LOTFI
طاقم المتميزين
- رقم العضوية :
- 2
- البلد/ المدينة :
- الوطن العربي الجريح
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 7902
- نقاط التميز :
- 11950
- التَـــسْجِيلْ :
- 09/06/2008
الإقتراع او الإنتخاب
مقدمة:
سوف نتعرض في هذا البحث إلى موضوع جد هام في تحديد مصير الدولة , وكما تعلمونفإن البشرية عرفت عبر تاريخها أساليب عديدة يصل عن طريقها السياسيون إلىالسلطة , وقد اختلفت هذه الأساليب عبر الزمن , فنجد الوراثة وهو النظامالمعمول به في الأنظمة الملكية , كما نجد البيعة عند المسلمين, وكذلكالأسلوب الاستبدادي المتمثل في استعمال القوة للوصول إلى السلطة , وبظهورالديمقراطية وفي عصرنا الحالي صرنا نعرف ما يسمى بالعملية الانتخابية وهذاهو موضوع هذا البحث
فما هو الانتخاب ؟ وما هي أشكاله ؟ وما هي أساليبه ؟ وهل العملية الانتخابية نزيهة وخالية من كل الشوائب ؟
الفصل الأول : ماهية الانتخاب وشروطه
المبحث الأول:تعريف الانتخاب
- لغة : انتخب , انتخابا , و انتخب الشيء أي اختاره , و انتخبه أي اختاره ممثلا عنه في مجلس أو نقابة مثلا .....الخ.
- اصطلاحا : إن مفهوم الانتخاب يربط بمصطلح آخر و هو المواطنة , اما تعريفهاصطلاحا فهو الاختيار الحر لفرد أو مجموعة من الأفراد للقيام بأعباء تسييرالدولة ومؤسساتها و بالتالي تحمل المسؤولية في اختار القائد وينقسم الانتخاب إلى قسمين :
1- انتخاب سياسي : يكون باختيار الرئيس أي السلطة التنفيذية أو البرلمان أي السلطة التشريعية .
2- انتخاب إداري :و هو الذي يخص البلديات و الدوائر.
يعرفه كذلك موريس دوفرجيه " الانتخاب هو قاعدة النمط الديمقراطي أي أنه طريقة لتعيين الحكام ,متعرضة مع الوراثة و التعيين أو الاستيلاء هي من طرق الأوتوقراطية ".
المبحث الثاني :أهمية الانتخاب
عرفت فكرة الانتخابات بصورة مختلفة في الحضارات القديمة , وخاصة في المدن اليونانية القديمة , ولكن الانتخابات بمفهومها المعاصر ارتبط بمفهومالحكومة التمثيلية , وكانت ممارسة الانتخابات قد بدأت منذ القرن 19 م , فيكل من بريطانيا و فرنسا و و.أ.م , بشكل محدود , ثم تطورت هذه العملية علىامتداد الفترة الماضية , مع تطور المجتمعات ووصلت إلى ما وصلت إليه فيعصرنا الحالي , حيث أصبح للانتخابات قوانين و وقواعد وأنظمة مترابطة متصلةفيما بعضها.
وتكمن أهمية الانتخابات في الأمور الآتية:
1-تعطي الشرعية : حيث تعطي الانتخابات للهيئة المنتخبة الشرعية لممارسة السلطة وحق إصدار الأنظمة و التشريعات التي نراها ضرورية لتنظيم حياة المجتمع .
2-توفر المشاركة: تقدم الفرصة أمام أكبر نسبة من المواطنين لممارسة السلطة السياسية.
3-حرية الاختيار: حيث تعطي الفرصة للمواطنين لكي يختاروا من يكون مناسبا لإدارة شؤونهم العامة .
4- المراقبة و المتابعة : حيث يمكن للمواطنين مراقبة و متابعة الهيئات التي انتخبوها.
