منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


+41
سيمو فارسة القران
ابرار07
شهندة 07
amine-350
ابو الحارث الاثري
حامل المسك
فارسة الاسلام
كربس
قمر الزمان89
محمد وسيم
ازمة عمل
LOTFI
ضيف
د.بوترعة بلال
ايوب1992
raouf*
mayar
المحترف
ريحان
نور الحياء
طالب العلم
تاج الإسلام
نجم الإسلام
DJABER
Mr-bra
ريماس
يعقوب
acile
lina gamra
badoo
اللورد ايمن
فطيمة
رهف الحياة
kada
melissa
nadjet
salim
الأميرة زين
منار الاسلام
فرحة
RITAJ
45 مشترك
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني واخواتي اعضاء منتدانا الرائع وادي العرب الجزائري
لأننا نشتاق إلى كل ما هو جديد ومتميز أدعوكم هنا إلى فكرة جديدة
نتعرف بها على شخصيات إسلامية عظيمة للتابعين والتابعي التابعين تركوآ بصمتهم وآمجآدهم لنآ لكي نقتدي بهم
فيجب علينا ان نتعرف عليهم وعلى بطولآتهم وسيرتهم كي يصبحوآ خير منهج نحتذي به ونسرده لآجيآلنآ ليتعرفوا اكثر على هذه الشخصيات
والفكرة هى انى سأختار عضو من المنتدى واطلب منه أن يأتينى
بمعلومات عن شخصية اسلامية تاريخية ويسردهآ هنآ
ومن ثم يختآر شخصيه آخرى وعضوآ آخر
ملاحظات :1- المعلومات تكون مختصره
2- الشخصيه تكون شخصيه لتابعي او تابعي التابعي وليست لصحابي
يعني مثلا << ابن تيميه :: البخاري :: ابن باز:: وغيرهم من علماء ومشاهير الأمه >>

- اسمه ونسبه
-نشأته
-خصاله
-جهاده
- مؤلفاته وانتاجه العلمي
-وفاته
ويستطع العضو اضافة معلومات أخرى
أتمنى القصد واضح
ويرسل رسالة لمن بختآره العضو
أرجو أن تكون الفكره وصلت وآلشرح وآفي
ونبدأ
بسم آلله آلرحمن آلرحيم

واختار أول عضو وهو الأخت{فرحة}
مع الامام الترمذي

ملاحظة:

اذا لم يلبي آلعضو آلدعوه لمده 3 ايام يدعى عضو اخر

أرجو أن تنال الفكرة إعجابكم


اسماء الأعضاء اللذين ساهموا في الموضوع واسماء الشخصيات الإسلامية للتابعين او اتباع التابعين
التي قُدّمَتْ ..

1 - فرحة ------------------------------- الإمام الترمذي
2 - منار الإسلام -----------------------------
الإمام ابن ماجة
- 3 الأميرة زين ------------------------------
الإمام البخاري
4 - kada
--------------------
الإمام مسلم
5 - melissa ------------------------------
الإمام الحسن البصري
6 - فطيـــــمة -----------------------------
الإمام ابن باز
7 - salim ----------------------------------
الإمام مالك
8 - badoo --------------------------------
سعيد بن المسيب
9 - acile -----------------------------------
عروة بن الزبير
10 - ريماس --------------------
الإمام الحافظ بن كثير
11 - Nadjat -------------------------------
قتادة بن دعامة
12 - DJABER ----------------------------
الإمام الأوزاعي
13 - نجم الإسلام ----------------------------
أويس القرني
14 - f-c-b -------------------- القاسم بن محمد بن ابى بكر
15- نور الحياء ---------------------
عكرمة المولى بن عباس
16 - ريحـــــــان
-------------------
مجاهد بن جبر
17 - المحتـــــرف ----------------------------
الإمام الليث بن سعد
18 - mayar --------------------------------- ابو سلمة بن عبد الرحمان
19 - raouf ---------------------------------- داود بن نصير الطائي
20- زكــــــــــريا---------------------------- الربيع بن خثيم
21- أيوب 1992 ----------------------------- سلمان بن يسار
22
- بـــــــلال 85 ----------------------------
محمد بن المنكدر
23 - ضيــف
------------------------------
سعيد بن جبــر
24 - LOTFI ----------------------------------- ذكوان بن كيسان
25- ازمة عمل ------------------------------------- ابن تيمية
26 -RITAJ----------------------------------------
الإمام ابن القيـــم
27- محمد وسيم -------------------------------- عطاء بن ابي رباح
28- قمر الزمان 89 ----------------- أبو بكربن عبد الرحمان بن الحارث
29- فارسة الاسلام ------------------------------------ محمد بن سيرين

30- حامل المسك ----------------------------------- علقمة بن القيس
31- أمير المنتدى ----------------------------------- عمران بن ملحان
32- amine-350 -------------------------------------- مالك بن دينار
33- shahinda ---------------------------------------- وهب بن منبه
34- أبرار 07 -----------------------------------ابو بكر بن عياش

35- سيمو فارسة القرآن -------------------------------------عطاء السليمي
36- المحترف ------------------------------- ميمون بن مهران
37- وحي القلم ---------------------- المهلب بن ابي صفرة الأزدي
38- الهام 93 ------------------------------------- عامر بن شرحبيل
39- رومايسة --------------------------------- صلة بن أشيم العدوي

40-samahmouh ----------------------------------- سالم بن عبد الله بن عمر



عدل سابقا من قبل RITAJ في الأربعاء 2 نوفمبر - 21:57 عدل 47 مرات (السبب : تثبيت الموضوع)
 
تقييم المساهمة: 100% (2)
إقتباسرد

RITAJ

عضو متميز
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
@aymen كتب:
شكرا لكم جميعا على هذه اللعبة والتفاعل



انها ليس لعبة كما فهمتها اننا نحاول ان نجميع معلومات حول سيرة وبطولات بعض الشخصيات الاسلامية التي تركت بصمة في التاريخ الاسلامي
لنتعرف عليها ونقتدي بها

شكرا لمرورك اخي الكريم
 
فطيمة

فطيمة

عضو محترف
رقم العضوية :
6494
البلد/ المدينة :
بسكرة
العَمَــــــــــلْ :
استاذة في اللغة العربية
المُسَــاهَمَـاتْ :
3622
نقاط التميز :
4317
التَـــسْجِيلْ :
18/10/2010
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 739317

شكرا لك اختي العزيزة مليسا على اختيارك لي

وان شاء الله اكون عند حسن اختيارك

واعذروني على تأخري لاني لم ارى الرسالة

ولم اتصفح المنتدى منذ يومين بسبب مرضي

آسفة جدا

والشكر كذلك للاخت الكريمة رتاج بارك الله فيك

وانتظروني فانا استعد
 
فطيمة

فطيمة

عضو محترف
رقم العضوية :
6494
البلد/ المدينة :
بسكرة
العَمَــــــــــلْ :
استاذة في اللغة العربية
المُسَــاهَمَـاتْ :
3622
نقاط التميز :
4317
التَـــسْجِيلْ :
18/10/2010
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 3666719324

عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 402674

الامام عبد العزيز بن البــــــــــــــــــــــاز


علم في حلم،
وحزم في عزم، وتواضع في شَمم، وغيرة على الحق لا تكفكفها رغبةٌ في مدحٍ، أو حذرٌ من
ذم، ووضاءة أخلاق في متانة دين، وبراعة بيان في صدق يقين، وعزة نفس في سخاوة طبع، حتى
لكأن البحتري يعنيه بقوله:


فلك الفضائل من فنون محاسن *** بيضا لأفراط الخلاف وشيمــــا

جمعت عليك وللأنـــــام مفرق *** منها فأفراد قسمن وتومـــــــــا

ما نال ليث لغــــاب الا بعضها *** حتى رعى مهج النفوس جميما

شاركته في البأس ثم فضلته *** بالجود محقوقا بذلك زعيمـــــــــا

اسمه ونسبه



الجليل عبد العزيز بن باز رحمه الله

فقيه العصر وزينة الدهر وعلاّمة الجزيرة


عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 6



- السعودية -


12/ذوالحجة/1330ه إلى 27/محرم/1420ه


هو الشيخ العلامة والإمام الرباني عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل باز..

ولد سماحته في مدينة الرياض في 12/ذي الحجة/1330ه، ونشأ في بيت علم،

وكان بصيراً في صغره، ثم أصيب بفقد البصر فيما بعد وعمره عشرون عاماً.

عاش يتيماً في حجر والدته بعد وفاة والده وهو في الثالثة من عمره..

حفظ القرآن وهو دون سن البلوغ، وتفقه في الدين على أيدي شيوخ أفذاذ ومن

أشهر شيوخه: محمد بن ابراهيم آل الشيخ، والشيخ محمد بن عبد اللطيف

آل الشيخ، والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ وقاص البخاري، وغيرهم من كبار العلماء.


وقد تقلد الإمام عدة مناصب دينية منها:

تولى القضاء من سنة 1357ه - 1371ه، ثم التدريس بكلية الشريعة
حتى سنة 1380ه ثم منصب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،
ثم رئيساً لها، ثم مفتي المملكة سنة 1414ه، ورئيس هيئة كبار العلماء،
ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس المجمع الفقهي،
ورئيس المجلس العالي للمساجد، وغيرها من المهام الكبيرة.


حصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلامية سنة 1405ه

صفاته

ومن صفاته الكريمة رحمه الله، أنه كان صابراً أميناً شجاعاً في

كلمة الحق، ملتزماً بالكتاب والسنة في كل شؤونه، حاضر البديهة،
قوي الذاكرة، متواضعاً حليماً، واسع الصدر صاحب فراسة،
زاهداً ورعاً عفيفاً، حسن الأخلاق في التعامل مع العامة والخاصة،
جواداً كريماً، قلَّ أن يأكل طعامه بمفرده، يلتزم الشورى في كل أموره،
يحب الخير لكل المسلمين، ويشفع لهم في الملمات، وقضاء الحوائج.


تلك هي الصفات التي كان يتمتع بها علماء السلف السابقون ممن

حملوا دعوة الإسلام وبلغوها للناس، فكان لهم أجر جهدهم وجهادهم في سبيل دعوة الإسلام العظيمة.

ومن مؤلفاته الشهيرة:

1. الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
2. التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة.
3. وجوب العمل بسنة رسول الله وكفر من أنكرها.
4. العقيدة الصحيحة وما يضادها.
5. الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة.
6. حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار.
7. حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن أو في رسول الله.
8. الجهاد في سبيل الله.
9. التحذير من البدع.
10. نقد القومية العربية.
وغيرها الكثير.
ثم المحاضرات والندوات والبرامج الإذاعية الكثيرة أيضاً.

وللإمام تلامذة كثيرون من داخل المملكة وخارجها ونذكر بعضهم من الداخل منهم :

1. الشيخ محمد بن عثيمين.
2. الشيخ عبد الله بن جبرين.

3. الشيخ عبد العزيز الراجحي.
4. الشيخ عبد العزيز السدحان.
5. الشيخ عبد الله بن قعور.
6. الشيخ عبد الله العتيبي.
7. الشيخ عبد العزيز المشعل.
8. الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي.
9. الشيخ صالح الأطرم.
10. الشيخ عبد الرحمن البراك.

وغيرهم من كبار الشيوخ الأجلاء.


دوره في الدعوة إلى الله:

لقد سطر الشيخ رحمه الله دوراً عظيماً في توجيه الدعاة وطلاب العلم على المنهج الصحيح المستمد من كتاب الله، ومن سنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجههم إلى الدعوة للعقيدة الصحيحة والتحذير من البدع والابتداع بالحكمة والموعظة الحسنة، وحثهم على الأخوّة والمحبة فيما بينهم، وازداد عدد الدعاة إلى الله في عهده في الداخل والخارج.


مواقفه المشهودة تجاه المسلمين الذين وقع عليهم ظلم الظالمين:

يروي الشيخ عبد الله العقيل حفظه الله أن أول معرفته بالشيخ عبد العزيز بن باز كان سنة 1375ه، 1955م فيموسم الحج حيث كان ثمة حفل للإخوان المسلمين في فندق مصر، تكلم فيه الشيخ محمدمحمود الصواف، و د. سعيد رمضان، والشيخ عبد العزيز بن باز رحمهم الله، وقد قام بعضرجالات المخابرات المصرية الموفدين من الحكم العسكري بمصر، بقطع الميكروفون عن المتحدثين، وأحدثوا بعض الشغب الذي سرعان ما أحبطه الإخوان ولله الحمد، وقد أبرق الشيخ بن باز إلى أمير مكة المكرمة طالباً منه اتخاذ اللازم تجاه أولئك المفسدين من العملاء المأجورين، ومشيداً بالإخوان المسلمين، وجهادهم في فلسطين وقناة السويس،وصبرهم على المحن في السجون في سبيل الله، وعملهم الجاد في نشر الدعوة الإسلامية،وإصلاح النشء الجديد، ومقاومة الفساد والإلحاد، و التصدي للدعوات القوميةوالاشتراكية والعلمانية التي يتبناها حاكم مصر العسكري الذي انتصب لحرب الإسلام ودعاته والعاملين في سبيله مقتفياً أثر كمال أتاتورك الهالك.

لقد كان الشيخ ابن باز رجل المواقف الصعبة والذي تصدى للأفكار المنحرفة والمبادئ الهدامة مهما كان مصدرها،وقد اجتاح العالم العربي قبل عدة سنوات المد القومي الناصري، والموجة العارمة التيتبنتها الأنظمة والأحزاب العلمانية التي كانت تنادي بالعروبة بديلاً عن الإسلام،وقف لها ابن باز بكل صلابة وقوة في دروسه ومحاضراته أمام هذه الموجة التي كادت تعمبلواها شرائح المجتمع وأصدر كتابه القيم (في نقد القومية العربية وتسفيه دعاتها من العلمانيين والصليبيين وبيان خطأ أرائهم وبطلان دعواهم) وكذا تصديه للحداثة والعلمنة ومناهج التغريب التي أخذت تنتشر في المجتمعات العربية، وقد تسبب بفضل اللهفي انكماش هذه الأفكار وانحسارها، وارتفع صوت الأدب الإسلامي الهادف والاعتزاز بالإسلام كنظام شامل لكل شؤون الدنيا والآخرة.

وحين اشتد الظلم علىالمسلمين، وتواطأت قوى الاستعمار العالمي على حربهم في فلسطين وأفغانستان والفلبينوكشمير، أصدر كتابه القيم عن ضرورة الجهاد للتصدي لهؤلاء البغاة والطغاة، وساقالأدلة من الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة، حيث الجهاد هو الفريضة الماضيةإلى يوم القيامة وأن تركه يورث الذل والمهانة للأمة، والتي لا تقوم لها قائمة مالمتعد إلى تطبيق هذه الفريضة، وهذه الشعيرة الإسلاميةالواجبة.

لم يكن رحمه الله يحبالجدل والتعصب الإقليمي والمذهبي، ولا المجاملة على حساب الدين، وهذا النموذج من العلماء هو الذي فرض احترامه على الجميع بفضل ما يتصف به من العلم الواسع والفهم الدقيق، ومن التواضع الجم، ولين الجانب للمخالف، والتبسط معه حتى يوقفه على الحق بأدلته، ويناشده الالتزام بها.

كما أن له مواقف مشرفة أخرى لا تنسى، في مساعدة أسر المعتقلين بمصر وسورية وحثه الناس على الإسهام فيعونهم وشد أزرهم، لأن الظالمين قد شددوا التضييق على هذه العوائل، وأصدروا الأحكامالقاسية على من يقدم لهم العون، فقد وقف الإمام إلى جانبهم وحث على مساعدتهم،وإنقاذهم من ظلم الظالمين.

تلك مواقف الإمام ابنباز الذي كان يعيش مع قضايا المسلمين ويسهم في رفع المعاناة عنهم قدر طاقته ودون تردد، وتلك، ولا شك وظيفة العلماء الربانيين في كل عصروجيل.

ومن أقواله الحكيمة:

· إذا صدق المسلمون وتكاتفوا وأعدوا لعدوهم ما استطاعوا من العدة ونصروا دين الله، فالله يعينهم وينصرهم، ويجعلهم فوق العدو لا تحته.

· وأهل الفلاح والنصروالعاقبة الحميدة هم الذين عملوا الصالحات وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، ونصروا الله عز وجل.

· التعاون على البروالتقوى هو تعاون على تحقيق ما أمر الله به ورسوله قولاً وعملاً وعقيدة وعلى ترك ماحرم الله ورسوله.

