souad25
عضو مساهم
- رقم العضوية :
- 2737
- البلد/ المدينة :
- قسنطينة
- العَمَــــــــــلْ :
- استادة تعليم عالي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 209
- نقاط التميز :
- 446
- التَـــسْجِيلْ :
- 08/10/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل , سخر الشمس والقمر
وجعلها آيتان على بديع صنعه وكمال قدرته وجلال سلطانه , أحمده سبحانه وأثنى على
كمال إحسانه , والصلاة والسلام على خير من تدبر وتفكر صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه إما بعد فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله
في توالي الأعوام عبراً وتذكرة للمتذكرين , وفي أفول الأزمنة آيات للمتبصرين ,
سنوات تمضي على العباد , وأياماً وشهوراً تنقضي من الأعمار , والعاقل من جعل
هذه الآيات سبيلاً للتفكر, وميدان رحباً للتبصر.
أي غفلة أعظم من تمر الأعوام وتنقص الأعمار ولا تتأثر النفوس , ولا تتعظ القلوب
.
إن دخولك في عام جديد يعني زوال عاماً بأكثر من ثلاثمائة يوم قد
مضى من عمرك , به ابتعدت عن دنياك , وقربت من قبرك , وآذان بلوغك الحساب ,
فينبغي أن يكون لهذا أثراً في النفس , ومراجعة في الحسابات - على أننا لا نعتقد
أن لنهاية العام مزية أوله أحكام خاصة , بل هو تأريخ اصطلح عليه صحابة النبي
عليه الصلاة والسلام لضبط أمور الناس - ولكنه في الوقت ذاته حَدَثٌ يتذكر به
الإنسان , وأنه إيذاناً بانقضاء الزمان وذهاب الأجيال , وزوال الدنيا ونهاية
الأعمار , ولكن لما رانت الغفلة على القلوب , وأثقل حب الدنيا كواهل النفوس
ركنا لها , وظننا أننا فيها مخلدون .
من نظر إلى هذه الأزمنة التي نعيشها رأى كثرة الفتن , وكثرة المصائب التي حلت
ببني الإسلام ,وأطلت علينا من كل مكان , ولقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه
ومن الفتن ووصف لنا ما يقينا من شرها , جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بادروا بالأعمال فتنا
كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع
دينه بعرض من الدنيا )) ففي هذا الحديث يرشدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام -
وهو خير من نصح - بالمبادرة إلى العمل لأن بها الحصن الحصين من الفتن , والسياج
الحافظ من الإحن .
كم يحدث لأناس من تحولات وتغيرات بسبب بعدهم عن منهج ربهم , وتقصيرهم فيما أوجب
الله عليهم .
كم تغير من خلق كانوا من أهل الإستقامة والصلاح فنكصوا على أعقابهم , وارتدوا
على أدبارهم خائبين - خسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين .
ولقد أظلت في هذه الأزمنة فتنٌ ما عهدناها من قبل , فُتن بها أناسٌ من بني
جلدتنا , ويتكلمون بألسنتنا , ورأينا للأسف الشديد دفاعاً مستميتاً في سبيل
غرسها في الأمة لأناس فُتنوا بما عليه الكفار فأرادوا تصديره لأهل الإسلام ,
وعند هذه الفتن وغيرها تعظم الحاجة لهذا الدعاء العظيم " يا مقلب القلوب ثبت
قلوبنا على دينك " لأن المرء يرى هذا التساقط المخيف , وذلك الإنجراف المنذر
بالشؤم خلف التيارات الهدامة التي تُدعم وتُزخرف لها الأقوال لتزيينها لتروجها
بين المسلمين.
.