المبحث الثالث:الشروط الواجب توفرها لممارسة الانتخاب
تتطلب كل قوانين الانتخابات شروطا معينة حول الانتخاب يمكن إجمالها في ما يلي:
- شرط الجنسية : إن هذا الشرط يعتبر من الشروط الأساسية التي تميز بين المواطن وغيره في الحقوق السياسية .
- شرط الجنس : لقد كان إبعاد النساء عن ممارسة حق الانتخاب أمرا مقبولا حتىفي الدول المتقدمة منها , حيث لم يكن يسمح إلا للرجال بممارسة هذا الحق , ولقد كانت أول دولة اعترفت بحق النساء في الانتخاب هي نيوزلندا سنة1892مثم و.م.أ سنة 1920م .
- شرط السن : تشترط كل القوانين الانتخابية فيالعالم ضرورة توافر سن معينة لكي يصبح المواطن ناخبا و إن كانت هدهالقوانين تختلف فيما بينها حول السن المحددة وهي تتراوح بين 18و25سنة.
- حق التمتع بالحقوق السياسية و المدنية : إن انتقاء ذلك الشرط يسمح للدولةبحرمان فئة معينة من المواطنين من ممارسة حق الانتخاب و التي تكمن فيمايلي : *قلة و انعدام التميز كالأطفال و المصابين بأمراض عقلية *الأشخاصالمحكوم عليهم بجرائم مخلة بالشرف *أعضاء الجيش بعض الدول تحرمهم منالانتخاب مثل الجمهورية الفرنسية الثالثة لإبعادهم عن الأمور السياسية.
الفصل الثاني : أساليب الانتخاب:
المبحث الأول :الانتخاب المباشر و غير المباشر:
إنالانتخاب المباشر هو ذلك الذي يقوم به الناخبون مباشرة لاختيار ممثليهم , أما الانتخاب غير المباشر فهو الذي يقوم الناخبون فيه باختيار مندوبينعنهم , يتولون انتخاب انتخاب ممثليهم من المرشحين . فالطريقة الأولى تكونعلى درجة من واحدة في حين أن الثانية تكون على درجتين. ومنه نقول أنالطريقة المثلى هي الانتخاب المباشر , إذ أنها تمكن الناخبين من اختيارممثليهم دون وساطة .. و نتيجة لعيوب الانتخاب غير المباشر فإنه استبعد منالتطبيق , اللهم إلا في الدول التي بها مجلسين , فيتم في الغالب اختيارالأول بالطريقة المباشرة أما الثاني فيكون عكس ذلك.
المبحث الثاني :الانتخاب الفردي و الانتخاب بالقائمة
الانتخاب الفردي يكون حيث تقسم الدولة إلى دوائر انتخابية صغيرة تمثل بنائب واحدفيكون على الناخبين التصويت على شخص واحد لا غير, و يمتاز هذا الأسلوب ببساطته , أما عيوبه فتتمثل في احتمال تفضيل المصالح الشخصية على المصالحالوطنية من جانب الناخب و كذلك سهولة ارتشائه فضلا عن احتمال تدخل الإدارةبما لها من سلطة للضغط عليه نتيجة لصغر الدائرة .
أما الانتخاب بالقائمة فيكون حيث تقسم الدولة إلى دوائر انتخابية كبيرة يمثلها عدد منالنواب يقوم الناخبون بالاختيار بين الأسماء المدرجة في القائمة أو القائم الانتخابية التي تختلف باختلاف الأنظمة .
المبحث الثالث:الانتخاب العلني والانتخاب السري
لقدكان الانتخاب العلني قديما مفضلا , فهو على حد قول روبسبير أسلوب يطورشجاعة المواطن و حسه المدني , لكن التطور أثبت عجزه حيث يمكن للسلطة و ذوي النفوذ الإنتقام من المعارضين و هو ما أدى إلى التصويت السري الذي يبعدالمواطن عن كل أنواع الضغوط .