أقوال العلماء في هذا الشيخ الجليل:


قال فيه الشيخ مصطفى مشهور المرشد العام الراحل لجماعة الإخوان المسلمين رحمه الله : (كان لوفاة العالم الجليل الداعية العظيم عبد العزيز بن باز أثره البالغ في نفوسنا، فهو عالم فذ حرص طوال حياته على قول كلمة الحق وبيان جوانب الإسلام العظيم، كما عمل على نصرة السنة والدفاع عنها والذود عن دعوة الإسلام، والردعلى شبهات المغرضين والكائدين للإسلام،كما وقف حياته أمام الإلحاد والملحدين وقفات جادة صادقة، إنّ فقد هذا العالم الجليلل هو خطب جلل وخسارة كبيرة، لا على المملكة العربية السعودية بعينها ولكن على جميعالمسلمين في شتى بقاع الأرض).


وقال عنه الشيخ د. يوسف القرضاوي حفظه الله: (ودعت الأمة الإسلامية علماً من أعلامها الأفذاذ ونجماًمن نجومها الساطعة في سماء العلم علاّمة الجزيرة عبد العزيز بن باز الذي كان جبلاًمن جبال العلم، وبحراً من بحور الفقه وإماماً من أئمة الهدى، وعماداً من أعمدة الدين، وركناً من أركان الأمة، طالما استفاد من علمه المسلمون في الجزيرة والخليج وفي شتى بقاع الأرض، عن طريق اللقاء والمشافهة، وعن طريق الكتاب والمراسلة، وعن طريق الهواتف والإذاعة، وعن طريق الكتابة والصحافة، وعن طريق الرسائل والشريط المسموع).


وقال عنه الشيخ عبدالله بن منيع: (إن الحديث عنه تنشرح له الصدور، وتنفتح له النفوس ويحلو ذكرهباللسان، أخذنا عنه العناية والدقة في إصدار القرار بالحكم أو الفتوى أو بالرأي،وأخذنا عنه المرونة في النقاش، وتبادل الآراء، والوقوف عند الحقيقة، والبعد عنالتعصب بالرأي).


وقال عنه الشيخ أحمدياسين رحمه الله: (كان ابن باز علاّمة ومرجعاً إسلامياً على النطاق العالمي، له باعطويل في الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين، وهو على قدر كبير من العلم والتمسكبطريق السلف الصالح السائرين على منهج الكتاب والسنة في الدعوةالإسلامية).


ولن أنسى موقفه حين جاء البعض يطلبون رأيه بالسلام مع اسرائيل، فأخرج لهؤلاء بياناً لحركة حماس جاءفيه، إن أرض فلسطين كلها أرض وقف إسلامي لا يمكن التفريط بها، أو التنازل عنها، وهوعالم المرحلة الذي ترك بصمات واضحة في العصر الحاضر).

والحديث عن العلاّمةابن باز ذو شجون، ولا نستطيع أن نوفي الشيخ ما يستحقه في هذهالعجالة.

إن موت العلماءالأفذاذ مصيبة كبيرة، فإن الأمة تفقد بفقدهم الدليل الذي يهدي والنور الذي يضيءالطريق.

يقول الإمام علي كرم الله وجهه: (إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه).

يؤكد هذا حديث عبدالله بن عمرو المتفق عليه: (إن الله لا يقبض العلم ينزعه انتزاعاً من صدور الناس،ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاًفسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).[القرضاوي]


عبد العزيز بن باز وسوءالظن ؟؟؟

يذكرأنه ذات مرة ،أثناء السلام عليه في مجلسه،صافحه رجل كان فيه رائحة دخان (سجائر)...
فنبه أحدالحاضرين الشيخ، لعله يوبخ أو ينصح هذا الرجل
فقال، برحابة صدره المعروفة ، وحسن ظنهبالناس:
لا تتعجل الحكم،لربما كان جالسا مع شخص مدخن،فأصابه شيء منه ..
حلم غرييييييييييب:
لا يعرف أن الشيخ - رحمه الله _انتصر لنفسه أبدا.....
قال له رجل ذات مرة:ياشيخ لقد اغتبتك ،فأحللني،فقال الشيخ رحمه الله :ظهري حلال لكل مسلم.......
كرم وجوووووود:
كان ياتيه الفقراء والمساكين لطلبالمعونة...
فلا يترددأن يعطيهم .....
بل إنه - حين كان في الجامعة الإسلامية - كثيرا ما يطلب من صندوق الجامعة سلفة تخصم منراتبه، ليعطيها هؤلاء الفقراء....
مريض وقلبه معلق برسالته :
يقول الشيخ : أحمد القطان:
زرته وهو مريض في قدمه والطبيب واقف على رأسهكل ساعة يستأذنه كل حين في علا جه.
لكن حاجات الناس وأسئلتهم، جعلت الطبيب ينتظر طويلا إلى أنودعناه والطبيب لم يعالجه بعد....
داعية نادر :
ذهب وفد سعوديفي إحدى المهمات إلى أفريقيا.
فجاءت عجوز، وقالت: أنتم من السعودية؟
فقال الوفد : نعم.
فقالت : أبلغ سلامي للشيخ ابن باز ،
فقال : كيف عرفته ؟
فقالت : لقد كنت أنا وزوجي عائلة نصرانية ،وأسلمنا وهددناأقاربنا
ثم طردوناوضاقت بنا الدنيا.
فسألت عمن يمكن ان يساعدنا ؟ فقيل لي ليس لكم بعد الله سوىرجل يدعى ابن باز.
فكتبت إليه ولم أكن أتوقع وصول الرسالة .
ولكن فجاة وذات يوم ،طلبتني السفارة السعودية .
وإذ بالشيخ قد أرسل لنا مساعدة مبدئية قدرها 10000ريالا .
فهذا الرجل له الفضلبعد الله علينا بعد ان عرف بأننا في بلاء،بعد إسلامنا ...


محبة عجيبة:
أحد الحجاج القادمين من الاتحاد السوفييتي سابقا ، دخل على مقر الشيخ في منى .
وعندما رآه قال :أنت الشيخ ابن باز ،فقال : نعم .
فسلم عليه الحاج،وضمه وقبل رأسه
وهويقول : لقد كنت دعوت الله ألا يميتني حتى أراك .

موقف بسيط حدث لاحد الاخوه يرويها بنفسه :

منذ سنوات عندما كنتعلى مقاعد الدراسة الجامعية ، أشكل علي أمر محير...

واحترت من أسأل وأنا أعلم انشغال المشايخ ..
فقررت- بثقة - سؤالالمفتي شخصيا ...
كلمته -ورغم ما أسمع أحيانا من أنهم يتحرجون من مكالمات النساء...
إلا أني سمعت صوتا وقورا ،هادئ النبرة ، مستمعا ممتازا،،،
لا يخلو من حنان أبوي.....
وحين انتهيت أخبرني بفتواه ..
رحمه الله .....


إلى الآن حين يتساءلون : من هو الرجل ، تقفز صورته إلى ذاكرتي....

لا أدري لم تذكرته في هذه الأزمة التي تعصف بالأمة ::فأنشد مع الشاعر:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم * وبقيت في خف كجلدالأجرب

حكمـــــــــــــة .....

طلب وفد من المسلمين الأمريكيين منه أن يختار لهم كتابا في الفقه ليكون أساسا لأئمة مساجدهم، فسكتقليلا، ثم قال : يصعب أن أختاركتابا معينا، ولكن يمكن أن أوصي بعدة كتب بعد التشاورمع بعض الإخوان ممن لهم تجربة وعلم ..

فاستغربوا من إجابته، فلربما لو سألوا غيره،لاختار كتابا منكتبه ، أو من كتب جماعته ،أو مذهبه وأشار عليهم به.
فأقنعهم ذلك الجواب غير المنتظر بالشيخ أكثروأكثر، وبدد ما في عقولهم مما كانوا يسمعونه عن علماء المملكة من كلاممغرض>>

وفاته رحمه الله:

انتقل الشيخ إلى رحمة اللهتعالى يوم الخميس 27/محرم/2420ه عن عمر يناهز التسعين عاماً وصُلي عليه بالحرمالمكي الشريف يوم الجمعة 28/محرم، كما صُلي عليه صلاة الغائب في جميع مساجدالمملكة، وبعض المساجد في الدول العربية والإسلامية، وقد تم دفنه في مقبرة العدلبمكة المكرمة.


رحم الله شيخنا الجليل، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عدل سابقا من قبل فطيمة في الإثنين 16 مايو - 19:30 عدل 2 مرات
 
avatar

رهف الحياة

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
طالبا
المُسَــاهَمَـاتْ :
110
نقاط التميز :
97
التَـــسْجِيلْ :
11/05/2011
باااااااااااااااارك الله فيك
 
الأميرة زين

الأميرة زين

عضو نشيط
رقم العضوية :
14651
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
983
نقاط التميز :
728
التَـــسْجِيلْ :
09/04/2011
فطيمة

فطيمة

عضو محترف
رقم العضوية :
6494
البلد/ المدينة :
بسكرة
العَمَــــــــــلْ :
استاذة في اللغة العربية
المُسَــاهَمَـاتْ :
3622
نقاط التميز :
4317
التَـــسْجِيلْ :
18/10/2010
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 402674
ارجو انني قد انجزت عملي على اكمل وجه

بارك الله فيكم

وسأختار لاخ الفاضل والكريم سليم

مع الامام مالك رحمه الله

موفق اخي الكريم
 
badoo

badoo

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
8379
البلد/ المدينة :
باتنة
العَمَــــــــــلْ :
طالب
المُسَــاهَمَـاتْ :
3574
نقاط التميز :
4206
التَـــسْجِيلْ :
26/12/2010
سلام

الحمد لـله على السلامة أستاذتي الطيبة ...الفاضلة"*" فطيمة "*"

والحمد للـه على عودة قلمك الطيب لمنتدى وادي العرب

فالطيبون والطيبات نحن بحاجة ماسة لهم ,كحاجتنا للماء والهواء

أختِ الكريمة رتــــاج شكرا باتساع السموات والأرض





 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
فطيمة كتب:
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 402674
ارجو انني قد انجزت عملي على اكمل وجه

بارك الله فيكم

وسأختار لاخ الفاضل والكريم سليم

مع الامام مالك رحمه الله


موفق اخي الكريم


شكرا لك أختي فطيمة والحمد لله أنك بخير
بارك الله فيك على هذه المعلومات القيمة للإمام ابن الباز
وجعلها الله في ميزان حسناتك

وننتظر الأخ سليم مع شخصية الإمام مالك رحمه الله

بالتوفيق ان شاء الله
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
badoo كتب:
سلام

الحمد لـله على السلامة أستاذتي الطيبة ...الفاضلة"*" فطيمة "*"

والحمد للـه على عودة قلمك الطيب لمنتدى وادي العرب

فالطيبون والطيبات نحن بحاجة ماسة لهم ,كحاجتنا للماء والهواء

أختِ الكريمة رتــــاج شكرا باتساع السموات والأرض







شكرا لتواجدك بموضوعي أخي بادو
 
salim

salim

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
531
المُسَــاهَمَـاتْ :
2244
نقاط التميز :
2838
التَـــسْجِيلْ :
07/04/2010
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 315340
تحية طيبة للجميع.. واشكركم شكرا يليق بكم وبمقامكم..
لما تولوه من عناية واهمية للمواضيع القيمة والفعالة
والتي تحمل الأجمل والمفيد
اشكر اختي صاحبة الموضوع ritaj على الموضوع القيم والمفيد والذي تبذل من اجله الكثير
كذلك حرصها الدؤوب عليه
موفقة ان شاء الله
كما اشكر اختنا الأستاذة الرائدة فطيمة على موضوعها
الذي تفظلت به..
وان شاء الله لا اطيل عليكم... بالنسبة للموضوع الذي
اختارته اختنا فطيمة
الإمام مالك
سأعقد الهمة لحمل مراجعي ودواتي وقراصيسي واقلامي
لموضوع ان شاء الله يروق لكم ويعجبكم
تحيتي وشكري وسلامي للجميع

 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
بالتوفيق ان شاء الله
 
salim

salim

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
531
المُسَــاهَمَـاتْ :
2244
نقاط التميز :
2838
التَـــسْجِيلْ :
07/04/2010

عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 315340
الإمام مالك بن انس رحمه الله.. امام دار الهجرة
نسبه وقبيلته :
هو
أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر أنس بن الحارث بن غيمان
الأصبحي المدني وينتهي نسبه إلى يعرب بن يشجب بن قحطان. جده مالك بن أنس من
كبار التابعين وأحد الذين حملوا الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ليلا
إلى قبره كما ذكر ذلك القشيري، ووالد جده هو الصحابي أبو مالك الذي شهد
المغازي كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلا بدرًا، وأما والدة
الإمام مالك رضي الله عنه فهي العالية بنت شريك بن عبد الرحمـٰن الأسدية،
وأبناؤه هم: يحيى ومحمد وحماد. والإمام مالك هو أحد أصحاب المذاهب الأربعة
المدونة المعروفة والمشهورة في بلاد المسلمين.
ولد في المدينة المنورة
سنة خمس وتسعين للهجرة نشأ مُجدًا في التحصيل والرواية وقد أخذ العلم وروى
عن عدد كبير من التابعين وتابعيهم الذين يعدون بالمئات نذكر منهم: نافع
مولى ابن عمر، وابن شهاب الزهري، وأبا الزناد وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص،
ويحيى بن سعيد الأنصاري.

ولقد كان رحمه
الله إمام دار الهجرة، فانتشر علمه في الأمصار واشتهر في سائر الأقطار
وضربت إليه أكباد الإبل وارتحل الناس إليه من شتى الأنحاء، فكان يدرّس وهو
ابن سبع عشرة سنة، فمكث يُفتي ويعلم الناس، حتى إن كثيرًا من مشايخه رووا
عنـه كمحمد بن شهاب الزهري، وربيعة بن أبي عبد الرحمـٰن فقيه أهل المدينة،
ويحيى ابن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة وروى عنه كثير من الرواة حتى إن
القاضي عياضًا ألف كتابًا عدَّ فيه ألفًا وثلاثمائة اسم ممن روى عن الإمام
رضي الله عنه، أشهرهم سفيان الثوري والإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي
وعبد الله بن المبارك. مناقبه
كثير من علماء التابعين قالوا إن الإمام
مالكًا رضي الله عنه هو الذي بشَّر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
«يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون أعلم من عالم المدينة».

ولقد
كان الإمام مالك بن أنس معظمًا للعلم حتى إنه إذا أراد أن يحدث توضأ وصلى
ركعتين وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته واستعمل الطيب وتمكن في الجلوس على
وقار وهيبة ثم حدث، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم ولا أحدث به إلا متمكنًا على طهارة.

وكان
الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه معظمًا للنبي صلى الله عليه وسلم موقرًا
له، فقد قال مصعب بن عبد الله: كان مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يومًا في ذلك فقال:
«لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليَّ ما ترون ولقد كنت أرى محمد بن المنكدر
وكان سيد القراء لا نكاد نسأله عن حديث أبدًا إلا يبكي حتى نرحمه ولقد كنت
أرى جعفر بن محمد كان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله
عليه وسلم اصفر وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على
طهارة، ولقد اختلفت إليه زمانًا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما
مصليًا وإما صامتًا وإما يقرأ القرءان، ولا يتكلم فيما لا يعنيه وكان مِن
العلماء والعباد الذين يخشون الله عز وجل.

يروى
من أن الخليفة هارون الرشيد قدم إلى المدينة المنورة وكان قد بلغه أن
الإمام مالكًا يقرأ الموطأ على الناس، فأرسل إليه البرمكي وقال له: اقرأ
عليه السلام وقل له يحمل إليَّ الكتاب فيقرأه عليَّ، فأتاه البرمكي فأخبره
فقال الإمام رضي الله عنه: اقرأ على أمير المؤمنين السلام وقل له إن العلم
يُزَار ولا يزور، وإن العلم يؤتى ولا يأتي، فقصد الرشيد منزل الإمام واستند
إلى الجدار فقال له الإمام مالك: يا أمير المؤمنين، من إجلال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إجلال العلم.

ولم
يكن هذا الفعل من الإمام تكبرًا على الخليفة، بل كان ذلك لمصلحة شرعية هي
بيان فضل العلم والعلماء وتعليم الناس سواء كانوا حكامًا أو محكومين أن
يُجلّوا العلم ويوقروه ويكون له في نفوسهم رهبة وهيبة، وإلا فالإمام مالك
رضي الله عنه كان من أشد أهل عصره تواضعًا ولينًا.

