى ما في قلب إبراهيم من حب لله تعالى]
(( إن إبراهيم لأوّاه حليم)) التوبة/ 114 .
مرت ألآف السنين ونحن نتخبط في جهل وجهالة ’ حتى بعث الله فينا ومنا من أنار الكون وسيّره بحكمة’((سبّح لله ما في السموات والأرض وهوالعزيزالحكيم))
الحديد/ 01 . ربه كساه ورعاه ’ ومن فوق سبع زكاه(( وإنك لعلى خُلُق عظيم)) القلم / 04 .
استننت بسنته قدر ما استطعت’ وحافظت على الصلوات ما شاء الله لي جماعة’ (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)) البقرة 238 .
أجل إني لا أجد راحة والطيب من الخلوة إلا فيها وبعدها بقليل ’ هنا أعيش بعيدا عن غوغاء وضوضاء وصخب الفانية وعن كثير من أهلها’ هنا يرتاح ويصفو ويستقر لبي ويطمئن قلبي’ هنا تراني خانعا متضرعا أناجي واسأل ربي
أراك يا قارئ حروفي تتساءل وتسأل لِما خصصت الصلاة الوسطى بهذا دون غيرها؟’
أجيبك- وأنا لكلامي زعيم وعليه مسؤول أمام الحي القيّوم- إن ملائكة الرحمان المتداولين يشهدون على ما قام به الإنسان ’ لهذا أحببت أن ترفع أنّاتي وخلجاتي لخالقي وآمري ’ لعل الله يغفر لي خطيئتي ’ ويمسح رماد حوبتي ’ ويغنيني سؤال البشر من حضر ومذر’ فالذي أدعوه لا يخفى عليه شيئ من الأمر جهرا كان أو ما دون السر..
فمن سأل عني يجدني وقتها في بيت الله أو منها على مرمى حجر...
صلة بصلة موصولة ’ وقلب بقلب صاف صادق محب’ كبد بكبد على الأهل وذوي القربى والجار الجنب ..
فإن هو كان في حاجة لمداوات جرح ’ أو طمانينة قلب كنت له الأذن التي بها يسمع’ واللسان ذي الصدق من الخبر’ والعين التي بها يبصر’لا أبخسه ولا أرده ولا أوصد الباب أمامه ’ وأنّى لي ذلك وهو ضيفي’ المنتظر الذي يشاركني رغيفي
سرورا وحبورا دون أف ولا تأفف...
هو ضيفي الذي به أسعد ...هو ضيفي الذي به أقوم وأقعد’ هو ضيفي الذي كنت ولا زلت ’ وبإذن ربي سأبقى لقدومه أنتظر..
فمتى تهل أيها الضيف الأمل ’ ومتى تترجل أيها الراكب فقد تعب الفرس والفارس ’ ولا أدري متى يحل الأجل..؟
سبحان الله..سبحان الله... سبحان الله’ له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير.
إبراهيم تايحي