لفصل الثالث: نظم الانتخاب
المبحث الأول :نضام الأغلبية
إن هذا النظام يصلح في أسلوب الانتخاب الفردي و الانتخاب بالقائمة و هو الذي يسمح للمترشح أو المترشحين , إذا كانت الدائرة يمثلها أكثر من واحد , الذين يحوزون على أكثر من نصف الأصوات المطلقة و الأغلبية فإذا لم يحصل أي مترشح على أكثر من نصف الأصوات فإن الانتخابات تعاد حسب نظام الانتخاب الساري المفعول , وفي مثل هذه الحالات يتعين إما إعادة الانتخابات بين الاثنين الأوائل أو تعاد بالكامل دون التقيد بمبدأ الأغلبية المطلقة و إنما يكتفي فيه بالحصول على أكثرية الأصوات .
المبحث الثاني :نظام التمثيل النسبي
إن هذا النظام يتماشى و أسلوب الانتخاب بالقائمة حيث توزع المقاعد النيابية في الدوائر وفقا لعدد الناخبين , كما يتماشى مع مبدأ تمثيل الأقليات السياسية , فإذا كانت دائرة لها 10 نواب و بها 4 أحزاب , و أسفرت النتائج عن 60 بالمائة لحزب (ا) و 20 بالمائة لحزب (ب) و 10 بالمائة لحزب (ج) و 10 بالمائة لحزب (د) , لتوزعت المقاعد كالآتي : حزب (ا) يفوز ب 6 مقاعد , حزب (ب) يفوز بمقعدين , و حزب (ج)و(د) يفوزان بمقعد واحد , في حين لو أخذنا بنظام الأغلبية لحاز الحزب (ا) على كل المقاعد في الدائرة , وحرمت الأحزاب الأخرى التي في مجموعها جمعت 40 بالمائة من الأصوات و هي نسبة لا يستهان بها .
و نظام التمثيل النسبي قد يكون بالقوائم المغلقة حيث يكون الناخب مقيدا بالتصويت على قائمة واحدة دون التعديل فيها , أما في الحالة الثانية فإن الناخب حر في اختيار المرشحين و لو كانوا مقيدين في قوائم مختلفة لعدة أحزاب
المبحث الثالث:كيفية تقسيم المقاعد
نفرض أن هنالك انتخابات ستجرى بين ثلاثة أحزاب يتنافسون على 5 مقاعد , و كان عدد الذين صوتوا قي هذه الانتخابات 125.000 صوت.
للحصول على المعد الانتخابي نقوم بالعملية التالية:
نطرح عدد الأصوات على عدد المقاعد المتحصل عليها
125000
أي: ـــــــــــــــــــــ = 25000 إذن المعدل الانتخابي هو 25000 أي أن كل
5
من يجمع ما قيمته 25000 صوت يتحصل على مقعد. ومنه فلنفرض أن:
الحزب-1- تحصل على 60000 صوت أي حصل على 2 مقعد والباقي1000صوت
الحزب-2- تحصل على 49000 صوت أي حصل على 1 مقعد و الباقي21000صوت
الحزب-3- تحصل على 19000 صوت أي حصل على 0 مقعد و الباقي 19000صوت
إذن مجموع المقاعد المتحصل عليها هي 3 من 5 مقاعد لذلك فهنا علينا حساب الباقي بطريقة:
*الباقي الأكبر أو المعدل الانتخابي:
نحسب على أساس الباقي من الأصوات الأكبر و القريب من المعدل الانتخابي يحصل على مقعد.
الحزب-1- الباقي 1000 صوت/عنده 2 مقعد/ يحصل على ->0مقعد
الحزب-2- الباقي 21000 صوت/عنده 1 مقعد /يحصل على -> 1مقعد
الحزب-3- الباقي 19000 صوت/عنده 0 مقعد /يحصل على -> 1مقعد
أي أن مجموع المقاعد الآن يساوي 5 مقاعد
وهذه باختصار كيفية توزيع المقاعد على حسب عدد الأصوات.
