تيمزيت
عضو جديد
- البلد/ المدينة :
- الجزائر جانت التاسيلي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 47
- نقاط التميز :
- 113
- التَـــسْجِيلْ :
- 25/09/2010
إن اسم تنهينان الذي تحمله آلاف الجزائريات اليومإنما هو في حقيقة الأمر منسوب لملكة الطوارق التي ينتسبون إليها. وتاريخهحسب الروايات التي تناقلتها الأجيال أبًا عن جد وحملتها كتب التاريخ أنتنهينان هي ملكة قبائل الطوارق التي تعيش بعدد من الدول تشترك في الصحراءالكبرى الإفريقية، وقد حكمت في القرن الخامس الميلادي، وإليها يستند هؤلاءالقوم في تنظيمهم الاجتماعي الذي يستمد السلطة ـ حتى الآن ـ من حكمةالمرأة. وتعيش وفق ما عرف في التاريخ بالمجتمع الأميسي.
وتقول الروايات التاريخية إن اسم تنهينان مركب من جزأين (تين + هينان) وهيلفظ من لهجة «التماهاك» القديمة وتعني بالعربية (ناصبة الخيام)، لذلك رجحالمؤرخون أن تكون كثيرة السفر والترحال. وهي حسب تلك الروايات سيدة ممشوقةالقد، طولها أكثر من متوسط طول نساء هذا العصر، كانت حكيمة وقائدة بارزة،ولها قدرة سحرية على التأثير في من تخاطبه، قدمت ذات زمن من منطقة«تافيلالت» الواقعة بجنوب المغرب الأقصى حاليًا برفقة خادمتها «تاكامات»وعدد من العبيد (2000) لتستقر بقافلتها الصغيرة في منطقة «الأهقار»الجبلية على نحو ألفي كلم جنوب العاصمة الجزائرية بعد رحلة متعبة وشاقة،مليئة بالمخاطر.و«الأهقار» كان يسكنها قوم «الأسباتن» المعروفون بخشونةطبعهم وخصوصية لباسهم المتشكل من جلود الحيوانات وبعبادتهم للأوثان، كماعرفوا أيضا بالتحدث بلغة جد قديمة تكتب بحروف تسمى «التيفناغ» تعبر عنأصولهم المنحدرة من «سيرونيك» بليبيا.ولا يزالون حتى اليوم يستخدمون هذهالحروف التي توارثوها أبًا عن جد في مراسلاتهم الخاصة. وقد تمكنت بحكمتهاوخبرتها وأيضًا بأخلاقها النبيلة من كسب ود هؤلاء السكان حتى اعتمدوانهجها في الحياة واعتمدت هي تقاليدهم، فحدث العناق بين عبقرية المرأةوشجاعة أهل البلد وشيدت مملكة كبيرة مزدهرة. وكانت مناطق واسعة من الصحراءالكبرى أراضي خصبة تتخللها جداول وأودية يتدفق منها الماء على مدار السنة،وتمتد بها مساحات كبيرة من المروج دائمة الخضرة ترعى بها الحيواناتالمختلفة، وتدل على ذلك النقوش الموجودة على الصخور وداخل الكهوف.تقولالروايات المدونة إن قافلة الملكة طال بها السفر ونفد زادها وكاد أفرادهايهلكون من الجوع، وفي لحظات صعبة تفطنت خادمتها الخاصة لقوافل النمل علىطريقها وهي تحمل حبات القمح والشعير، فأمرت بمواصلة الطريق بالاتجاهالمعاكس لاتجاه النمل.إلى أن وصلت الى الأهقار فوجدت به الأمن والماء وكلمقومات الحياة فشيدت صرح مملكتها، وأدخلت تقاليد جديدة على المجتمع منهاعلى الخصوص العمل وتخزين الخيرات لوقت الشدة والاستعداد الدائم لقهرالغزاة القادمين من الشرق. وينسب أبناؤها إلى السلف الأميسي، أي قبائلالطوارق النبيلة.إن الأساطير التي تحكي تاريخ المرأة لا تخبرنا عن تفاصيلكثيرة في حياتها خصوصًا تلك المتعلقة بنسبها الأول وأسباب هجرتها منموطنها، الأمر الذي يضعها في مصدر الفرضيات الأكثر غرابة وترسخ في ذهنالطوارق ـ سكان أقصى جنوب الجزائر ـ أن ملكتهم القديمة كانت رائعة الجمالوذات ذكاء خارق، ويكون هذا الاعتقاد السائد المصدر الذي استندت إليه بعضالكتابات التاريخية التي تروي أن تنهينان استغلت جمالها لتسيطر به سياسيًاعلى منطقة مزدهرة وقتها وحكمت عددًا كبيرًا من القبائل تسمى «الأمزاد» وهيالتي تنحدر منها جميع قبائل الطوارق الحالية في بلدان الصحراء الكبرىالإفريقية، تتوزع حاليًا بين الجزائر وليبيا وموريتانيا والنيجر وماليوتشاد.