وكان
الناس إذا أتوا الإمام مالكًا خرجت إليهم جارية له فتقول لهم: يقول لكم
الشيخ تريدون الحديث أو المسائل فإن قالوا المسائل خرج إليهم، وإن قالوا
الحديث دخل مغتسله واغتسل وتطيب ولبس ثيابًا جددًا ولبس ساجه وتعمم ووضع
رداءه وتلقى له منصة فيخرج فيجلس عليها وعليه الخشوع ولا يزال يبخر بالعود
حتى يفرغ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رحمه الله لا يجلس على
تلك المنصة إلا إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل في ذلك
لمالك فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحدث به
إلا على طهارة متمكنًا.

قال الدراوردي
رحمه الله: رأيت في المنام أني دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرأيت النبي عليه الصلاة والسلام يعظ الناس إذ دخل عليه مالك فلما رءاه
النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إليَّ إلي» فأقبل حتى دنا منه فنزع النبي
صلى الله عليه وسلم خاتمه من أصبعه فوضعه في خنصر مالك رضي الله عنه فأولته
بالعلم وكان العلماء يقتدون بعلمه والأمراء يستضيئون برأيه، والعامة
منقادين إلى قوله، فكان يأمر فيمتثل بأمره بغير سلطان. ولقد قال الإمام ابن
حبان في «الثقات»: كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة،
وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث ، ولم يروِ إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة
مع الفقه والدين والفضل والنسك.

ثم إن
أقوال الكثيرين من علماء عصره جعلنا نتبين مدى حرصه على دين الله فقد قال
الإمام الشافعي عنه: إذا ذكر العلماء فمالك النجم، وقال ابن معين: مالك من
حُجج الله على خلقه، وقال يحيى بن سعيد القطان: مالك أمير المؤمنين في
الحديث، وقال ابن سعيد: كان مالك ثقة مأمونًا ثبتًا ورعًا فقيهًا عالمًا
حجة.

عقيدته :

كان
الإمام رضي الله عنه مقتديًا بالسنة المطهرة التي كان عليها النبي صلى
الله عليه وسلم وصحابته الكرام وأهل بيته، وكان مولده بالمدينة المنورة
وتفقهه على علمائها سببًا في اطلاعه بالسنة النبوية المطهرة وأحوال أهل
مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم فكان على عقيدة التنزيه لله عن مشابهة
الخلق وعن المكان وعن الهيئة والصورة والحركة والانتقال والتغير.

وثبت
أن مالكًا أول الأحاديث المتشابهة التي يوهم ظاهرها التجسيم والحركة
والانتقال والسكون، ففي تأويل مالك لهذه الأحاديث نقل البيهقي بإسناده عن
الأوزاعي ومالك وسفيان والليث بن سعد أنهم سئلوا عن هذه الأحاديث فقالوا:
«أمروها كما جاءت بلا كيفية» ذكره في كتابه الأسماء والصفات، وثبت عنه ما
رواه البيهقي بإسناد جيد من طريق عبد الله بن وهب قال: كنا عند مالك فدخل
رجل فقال: يا أبا عبد الله، الرحمـٰن على العرش استوى كيف استوى؟ فأطرق
مالك فأخذته الرحضاء (أي كثرة العرق) ثم رفع رأسه فقال: الرحمـٰن على العرش
استوى كما وصف نفسه ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع وما أراك إلا صاحب بدعة،
أخرجوه فقول مالك: وكيف عنه مرفوع أي ليس استواؤه على عرشه كيفًا أي هيئة
كاستواء المخلوقين من جلوس ونحوه. وروى البيهقي من طريق يحيى بن يحيى أحد
تلاميذ مالك رواية أخرى عن الإمام مالك وهي قوله: «الاستواء غير مجهول
والكيف غير معقول»، أي أن الاستواء معلوم وروده في القرءان، والكيف غير
معقول أي أن الاستواء بمعنى الكيف أي الهيئة كالجلوس لا يعقل أي لا يقبله
العقل لكونه من صفات الخلق لأن الجلوس لا يصح إلا من ذي أعضاء أي ألية
وركبة وتعالى الله عن ذلك.

وأما رواية «والكيف مجهول» فهي غير صحيحة لم تصح عن أحد من السلف ولم تثبت عن مالك ولا غيره من الأئمة رواية.
وثبت
عن مالك التأويل في حديث النزول أنه قال: «نزول رحمة لا نزول نقلة»، وروي
عنه كذلك في تأويل هذا الحديث: «ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول
هل من داع فأستجيب له» أي حديث النزول، أنه على سبيل الاستعارة ومعناه
الإقبال على الداعي بالإجابة واللطف والرحمة وقبول المعذرة، ليس على معنى
الانتقال الحسي من مكان إلى ءاخر.

الموطأ :
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 117_image002
هو
أول كتاب وُضعت فيه الأحاديث مصنفة ومبوبة، ومعناه الممهد كما أنه أول
كتاب أُلّف في الحديث والفقه معًا، واستغرق تأليفه أربعين سنة. وقد اشتمل
على الكثير من الأسانيد التي حكم المحدثون بأنها أصح الأحاديث.

فقد قال الشافعي في الموطأ: ما ظهر كتاب على الأرض بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك، وفي عصره قيل فيه :« أيفتى ومالك في المدينة».
علمه :

سئل
مالك رحمه الله عن طلب العلم فقال: «حسن جميل ولكن انظر إلى الذي يلزمك من
حين تصبح إلى حين تمسي فالزمه». وكان رحمه الله في تعظيم علم الدين على
درجة عالية، حتى إذا أراد أن يحدّث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرّح لحيته
واستعمل الطيب وتمكن من الجلوس على وقار وهيبة ثم حدّث، فقيل له في ذلك،
فقال: أحب أن أعظِـّم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإرادته وجه الله
تعالى بالعلم، فقد جاء عن مالك رضي الله عنه أنه سئل ثمانية وأربعين
سؤالًا فأجاب عن ستة وقال عن البقية لا أدري.

زهده :

أما
زهده في الدنيا فكبير، فقد روي أنّ الرشيد سأله: هل لك دار فقال: لا،
فأعطاه ثلاثة ءالاف دينار وقال: اشتر بها دارًا، فأخذها ولم ينفقها، عندها
قال الرشيد لمالك رحمه الله: ينبغي أن تخرج معنا فإني عزمت على أن أحمل
الناس على الموطأ. فقال له: أما حمل الناس على الموطأ فليس إليه سبيل، لأنّ
أصحاب الرسول افترقوا في الأمصار فحدثوا، فعند أهل كل مصر علم، وأما
الخروج معك فلا سبيل إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المدينة خير
لهم لو كانوا يعلمون» متفق عليه. وقال عليه الصلاة والسلام: «المدينة تنفي
خَبَثَها كما ينفي الكير خبث الحديد» متفق عليه. وهذه دنانيركم كما هي إن
شئتم فخذوها وإن شئتم فدعوها. يعني أنك إنما تكلفني مفارقة المدينة لما
اصطنعته إليَّ، فلا أوثر الدنيا على مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام.

لقد
كان الإمام مالك زاهدًا في أمر الدنيا، وقد أفلح الزاهدون، ولما حُملت
إليه الأموال الكثيرة من أطراف الدنيا لانتشار علمه وأصحابه، كان يفرقها في
وجوه الخير. ودلّ على زهده سخاؤه وقلة حبه للدنيا، وليس الزهد فقد المال،
وإنما الزهد فراغ القلب عنه، ومما يدل على استحقاره للدنيا ما روي عنه أنه
قال: «دخلت على هارون الرشيد فقال لي: يا أبا عبد الله ينبغي أن تختلف
إلينا حتى يسمع صبياننا منك الموطأ، قال: فقلت: أعزّ الله مولانا الأمير،
إنَّ هذا العلم منكم خرج، والعلم يؤتى ولا يأتي. فقال: صدقت، اخرجوا إلى
المسجد حتى تسمعوا مع الناس.

وفاته :

كانت
وفاته في المدينة المنورة لعشر خلون من ربيع الأول سنة مائة وتسعة وسبعين
للهجرة، ودفن في البقيع بجوار إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم ورثاه
العديد من الشعراء منهم جعفربن أحمد السراج بقوله:

سقى جَدَثًا ضمَّ البقيعُ لمالك من المزن مرعاد السحائب مبراقُ
إمام موطاه الذي طبقت به أقاليم في الدنيا فساح وءافاقُ
أقام به شرع النبي محمد له حذر من أن يضام وإشفاقُ
له سند عال صحيح وهيبة فللكل منه حين يرويه إطراقُ
وأصحاب صدق كلهم علم فسل بهم إنهم إن أنت ساءلت حذاق
ولو لم يكن إلا ابن إدريس وحده كفاه ألا إن السعادة أرزاق

رحم الله الإمام مالك بن أنس ونفعنا بعلمه.




تحيتي وشكري وسلامي لجميع اعضاء منتدى وادي العرب الجزائري
الكـــــــــــــــــرام
 
الأميرة زين

الأميرة زين

عضو نشيط
رقم العضوية :
14651
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
983
نقاط التميز :
728
التَـــسْجِيلْ :
09/04/2011
lina gamra

lina gamra

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
743
البلد/ المدينة :
أرض الله الواسعة
العَمَــــــــــلْ :
موظفة
المُسَــاهَمَـاتْ :
2857
نقاط التميز :
3865
التَـــسْجِيلْ :
13/07/2010
بارك الله فيك أختي
رتاج على هذا الموضوع المفيد
أتمنى لكم التوفيق
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
شكرا أخي سليمعلى المعلومات القيمة للإمام مالك رحمه الله
وجعلها الله في ميزان حسناتك

المعذرة أخي انت لم تختار العضو والشخصية الاسلامية
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
lina gamra كتب:
بارك الله فيك أختي
رتاج على هذا الموضوع المفيد
أتمنى لكم التوفيق


وفيك البركة أختي لينا
شكرا لتواجدك بموضوعي
 
salim

salim

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
531
المُسَــاهَمَـاتْ :
2244
نقاط التميز :
2838
التَـــسْجِيلْ :
07/04/2010
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 315340
معذرة اختي ritaj لعدم اختياري عضوا والشخصية
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 125175
اتمنى ان ينال الموضوع اعجابكم .. ولو بالجزء اليسير من الإفادة
وكسب بعض المعلومات

واتمنى من الله اني قد وفقت وقدمت بعظ المعلومات التي ترقى
لمستوى امامنا مالك بن انس امام دار الهجرة رحمه الله.
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 125175
أما العضو الذي اختاره ، واتمنى ان لا اكون قد اثقلت عليه وحملته عناء البحث..

اختنا الفاضلة المعطاءة المدرارة
wafadz70
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 125175

والشخصية : فقيه الفقهاء وسيد التابعين

سعيد بن المُسَيَبْ

موفقة اختي الكريمة ان شاء الله

 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
بارك الله فيك اخي الفاضل
نتعرف على شخصية سعيد بن المسيب
مع الأخت الكريمة wafadz70

بالتوفيق ان شاء الله
 
الأميرة زين

الأميرة زين

عضو نشيط
رقم العضوية :
14651
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
983
نقاط التميز :
728
التَـــسْجِيلْ :
09/04/2011
نتمنى ان يتم اختيار عضو آخر ان لم تتم الاستجابة من طرف الاخت وفاء
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
شكرا أختي على حرصك ومرورك الدائم على الموضوع
من المفروض أن الأخ سليم هو الذي يقوم باختيار العضو مع انه غائب عن المنتدى
فأنا التي أقوم باختيار العضو نيابة عنه
واختار الأخ بادو مع شخصية سعيد بن المسيب
بالتوفيق اخي الكريم
 
badoo

badoo

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
8379
البلد/ المدينة :
باتنة
العَمَــــــــــلْ :
طالب
المُسَــاهَمَـاتْ :
3574
نقاط التميز :
4206
التَـــسْجِيلْ :
26/12/2010
ســـــــلام


سعيـــــد بــــــن المسيب


فقيه الفقهاء وسيد التابعين سعيد بن المسيب القرشي المخزومي(637 - 715م / 14 هـ - 94 هـ) كنيته أبو محمد)ولد لسنتين من خلافة عمرة رضي الله عنه، وقد روي عن عدد من الصحابة وبعض أمهات المؤمنين وكان أعلم الناس بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضاء أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، حتى قال عن نفسه: "ما أحد أعلم بقضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر وعمر مني".

وروي عنه كثير من كبار العلماء، ومن أبرز من تلقى العلم عنه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، حتى قال عنه: "جالسته سبع حجج وأنا لا أظن عند أحد علما غيره".

وقد لفت تميزه في العلم والفقه نظر بعض الصحابة والتابعين حتى أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وجد رجلا سأله عن مسألة فقال له: إيت هذا فسله ـ يعني سعيدا ـ ثم أرجع إلي فأخبرني، ففعل ذلك وأخبره، فقال ابن عمر لمن حوله لما أخبر بإجابة سعيد معبرا عن إعجابه بعلمه: ألم أخبركم أنه أحد العلماء" وقال لأصحابه عن سعيد: "لو رأى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره"، وكان يرسل إليه يسأله عن قضايا عمر وأحكامه.

وكان اشتهاره بالعلم وتقدمه فيه قد شاع على ألسنة الناس، وكان الرجل يأتي إلي المدينة المنورة فيسأل عن أفقه أهلها وأعلمهم فيوجه إلي سعيد، ومن ذلك ما روي عن ميمون بن مهران قال: "أتيت المدينة فسألت عن أفقه أهلها، فدفعت إلي سعيد بن المسيب".

ويقول شهاب بن عباد العصري: "حججت فأتينا المدينة، فسألنا عن أعلم أهلها، قالوا: سعيد".

وقد بلغ من الثقة في علمه وفقهه أنه كان يفتي والصحابة أحياء وقد أعانه على الوصول إلي تلك المنزلة ما كان يتمتع به من حافظة واعية وتفان في تحصيل ألوان المعارف، حتى إنه كان لا ينسى من يلقاه من طلابه، فقد حدث عمران بن عبد الله الخزاعي قال: "سألني سعيد بن المسيب فانتسبت له، فقال: "لقد جلس أبوك إلي في خلافة معاوية" ويقول: "والله ما أراه مر على أذنه شيء قط إلا وعاه".

وقال عنه ابن خلكان: "كان سعيد المذكور سيد التابعين من الطراز الأول، جمع بين الحديث والفقه والزهد والعبادة والورع".

وقال عن نفسه: "كنت أرحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد".

وكان فيه صلابة ورثها عن آبائه وأجداده، فقد روي عنه جده حزنا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما اسمك؟
قال: حزن .. قال: بل أنت سهل.

قال: يا رسول الله اسم سماني به أبواي، وعرفت به في الناس فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

قال سعيد: "فما زلنا تعرف الحزونة فينا أهل البيت".

وقد جرت عليه هذه الصلابة كثيرا من المتاعب حيث كان دائما على غير وفاق مع الولاة والحكام حاشا عمر بن عبد العزيز وكان لا يأتي أحدا من الولاة، وكان عمر بن عبد العزيز يعرف له مكانته، فكان إذا عرض له قضية يبعث إليه يسأله عن رأيه، ثم يأخذ به، وذات مرة بعث إليه التوجه إلي عمر، فلما ذهب إلي عمر اعتذر له وقال أخطأ الرسول: إنما أرسلناه يسألك في مجلسك، وكان عمر يقول: ما كان بالمدينة عالم إلا يأتيني بعلمه وكنت أوتي بما عند سعيد بن المسيب.

وكان سعيد قد أخذ عن أبي هريرة كل ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه كان قد تزوج ابنة أبي هريرة رضي الله عنه.



أخـــــلاقه وعبــــــادته


كان سعيد رجلا وقورا له هيبة عند مجالسيه فكان يغلب عليه الجد، ولو نظرت إليه لخيل إليك أنك أمام رجل ممسك بموازين الحق والعدل بين يديه، قد تكفل بحراستها والقيام عليها، مدرك لمدى مسئولية الأمانة التي تحملها، فلا يجامل، ولا يغمض عينيه عن شيء لا يراه صحيحا، فيعلن إنكاره له، غير مبال بما يجره عليه ذلك من أذى، ومن أجل ذلك كانت علاقته بالولاة والحكام علاقة يشوبها التوتر والتربص وقد مر عليه أكثر من أربعين سنة لا يرفع الأذان إلا وهو في المسجد ينتظر الصلاة، وكان دائما في الصف الأول ولم يفته الجماعة إلا يوم أن عاقبه والي المدينة وطوف به في طرقات المدينة، وجاء إلي المسجد، وقد أنصرف الناس من الصلاة، فقال: هذه وجوه ما رأيتها منذ أربعين سنة وقد حج كما قال بضعا وعشرين حجة.

