fdjh
عضو متميز
- البلد/ المدينة :
- الجزائر/تبسة
- العَمَــــــــــلْ :
- اداري.
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1700
- نقاط التميز :
- 2269
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/10/2011
..لا توجد طيور هنا !،
بل يوجد جراد ضلّ طريقه في مواقف السّيارات ، وأمام أبواب المدارس والثّانويّات ، وفي الشّوارع والطّرقات ،
..تمشي على الأرض ببطء ، تحاول أن تطير ولو بصعوبة، حيث اللاّشيء... !؟
حيث أكباش أقصدشباب حيارى ، واقفون أمام المارس ، يلعبون ويصرخون
ويتعاركون ، كأنّهم خارجون من زنزنات ، يتغلّب ضجيج مركّباتهم أقصد أصواتهم على الجدران ، يدوّي في الممرّات ، ممّا يجعل الكلاب تنبح أحيانا دفعة واحدة !؟
..ضجيج من غريب الكلمات ، كضجيج قطيع الحيوانات المفترسة، تصرخ وتزأر ، وتحدث أصداء في جوف الخرائب المظلمة ،
خارق للعادة وللطبيعة ،
والسّماء سوداء ، لا قمر ولا نجوم ، ولا نور يبهر ، بداخله صمت لا نهاية له !،
والصّمت يسود ، ولا تسمع الاّ ضوضاء الأفواه النّتنة ، كأنّها خارجة من قيعان الكهوف ،
من يحمل بين أحضانه هرّا ، ومن يجاري كلبا أجرب مثله ، وآخر عجلا ، أقصد علجا ، لأنّ العجول يصعب كسبها ، والشّبل أصعب..،
وآخر طيرا ، يعاني ألأمرّين ، الأسر و القلق الشّديد ، تحاول أن يستعيد حريّته المسلوبة ، بعدما كان يطير فيما اتّسعت له الأرض والسّماء ،
تهبّ بمحاذاة الأنهار ، وتصعد بين جدران السّدود ، ومرتفعات البنايات.. ، تصدر ايقاعات شتّى من التّغريدات والزّقزقات ،
..بها نرى السّماء رغم غيومها ، رغم دخانها الكثيف ، نحاول أن نطير معها ولو الى أحواض الزّهور المليئة بالطّين ،
فاذا كان هذا حالنا ، فلمن تغنّي مثل تلك الطّيور اذن ؟ وهل لنا ألا نخشى أكثر من أيّ وقت مضى على أطفالنا ، نتيجة هذه الحالات المظطربة ، والمنبجسة من رحم بعض التّمزّقات الدّاخليّة ، والخيبات والانكسارات،
..ليتنا نوثر العزلة ، ونبتعد عن كلّ مستنقع ، حتّى لا يتلازم القلم في كلّ مرّة بالألم، ويفرط في حساسيّته ورهافته ، ونفكّ أسر المتعة بعدما سجنّاها ، وتركنا بدلا منها بعض الكلاب تنهش في أجساد أولادنا ،
تقبّل الله منّا ومنكم،
وصلّى الله على نبيّنا محمّد.