كما تروي الروايات كثيرًا عن شجاعتها ومزاياها الروحية والقلبية،وهي صفات جعلت سكان الأهقار يضعونها ملكة عليهم. ولعل على هذا الأساس نفهمسبب انتقال صفات النبل عن طريق النساء في المجتمع، حتى إن الأطفال فيالعائلات النبيلة ينسبون لأمهاتهم وليس لآبائهم كما هو الشأن في المجتمعاتالإنسانية الأخرى.ابن خلدون يراها عرجاءأسطورة تنهينان تفتقد إلى الدراساتالمعمقة التي من شأنها أن تزيح اللبس والغموض اللذين يحيطان بها، غير أنالباحثة الفرنسية «ماري كلار شاملا» قامت في النصف الأول من القرن الماضيبدراسة علمية على الهيكل العظمي للملكة هي الأولى من نوعها، وتمكنت علىضوئها من اكتشاف العديد من الأسرار من بينها أن تنهينان كانت عرجاء، وأكدتبذلك ما ورد في كتاب ابن خلدون عن تاريخ البربر الذي يشير إلى وجود امرأةعرجاء هي سلف لكل الرجال الملثمين ويقصد (الطوارق). ونقل الكتاب أن ابنها«هقار» الذي أطلق اسمه على المنطقة كلها فيما بعد كان أول من غطى وجههفتبعه القوم وظلوا على تلك الحال إلى اليوم.وقد أثبتت التحليلات أن الهيكلالعظمي يعود للقرن الخامس الميلادي وهو ما يعني أن تنهينان لم تكن مسلمةكما يشاع لأن الإسلام لم يبلغ تلك المنطقة إلا في القرن السابع.الأسطورةالمملوءة بالفخر كانت مصدر إلهام أيضًا في الأدب والسينما الجزائرية كماهو الحال بالنسبة للكاتب الفرنسي «بيار بونو» الذي كتب روايته «أتلانتيد»وبطلته «أنتينيا».وبين الأسطورة والدراسة العلمية تطل تنهينان الملكةالنبيلة صاحبة الجاه والحسب والنسب وأم كل الطوارق وحامية الأهقار.وبعيدًا عن الأسطورة تنهينان اليوم هو اسم جزائري تحمله جزائريات بكل فخرويرويه التاريخ بكل شجاعة.هذه باختصار حكاية تنهينان كما هي في القصصالمتداولة وسط المجتمع الطرقى وكما ترويها كتب التاريخ التي ألفها باحثونأوروبيون على الخصوص. هي حكاية بسيطة لكنها تحمل أسرارًا لا حصر لها، لمتتمكن البعثات العلمية المختلفة من الإجابة عنها بالقدر الذي يمكّنمن تكوين فكرة شاملة عنها، وعن دورها في ترسيخ بناء مجتمع أميسي قاوم كلالتحولات وظل قائمًا إلى الآن.
لاتبخلوا علي بارائكم
وتقول الروايات التاريخية إن اسم تنهينان مركب من جزأين (تين + هينان) وهيلفظ من لهجة «التماهاك» القديمة وتعني بالعربية (ناصبة الخيام)، لذلك رجحالمؤرخون أن تكون كثيرة السفر والترحال. وهي حسب تلك الروايات سيدة ممشوقةالقد، طولها أكثر من متوسط طول نساء هذا العصر، كانت حكيمة وقائدة بارزة،ولها قدرة سحرية على التأثير في من تخاطبه، قدمت ذات زمن من منطقة«تافيلالت» الواقعة بجنوب المغرب الأقصى حاليًا برفقة خادمتها «تاكامات»وعدد من العبيد (2000) لتستقر بقافلتها الصغيرة في منطقة «الأهقار»الجبلية على نحو ألفي كلم جنوب العاصمة الجزائرية بعد رحلة متعبة وشاقة،مليئة بالمخاطر.و«الأهقار» كان يسكنها قوم «الأسباتن» المعروفون بخشونةطبعهم وخصوصية لباسهم المتشكل من جلود الحيوانات وبعبادتهم للأوثان، كماعرفوا أيضا بالتحدث بلغة جد قديمة تكتب بحروف تسمى «التيفناغ» تعبر عنأصولهم المنحدرة من «سيرونيك» بليبيا.ولا يزالون حتى اليوم يستخدمون هذهالحروف التي توارثوها أبًا عن جد في مراسلاتهم الخاصة. وقد تمكنت بحكمتهاوخبرتها وأيضًا بأخلاقها النبيلة من كسب ود هؤلاء السكان حتى اعتمدوانهجها في الحياة واعتمدت هي تقاليدهم، فحدث العناق بين عبقرية المرأةوشجاعة أهل البلد وشيدت مملكة كبيرة مزدهرة. وكانت مناطق واسعة من الصحراءالكبرى أراضي خصبة تتخللها جداول وأودية يتدفق منها الماء على مدار السنة،وتمتد بها مساحات كبيرة من المروج دائمة الخضرة ترعى بها الحيواناتالمختلفة، وتدل على ذلك النقوش الموجودة على الصخور وداخل الكهوف.