المبحث الرابع:تقييم النظامين:
إن اختلاف الدول بشأن الأخذ بأحد النظامين يعود إلى اختلاف الفقه بشأن مدى تماشيها مع الديمقراطية,فأنصار الأغلبية يروون بأنه يحقق الانسجام في البرلمان و الحكومة و يقضي على الأزمات الوزارية الناتجة عن كثرة الأحزاب الممثلة في البرلمان و تعطيل العمل التشريعي بسبب وجود تيارات مختلفة يصعب التوصل إلى اتفاق بشأن المواضيع المدروسة في آجال محددة , هذا فضلا عن بساطة الانتخابات في نظام الأغلبية.
أما أنصار التمثيل النسبي فيرون أنه النظام الأمثل لكونه يحقق تمثيل الأمة في البرلمان نتيجة تواجد عناصر تمثل الاتجاهات السياسية الرئيسية في الدولة ويقضي على استحواذ حزب واحد على السلطة , ذلك دون وجود ممثلين لأحزاب أخرى بشكل معارضة لكل محاولة للانفراد بالسلطة من قبل حزب واحد , ومع ذلك فقد أخد عليه كونه يسمح بتفكيك البرلمان نتيجة كونه مشكلا من عدد من الأحزاب مما يقلل من فاعليته ويؤدي إلى قيام الأزمات الوزارية التي لا تعود على الأمة بالخير.
الفصل الرابع: مستويات الانتخاب وضمانات سلامته
المبحث الأول :المستوى الوطني العام
تهدف عملية الانتخاب هنا إلى اختيار هيئات ذات صبغة تمثيلية عامة للدولة ككل , مثل انتخاب رئيس الدولة أو انتخاب أعضاء البرلمان , وقد يكون انتخاب أعضاء البرلمان حسب الأكثرية أو حسب التمثيل النسبي , كذلك قد تجري انتخابات عامة أو حسب الدوائر و أيضا حسب القوائم الانتخابية أو تنافس فردي.
المبحث الثاني :المستوى المحلي
يتم فيه انتخاب هيئات وسلطات على المستوى المحلي , داخل الدولة الواحدة , وعادة ما يكون التقسيم هنا على أساس مواقع جغرافية معينة مثل انتخاب مجالس محلية لإدارة شؤون التجمعات السكنية المختلفة (مدن,قرى..الخ) , وتهدف هذه العملية إلى انتخاب سلطة ذات اختصاص محدد يتعلق بالموقع نفسه, وفي الغالب انتخاب هيئة لتقوم بتسيير الأمور و المصالح للمواطنين في هذا التجمع , مثل انتخاب مجلس بلدي أو قروي...
المبحث الثالث:ضمانات سلامة ديمقراطية الانتخابات
يعد مبدأ سلامة الانتخابات من أهم المبادئ التي تحرص الدساتير و الأحزاب على حمايتها لما لهذا المبدأ من انعكاسات على ممارسة الديمقراطية , حتى تكون الانتخابات ديمقراطية . من أجل تحقيق هدفها , فإنه لابد من توفر عدة شروط أساسية منها :
1-سرية التصويت.
2-دورية أي أنها تجري في فترات مناسبة .
3-عامة أي متاحة لجميع الذين تنطبق عليهم شروط الانتخاب.
4-تنافسية أي ضمان حق المرشحين في التعبير عن مواقفهم بحرية و دون قيود أو تمييز.
5-منع الضغط على الناخبين و المرشحين.
6-منع تزوير في الأصوات و تزييف النتائج
خاتمة
وفي الختام فإن الانتخابات تعد قاعدة النمط الديمقراطي ومن أهم وسائل المشاركة في الحياة السياسية و تأصيل شرعية النظم السياسية الديمقراطية فسلامة الديمقراطية و نجاحها يتوقفان على سلامة العملية الانتخابية و نزاهتها و مصداقيتها.