وكان سعيد له تجارة تدر عليه دخلا يكفيه ليعيش عيشة راضية، ولهذا لم يكن يأخذ عطاء من الدولة حجرا على رأيه، وتقييدا لحريته، وكان عنده من يقوم بأمر تجارته، فلا يشغله أمرها عن عبادته وعلمه، وكان يدعو إلي اكتساب المال عن طرقه المشروعة، ليتمكن من صلة الرحم وأداء الأمانة، وصيانة الكرامة، والاستغناء عن الخلق، ومما أثر عنه في ذلك قوله: "لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله، يعطي منه حقه، ويكف به وجهه عن الناس". وخير ما يصور وجهة نظره في امتلاك المال قوله: "اللهم إنك تعلم أني لم أمسكه بخلا ولا حرصا عليه، ولا محبة للدنيا، ونيل شهواتها، وإنما أريد أن أصون به وجهي عن بني مروان، حتى ألقى الله فيحكم في وفيهم، وأصل منه رحمي، وأؤدي منه الحقوق التي فيه. وأعود منه على الأرملة والفقير والمسكين واليتيم والجار".

وقد نما ماله حتى ترك عند وفاته ثلاثة آلاف دينار، وقال والله ما تركتها إلا لأصون بها ديني وحسبي، وكان يقول: "من استغنى بالله افتقر الناس إليه".

ولهذا كان سعيد في بحبوحة من العيش، وقد وضح أثر ذلك في مظهره وملبسه، وحسن هيئته تحدثا بنعمة الله عليه، وكان بمسلكه ذلك يعطي المثل العملي للعالم في نزاهته ونظافته، وحسن هندامه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان أجمل الخلق منظرا، وأعجبهم مظهرا، وأنظفهم ثوبا، وكان يمشط شعره، ويدهن الطيب حتى تشم رائحته العطرة من بعيد وإذا مس أحد يده يبقى أثر الطيب عالقا بها مدة طويلة، وكل تعاليمه صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته يعلم الناس أن يحرصوا على بهاء المنظر وجمال الصورة وطيب الرائحة وحسن السمت. ولهذا من فقه الرجل أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم لأن القرآن الكريم يقول:

{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } (الأحزاب ،الآية:21) وسعيد رحمه الله كان حريصا على أن يقفو خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعلم الناس سنته وهديه.

موقف سعيــد من أحــــداث عصره


كان الأمويوين والزبيريون يتنازعون على الحكم في أيام سعيد، وكانت المدينة أحيانا تكون تحت حكم الأمويين وأحيانا تحت حكم الزبيريين، وكان الوالي يحاول أن ينفذ سياسة الجهة التي ينتمي إليها، وكان مقر حكم الزبيريين بمكة ومقر حكم الأمويين بدمشق، ولم يكن سعيد راضيا عن هؤلاء ولا أولاء.

وحدث أن كان والي المدينة في فترة يدعى جابر بن الأسود ابن عوف الزهري من طرف الزبيريين، ودعا الناس إلي البيعة لعبد الله بن الزبير، وكان سعيد يرى أن الأمور غير مستقرة وليس من الحكمة المبايعة في ذلك الظرف غير المناسب، ولذلك لما دعاء الوالي إلي البيعة قال: "لا .. حتى يجتمع الناس"، فكبر على الوالي موقف سعيد وضربه ستين سوطا، ولما بلغ ما صنع ابن الزبير لم يرض بما صنعه واليه وكتب إليه يلومه على ما صنعه مع سعيد".

ويبدو أن الوالي كان قد نقم على سعيد أنه عاب عليه أن يتزوج، قبل أن تنتهي عدة الزوجة الرابعة التي طلقها، ويرى سعيد أنها ما دامت في العدة فهي في حكم الزوجة، ولا يرى صحة الزواج إلا بعد انتهاء العدة وقد أدرك سعيد أن الوالي يريد أن يعاقبه على إعلانه عدم صحة زواجه، ولذلك لما كانت السياط تنهال على سعيد صاح معلنا عن رأيه قائلا: والله ما ربعت على كتاب الله، وإنك تزوجت الخامسة قبل انقضاء عدة الرابعة، وما هي إلا ليال فاصنع ما بدالك، فسوف يأتيك ما تكره، ولم يمكث إلا قليلا حتى قتل ابن الزبير.

وليس معنى امتناع سعيد عن البيعة لابن الزبير أنه كان يوالي الأمويين، بل كان يواجه الخطأ مهما كان مصدره، فكان إذا رأى أمرا غير سديد رفضه وأعلن عن عدم قبوله وامتنع عن الاستجابة له مهما كلفه ذلك من أمر.

وكان الوضع السياسي قد تغير في المدينة بعد أن قتل ابن الزبير، وخلص الأمر للأمويين، وكان هناك وال أموي هو هشام ابن إسماعيل المخزومي، وفي عام 84 هـ توفى عبد العزيز بن مروان وكان مبايعا له بولاية العهد بعد عبد الملك، فلما مات عقد عبد الملك بولاية العهد لابنيه الوليد وسليمان، ودعا إلي أخذ البيعة لهما، وأخذ والي المدينة البيعة إلا أن سعيدا أبى أن يبايع محتجا بأنه لا يجوز أن تكون بيعتان معا، فكتب الوالي إلي الملك يخبره باستجابة أهل المدينة إلي المبايعة وامتناع سعيد، فكتب عبد الملك إلي واليه هشام أن يعرضه على السيف، فإن لم يتراجع طلب إليه أن يجلده خمسين جلدة، وأن لا يفعل ذلك بسعيد، فأطلع بعض زملاء سعيد من الفقهاء على خطاب عبد الملك، لعلهم يحاولون إقناعه بأن يستجيب للبيعة، ولا يتعرض لهذا الموقف الذي لا يحب أن ينسب إليه، وهو لا يستطيع أن يتغاضى لهذا الموقف ما جاء في رسالة عبد الملك خشية منه، وإن كانت بعض الروايات تقول إنه كان قد بدأ بإيقاع العقاب بسعيد لما امتنع عن البيعة، وأن عبد الملك بعث إليه يلومه على فعله بسعيد، ولكننا نميل إلي الأخذ بالرواية التي تقول إن عبد الملك هو الذي أمر بإيقاع العذاب بسعيد حتى لا يشجع التهاون معه غيره على الامتناع عن المبايعة، وقد يضاف إلي ذلك أن عبد الملك كان في نفسه شيء من سعيد لأنه رفض أن يزوج ابنته للوليد بن عبد الملك، كما سنبين ذلك فيما بعد.

فلما أطلع الوالي الفقهاء على كتاب عبد الملك في شأن سعيد توجه عروة بن الزبير وسالم بن عبد الله وسليمان بن يسار إلي منزل سعيد، وقالوا: إنا قد جئناك في أمر: قد قدم كتاب فيك من عبد الملك بن مروان إن لم تبايع ضربت عنقك، ونحن نعرض عليك خصالا ثلاثا، فأعطنا إحداهن، فإن الوالي قد قبل منك أن يقرأ عليك الكتاب، فلا تقل لا ولا نعم.

قال: يقول الناس بايع سعيد بن المسيب ما أنا بفاعل، وكان إذا قال لا لم يطيقوا عليه أن يقول نعم.

قال: مضت واحدة، وبقيت اثنتان.

قالوا: فتجلس في بيتك، فلا تخرج إلي الصلاة أياما، فإنه يقبل منك، إذا طلبت في مجلسك فلم يجدك.

قال: وأنا اسمع الأذان فوق أذني: حي على الصلاة حي على الفلاح، ما أنا بفاعل.

قالوا: مضت اثنتان، وبقيت واحدة، واقترحوا عليه أن ينتقل من مجلسه إلي غيره، فإذا أرسل الوالي إليه فلم يجده أمسك عنه.

قال: فرقا "خوفا" لمخلوق، ما أنا بمتقدم لذلك شبرا، ولا متأخر شبرا.

فخرجوا عنه وخرج إلي الصلاة، صلاة الظهر، فجلس في مجلسه الذي كان يجلس فيه، فلما صلى الوالي بعث إليه فأتى به.

فقال: إن أمير المؤمنين كتب يأمرنا إن لم تبايع ضربنا عنقك.

قال سعيد: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين.

فلما رآه لا يجيب أخرج إلي السدة، فمدت عنقه وسلت عليه السيوف، فلما رآه قد مضى "ولم يتراجع" أمر به. فجرد من ثيابه فإذا عليه تبان شعر "كساء يلبس ليستر العورة".

وكان بعض غلمان الوالي قد أخبروه أنه سيقتل فارتدى ذلك الكساء حتى لا تنكشف عورته إذا قتل.

فقال: لولا ظننت أنه القتل ما لبسته، وأمر الوالي فضرب خمسين سوطا، ثم أمر أن يطاف به في أسواق المدينة، فلما رده، والناس منصرفون من صلاة العصر قال: إن هذه الوجوه ما نظرت إليها منذ أربعين سنة.

وذلك لأنه تعود أن يكون في المسجد قبل الأذان ينتظر الصلاة، وكان مكانه دائما في الصف الأول.

ويبدو أن المحاولة قد تكررت مع سعيد قام بها آخرون من أصحابه وأقرانه، ولكنه كان يصر دائما على عدم الاستجابة، والذي يدرس حياة سعيد بن المسيب يعرف أن الرجل كان إذا قال لا، لا يمكن أن يثنيه عن قوله أحد ولذلك كانت علاقته سيئة ببني مروان، وكان يعرف عنه عدم رضاه عنهم، لأنهم لم يلتزموا التزاما كاملا بما يدعو إليه الإسلام في نظام الحكم القائم على مبدأ الشورى.

السجـــــن والمقـــــــاطعة


بعد أن عوقب سعيد بالجلد والتشهير به في طرقات المدينة، زج به إلي السجن، وقضي به فترة لم تنقطع فيها محاولة الوالي أن ينتزع منه الموافقة على البيعة للوليد ولسليمان أملا في أن يستجيب ويخلي سبيله، وكان يستعين على الوصول إلي ما يريد بكل من له صلة قرابة بهما أو مودة: فقد توجه إلي السجن أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أحد الفقهاء السبعة وتكلم معه في موقفه من الوالي، وموقف الوالي منه، ولام سعيدا على ما أظهره من عدم المبالاة بالوالي على الرغم من مداراته له ويبد أن الحوار بينهما قد اشتد حتى ضاق به سعيد، كما يتبين من المحاورة التالية:

قال له أبو بكر: إنك خرقت به "يعني استهزأت به".

قال سعيد: يا أبا بكر، اتق الله وأثره على ما سواه، وأخذ أبو بكر يردد اتهامه لسعيد قائلا: إنك خرقت به ولم ترفق حتى ضاق به سعيد، وعاودته حدته فقال له، إنك والله أعمى البصر وأعمى القلب.

ولما خرج أبو بكر من عند سعيد بعث إليه هشام يسأله إذا كان سعيد قد لأن.

فقال أبو بكر: والله ما كان أشد لسانا منذ فعلت به ما فعلت، فاكفف عن الرجل.

ومن دراسة ما روي حول الفترة التي قضاها سعيد في السجن يمكن أن نتعرف على بعض الحقوق التي كانت تقدم للسجناء في ذلك العهد المتقدم، فلم يكن هناك حظر على أهل السجين أن يقدموا إليه من الطعام والملابس والفراش ما يريدون بدون أن يتدخل الحكام في ذلك، ونحن نعرف من صحبتنا لحياة سعيد في الصفحات السابقة أنه كان في بحبوحة من العيش جاءه ما أعدت ابنته دعا برجل يسمى أسلم بن أمية، وقال له أذهب إلي ابنتي، فقل: لا تعودي لمثل هذا أبدا، فهذه حاجة هشام ابن إسماعيل، يريد أن يذهب مالي، فأحتاج إلي ما في أيديهم، وأنا لا أدري ما أحبس، فانظري إلي القوت الذي كنت أكل في بيتي فابعثي به إلي.

وقدم هذه النصيحة إلي رجل آخر كان معه في السجن، وكان أهله يبعثون إليه بألوان الطعام، فنصحه سعيد قائلا:

أتريد أن تجلس هاهنا، كف عنك هذا.

ونستطيع أن ندرك مما سبق مدى الحرية التي كان يتمتع بها السجناء، مما يرجو نزلاء السجون في أيامنا هذه أن يتمتعوا بمثله وكان يسمح لهم بالزوار بدون حرج، فقد حدث عبد الله بن يزيد الهذلي قال: دخلت على سعيد بن المسيب السجن، فإذا هو قد ذبحت له شاة، فجل الإهاب على ظهره، ثم جعلوا له بعد ذلك قبضا رطبا" وكان كلما نظر إلي عضديه، قال: اللهم انصرني من هشام.

وبعد أن خرج من السجن لم يترك وشأنه بل حرم عليه الجلوس إلي أحد، وحيل بين الناس وبين الجلوس إليه بما نسميه في عرفنا المعاصر بالمقاطعة الاجتماعية (العزل).

ولكنه كان يذهب إلي مجلسه كعادته، ولم يكن يجرؤ أحد على مجالسته، فقد دخل مسجد المدينة رجل يسمى يونس القزي، فوجد سعيدا يجلس وحده، فتساءل ما شأنه، فأخبر أنه نهى أن يجالسه أحد وكان سعيد لا يحب أن يؤذي أحد بسببه، فكان إذا جلس إليه شخص أخبره أن الوالي منع الناس من مجالسته، وأنه يخشى أن يناله أذى بسبب هذه المجالسة، كان يقول ذلك لمن لا يعرف الحظر إبراءً لذمته.

اعتـــــــــزازه بنفســـــه


كان سعيد لا يذهب للقاء أحد من خلفاء بني مروان ولا يستجيب لهم إذا دعوه. فقد حدث ذات يوم أن كان عبد الملك بن مروان بالمدينة وأراد أن يستريح في وقت الظهيرة، ولكن النوم استعصى عليه، فطلب إلي حاجبه أن يستدعي له أحدا ممن في المسجد يتحدث إليه، وخرج الرجل إلي المسجد، فوجد سعيدا في حلقته، فوقف بحيث يراه سعيد، ثم أشار إليه بإصبعه يستدعيه، ليذهب معه، وانطلق الحاجب ظانا أن سعيدا سيتبعه، ولكنه لم يتحرك من مكانه.

فقال الحاجب "لا أراه فطن، ثم عاد إليه ودنا منه، ثم غمزه وقال: ألم ترني أشرت إليك؟

قال سعيد: وما حاجتك؟

قال: أجب أمير المؤمنين.

فقال: إلي أرسلك؟

قال: لا، ولكن قال: انظر بعض حداثنا، فلم أر أحدا أهيأ منك.

قال: أذهب فأعلمه، أني لست من حداثه.

فخرج الحاجب، وهو يقول، ما أرى هذا الشيخ إلا مجنونا، وذهب فأخبر عبد الملك.

فقال عبد الملك: ذاك سعيد بن المسيب، فدعه.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي رفض فيها سعيد لقاء عبد الملك، فقد قدم المدينة بعد أدائه فريضة الحج، ووقف على باب المسجد، وأرسل إلي سعيد بن المسيب رجلا يدعوه إليه، وطلب إليه ألا يحركه فأتاه الرسول، وقال: أجب أمير المؤمنين واقفا بالباب، يريد أن يكلمك.

فقال سعيد: ما لأمير المؤمنين إلي حاجة، ومالي إليه حاجة وإن حاجته لي غير مقضية.

فرجع الرسول إلي عبد الملك وأخبره بما سمع، فقال أرجع، فقل له: إنما أريد أن أكلمك. ولا تحركه فرجع إليه فقال: أجب أمير المؤمنين فرد عليه مثلما رد عليه المرة الأولى.

واشتد الغيظ بالرسول فقال: لولا أنه تقدم إلي فيك ما ذهبت إليه إلا برأسك، يرسل إليك أمير المؤمنين يكلمك تقول مثل هذا.

فقال سعيد: إن كان يريد أن يصنع بي خيرا فهو لك، وإن كان يريد غير ذلك فلا أحل حبوتي حتى يقضي ما هو قاض. فعاد الرجل إلي عبد الملك فأخبره، فقال: رحم الله أبا محمد أبي إلا صلابة.