تقولالروايات المدونة إن قافلة الملكة طال بها السفر ونفد زادها وكاد أفرادهايهلكون من الجوع، وفي لحظات صعبة تفطنت خادمتها الخاصة لقوافل النمل علىطريقها وهي تحمل حبات القمح والشعير، فأمرت بمواصلة الطريق بالاتجاهالمعاكس لاتجاه النمل.إلى أن وصلت الى الأهقار فوجدت به الأمن والماء وكلمقومات الحياة فشيدت صرح مملكتها، وأدخلت تقاليد جديدة على المجتمع منهاعلى الخصوص العمل وتخزين الخيرات لوقت الشدة والاستعداد الدائم لقهرالغزاة القادمين من الشرق. وينسب أبناؤها إلى السلف الأميسي، أي قبائلالطوارق النبيلة.إن الأساطير التي تحكي تاريخ المرأة لا تخبرنا عن تفاصيلكثيرة في حياتها خصوصًا تلك المتعلقة بنسبها الأول وأسباب هجرتها منموطنها، الأمر الذي يضعها في مصدر الفرضيات الأكثر غرابة وترسخ في ذهنالطوارق ـ سكان أقصى جنوب الجزائر ـ أن ملكتهم القديمة كانت رائعة الجمالوذات ذكاء خارق، ويكون هذا الاعتقاد السائد المصدر الذي استندت إليه بعضالكتابات التاريخية التي تروي أن تنهينان استغلت جمالها لتسيطر به سياسيًاعلى منطقة مزدهرة وقتها وحكمت عددًا كبيرًا من القبائل تسمى «الأمزاد» وهيالتي تنحدر منها جميع قبائل الطوارق الحالية في بلدان الصحراء الكبرىالإفريقية، تتوزع حاليًا بين الجزائر وليبيا وموريتانيا والنيجر وماليوتشاد.كما تروي الروايات كثيرًا عن شجاعتها ومزاياها الروحية والقلبية،وهي صفات جعلت سكان الأهقار يضعونها ملكة عليهم. ولعل على هذا الأساس نفهمسبب انتقال صفات النبل عن طريق النساء في المجتمع، حتى إن الأطفال فيالعائلات النبيلة ينسبون لأمهاتهم وليس لآبائهم كما هو الشأن في المجتمعاتالإنسانية الأخرى.ابن خلدون يراها عرجاءأسطورة تنهينان تفتقد إلى الدراساتالمعمقة التي من شأنها أن تزيح اللبس والغموض اللذين يحيطان بها، غير أنالباحثة الفرنسية «ماري كلار شاملا» قامت في النصف الأول من القرن الماضيبدراسة علمية على الهيكل العظمي للملكة هي الأولى من نوعها، وتمكنت علىضوئها من اكتشاف العديد من الأسرار من بينها أن تنهينان كانت عرجاء، وأكدتبذلك ما ورد في كتاب ابن خلدون عن تاريخ البربر الذي يشير إلى وجود امرأةعرجاء هي سلف لكل الرجال الملثمين ويقصد (الطوارق). ونقل الكتاب أن ابنها«هقار» الذي أطلق اسمه على المنطقة كلها فيما بعد كان أول من غطى وجههفتبعه القوم وظلوا على تلك الحال إلى اليوم.وقد أثبتت التحليلات أن الهيكلالعظمي يعود للقرن الخامس الميلادي وهو ما يعني أن تنهينان لم تكن مسلمةكما يشاع لأن الإسلام لم يبلغ تلك المنطقة إلا في القرن السابع.الأسطورةالمملوءة بالفخر كانت مصدر إلهام أيضًا في الأدب والسينما الجزائرية كماهو الحال بالنسبة للكاتب الفرنسي «بيار بونو» الذي كتب روايته «أتلانتيد»وبطلته «أنتينيا».وبين الأسطورة والدراسة العلمية تطل تنهينان الملكةالنبيلة صاحبة الجاه والحسب والنسب وأم كل الطوارق وحامية الأهقار.وبعيدًا عن الأسطورة تنهينان اليوم هو اسم جزائري تحمله جزائريات بكل فخرويرويه التاريخ بكل شجاعة.هذه باختصار حكاية تنهينان كما هي في القصصالمتداولة وسط المجتمع الطرقى وكما ترويها كتب التاريخ التي ألفها باحثونأوروبيون على الخصوص. هي حكاية بسيطة لكنها تحمل أسرارًا لا حصر لها، لمتتمكن البعثات العلمية المختلفة من الإجابة عنها بالقدر الذي يمكّنمن تكوين فكرة شاملة عنها، وعن دورها في ترسيخ بناء مجتمع أميسي قاوم كلالتحولات وظل قائمًا إلى الآن.
لاتبخلوا علي بارائكم