الاقتراع او الانتخاب
مقدمة:
سوف نتعرض في هذا البحث إلى موضوع جد هام في تحديد مصير الدولة , وكما تعلمونفإن البشرية عرفت عبر تاريخها أساليب عديدة يصل عن طريقها السياسيون إلىالسلطة , وقد اختلفت هذه الأساليب عبر الزمن , فنجد الوراثة وهو النظامالمعمول به في الأنظمة الملكية , كما نجد البيعة عند المسلمين, وكذلكالأسلوب الاستبدادي المتمثل في استعمال القوة للوصول إلى السلطة , وبظهورالديمقراطية وفي عصرنا الحالي صرنا نعرف ما يسمى بالعملية الانتخابية وهذاهو موضوع هذا البحث
فما هو الانتخاب ؟ وما هي أشكاله ؟ وما هي أساليبه ؟ وهل العملية الانتخابية نزيهة وخالية من كل الشوائب ؟
الفصل الأول : ماهية الانتخاب وشروطه
المبحث الأول:تعريف الانتخاب
- لغة : انتخب , انتخابا , و انتخب الشيء أي اختاره , و انتخبه أي اختاره ممثلا عنه في مجلس أو نقابة مثلا .....الخ.
- اصطلاحا : إن مفهوم الانتخاب يربط بمصطلح آخر و هو المواطنة , اما تعريفهاصطلاحا فهو الاختيار الحر لفرد أو مجموعة من الأفراد للقيام بأعباء تسييرالدولة ومؤسساتها و بالتالي تحمل المسؤولية في اختار القائد وينقسم الانتخاب إلى قسمين :
1- انتخاب سياسي : يكون باختيار الرئيس أي السلطة التنفيذية أو البرلمان أي السلطة التشريعية .
2- انتخاب إداري :و هو الذي يخص البلديات و الدوائر.
يعرفه كذلك موريس دوفرجيه " الانتخاب هو قاعدة النمط الديمقراطي أي أنه طريقة لتعيين الحكام ,متعرضة مع الوراثة و التعيين أو الاستيلاء هي من طرق الأوتوقراطية ".
المبحث الثاني :أهمية الانتخاب
عرفت فكرة الانتخابات بصورة مختلفة في الحضارات القديمة , وخاصة في المدن اليونانية القديمة , ولكن الانتخابات بمفهومها المعاصر ارتبط بمفهومالحكومة التمثيلية , وكانت ممارسة الانتخابات قد بدأت منذ القرن 19 م , فيكل من بريطانيا و فرنسا و و.أ.م , بشكل محدود , ثم تطورت هذه العملية علىامتداد الفترة الماضية , مع تطور المجتمعات ووصلت إلى ما وصلت إليه فيعصرنا الحالي , حيث أصبح للانتخابات قوانين و وقواعد وأنظمة مترابطة متصلةفيما بعضها.
وتكمن أهمية الانتخابات في الأمور الآتية:
1-تعطي الشرعية : حيث تعطي الانتخابات للهيئة المنتخبة الشرعية لممارسة السلطة وحق إصدار الأنظمة و التشريعات التي نراها ضرورية لتنظيم حياة المجتمع .
2-توفر المشاركة: تقدم الفرصة أمام أكبر نسبة من المواطنين لممارسة السلطة السياسية.
3-حرية الاختيار: حيث تعطي الفرصة للمواطنين لكي يختاروا من يكون مناسبا لإدارة شؤونهم العامة .
4- المراقبة و المتابعة : حيث يمكن للمواطنين مراقبة و متابعة الهيئات التي انتخبوها.
المبحث الثالث:الشروط الواجب توفرها لممارسة الانتخاب
تتطلب كل قوانين الانتخابات شروطا معينة حول الانتخاب يمكن إجمالها في ما يلي:
- شرط الجنسية : إن هذا الشرط يعتبر من الشروط الأساسية التي تميز بين المواطن وغيره في الحقوق السياسية .
