تسنيم
عضو جديد
- البلد/ المدينة :
- سوق أهراس
- العَمَــــــــــلْ :
- موظف
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 13
- نقاط التميز :
- 25
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/12/2010
أسماء بنت أبي بكر
أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين " أبدلك اللـه بنطاقك هذا نطاقين في الجنة " حديث شريف أسماء بنت أبي بكر الصديـق ، وأمها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزى قرشية من بني عامر بن لؤي ، وأسماء هي والدة عبد الله بن الزبير وزوجة الزبير بن العوام رضي الله عنهم أجمعين
ذات النطاقين لمّا أراد الرسول -صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر الصديق الهجرة الى المدينة جهزت أسماء لهما سفرة ، فاحتاجت إلى ما تشدها به، فشقت خمارها نصفين ، فشدّت بنصفه السفرة ، واتخذت النصف الآخر منطقاً ، فقال لها الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( أبدلك اللـه بنطاقك هذا نطاقين في الجنة )فقيل لها ذات النطاقين – تزوجت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- من الزبير بن العوام ، وما له في الأرض من مال ولا مملوك غير فرسه ، فكانت تعلف الفرس وتكفيه مؤونته ، وتدق النوى لنَاضِحِه ، وتنقل النوى من أرض الزبير ، حتى أرسل إليها أبو بكر خادماً فكفتها سياسة الفرس و كانت أسماء بنت أبي بكر حاملاً بعبـد الله بن الزبيـر، وهي تقطع الصحراء اللاهبة مغادرة مكة الى المدينة على طريق الهجرة العظيم ، وما كادت تبلغ ( قباء ) عند مشارف المدينة حتى جاءها المخاض ونزل المهاجر الجنين أرض المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من الصحابة ، وحُمِل المولود الأول الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقبّله وحنّكه ، فكان أول ما دخل جوف عبـد اللـه ريق الرسول الكريم ، وحمله المسلمون في المدينة وطافوا به المدينة مهلليـن مكبرين مما ذكر عنها أنه في الساعات الأخيرة من حياة عبد الله بن الزبير ذهب إلى أمه أسماء ، ووضع أمامها الصورة الدقيقة لموقفه ومصيره الذي ينتظره ، فقالت له أمه :( يا بني أنت أعلم بنفسك ، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق ، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله ، ولا تمكّن من رقبتك غِلمَان بني أمية ، وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا فلبِئس العبد أنت ، أهلكت نفسك وأهلكت من قُتِلَ معك ) فقال عبد الله :( والله يا أماه ما أردت الدنيا ولا رَكنْتُ إليها ، وما جُرْتُ في حكم الله أبداً ولا ظلمت ولا غَدَرْت ) فقالت أمه أسماء : إني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنا إن سبَقْتَني الى الله أو سَبقْتُك ، اللهم ارحم طول قيامه في الليل ، وظمأه في الهواجر ، وبِرّه بأبيه وبي ، اللهم إني أسلمته لأمرك فيه ، ورضيت بما قضيت ، فأثِبْني في عبد الله بن الزبير ثواب الصابرين الشاكرين ، وتبادلا معا عناق الوداع وتحيته الأم الصابرة وبعد ساعة من الزمان تلقّى الشهيد ضربة الموت ، وأبى الحجّاج إلا أن يصلب الجثمان الهامد تشفياً وخِسة وقامت أم البطل وعمرها سبع وتسعون سنة لترى ولدها المصلوب ، وبكل قوة وقفت تجاهه لا تريم ، واقترب الحجّاج منها قائلا :( يا أماه إن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان قد أوصاني بك خيرا ، فهل لك من حاجة ؟) فصاحت به قائلة :( لست لك بأم ، إنما أنا أمُّ هذا المصلوب على الثّنِيّة ، وما بي إليكم حاجة ، ولكني أحدّثك حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :( يخرج من ثقيف كذّاب ومُبير فأما الكذّاب فقد رأيناه ، وأما المُبير فلا أراه إلا أنت ) ) وتقدم عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- من أسماء مُعزِّيا وداعيا إياها الى الصبر، فأجابته قائلة :(وماذا يمنعني من الصبر ، وقد أُهْدِيَ رأس يحيى بن زكريا إلى بَغيٍّ من بغايا بني إسرائيل ) يا لعظمتك يا ابنة الصدّيق.