وقد تكرر نفس الموقف مع الوليد بن عبد الملك لما آلت إليه الخلافة. فقد وصل إلي المدينة، ودخل المسجد فرأى شيخا قد اجتمع عليه الناس.

فقال: من هذا؟

قالوا: سعيد بن المسيب.

فلما جلس أرسل إليه، فأتاه الرسول.

فقال: أجب أمير المؤمنين.

فقال سعيد: لعلك أخطأ باسمي، أو لعله أرسلك إلي غيري فرد الرسول، فأخبره، فغضب وهم به.

فتدخل الناس، وقالوا: يا أمير المؤمنين. فقيه المدينة، وشيخ قريش، وصديق أبيك، لم يطمع ملك قبلك أن يأتيه، ومازالوا به حتى هذا غضبه، وتركه وشأنه.

أســـــــرة سعيـــــــد


كان سعيد قد تزوج ابنة أبي هريرة، وكانت قد أخذت عن أبيها كثيرا مما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمكن أن نتصور منزلا وأسرة ربتها ابنة أبي هريرة وربها سعيد بن المسيب كيف تمضي الحياة فيه، وكيف ينشأ أبناء هذا البيت، إن التاريخ يحدثنا أن سعيد كان له ابن يسمى محمدا ولذلك كانوا ينادونه بـ"أبو محمد" وأن محمد هذا كان مرجعا في علم الأنساب حتى أن سعيدا كان إذا جاءه من يسأل عن الأنساب أحاله إلي ابنه محمد وكان له ابنة حاول عبد الملك كما سبق أن أشرنا أن يزوجها لابنه الوليد، ولكن سعيدا لم يوافق على هذا الزواج لاعتبارات كثيرة في مقدمتها عدم رضاه عن سياسة بني مروان وسعيد هذا الذي يرفض أن يزوج ابنته إلي الوليد بن عبد الملك ولي العهد والخليفة فيما بعد يعرض ابنته هذه على طالب فقير من طلابه لا يملك أكثر من ثلاثة دراهم في قصة مثيرة، ولعلنا نتساءل قبل أن نعرض الصورة التي تم بها الزواج عن مدى ما كانت تتمتع به ابنة سعيد من العلم والجمال، أما العلم فكانت قد أخذت علم أبيها حتى إنها في شهر العسل من زواجها أغنت زوجها عن التردد على حلقة أبيها، وأنها كانت على جانب كبير من الجمال أما قصة الزواج فيرويها كثير ابن أبي وداعة تلميذ سعيد فيقول: كنت أجالس سعيد بن المسيب، ففقدني أياما، فلما جئته قال: أين كنت؟

قلت: توفيت أهلي فاشتغلت بها.

فقال: ألا أخبرتنا. فشهدناها؟ ثم قال: هل استحدثت امرأة؟

فقلت: يرحمك الله، ومن يزوجني، وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة؟

قال: أنا.

فقلت: وتفعل؟!

قال: نعم، ثم تحمد وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين أو ثلاثة.

فقمت، وما أدري ما أصنع من الفرح فصرت إلي منزلي وجعلت أفكر فيمن أستدين، فصليت المغرب، ورجعت إلي منزلي وكنت وحدي صائما، فقدمت عشائي أفطر، وكان خبزا وزيتا، فإذا بابي يقرع، فقلت: من هذا؟
فقال: سعيد.

ففكرت في كل من اسمه سعيد إلا ابن المسيب، فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد، فخرجت، فإذا سعيد فظننت أنه قد بدأ له "يعني غير رأيه". فقلت: يا أبا محمد ألا أرسلت إلي فآتيك؟

قال: لا، أنت أحق أن تؤتي، إنك كنت رجلا عزبا، فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك، وهذه امرأتك، فإذا هي قائمة من خلفه في طوله، ثم أخذ بيدها. فدفعها في الباب، ثم رد الباب، فسقطت المرأة من الحياء، فاستوثقت من الباب، ثم وضعت القصعة في ظل السراج لكي لا تراها، ثم صعدت إلي السطح فرميت الجيران، فجاءوني، فقالوا: ما شأنك؟!

فأخبرتهم، ونزلوا إليها، وبلغ أمي، فجاءت، وقلت: وجهك من وجهي حرام. إن مسستها قبل أن أصلحها إلي ثلاثة أيام، فأقمت ثلاثا، ثم دخلت بها، فإذا هي من أجمل الناس، وأحفظ الناس لكتاب الله، وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعرفهم بحق زوج فمكثت شهرا لا آتي سعيد بن المسيب، ثم أتيته، وهو في حلقته، فسلمت، فرد علي السلام، ولم يكلمني حتى تقوض المجلس. فلما لم يبق غيري. قال: ما حال ذلك الإنسان؟

قلت: خيرا يا أبا محمد، على ما يحب الصديق، ويكره العدو.

قال: إن رابك شيء فالعصا.

فانصرفت إلي منزلي، فوجه إلي بعشرين ألف درهم!

تفصيلات أخرى تكشف عن بعض العادات الاجتماعية في ذلك العصر الذي سجلناه عن أحداث هذا الزواج هو ما جاء في كتاب الحلية لأبي نعيم الأصفهاني، وسير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي ولكن هناك تفصيلات أخرى تكشف عن جوانب ذات مغزى في الحياة الاجتماعية في ذلك العصر جاء بها صاحب كتاب فقه الإمام سعيد بن المسيب، خلاصتها: أن ابن أبي حرملة، لما عرف أن الطارق سعيد بن المسيب قد استولى عليه الخوف وارتعدت فرائصه، وقال: لعل الشيخ ندم فجاء يستقيلني "يستعفيني" يقول: فخرجت إليه أجر رجلي، وفتحت الباب، فإذا أنا بشابة متلفعة بساج "الطيلسان الأخضر" ودواب عليها متاع وخادمة بيضاء، فسلم علي، ثم قال: يا عبد الله هذه زوجتك.

فقلت مستحييا منه: يرحمك الله، كنت أحب أن يتأخر ذلك أياما.

فقال لي: لم؟ ألست أخبرتني أن عندك أربعة دراهم؟

قلت: هو كما ذكرت لك. ولكن كنت أحب أن يتأخر ذلك.

قال: إنها إذن عليك لغير ميمونة، وما كان الله يسألني عن عزبتك الليلة، وعندي لك أهل.

هذه زوجتك، وهذا متاعكم، وهذه خادمة تخدمكم، معها ألف درهم نفقة لكم، فخذها يا عبد الله بأمانة الله، فوالله إنك لتأخذ صوامة قوامة، عارفة بكتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتق الله فيها، ولا يمنعك مكانها مني إن رأيت ما تكره أن تحسن أدبها. ثم سلمها إلي ومضى.

قال ابن أبي وداعة: فوالله ما رأيت امرأة قط أقرأ لكتاب الله تعالى، ولا أعرف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أخوف لله عز وجل منها، قد كانت المسألة المعضلة تعيي الفقهاء، فأسألها عنها، فأجد عندها منها علما.
ثم قال: فأقمت عندها ما شاء الله، ثم رزقني الله منها حملا، وكان سعيد بن المسيب كثيرا ما يسألني عنها، فيقول: ما فعلت تلك الإنسانة؟ فأقول خيرا.

فيقول: يا عبد الله إن خف عليك أن تزيرناها فافعل.

وقصة هذا الزواج تكشف عن كثير من القيم الاجتماعية، التي كانت تسود المجتمع الإسلامي في ذلك الوقت المبكر، وتحكم علاقات الناس، وتوجه نظرتهم إلي الحياة، فلم يكن هناك مغالاة في المهور، ولم يكن هناك إرهاق لمن يرغب في الزواج بكثرة المطالب التي تعجز عنها إمكاناته، بل كان هناك تقليد حميد يجعل الحياة سهلة على من يبني أسرة جديدة، إذا كان أهل العروس يقدمون لها ولزوجها ما يعينهما على بدء حياتهما في هدوء وسلام.

ومن تفاصيل الحوار الذي دار بين سعيد وزوج ابنته رأينا أن سعيد استأذنه في أن يسمح لها بزيارة بيت أبيها من وقت لآخر ويبدو أن سعيد كانت صلاته الاجتماعية محدودة فقد روي عنه أنه قال: ما ضمني سقف بيت بالمدينة إلا أني كنت أزور بنتا لي.

وكانت زوجة سعيد حريصة على أن يتهيأ لابنتها حياة زوجية هادئة، وكانت أيضا على جانب كبير من الإلمام بأحكام الدين والعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسبها أنها ابنة أبي هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجة سعيد بن المسيب، ويبدو أنها لم يرها في داره إلا أثناء وضعها ويتأكد ذلك من متابعة الحوار التالي:

قال ابن أبي وداعة: رجعت إلي الدار، وإذا بها شخص ما رأيته قط. فرجعت موليا.

فنادتني من ورائي: يا عبد الله، أدخل فقد أحل الله لك هذه النظرة.

فقلت: ومن أنت يرحمك الله؟

قالت: أنا أم الفتاة يا عبد الله كيف رأيت أهلك؟

قلت: جزاكم الله عن أهل بيتي خيرا، لقد ربيتم فأحسنتم وأدبتم فأحكمتم.

فقالت: يا عبد الله، لا يمنعك مكانها منا أن ترى بعض ما تركه، فتحسن أدبها، يا عبد الله، لا تملكها من أمرها ما جاوز نفسها، فإن المرأة ريحانة، وليست قهرمانة، ولا تكثر التبسم في وجهها فتستخف بك، بارك الله لكما في المولود، وجعله مباركا خائفا الله، ووقاه فتنة الشيطان. وجعله شبيها بجده سعيد، فوالله إني لزوجته منذ أربعين سنة. ما رأيته عصى الله تعالى معصية، ثم خرجت، فلم أر لها وجها ثماني عشرة سنة حتى قضي عليها الموت.

صورة من تعـــــــــامله مع الناس


كان لسعيد مولى يتولى أمر تجارته وكان يخوض معه في الحديث، وينبسط معه في القول، راجيا أن يدفعه ذلك إلي الأمانة في المعاملة، والصدق في الحديث، ومما روي عنه حول ذلك أنه كان يقول له: اتق الله ولا تكذب علي كما كذب مولى ابن عباس على ابن عباس، وكان يحاسبه على الدانق في تجارته في الوقت الذي يرفض فيه أن يأخذ ثلاثين ألفا اجتمعت له عند بني مروان من العطاء الذي كان له.

وما يؤخذ عليه على الرغم من عبادته وتقواه أنه كان أحيانا يبدو عليه الاعتزاز بالأرومة، والأصل مما يعتبر أمرا غريبا عنه في مثل علمه وتقواه، إلا أنه كان لا يلبث أن يعود إلي طبيعته حينما يتنبه إلي أن مثل هذه النظرة لا تليق برجل في مثل مكانته من العلم والسن فقد روي رجل قرشي قال: كنت أجالس سعيد بن المسيب فقال لي يوما: من أخوالك؟
فقلت: إن أمي فتاة "يعني أمة".

قال: كأني نقصت من عينيه، فأمهلت حتى أتي عليه سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، وخرج من عنده.

فقلت: يا أبا عبد الله، من هذا؟

فقال: سبحان الله، أتجهل هذا من قومك؟ هذا سالم بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم.
فقلت: من أمة؟

قال: فتاة.

ثم أتى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فجلس عنده، ثم نهض.

فقلت له: يا أبا عبد الله، من هذا؟

فقال: ما أعجب أمرك أتجهل مثل هذا من قومك؟ هذا القاسم ابن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

قلت: فمن أمة؟

قال: فتاة.

وأتاه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم فقلت له: يا ؟أبا عبد الله، من هذا؟

قال: هذا الذي لا يسع مسلما جهله، هذا علي بن الحسين بن علي بن طالب رضي الله عنهم.

قلت: فمن أمة؟

قال: فتاة.

قلت: إني رأيتني نقصت من عينيك لما علمت أن أمي أم ولد، فما لي بهؤلاء أسوة.

قال: فجللت في عينيه جدا.

موقف سعيد من الشعر والغناء

كان سعيد ـ رحمه الله ـ رجلا عربي اللسان، واسع الثقافة، والشعر كما يقولون ديوان العرب، وما كان لرجل في ثقافة سعيد وعلمه أن يكون بعيدا عن الشعر والشعراء فقد روت كتب الأدب أنه كان يستمع للشعراء ويستنشدهم، وأنه كان يفاضل بين الشعراء، وكان إذا سمع غناء راقيا أطربه ذلك وأبدى استحسانه.

فقد روى صاحب الأغاني عن عبد الرحمن بن حرملة قال كنت عند سعيد بن المسيب، فجاء ابن قيس الرقيات، فهش وقال: مرحبا بظفر من أظفار العشيرة، وما أحدثت بعدي؟

قال: قد قلت أبياتا، وأستفتيك في بيت منها، فاسمعها.

قال: هات، فانشده:

هل للديار بأهلها علم قالت رقية: فيم تصرمنا تخطو بخلخالين حشوهما يا صاح، هل أبكاك موقفنا أم هل تبين فينطلق

الرسم أرقى ليس لوجهك الصرم ساقان مار عليهما اللحم أم هل علينا في البكا إثم

قال سعيد: لا والله ما أبكاني، قال ابن قيس الرقات

بل ما بكاؤك منزلا خلقا قفرا يلوح كأنه الوشم

فقال سعيد أعتذر الرجل، ثم أنشد:

أتلبث في تكريت لا في عشيرة وأنت امرؤ للحزم عندك منزل. شهود، ولا السلطان منك قريب وللدين والإسلام منك نصيب

فقال سعيد: لا مقال على ذلك فأخرج منها.

قال: قد فعلت.

قال: قد أصاب الله بك.

فأنت ترى من هذا الخبر أن سعيدا كان يستقبل ابن الرقيات، ويتابع إنتاجه، ويسمع له، بدليل قوله له: ما أحدثت بعدي؟ وأنه كان يتجاوب مع ابن الرقيات، ويعلق على قوله، وكون ابن الرقيات يأتيه ويتردد عليه وينشده شعره، يعني أنه يدرك اهتمام سعيد بالشعر، وقدرته على استحسان الحسن منه، وتأثيره به ولي هذا فقط، بل كان سعيد يفاضل الشعراء، ويفتخر بشعراء قريش ويقارن بينهم وبين سواهم، وإليك هذا الخبر الذي ساقه صاحب الأغاني الذي يرويه عن أبي مولي بني عامر بن لؤي قال: دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نوفل بن مساحق، وإنه لمعتمد على يدي، إذ مررنا بسعيد بن المسيب في مجلسه، وحوله جلساؤه فسلمنا عليه، فرد علينا ثم قال لنوفل: يا أبا سعيد، من أشعر، صحابنا أم صاحبكم؟ يريد عبد الله بن قيس، أو عمر بن أبي ربيعة.

فقال نوفل: حين يقولان ماذا يا أبا محمد؟

قال: حين يقول صاحبنا:

خليلي ما بال المطايا كأنما وقد قطعت أعناق صبابة وقد أتعب الحادي سراهن وانتحى يزدن بنا قربا فيزداد شوقنا نراها على الأدبار بالقوم تنكص فأنفسنا مما يلاقين شخص بهن فما يألو عجول مقلص إذ زاد طول العهد والبعد ينقص

ويقول صاحبك ما شئت.

فقال له نوفل: صاحبكم أشعر في الغزل، وصاحبنا أكثر أفانين شعر.

فقال سعيد: صدقت.

فلما انقضى ما بينهما من ذكر الشعر، جعل سعيد يستغفر الله، ويعقد بيده حتى وفي مائة.

فقال البكري في حديثه عن عبد الجبار: قال مسلم: فلما انصرفنا. قلت لنوفل: أتراه استغفر الله من إنشاد الشعر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقال: كلا هو كثير الإنشاد والاستشهاد للشعر فيه، ولكن أحسب ذلك للفخر بصاحبه.

وهذا الخبر يلقي ضوءا على الاهتمام بالشعر والمفاضلة بين الشعراء وتتبع إنتاجهم إلي جانب الحاسة النقدية التي كان يتمتع بها سعيد ومحدثه حينما اتفقا على تقدم كل من الشاعرين في المجال الذي يبرز فيه، وأن سعيدا كان مكثرا من الإنشاد للشعر في مجلسه والاستشهاد به.

وعلى الرغم من أن سعيدا كان ينتصر لابن أبي ربيعة إلا أن ذلك لم يمنعه من أن ينقده ويعيب عليه إن رأى في شعره ما يؤاخذ عليه فقد أنشد قول عمر بن أبي ربيعة:

وغاب قمير كنت أرجو عيوبه روح رعيان ونوم سمر فقال: ما له قاتله الله، لقد صغر ما عظم الله، يقول الله عز وجل:

{ وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ } (يس،الآية:39) .