- شرط الجنس : لقد كان إبعاد النساء عن ممارسة حق الانتخاب أمرا مقبولا حتىفي الدول المتقدمة منها , حيث لم يكن يسمح إلا للرجال بممارسة هذا الحق , ولقد كانت أول دولة اعترفت بحق النساء في الانتخاب هي نيوزلندا سنة1892مثم و.م.أ سنة 1920م .
- شرط السن : تشترط كل القوانين الانتخابية فيالعالم ضرورة توافر سن معينة لكي يصبح المواطن ناخبا و إن كانت هدهالقوانين تختلف فيما بينها حول السن المحددة وهي تتراوح بين 18و25سنة.
- حق التمتع بالحقوق السياسية و المدنية : إن انتقاء ذلك الشرط يسمح للدولةبحرمان فئة معينة من المواطنين من ممارسة حق الانتخاب و التي تكمن فيمايلي : *قلة و انعدام التميز كالأطفال و المصابين بأمراض عقلية *الأشخاصالمحكوم عليهم بجرائم مخلة بالشرف *أعضاء الجيش بعض الدول تحرمهم منالانتخاب مثل الجمهورية الفرنسية الثالثة لإبعادهم عن الأمور السياسية.
الفصل الثاني : أساليب الانتخاب:
المبحث الأول :الانتخاب المباشر و غير المباشر:
إنالانتخاب المباشر هو ذلك الذي يقوم به الناخبون مباشرة لاختيار ممثليهم , أما الانتخاب غير المباشر فهو الذي يقوم الناخبون فيه باختيار مندوبينعنهم , يتولون انتخاب انتخاب ممثليهم من المرشحين . فالطريقة الأولى تكونعلى درجة من واحدة في حين أن الثانية تكون على درجتين. ومنه نقول أنالطريقة المثلى هي الانتخاب المباشر , إذ أنها تمكن الناخبين من اختيارممثليهم دون وساطة .. و نتيجة لعيوب الانتخاب غير المباشر فإنه استبعد منالتطبيق , اللهم إلا في الدول التي بها مجلسين , فيتم في الغالب اختيارالأول بالطريقة المباشرة أما الثاني فيكون عكس ذلك.
المبحث الثاني :الانتخاب الفردي و الانتخاب بالقائمة
الانتخاب الفردي يكون حيث تقسم الدولة إلى دوائر انتخابية صغيرة تمثل بنائب واحدفيكون على الناخبين التصويت على شخص واحد لا غير, و يمتاز هذا الأسلوب ببساطته , أما عيوبه فتتمثل في احتمال تفضيل المصالح الشخصية على المصالحالوطنية من جانب الناخب و كذلك سهولة ارتشائه فضلا عن احتمال تدخل الإدارةبما لها من سلطة للضغط عليه نتيجة لصغر الدائرة .
أما الانتخاب بالقائمة فيكون حيث تقسم الدولة إلى دوائر انتخابية كبيرة يمثلها عدد منالنواب يقوم الناخبون بالاختيار بين الأسماء المدرجة في القائمة أو القائم الانتخابية التي تختلف باختلاف الأنظمة .
المبحث الثالث:الانتخاب العلني والانتخاب السري
لقدكان الانتخاب العلني قديما مفضلا , فهو على حد قول روبسبير أسلوب يطورشجاعة المواطن و حسه المدني , لكن التطور أثبت عجزه حيث يمكن للسلطة و ذوي النفوذ الإنتقام من المعارضين و هو ما أدى إلى التصويت السري الذي يبعدالمواطن عن كل أنواع الضغوط .
