الحكومة تعقد اجتماعا طارئا غدا السبت
| الاشتباكات عادت إلى عدة مناطق في الجزائر بعد هدوء قصير (الفرنسية) |
قالت تقارير صحفية جزائرية إن اشتباكات اندلعت بعد صلاة الجمعة في أحياء شعبية بعدة مناطق من البلاد بين قوات حفظ الأمن ومتظاهرين شباب حاولوا قطع طرق وإضرام النار فيها. وأمام هذه الاحتجاجات، أعلن وزير التجارة الجزائري مصطفى بن بادة اليوم الجمعة أن الحكومة ستعقد اجتماعا طارئا غدا السبت لدراسة وسائل التحكم في الارتفاع الكبير لأسعار بعض المواد الغذائية الأولية.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة الشروق عن مراسليه تجدد الاشتباكات في عدد كبير من الولايات، وقال الموقع "إن مواطنين قد خرجوا إلى الشارع بولايات من الغرب الجزائري احتجاجا على التهاب الأسعار، حيث عادت المظاهرات إلى مدينة وهران بعد ساعات من الهدوء، واجتاحت موجة الاحتجاجات الولايات الغربية للبلاد سعيدة، معسكر، سيدي بلعباس". وفي الشرق، أكد مدير مكتب الشروق ناصر بن عيسى للجزيرة نت أن "صدامات وقعت في ولايات سطيف وبرج بوعريريج وتبسة في أقصى الشرق على الحدود مع تونس، إلا أنها كانت أقل حدة من تلك التي اندلعت ليلة الجمعة". وأضاف "أحرق المتظاهرون مكاتب البريد بالولايات ووكالات التشغيل وبعض البنوك، كما حاول بعض السكان إغلاق بعض الطرق، إلا أنهم فشلوا في ذلك".
وكشف المصدر –نقلا عن مصادر رسمية- عن حصيلة الاشتباكات في ولاية سطيف والتي بلغت جرح سبعين شرطيا، وفي تبسة جُرح خمسة من الشرطة نقلوا جميعهم إلى مستشفى العلياء بالمدينة.
خسائر كبيرة أما في الجزائر العاصمة، فقد قال شهود عيان إن اشتباكات تجددت في بلدة برج الكيفان على الساحل الشرقي للعاصمة، وبلدة الحميز المعروفة بانتشار أسواق الجملة بها.وأكد موقع صحيفة الخبر تجدد "الاحتجاجات" في حي بلكور الشعبي، ونقلت الصحيفة عن مراسليها أن هناك "انتشارا فظيعا لعمليات النهب والسرقة في ظل انشغال قوات مكافحة الشغب بتطويق بؤر التوتر". وبث التلفزيون الجزائري صورا، قال إنها من آثار الأضرار التي لحقت بمؤسسات التربية والتعليم بأحياء بلكور وبوروبة الشعبيين. وأظهرت هذه الصور طاولات التلاميذ محطمة ودفاتر التعليم قد تحولت إلى رماد بعد حرق أقسام بمؤسسات تعليمية. من جانبه، قال موقع "كل شيء على الجزائر" الإخباري إن "عشرات العائلات تظاهرت أمام مقر محافظة الشرطة الخامسة بحي باب الواد الشعبي"
ووفق الموقع فإن العائلات طالبت بالإفراج عن أبنائهم الذين سبق لقوات الأمن أن اعتقلتهم ليلة الجمعة وليلة الخميس بعد الصدامات التي شهدها المكان.
| الأئمة حثوا المواطنين على تهدئة الأوضاع والتحلي بروح المسؤولية (الفرنسية) | أئمة يهدئون من جانب آخر، حث أئمة المساجد في خطب الجمعة المواطنين إلى تهدئة الأوضاع والتحلي بروح المسؤولية، و"عدم الانجرار وراء العواطف".واجتهد الأئمة في إقناع المواطنين بأفكارهم ساردين أدلة شرعية حول بطلان ما يقومون به، وقال أحد الأئمة "إن الواجب على المسلم في حالات غلاء المعيشة أن يتوب إلى الله وأن يتضرع إليه كي يرفع عنه البلاء والغلاء".
وانتقد الإمام احتجاجات الشباب العاطلين عن العمل واعتمادهم على تكسير الممتلكات، وقال "ليس من الدين تغيير منكر بمنكر أكبر منه".
"مصطفى بن بادة: الاجتماع سيخصص لدراسة النصوص التطبيقية للقوانين المتعلقة بالمنافسة والممارسات التجارية لا سيما الشق المتعلق بهوامش الربح الخاصة بالمنتجات ذات الاستهلاك الواسع" | اجتماع طارئ في هذه الأثناء، أعلن وزير التجارة مصطفى بن بادة اليوم الجمعة أن الحكومة ستعقد اجتماعا طارئا غدا السبت لدراسة وسائل التحكم في الارتفاع الكبير لأسعار بعض المواد الغذائية الأولية.وقال بن بادة في تصريح إن الاجتماع "سيخصص لدراسة النصوص التطبيقية للقوانين المتعلقة بالمنافسة والممارسات التجارية لا سيما الشق المتعلق بهوامش الربح الخاصة بالمنتجات ذات الاستهلاك الواسع"، في إشارة إلى مواد الزيت والسكر والطحين والحبوب التي شهدت زيادات قاربت 30% خلال أربعة أيام فقط.
من ناحية أخرى، دعا الاتحاد العام للتجار والحرفيين في بيان له إلى تحديد سقف لأسعار المنتجات ذات الاستهلاك الواسع، وبالخصوص السكر والزيت.
تأجيل البطولة وارتباطا بالموضوع، أعلنت الرابطة الوطنية لكرة القدم عن تأجيل كافة مباريات الدرجة الأولى من الدوري والتي كانت مقررة الجمعة والسبت إثر المظاهرات العنيفة التي هزت العاصمة ومناطق أخرى. وقالت الرابطة على موقعها الإلكتروني إنها قررت "إرجاء مجمل اللقاءات الكروية المبرمجة في نهاية هذا الأسبوع في السابع والثامن من يناير/ كانون الثاني 2011 (الجمعة والسبت) في إطار بطولة كرة القدم القسم الأول". وأعلنت الرابطة الوطنية لكرة القدم أيضا إرجاء كل مباريات بطولة القسم الثاني ومباريات الدرجة الوطنية (هواة). يُشار إلى أن أحياء بالعاصمة وبعض الولايات الأخرى شهدت منذ ثلاثة أيام احتجاجات متواصلة، تحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن التي استعملت الغازات المدمعة لتفريق المحتجين الذين أحدثوا بدورهم خسائر ببعض المرافق.
|