وكذلك كان سعيد يطرب للغناء الجيد، ويبدي استحسانه إذا سمع صوتا عذبا يتغنى، ومن ذلك ما رواه صاحب الأغاني أن سعيدا كان يمر في بعض أزقة مكة، فسمع الأخضر الحربي يتغنى في دار العاص بن وائل:

تضوع مسكا بطن نعمان إذ مشت به زينب في نسوة خفرات

فضرب برجله، وقال: هذا والله مما يلذ استماعه.

وقد أورد صاحب زهر الآداب هذا الشعر مطولا فقال: سمع

فلم تر عيني مثل سرب رأيته مررن بفخ، ثم رحن عشية ولما رأت ركب النميري أعرضت دعت نسوة شم العرانين بزلا فأبرزن لما قمن يحجبن دونها تضوع طيبا بطن نعمان إذا مشت يخبئن أطـــراف الــبنان مـن التـــقى
خرجن من التنعيم معتمرات يلبين للرحمن مؤتجرات وكن بأن يلقينه حذرات نواعم لاشعثا ولا غبرات حجابا من القسي والحبرات به زينب في نسوة عطرات ويخرجن شطر الليل معتجرات

فلما أنصت سعيد لهذه الأبيات قال: هذا والله مما يلذ استماعه.

ثم تابع المنشد:

وليست كأخرى وسعت جيب درعها وغالت ببان المسك وجفاً مرجلا وقامت ترائي بين جميع فأفتنت وأبدت بنات الكف للجمرات على مثل بدر لاح في الظلمات برؤيتها من راح من عرفات

وبعض الرواه ينسب الأبيات الثلاثة الأخيرة إلي سعيد ولا أظن ذلك صحيحا، لأنها تكمل الصورة التي رسمها الشاعر لهؤلاء اللائي خرجن معتمات يبغين المثوبة والأجر ويقارن بينهن وبين من خرجن للفتنة وعرض محاسنهن.

معــــــــارف سعيد بن المسيب


أثر عن سعيد بن المسيب معرفته بكثير من المعارف السائدة في عصره، وإن كانت معرفته بالفقه قد غلبت على ما سواها إلا أن المراجع قد ذكرت له جوانب من العلوم قد شارك فيها، وكان له فيها رأي يرجع إليه، ومن ذلك معرفته بالأخبار والأنساب وكانت العرب تهتم بهذا اللون من المعارف وتحافظ به على أنسابها وأيامها، وقد كان معروفا عن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ أنه أعرف الناس بالأنساب، وقد تطور هذا اللون من المعرفة إلي أن صار يعرف بعلم التاريخ، فكان العلم بالأخبار يشمل أنساب العرب، وأيامها وأحداثها، ونظرا لأن الأنساب كانت تحتل مكانة خاصة عند العرب، فسموا هذا اللون من المعرفة بعلم النسب، ورجل مثل سعيد قرشي ومن علماء المدينة بل شيخ علمائها قد حصل من المعرفة بتاريخ قومه وأيامهم وأنسابهم ما لا يسع العالم من أمثاله الجهل به.

إلا أنه كان يرى أن بعض الناس يتخذون من المعرفة بالأنساب وسيلة للكشف عن سوءات بعض القبائل، فآثر البعد عن هذا العلم والانصراف عنه كلية، لأن رأى فيه إشاعة لروح التفاخر والعصبية التي رفضها الإسلام، وقد يفهم هذا المعنى من رده على من جاء يطلب إليه أن يعلمه النسب، قال يحيي بن عبيد الله جئت سعيد بن المسيب، فسلمت عليه، فرد علي فقلت: علمني النسب.

فقال: أنت تريد أن تساب الناس؟ من أنت؟

قلت أنا يحيي بن طلحة، فضمني إليه، وقال: إئت محمداً ابني فإن عنده ما عندي، إنما هي شعوب وقبائل وبطون وعمائر وأفخاذ وفصائل.

ومما روي عنه في ذلك أنه قال: كان ولد نوح ثلاثة. والناس كلهم ولد نوح. فسام أبو العرب وفارس والروم واليهود والنصارى، وحام أبو السودان من المشرق إلي المغرب والسند والهند والنوبة والزنج والبربر وغيرهم، ويافث أبو الصقالبة والترك واللان والخزر ويأجوج ومأجوج.

تعبيــــــر الـــــرؤى


روت كتب السير أن سعيد بن المسيب كان ذا مقدرة فائقة على تعبير الرؤى، وقد روى ابن سعد أن سعيدا أخذ علم تعبير الرؤى عن أسماء بنت أبي بكر، وأن ابن سيرين قد أخذ علمه في تعبير الرؤى عن سعيد.

وقد عرف عنه مقدرته على تعبير الرؤى فكان الناس يتجهون إليه يسألونه عن تفسير لرؤاهم، ولم يقتصر ذلك على عامة الناس فقط، بل كان الحكام يحاولون أن يعرفوا منه تفسيرا لرؤياهم، وإن كانوا يبعثون إليه من يعرف منه ذلك.
ومن ذلك ما رواه ابن سعد بسنده إلي عمر بن حبيب قال: كنت جالسا عند سعيد بن المسيب يوما، وقد ضاقت على الأشياء، ورهقني دين، فجلست إلي ابن المسيب، ما أدري أين أذهب. فجاءه رجل، فقال: يا أبا محمد إني رأيت رؤيا.

قال: ما هي؟

قال: رأيت كأني أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلي الأرض، ثم بطحته، فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد.

قال: ما أنت رأيتها.

قال: بلى أنا رأيتها.

قال: لا، أخبرك أو تخبرني.

قال: ابن الزبير رآها، وهو بعثني إليك.

قال: لئن صدقت رؤياه، قتله عبد الملك بن مروان. وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة.

يقول عمر بن حبيب راوي المجلس، فدخلت إلي عبد الملك بن مروان بالشام، فأخبرته بذلك عن سعيد بن المسيب.

سره، وسألني عن سعيد وعن حاله، فأخبرته، وأمر لي بقضاء ديني وأصبت منه خيرا.

ومما يتصل بالرؤيا السابقة أن رجلا جاءه فقال: رأيت كان عبد الملك بن مروان يبول في قبلة النبي أربع مرات.

فقال: إن صدقت رؤياك، قام من صلبة أربعة خلفاء.

وكانت له تأويلات عجيبة فيما يقص عليه من رؤى، فقد جاءه رجل فقال: إني أراني أبول في يدي.

فقال: اتق الله فإن تحتك ذات محرم، فتبين له أن بينه وبين امرأته رضاع.

ومن أقواله في ذلك: الرطب في زمانه رزق، والتمر في الرؤيا رزق والكيل في النوم ثبات في الدين.

وجاءه مرة رجل فقال: إني رأيت كأني جالس في الظل فقمت إلي الشمس.

فقال: والله لئن صدقت رؤياك لتخرجن من الإسلام.

فقال: يا أبا محمد، إني أراني أخرجت حتى أدخلت في الشمس.

قال: تكره على الكفر.

فخرج الرجل في زمان عبد الملك بن مروان في الجيش، ولم ينجب، وكان يتمنى أن يكون له ولد، وقد رأى أنه قد

طرح في حجره بيض.

فسأل سعيدا عن رؤياه، فقال له: الدجاج عجمي، فأطلب نسبا إلي العجم، فتزوج الرجل غير عربية فولد له ولد.

هذه بعض تأويلات سعيد للرؤيا التي عرضت عليه، وهي كما ترى تنبئ عن معرفة بهذا اللون من العلم الذي يقوم على قوة الملاحظة وربط الأشياء بعضها ببعض، وقضية تعبير الرؤيا أمر ذكره القرآن الكريم بالنسبة لرؤيا سيدنا إبراهيم. ورؤيا سيدنا يوسف، ورؤيا ملك مصر الذي فسرها له يوسف عليه السلام.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يسأل أصحابه عمن رأى رؤيا ثم يفسرها، أو يقص رؤيا رآها ويفسرها لأصحابه.
وعلماء النفس المعاصرين يقولون إن الأحلام ما هي إلا من عمل العقل الباطن، وهي تعبير عن أمور تتعلق بها نفس الشخص أو يشغله أمرها فيرى في المنام ما يشغله في اليقظة.

ولكن علماء المسلمين لهم في الرؤيا تفصيلات أخذوها من الكتاب والسنة، والأمثال العامة، تجد في كتب السنة جزءا خاصا بالرؤيا يسمونه كتاب الرؤيا وينقسم الكتاب إلي أبواب وهناك أحاديث كثيرة تناولت الرؤيا بالتفصيل، وقد اعتمد العلماء عليها وعلى ما جاء في القرآن حينما تعرضوا لتعبير الرؤيا، ومن الأحاديث التي تحدثت عن الرؤيا ما رواه أبو هريرة قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان آخر الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا
والرؤيا ثلاثة: رؤيا بشرى من الله عز وجل، ورؤى مما يحدث الإنسان نفسه، ورؤيا من تحزين الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فلا يحدث به، وليقم وليصل، قال أبو هريرة والقيد في المنام ثبات في الدين، والغل أكرهه".
والعلماء الذين اشتغلوا بتأويل الرؤيا بنوا تفسيرهم على بعض ما جاء في القرآن الكريم أو ما جاء في السنة أو الأمثال العامة كما استندوا فيه إلي دلالات القرآن أنهم قالوا: الحبل يعبر بالعهد لقوله تعالى:

{ وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ } (آل عمران ،الآية:103) .

والسفينة تعبر بالنجاة لقول الله سبحانه:

{فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ} (العنكبوت،الآية:114) .

والخشب يعبر بالنفاق لقوله تعالى:

{ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ } (المنافقون،الآية:4) .

والحجارة تعبر بالقسوة لقوله سبحانه وتعالى:

{ فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } (البقرة،الآية:74).

والمريض بالنفاق لقوله تعالى:

{ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } (البقرة،الآية:10) .

والبيض يعبر بالنساء لقوله سبحانه وتعالى:

{ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } (الصافات،الآية:49) .

وكذلك باللباس لقوله سبحانه وتعالى:

{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ } (البقرة،الآية:187) .

وأكل اللحم النيئ يعبر بالغيبة لقوله سبحانه وتعالى:

{ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً } (الحجرات،الآية:12) .

وأما ما استندوا فيه إلي دلالة الأحاديث، فمن ذلك الغراب يعبر بالرجل الفاسق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقا، والفأرة تعبر بالمرأة الفاسقة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماها فويسقة، والقوارير تعبر بالنساء
لقوله صلى الله عليه وسلم: "يا انجشة رويدك سوقا بالقوارير" والضلع يعبر بالمرأة لقوله صلى الله عليه وسلم "إن المرأة خلقت من ضلع"

أما التأويل بالأمثال فمن ذلك: الصائغ يعبر بالكذاب، لقولهم أكذب الناس الصواغون، وحفر الحفرة يعبر بالمكر لقولهم: من حفر حفرة يعبر بالمكر لقولهم: من حفر حفرة وقع فيها، والحاطب يعبر بالنمام لقولهم في الواشي أنه يحطب عليه، ويعبر طول اليد بصنائع المعروف، لقولهم: فلان أطول يدا من فلان، ويعبر الرمي بالحجارة وبالسهم بالقذف، لقولهم رمى فلانا بفاحشة، ويعبر غسل اليد باليأس عما يأمل لقولهم: غسلت يدي عنك.

وهناك تأويل بالأسماء أيضا، كمن رأى رجلا يسمى راشدا يعبر بالرشد، وإن كان يسمى سالما يعبر بالسلامة. ومن أراد المزيد من ذلك فليرجع شرح السنة للإمام البغوي ج12 ص302ـ353 فقد أورد من هذا الباب كثيرا من التأويلات وإذا ما تتبعنا بعض ما يراه الناس تبين لنا حقيقة ما قرره العلماء المسلمون في شأن الرؤيا.
فقد حدثني فضيلة الشيخ احمد حسن الباقوري رحمه الله أنه رأى في المنام رجلا وسيما ذا هيبة يرتدي جبة نظيفة وعمامة وله لحية بيضاء على وجه مشرق فقال له: أنا عمرو بن العاص، بلغ الشيخ الغزالي أن يكف عن التطاول على وأن يخطب في مسجدي وكان هناك في ذلك الوقت محاولات مع الشيخ الغزالي رحمه الله أن يتولى الخطبة في مسجد عمرو.

يقول الشيخ الباقوري، فلما استيقظت طلبت من أهلي أن يتصلوا بالشيخ الغزالي فلم يعثروا على الرقم، وبينما نحن نحاول العثور على الرقم إذا بالتليفون يدق، وإذا بالشيخ الغزالي يتحدث فقلت له: إن لك عندي رسالة وأريد أن أؤديها. فقال إني كنت في الحج. وأحببت أن أزورك بعد عودتي، ولما جاء بلغته الرسالة التي تلقيتها في المنام.
وقد التقيت بعد ذلك بالشيخ الغزالي ـ رحمه الله ـ وقصصت عليه رؤيا الشيخ الباقوري رحمه الله عليه، فقال لي: لقد كنت أتناول عمرو بن العاص بالنقد تعصبا لآل البيت وما روي في الكتب حول ذلك إلا أني حرمت أن أخوض في ذلك بعد هذه الرؤيا، والرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

القــــــرآن وعلـــــــــــومه


رجل بلغ درجة من العلم والمعرفة أن جعله فقهاء المدينة مقدمهم، وسماه العلماء فيما بعد سيد التابعين لابد أن يكون علمه بالقرآن وما يدور حوله من دراسات علما متميزا أهله إلي احتلال تلك المكانة المرموقة بين علماء عصره ومن جاء بعدهم حتى إن عمر بن عبد العزيز ـ كما قد مر بنا ـ كان إذا أراد أن يتعرف رأيه في قضية من القضايا يبعث إليه من يستطلع رأيه في مجلسه من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجشمه الحضور إليه، إجلالا له وتقديرا لمكانته حتى إنه اعتذر إليه لما أخطأ أحد من أرسلهم إليه ودعاه إلي التوجه إلي عمر، فقال له عمر أخطأ الرسول إنما أردت أن يأتيني برأيك.

فقد كانت معرفة سعيد بالقرآن معرفة شاملة تتناول حفظه وتلاوته والتعبد به، وفهمه والوقوف على أحكامه وأوامره ونواهيه، وإدراك مراميه، إلي جانب معرفته بأسباب نزول الآيات، والناسخ والمنسوخ حتى يتمكن من استنباط الأحكام، وهو الفقيه الذي اعترف العلماء بإمامته، إلي جانب معرفته بعلوم القراءات، وقد قرأ على علماء الصحابة كأبي هريرة وابن عباس كما ذكر صاحب كتاب غاية النهاية في طبقات القراء. أنه روى عن عمر وعثمان وسعيد بن زيد، وبلغ من إتقانه لعلم القراءات أن أخذ عنه أشهر علماء التابعين من بعده وهو محمد بن شهاب الزهري.

علــــــم القــــــــراءات


وقد رويت عنه قراءات لبعض الآيات تلقاها العلماء بالقبول ومن الأمثلة على ذلك الآية السادسة من سورة المائدة التي تقول

{ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (المائدة،الآية:6 ) .

فإن القراءة المشهورة لكلمة "ليطهركم" بفتح الطاء وتشديد الهاء، ولكن سعيدا قرأها بتسكين الطاء وفتح الهاء هكذا "ليطهركم". وكذلك قراءته للآية السابعة والخمسين من سورة الأنعام التي تقول:

{ قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ ٱلْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَٰصِلِينَ }

( الأنعام،الآية:56) .

فإن القراءة المشهورة هي "يقص" بالصاد ولكن سعيدا قرأ "يقضي" بالضاد من القضاء، ويشهد لقراءته أن الآية في معنى الحكم والقضاء ألصق، حيث يقول صدرها "إن الحكم إلا لله" ويقول آخرها "وهو خير الفاصلين" وكل هذه الملابسات ترجح قراءة سعيد، وبخاصة أن ابن مسعود قرأ: { إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ ٱلْحَقَّ } (الأنعام ،الآية:57) .

أسبــــــــاب النــــــزول


أسباب النزول أحد فروع علوم القرآن، التي لابد للفقيه والمفتي أن يلم بها، لأن هذا اللون من المعرفة يعين الفقه والمفتي على إصدار الحكم الصحيح على بعض القضايا التي تعرض له، وكثير من آيات القرآن لها أسباب نزول، وبخاصة ما يتعلق ببعض الأحكام، أو الأحداث التي تقع وينزل الوحي متحدثا عنها. ونجد في أسباب النزول، ومنها كتاب أسباب النزول للواحدي، وكتاب لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي.