لفصل الثالث: نظم الانتخاب
المبحث الأول :نضام الأغلبية
إن هذا النظام يصلح في أسلوب الانتخاب الفردي و الانتخاب بالقائمة و هو الذي يسمح للمترشح أو المترشحين , إذا كانت الدائرة يمثلها أكثر من واحد , الذين يحوزون على أكثر من نصف الأصوات المطلقة و الأغلبية فإذا لم يحصل أي مترشح على أكثر من نصف الأصوات فإن الانتخابات تعاد حسب نظام الانتخاب الساري المفعول , وفي مثل هذه الحالات يتعين إما إعادة الانتخابات بين الاثنين الأوائل أو تعاد بالكامل دون التقيد بمبدأ الأغلبية المطلقة و إنما يكتفي فيه بالحصول على أكثرية الأصوات .
المبحث الثاني :نظام التمثيل النسبي
إن هذا النظام يتماشى و أسلوب الانتخاب بالقائمة حيث توزع المقاعد النيابية في الدوائر وفقا لعدد الناخبين , كما يتماشى مع مبدأ تمثيل الأقليات السياسية , فإذا كانت دائرة لها 10 نواب و بها 4 أحزاب , و أسفرت النتائج عن 60 بالمائة لحزب (ا) و 20 بالمائة لحزب (ب) و 10 بالمائة لحزب (ج) و 10 بالمائة لحزب (د) , لتوزعت المقاعد كالآتي : حزب (ا) يفوز ب 6 مقاعد , حزب (ب) يفوز بمقعدين , و حزب (ج)و(د) يفوزان بمقعد واحد , في حين لو أخذنا بنظام الأغلبية لحاز الحزب (ا) على كل المقاعد في الدائرة , وحرمت الأحزاب الأخرى التي في مجموعها جمعت 40 بالمائة من الأصوات و هي نسبة لا يستهان بها .
و نظام التمثيل النسبي قد يكون بالقوائم المغلقة حيث يكون الناخب مقيدا بالتصويت على قائمة واحدة دون التعديل فيها , أما في الحالة الثانية فإن الناخب حر في اختيار المرشحين و لو كانوا مقيدين في قوائم مختلفة لعدة أحزاب
المبحث الثالث:كيفية تقسيم المقاعد
نفرض أن هنالك انتخابات ستجرى بين ثلاثة أحزاب يتنافسون على 5 مقاعد , و كان عدد الذين صوتوا قي هذه الانتخابات 125.000 صوت.
للحصول على المعد الانتخابي نقوم بالعملية التالية:
نطرح عدد الأصوات على عدد المقاعد المتحصل عليها
125000
أي: ـــــــــــــــــــــ = 25000 إذن المعدل الانتخابي هو 25000 أي أن كل
5
من يجمع ما قيمته 25000 صوت يتحصل على مقعد. ومنه فلنفرض أن:
الحزب-1- تحصل على 60000 صوت أي حصل على 2 مقعد والباقي1000صوت
الحزب-2- تحصل على 49000 صوت أي حصل على 1 مقعد و الباقي21000صوت
الحزب-3- تحصل على 19000 صوت أي حصل على 0 مقعد و الباقي 19000صوت
إذن مجموع المقاعد المتحصل عليها هي 3 من 5 مقاعد لذلك فهنا علينا حساب الباقي بطريقة:
*الباقي الأكبر أو المعدل الانتخابي:
نحسب على أساس الباقي من الأصوات الأكبر و القريب من المعدل الانتخابي يحصل على مقعد.
الحزب-1- الباقي 1000 صوت/عنده 2 مقعد/ يحصل على ->0مقعد
الحزب-2- الباقي 21000 صوت/عنده 1 مقعد /يحصل على -> 1مقعد
الحزب-3- الباقي 19000 صوت/عنده 0 مقعد /يحصل على -> 1مقعد
أي أن مجموع المقاعد الآن يساوي 5 مقاعد
وهذه باختصار كيفية توزيع المقاعد على حسب عدد الأصوات.
