الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=35]ذهب ريح الشباب...[/size]
دع يدي محررة... دع راحتها مبسوطة ... لا تدنو قربا من شجيرتي إنها شجيرة الجوهر المفقود...؟؟؟؟؟؟؟؟.
جذورها من حروف سر الوجود’ أنبتها ملك اليوم الموعود.... الذي إليه ساعة نعود.... يوم شاهد ومشهود ....
وأن حفيف أوراقها نغمة الوجدان’ لهذا تراها زاهية اللون وتراني باهت المحيا آبق الفكر ’ شارد الذهن’ بحثا عنها اليوم متسائلا أين هي... أين هي....؟
قطرات ماء السماء عليها أقتات ومنها أصنع خيوط التأملات ....
الجمع استحال وكأن اللقاء ضرب من باب الخيال.. حقا صدقا من قال: وأن ثروة العواطف أغلى من ثروة المال’ وأن رصيد المحبة أثمن من رصيد الذهب والفضة
أخال ذلك أنه كنه القول وصدق المقال’ كفى تخمينا وكفاني من طرح السؤال فالذي خلقني لهو أهل لتغيير الحال ’ وعليه فإن أغلب الإشكال يأتي بسبب الإجمال’ والآن بلغنا من درجات السلم ما بلغنا فلا نرشق بيوت الأخرين بالرماح والنبال..؟
[ إذا المرء لم يخلق سعيدا من الأزل* فقد خاب من ربّى وخاب المؤمَّل
فموسى الذي رباه جبريل كافر* وموسى الذي رباه فرعون مرسل]
على مرمى حجر من خيمتي بل أقرب ’ زرعت فدانا وفيه غرست فسيلة من أنقى وأطهر البذور ’ فلما اشتد سوقها سميتها شجيرة الجوهر’ إعتزازا وتبركا’ وفاء وعهدا.. وانبلج الصبح فكانت وجهتي كالعادة حقلي في قلب مزرعتي’ وكان زادي كالمعتاد مصحفا يحمله صدري إلى جانب عصاي التي أهش بها ولي فيها مآرب أخرى’ وتمضي ساعات الزمن حتى تتربع أخت يوشع كبد السماء حينها تجدني مستلقيا قرب شجرة ظلها كريم وزيتها شفاء لكل سقيم ’ ناهيك عن ذاك الطيب من النسيم ...
هذا هو الحال إلى أن يميل ظل العود فأعلم وقتها أنه وقت الزوال ...
ألملم حاجاتي دون القدرة على أن أكفكف دمعاتي ’ وأنّى لي ذلك وقد أدركني ما أدركني من العمر الذي جيّش بجيوش الآهات ’ حتى أحيانا يُحبس شهيقي فتختنق زفراتي ........ لحظتها أحسب نفسي أنني على قرب من حافة القبر’ أعود مستأنسا بالذكر ’ الشيئ الذي يغنيني عن خوف الوحشة وعن جوع النظر..
قلت سميتها شجيرة الجوهر وداومت على مناداتها بذلك لسنين ’ أما وقد بلغت من السن عتيا وأن كيس حملي لم يعد يحتمل عبء الحجر’ ذهب ريح الشباب فلم يبق مني شيئا ولم يذر..كذلك أظنها هي الأخرى ألسنا من البشر ..؟
قلت : بانت فاتسع الخرق على الخيّاط وأزداد الطين بلّة وتمدد البون بيني وبينها إتساعا .
يا رب إني ألوذ بك ’ سائلا إياك صبرا جميلا’ داعيا جلال وجهك وسلطان عظمتك أن تنير لي السبيل فأنت نور السموات والأرض’ ولك الحمد بكرة وأصيلا..
يا رب إني قد ظلمت نفسي وعظمت ذنوبي لكني رأيت عفوك أعظم ورحمتك وسعت كل شيئ فتب عليّ..
[ يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن* فبمن يلوذ ويستجير المجرم]
سبحان الله وبحمده ’ سبحان الله العظيم .
إبراهيم تايحي