وقد نقل الدكتور هاشم جميل في كتابه فقه الإمام سعيد بن المسيب ما تداولته كتب التفسير منسوبا إلي سعيد بن المسيب حول أسباب النزول، وقد حصر ذلك في ثلاثة مواضع الأول الآية 226 من سورة البقرة التي تقول:

{ لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (البقرة،الآية:226) .

نقل عن سعيد أنه قال "كان الإيلاء من أضرار الجاهلية، كان الرجل لا يريد المرأة، ولا يحب أن يتزوجها غيره، فيحلف أن لا يقربها أبدا، وكان يتركها لا أيما ولا ذات بعل، فجعل الله تعالى الأجل أربعة أشهر. ونزلت الآية تحمي المرأة من هذا الإجحاف الذي كان يقع عليها في الجاهلية، وليحذر المسلمين من الوقوع في هذا الخطأ الظا
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
أشكرك أخي الكريم بادو على هذه المشاركة الرائعة والمعلومات القيمة
على التعريف بالشخصية سعيد بن المسيب
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

وننتظر الأخت أسيل مع شخصية عروة بن الزبير

بالتوفيق ان شاء الله
 
acile

acile

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
4910
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2197
نقاط التميز :
2491
التَـــسْجِيلْ :
30/10/2010
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 3666719324

إسمه ونسبه:

هو عروة بن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية، الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى

بن قصي بن كلاب. الإمام عالم المدينة أبو عبد الله القريشي الأسدي المدني،الفقيه الحافظ، أحد الفقهاء السبعة، تابعي جليل

وهو أخو أبي خبيب عبد الله بن الزبير بخلاف أخيهما مصعب فإنه لم يكن من أمهما وأمهما هي ذات النطاقين،

أسماء بنت أبي بكر الصديق أحد عجائز الجنة، كان من فقهاء أهل المدينة وأفاضل التابعين.

مولده:

أختلف في تاريخ مولده قيل كان مولده سنة 22 وقيل ولد في آخر خلافة عمر وكان أصغر من أخيهعبد الله بـ 20سنة

أي ولد عروة في السنة 23

ورجح ابن كثير أنه ولد سنة 23 بعد وفاة ومقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وقيل ولد سنة 26 وقيل سنة 29

وهو الراجح ويشهد لهذا ما رواه هشام بن عروة عن أبيه قال: أذكر أبي كان ينقزني ويقول:

مبارك من ولد الصديق****أبيض من آل أبي عتيق

ألدّه كما ألذ ويقي

نشأته:

ذكر بعض من ترجم له بعض المواقف التي حدثت لعروة في صباه وفي أيام نشأته:

فقد قال : رددت أنا وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام يوم الجمل ،
استصغرنا

، قال يحيى بن معين : كان عمره يومئذ ثلاث عشرة سنة ، لأنه ولد
في سنة 23

ولا عجب في ذلك – أي رغبته في المشاركة ورغبته مع صغر سنه – فأبوه الزبير أول
من

سلّ سيفاً في الإسلام ومن الشجعان المعدودين وأخوه عبدالله الذي لم تسع كتب
السير

مواقف شجاعته وأحداث بطولته.

كذلك مما رُوي عنه في نشأته ، قوله : كنت أتعلق بشعر في ظهر أبي .

ملاطفة الزبير لابنه عروة كان من أكبر الأسباب المؤثرة في نشأة عروة إلى أن
ينشأ على

تلك الصفات الحميدة من الصبر والعلم والعبادة كذلك الشجاعة.

ومما يروى عنه أنه قال : كنت غلاماً مالي ذواتبان ، فقمت أركع ركعتين بعد العصر
،

فبصر بي عمر ومعه الدره ، فلما رأيته ، فررت منه ، فلحقني ، فأخذ بذؤابتي ،
قال :

فنهاني ، قلت : لا أعود .

قال الذهبي معلقاً : الأشبه أن هذا جرى لأخيه عبدالله ، أو جرى له مع عثمان.

يلحظ أن هذا جرى له وهو غلام ، يعلم منه ماكان للتربية والبيت والبيئة التي خرج
منها

عروة من نشأته على العبادة من زمن الصغر والتربية عليها ، لهذا كان يعد
عروة من العباد

بعد كبره .


زوجاته وبناته:

تزوج عروة رحمه الله أربع زوجات وأنجب منهن وكذلك أنجب من عدد من الإماء وهن:

* فاختة بنت الأسود بن أبي البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزى وأنجب منها:

عبد الله ، عمر، الأسود، أم كلثوم، عائشة وأم عمر

* أم يحي بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ومنها أنجب :

يحي، محمد، عثمان، أبي بكر، عائشة و خديجة

* أسماء بنت سلمة بنت عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد من بني مخزوم وأنجب منها:

عبيدة الله بن عروة

* أم ولد إسمها واصلة ومنها: مصعب بن عروة وأم يحي

* أم ولد ومنها: هشام بن عروة و صفية

طلبه للعلم وحرصه عليه:

[size=22]فمن أكبر الأسباب التي يسرت له حمل العلم والفقه أنه حمل الهم وتطلع إلى العلم
ومن ذلك

ما يروى أن : المسجد الحرام جمع بين عبدالملك بن مروان وعبدالله بن
الزبير وأخويه

مصعب وعروة وعبدالله بن عمر أيام تآلفهم بعهد معاوية بن أبي
سفيان ، فقال بعضهم : هلم

فلنتمن ، ، فاجتمعوا في احجر . فقال عبدالله بن
الزبير : امنيتي أن أملك الحرمين وأنال

الخلاف ، وقال مصعب : امنيتي أن أملك
العراق وأجمع بين عقليتي قريش سكينة بنت

الحسين وعائشة بنت طلحة ، وقال
عبدالملك بن مروان : منيتي أن أملك الأرض كلها

وأخلف معاوية ، وقال عروة : لست
في شيء مما أنتم فيه ، منيتي أن يؤخذ عني العلم

. وقيل : أنه قال : منيتي
الزهد في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة ، وأن أكون

ممن يروى عنهم هذا العلم . وقال عبدالله بن عمر : أما أنا فأتمنى المغفرة .

فصرف الدهر من صرفه إلى أن بلغ كل واحد منهم أمله ، ولعل ابن عمر قف غفر له .

وكان عبدالملك بن مروان يقول : من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر
إلى

عروة بن الزبير لأنهم لما اجتمعوا وتمنوا فلما نال كل امرئ منهم أمنيته كان
في ذلك دليل

على نيل عروة أمنيته .

وأُردف الحرص الذي تبين لنا من خلال القصة السابقة بحرصه على العلم وطلبه
فالعلم لا

ينال إلا بالتعلم، والعلم لا ينال برامة الجسد كما علق ذلك الإمام
مسم عن يحيى ابن كثير .

يتبين لنا هذا الحرص من خلال هذه الأقوال والمواقف
التالية :

فقد قال قبيصة بن ذؤيب : كنا في خلافة معاوية ، وإلى آخرها ، نجتمع في حلقةِّ
بالمسجد

بالليل ، أنا ومصعب ابنا وعروة ابن الزبير ، وأبو بكر بن عبدالرحمن ،
وعبدالملك بن

مروان ، وعبدالرحمن المسور ، وإبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ،
وعبيد الله بن عبدالله

بن عتبة ، وكنا نفترق بالنهار ، فكنت أنا اجالس زيد بن
ثابت وهو مترئس بالمدينة في

القضاء ، والفتوى ، والقراءة ، والفرائض ، في عهد
عمر وعثمان وعلي ، ثم كنت أنا وأبو

بكر بن عبدالرحمن نجالس أبا هريرة . وكان
عروة يغلبنا بدخوله على عائشة .

وكان يقول عن نفسه : ماماتت حتى تركتها قبل ذلك بثلاث سنين وقال : لقد رأيتني
قبل

موت عائشة بأربع حجج ، وأنا أقول : لو ماتت اليوم ماندمت على حديثٍٍ عندها
إلا وقد

وعيته ، ولقد كان يبلغني عن الصحابي الحديث فآتيه ، فأجده قد قال – نام
- ، فأجلس على

بابه ، ثم أسأله عنه.

وهكذا فلما حمل عروة همَّ العلم ثم حرص عليه وطلبه وهو صغير ، كان لنا ذلك
الفقيه العالم

وهو كبير.


شيوخه ومن روى عنهم:

[size=22]كان عروة بالإضافة إلى فقهه وروايته للحديث راوياً للشعر وكان مكثراً منه حتى
عُرِف به

واشتُهر عنه ، حتى قال عنه ابن كثير : (( وكان أروى الناس للشعر )) .
وعن ابن أبي الزناد ، قال : مارأيت أحداً أروى للشعر من عُروة.

فقيل له : ما أرواك للشعر ؟!

فقال : ماروايتي مافي رواية عائشة ، ماكان ينزل بها شيء إلا أنشدتْ فيه
شعر.

فلقد كان من أكبر الأسباب التي أدت إلى روايته للشعر تأثره بخالته أم المؤمنين
والتي تأثر

بفقهها ولازمها وروى عنها الحديث عائشة بنت الصديق رضي الله عنها .


علمه وفقهه:

[size=22]مرّ بنا في طلبه للعلم بعض ماعانى في طلبه للعلم الذي كانت ثمرته أن كان عروة
بن الزبير

أحد فقهاء المدينة السبعة الذين نظم منهم :

الا كل من لا يقتدي بأئمة . قسمته ضيزى عن الحق خارجه

خذهم عبيد الله عروة قاسم . سعيد سليمان أبو بكر خارجه.

قال أبو الزناد : كان فقهاء أهل المدينة أربعة سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير
وقبيصة بن

ذؤيب وعبدالملك بن مروان.

وقال ابن شهاب الزهري : كنت أطلب العلم من ثلاثة سعيد بن المسيب وكان افقه
الناس

وعروة بن الزبير وكان بحراً لا تكدره الدلاء ، وعبيدالله بن عبدالله وكنت
لا أشأ أن أقع منه

على علم ما أجد عند غيره إلا وقعت .

وقال : أربعة وجدتهم بحوراً عروة وابن المسيب وأبو سلمة وعبيد الله .

وقال عمر بن عبدالعزيز : ما أحد أعلم من عروة بن الزبير – رضي الله عنه – .

وقال ابن عينية : إن أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة : القاسم بن محمد وعروة بن
الزبير

وعمرة بنت عبدالرحمن.

وقد كان – رحمه الله – من فقهاء المدينة وأفاضل التابعيين . قال ابنه هشام :
والله ماتعلمنا

جزءاً من ألفي جزء أو ألف جزءِ من حديث أبي، ومع ذلك
فالزهري يقول : مارأيت أحداً

أفقه منه لكنه قليل الحديث.

قال عبدالرحمن بن حميد بن عبدالرحمن : دخلت مع أبي المسجد ، فرأيت الناس قد
اجتمعوا

على رجل ، فقال أبي : انظر من هذا ؟ ، فنظرت فإذا هو عروة ، فأخبرتهُ
وتعجبت ، فقال

: يابني ، لا تتعجب لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يسألونه .

وقال ابن سعد : وكان ثقة كثير الحديث فقيهاً عالماً مأموماً ثابتاً .

وقال هشام عن أبيه أنه قال : يابني سلوني فلقد تركت حتى كدت أنسى ، وإلى لأُسأل
عن

الحديث فيفتح لي حديث يومي.

وعن ابن شهاب ، قال : كان إذا حدثني عروة ثم حدثني عمرة صدق عندي سقْط ( حديث

عمرة ) حديث عروة فملا استخبرتهما إذا عروة بحر لا ينزف).

تلاميذه ومن روى عنه:

[size=22]بعد ذكر علمه وفقهه وبعض ماقيل فيه نتطرق الآن على تلاميذه اللذين كانوا سبباً
في نقل

فقهه إلى من بعدهم وإلى الأجيال القادمة ، ولا أستطيع في هذه العجالة أن
آتي عليهم جميعا

ولكن حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق ، فسأتطرق بإذن الله إلى
أبرزهم ومن تكرر ذكره

في كتب التراجم والطبقات فإلى ذكرهم :

كان من أبرز من حدّث عنه : محمد بن شهاب الزهري وبنوه يحيى وعثمان وهشام ومحمد

وعبدالله ، وحفيده عمر بن عبدالله بن عروة ، ويزيد بن رومان ، ومحمد بن المنكدر
، وأبو

الزناد ، وصالح بن كيسان ، وأبو الأسود محمد بن عبدالرحمن وهويتهم عروة
، وأبو سلمة

بن عبدالرحمن ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمر بن عبدالعزيز ، ومحمد بن
إبراهيم التيمي

وغير هؤلاء كثير.

وأختصر ابن كثير من روى عنه فقال : (( وعنه جماعة من التابعين وخلق ممن سواهم
))

روايته للأحاديث:

[size=22]كان مما تميز به عروة من خلال مسيرته العلمية الحديث والفقه كما قال ابن سعد
عنه في

طبقاته : (( وكان ثقة كثير الحديث فقيهاً عالماً مأموناً ثبتاً)).

وقد مر بنا أن حديثه غلب فقهه ، كذا مر بنا قول ابنه هشام ، ما تعلمنا جزءًا
من ألف جزء

من أحاديثه .

وسؤرد في هذا المقام بعض ماقيل في توثيقه :

قال العجلي : (( مدني تابعي ثقة ))

كما أوده ابن حبان في الثقات .

وقال ابن خراش : ثقة.

وقد ذكر أبو نعيم في الحلية بعض مرويات عروة بن الزبير من المسانيد عن كبار
الصحابة

وجمهورهم رجالاً ونساءًا مالا يحصى فمن مسانيد حديثه عن ابيه :

قال هشام بن عروة حدثنا أبي عن الزبير بن العوام قال : قال رسول الله صلى الله
عليه

وسلم : (( غير والشيب لا تشبهوا باليهود )) . غريب من حديث عروة تفرد به
ابن كناسة
.
وعن أبي الأسود عن عروة عن علي بن أبي طالبً كرم الله وجهه هذا نص عبارة الحديث

كما ذكره أبو نعيمه مع التحفظ على العبارة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ((

من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة)) . غريب من حديث عروة
تفرد به عبدالله بن

لهيفة.

وعن يحيى بن كثير عن عروة بن الزبير عن عبدالله بن عمرو قال : اشهد لسمعت رسول
الله

صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله عز وجل لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه
من الناس ولكنه

يقبض العلماء بعلمهم ، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً
جهالاً فسئوا فأفتوا بغير علم

فضلو وأضلوا )) هذا حديث صحيح ثابت من حديث عروة
بن الزبير رواه عنه ابنه هشام

بن عروة والزهري وأبو الأسود .

وعن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى
الله

عليه وسلم اذا دخل الخلاء غطى رأسه
.

أقواله:

[size=22]كان من آثار العلم والفقه والحديث الذي حمله عروة أن أُوتي فصاحة في لسانه
وبلاغة في

منطقه وكذلك حكمة في رأيه وسداداً فيه ، فنقلت عنه كلمات سارت بها
الركبان لما فيها من

فصاحة وجمال وبلاغة ، وإني في هذا المبحث أحاول أن أجمع
بعض مقولاته التي انتقيتها

من بطون الكتب والمراجع ولا أدعي أني جمعتها فهذا
مما يشق ويعسر ، فمن أقواله :

قال هشام بن عروة : قال أبي : رب كلمة ذُّل احتملتها أورثتني عزاً طويل.

وقال : ماحدثت أحداً بشيء من العلم قط لا يبلغه عقله إلا كان ضلالة عليه.

وقال : كان يقال : أزهد الناس في عالم أهله.

وقال هشام بن عروة عن أبيه قال : إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة ، فاعلم أن لها
عنده

أخوات فإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات ، فإن الحسنة تدل
على أخواتها

وإن السيئة تدل على أخواته.

وعن هشام بن عروة قال : قال عروة لبنيه : يابني لا يهدين أحدكم إلى ربه عز وجل
ما

يستحي أن يهديه إلى كريمه فإن الله عز وجل أكرم الكرماء وأحق من اختير
إليه.

وعن هشام قال : قال عروة لبنيه : يابنِّي تعلموا فإنكم إن تكونوا صغار قوم عسى
أن تكونوا

كبارهم ، وسوأناه ! ماذا أقبح من شيخ جاهل؟ .