المبحث الرابع:تقييم النظامين:
إن اختلاف الدول بشأن الأخذ بأحد النظامين يعود إلى اختلاف الفقه بشأن مدى تماشيها مع الديمقراطية,فأنصار الأغلبية يروون بأنه يحقق الانسجام في البرلمان و الحكومة و يقضي على الأزمات الوزارية الناتجة عن كثرة الأحزاب الممثلة في البرلمان و تعطيل العمل التشريعي بسبب وجود تيارات مختلفة يصعب التوصل إلى اتفاق بشأن المواضيع المدروسة في آجال محددة , هذا فضلا عن بساطة الانتخابات في نظام الأغلبية.
أما أنصار التمثيل النسبي فيرون أنه النظام الأمثل لكونه يحقق تمثيل الأمة في البرلمان نتيجة تواجد عناصر تمثل الاتجاهات السياسية الرئيسية في الدولة ويقضي على استحواذ حزب واحد على السلطة , ذلك دون وجود ممثلين لأحزاب أخرى بشكل معارضة لكل محاولة للانفراد بالسلطة من قبل حزب واحد , ومع ذلك فقد أخد عليه كونه يسمح بتفكيك البرلمان نتيجة كونه مشكلا من عدد من الأحزاب مما يقلل من فاعليته ويؤدي إلى قيام الأزمات الوزارية التي لا تعود على الأمة بالخير.
الفصل الرابع: مستويات الانتخاب وضمانات سلامته
المبحث الأول :المستوى الوطني العام
تهدف عملية الانتخاب هنا إلى اختيار هيئات ذات صبغة تمثيلية عامة للدولة ككل , مثل انتخاب رئيس الدولة أو انتخاب أعضاء البرلمان , وقد يكون انتخاب أعضاء البرلمان حسب الأكثرية أو حسب التمثيل النسبي , كذلك قد تجري انتخابات عامة أو حسب الدوائر و أيضا حسب القوائم الانتخابية أو تنافس فردي.
المبحث الثاني :المستوى المحلي
يتم فيه انتخاب هيئات وسلطات على المستوى المحلي , داخل الدولة الواحدة , وعادة ما يكون التقسيم هنا على أساس مواقع جغرافية معينة مثل انتخاب مجالس محلية لإدارة شؤون التجمعات السكنية المختلفة (مدن,قرى..الخ) , وتهدف هذه العملية إلى انتخاب سلطة ذات اختصاص محدد يتعلق بالموقع نفسه, وفي الغالب انتخاب هيئة لتقوم بتسيير الأمور و المصالح للمواطنين في هذا التجمع , مثل انتخاب مجلس بلدي أو قروي...
المبحث الثالث:ضمانات سلامة ديمقراطية الانتخابات
يعد مبدأ سلامة الانتخابات من أهم المبادئ التي تحرص الدساتير و الأحزاب على حمايتها لما لهذا المبدأ من انعكاسات على ممارسة الديمقراطية , حتى تكون الانتخابات ديمقراطية . من أجل تحقيق هدفها , فإنه لابد من توفر عدة شروط أساسية منها :
1-سرية التصويت.
2-دورية أي أنها تجري في فترات مناسبة .
3-عامة أي متاحة لجميع الذين تنطبق عليهم شروط الانتخاب.
4-تنافسية أي ضمان حق المرشحين في التعبير عن مواقفهم بحرية و دون قيود أو تمييز.
5-منع الضغط على الناخبين و المرشحين.
6-منع تزوير في الأصوات و تزييف النتائج
خاتمة
وفي الختام فإن الانتخابات تعد قاعدة النمط الديمقراطي ومن أهم وسائل المشاركة في الحياة السياسية و تأصيل شرعية النظم السياسية الديمقراطية فسلامة الديمقراطية و نجاحها يتوقفان على سلامة العملية الانتخابية و نزاهتها و مصداقيتها.
الاقتراع او الانتخاب