وقال : إذا رأيتم خلة شر رائعة من رجل فاحذروه وإن كان عند الناس رجل صدق فإن
لها

عنده أخوات ، وإذا رأيتم خلة خير رائعة من رجل فلا تقطعوا عنه إياسكم ، وإن
كان عند

الناس رجل سوء فإن لها عنده أخوات ، قال الناس بأزمنتهم أشبه منهم
بآبائهم وأمهاتهم، لفظ

الجوهري.

وعن هشام بن عروة عن أبيه قال : مكتوب في الحكمة لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك
بسطاً

تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.

قال معاوية بن إسحاق عن عروة ، قال : مابر والده من شد الطرف إليه.

وغيرها من الأقوال الحكم التي فاض بها فمه وتناقلها الرواة عنه مما أعجز ويشق
عليِّ تتبعه

واستقراؤه.


شعره:

[size=22]كان عروة بالإضافة إلى فقهه وروايته للحديث راوياً للشعر وكان مكثراً منه حتى
عُرِف به

واشتُهر عنه ، حتى قال عنه ابن كثير : (( وكان أروى الناس للشعر ).

وعن ابن أبي الزناد ، قال : مارأيت أحداً أروى للشعر من عُروة .

فقيل له : ما أرواك للشعر ؟!

فقال : ماروايتي مافي رواية عائشة ، ماكان ينزل بها شيء إلا أنشدتْ فيه
شعر.

فلقد كان من أكبر الأسباب التي أدت إلى روايته للشعر تأثره بخالته أم المؤمنين
والتي تأثر

بفقهها ولازمها وروى عنها الحديث عائشة بنت الصديق رضي الله عنها .


عبادته:

قيامه وقراءته القرآن:

[size=22]كان عروة ممن عرف عنه الإكثار من قراءة القرآن حتى أن كان يقرأ كل يوم ربع
القرآن

ويقوم به الليل، وكانت قراءته للمصحف نظراً بالتدبر والتفكر حتى
يذهب عامة يومه به ثم

يقوم تلك الليلة بذلك الربع من القرآن على التدبر والتفكر
حتى يذهب عامة ليله به وما ترك

ورده من الليل إلا ليلة قطعت رجله.

وروي أنه لم تيرك جزءه وورده حتى تلك الليلة


صيامه:

[size=22]أورد كثير ممن ترجم لعروة حاله مع الصيام ، فقد روي أنه كان يصوم الدهر ويسرده
إلا

يوم الفطر ويوم النحر ، حتى أنه رحمه الله صام يوم قطع رجله من المفصل فما
تضور

وجهه ، ومات رحمه الله تعالى وهو صائم وجعلوا يقولون له : افطر ولم
يفطر، وغيرها

من العبادات التي سأنثرها في طيات هذا البحث إنشاءالله .


أخلاقه:

كرمه:

[size=22]كانت هذه الخصلة الحميدة مما فاضت به كتب السير في سيرة عروة فلقد روي أنه إذا
كان

أيام الرطب ثلم حائطه فيدخل الناس فيأكلون ويحملون . وكان إذا دخله ردّدّ
هذه الآية فيه

حتى يخرج منه (( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاءالله لا قوة إلا
بالله )) ، حتى يخرج.

وقيل : كان ينزل حوله ناس من البدو فيدخلون ويأكلون ويحملون.

وما ذلك إلا لكرمه وحسانه إلى الناس مما جعل الناس يذكرونه بخير حتى قال ابنه
هشام :

ماسمعت أحداً من أهل الأهواء يذكر أبي بسوء.


ورعه:

[size=22]المواقف التي تدعم القول بأن هذه الصفة مما اتصف به عروة كثيرة نذكر منها :

ما قاله أحمد بن عبد الله العجلي : عروة بن الزبير تابعي ثقة ، رجل صالح ، لم
يدخل في

شيء من الفتن ، وذكر نحوها في غير موضع.

وذكر ابن سعد في طبقاته أنه كان علي بن حسين بن علي بن أبي طالب يجلس كل ليلة
هو

وعروة بن الزبير في مؤخر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العشاء
الآخرة ،

فكنت أجلس معهما ، فتحدثنا ليلة فذكر جور من جار من بني أمية والمقام
معهم وهو لا

يستطيع تغيير ذلك ثم ذكرا ذلك وما يخافان من عقوبة الله لهم فقال
عروة لعلي : ياعلي إن

من اعتزل أهل الجور والله يعلم منه سخطه لأعمالهم فإن كان
منهم على ميل ثم أصابتهم

عقوبة الله رجي له أن يسلم مما عصا بهم ، فخرج عروة
فسكن العقيق.

فلما اتخذ عروة قصره بالعقيق قال له الناس : جفوت مسجد رسول الله ! قال : رأيت

مساجدهم لاهية ، وأسواقهم لاغية ، والفاحشة في فجاجهم عالية ، فكان فيما هنالك
– عما

هم فيه – عافية، ولما فرغ من بنائه وبئاره ، دعا جماعةً ، فطعم الناس
، وجعلوا يبَّركون

وينصرفون.

كذلك مما يروى من ورعه : أنه قال : كنا نقول : لا نتخذ كتاباً مع كتاب الله ،
فمحوت

كتبي ، فوالله لوددت أن كتبي عندي ، إن كتاب الله قد استمرت مريرته.

وروي أنه أحرق كتباً له فيها فقه ، يوم الحرة ، فكان يقول بعد ذلك : والله
لوددت لو أني

فديتها بأهلي ومالي، فهو لم يحرق كتبه إلا خشية أن تختلط
بكتاب الله تعالى وهذا من ورعه

رحمه الله تعالى .


تواضعه:

مع ما تميز به عروة كان يتحلى بتواضع جمِّ . فقد

قال هشام بن عروة : كان أبي يدعوني وعبد الله بن عروة وعثمان وإسماعيل إخوتي
وآخر

سماه هشام ، فيقول : لا تغشوني مع الناس لكن إذا خلوت فسلوني ، وكان يأخذ
بأحاديث

في الطلاق ثم الخلع ثم الحج ثم الهدي ثم كذا ثم كذا ....

فعروة يأمر أبنائه بألا يسألوه أمام الناس ، لئلا يكون ذلك سبباً لأن يسأله
الناس ، وذلك مع

علمه وفقهه الذي عُرِف ومُيِّر به . فكيف بحالنا ؟؟!! .


محنته وصبره:

إذا ذكر اسم عروة بن الزبير فإنه غالباً ما يذكر معهما قصة بلائه ومحنته وصبره
بعد ذلك

وهي قصة قطع رجله لما وقعت فيها الآكلة فنشرها فما زاد على أن قال
الحمدلله . وبما أننا

التزمنا بذكر سيرته كان لزاماً علينا أن نورد هذه القصة
فإلى تفاصيلها :

روي أن عروة خرج إلى الوليد بن عبدالملك ، حتى إذا كان بوادي القرى ، فوجد في
رجله

شيئاً ، فظهرت به قرحة الآكلة ، ثم ترقى به الوجع ، وقدم على الوليد
وهو في محْمل ،

فقيل : ألا ندعوا لك طبيباً ؟ قال : إن شئتم ، فبعث إليه الوليد
بالأطباء فأجمع رأيهم على

أن لم ينشروها قتلته ، فقال شأنكم فقالوا : اشرب
المُرقد ، فقال : امضوا لشأنكم ، ماكنت

أظن أن خلقاً يشرب مايزيل عقله حتى
لا يعرف ربه عز وجل ، ولكن هلموا فاقطعوها .

وقال ابن قتيبة وغيره : لما دعي الجزار ليقطعها قال له : نسقيك خمراً حتى لا
تجد لها ألماً
، فقال : لا أستعين بحرام الله على ما أرجو من عافية ، قالوا :
فنسقيك المرقد ، قال : ما

أحب أن اسلب عضواً من أعضائي وأنا لا أجد ألم ذلك
فأحتسبه ، قال : ودخل قوم أنكرهم

، فقال : ماهؤلاء ؟ قالوا : يمسكونك فإن الألم
ربما عَزَبَ معه الصبر ، قال : أرجو أن

أكفيكم ذلك من نفسي ...

فوضع المنشار على ركبته اليسرى فنشروها بالمنشار فما حرك عضواً عن عضو وصبر

حتى
فرغوا منها ثم حمسوها وهو يهلل ويكبر ، ثم إنه أغلي له الزيت في مغارف الحديد

فحسم به ، ثم غشي عليه ، وهو في ذلك كله كبير السن وإنه لصائم فما تضور وجهه ،

فأفاق وهو يمسح العرق عن وجهه .

وروي أنه لما أُمر بشرب شراب أو أكل شيء يذهب عقله قال : إن كنتم لا بد فاعلين

فافعلوا ذلك وأنا في الصلاة فإن لا أحس بذلك ولا أشعر به ، قال : فنشروا رجله
من فوق

الآكله من المكان الحيَّ احتياطاً أنه لا يبقى منها شيء وهو قائم يصلي
فما تصور ولا اختلج

فلما انصرف من الصلاة عزّاه الوليد في رجله .

وقيل : إنه قطعت رجله في مجلس الوليد ، والوليد مشغول عنه بمن يحدثه ، فلم
يتحرك ولم

يشعر الوليد أنها قطعت حتى كويت فوجد رائحة الكي . وقال الوليد :
مارأيت قط شيخاً

أصبر من هذا .

ولما رأى رجله وقدمه في أيديهم أو في الطست دعا بها فتناولها فقلبها في يده ثم
قال : أما

والذي حملني عليك أنه ليعلم أن مامشيت بك إلى حرام ، أو قال : إلى
معصية . ثم أمر بها

فغسلت وحنطت وكفنت ولفت بقطيفه ثم أرسل بها إلى المقابر .

وكان معه في سفره ذلك ابنه محمد ، ودخل محمد اصطبل دواب الوليد ، فرفسته دابة
فخر

ميتاً . فأتى عروة رجل يعزيه ، فقال : إن كنت تعزيني برجلي فقد احتسبتها .
قال : بل

أعزيك بمحمد ابنك ، قال : وماله ؟ فأخبره ، فقال : اللهم أخذت عضواً
وتركت أعضاء ،

وأخذت ابناً وتركت أبناءًا . فما سمع منه شيء في ذلك حتى قدم
المدينة فلما قدم المدينة .

أتاه ابن المنكدر ، فقال ، كيف كنت ؟ قال (( لقد
لقينا من سفرنا هذا نصباً )) وقال : اللهم

إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت
واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد ، وكان لي بنون أربعة

فأخذت واحداً وأبقيت لي
ثلاثة فلك الحمد وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لطالما

عافيت ، وروي
: اللهم إن كان لي بنون سبعة ....

ولما دخل المدينة أتاه الناس يسلمون عليه ويعزونه في ابنه ورجله ، فبلغه أن بعض
الناس ،

قال : إنما اصابه هذا بذنب عظيم أحدثه ، فأنشد عروة في ذلك متمثلاً
أبياتاً لمعن بن أوس :

لعمرك ما أهويت كفي لريبة *** ولا حملتني نحو فاحشة رجلي

ولا قادني سمعي ولا بصري لها *** ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي

ولست بماشٍ ماحييت لمنكر *** من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي

ولا مؤثر نفسي على ذي قرابة *** وأوثر ضيفي ما أقام على أهلي

وأعلم أني لم تصبني مصيبة من الدهر *** إلا قد أصابت فتى قبلي

وكان أحسن من عزاه إبراهيم بن محمد بن طلحة ، فقال له : والله مابك حاجة إلى
المشي ،

ولا أربُ في السعي ، وقد تقدمك عضو من أعضائك وابن من أبنائك إلى الجنة
، والكل تبع

لبعض - إنشاء الله تعالى - وقد أبقى الله لنا منك ماكنا إليه
فقراء من علمك ورأيك نفعك

الله وإيانا به ، والله ولي ثوابك ، والضمين
بحسابك، وعاش بعد قطع رجله ثماني سنوات.

ولم يدع ورده من القرآن
والقيام وحتى في هذه الليلة - كما مر بنا - .


رحلاته وتنقلاته:

مما ذكر من ذلك أن عروة قدم البصرة على ابن عباس وهو عامل فيها ، فيقال أنشده
:

أمُتُّ بأرحامٍ إليك قريبةٍ *** ولا قُربَ بالأرحام مالم تُقرٍّب


فقال لِعروة : من قال هذا ؟ قال : أبو أحمد بن جحش ، قال ابن عباس : فهل تدري
ما قال

له رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا ، قال : قال له : صدقت ، ثم
قال : ما

أقدمك البصرة ؟ قلت : اشتدت الحال ، وأبى عبدالله أن يقسم سبع حِجَجٍ
تألى حتى يقضي

دين الزبير ، قال : فأجازني وأعطاني ، ثم لحق

عصر ، فتزوج وأقام بها بعد سبع سنين ثم عاد إلى المدينة.

فهو انتقل إلى البصرة ثم إلى مصر فتزوج واقام بها سبع سنين ثم رجع الى المدينة
.


وفاته:

بعد هذه المسيرة الحافلة بالعلم والعبادة ، والحافلة بالدروس والعبر انطوت صفحة
الإمام

عروة بن الزبير وقد اختلف في سنة وفاته على أقوال عدة : فقد

وقيل : أنه توفي سنة إحدى وتسعين.

قيل : أنه توفي سنة اثنتين وتسعين.

قيل : انه توفي سنة ثلاثة وتسعين ، قاله : ابن المديني وأبو نعيم وشباب وابن
خلكان.

كما قيل أنه توفي سنة أربع وتسعين ، قاله : الهيثم ، والواقدي ، وأبو عبيد ،
ويحيى بن

معين ، والفلاس وأبن سعد .
وقيل سنة خمس وتسعين ، قاله : يحيى بن بكير.

وقيل أنه توفي سنة تسعة وتسعين

وقيل أنه توفي سنة مائه .

وقيل : أنه توفي سنة إحدى ومائه . وقال عنه الذهبي : وليس هذا بشيء.

والذي يظهر أنه الراجح : أن وفاته كانت سنة أربع وتسعين ، وهو اختيار شيخ
الإسلام بن

كثير ورجحه ابن سعد في طبقاته ، وقال : قال محمد بن عمر : وكان
يقال لهذه السنة :

سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيه.

وكانت وفاته ليلة الثلاثاء الرابع عشر من ربيع الأول قاله يحيى بن عبدالله بن
حسن، ومات

– رحمه الله – وهو صائم ، وجعلوا يقولون له : أفطر ، فلم يفطر ، ودفن يوم الجمعة.

وتوفي عروة ودفن في قرية له بمجاج بقرب المدينة يقال لها : فرع – بضم الفاء
وسكون

الراء – وهي من ناحية الربذة ، و تبعد عن المدينة أربع ليال ، وهي ذات
نخيل ومياه.

وقال هشام بن عروة : أوصاني أبي ألا تذروا علي حنوط .

واختلف في السن التي توفي عنها الإمام تبعاً للاختلاف في سنة مولده ووفاته.

* وبهذا تنطوي صفحة الإمام عروة بن الزبير – رحمه الله تعالى – وجمعنا به في
جنات

النعيم .



وختاما:

رحم الله عروة بن الزبير ، ورضي الله عنه ، وأعلى في عليين مقامه ، ووفقنا
للسير على

نهجه وحشرنا في زمرته مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن
أولئك رفيقاً ،

فرحمه الله ما أصدق قول الشاعر فيه :

جمال ذي الأرض كانو في الحياة ، وهم *** بعد الممات جمالُ الكتْبِ والسِّيَر

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين .

كما أشكر الأخت رتاج على طرحا لهذا الموضوع الذي يعرف بشخصيات نعرفها وأخرى لا

نعرفها

كما أشكر أخي badoo الذي منحني فرصة التعرف على عروة بن الزبير

حقيقة كنت أجهل هذه الشخصية الفذة

في الأخير تقبلو سلامي

أسيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل

 
يعقوب

يعقوب

طاقم مستشاري المنتدى
رقم العضوية :
530
البلد/ المدينة :
زريبة الوادي
العَمَــــــــــلْ :
مدرسة مطالعي لتعليم السياقة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1858
نقاط التميز :
2187
التَـــسْجِيلْ :
07/04/2010
أما عن العضو الذي أختاره هية الاخت ريماس



والشخصية هي الامام الحافظ بن كثير

بالتوفيق ريماس
 
ريماس

ريماس

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
في دنيا فانية
العَمَــــــــــلْ :
موظفة
المُسَــاهَمَـاتْ :
313
نقاط التميز :
544
التَـــسْجِيلْ :
18/11/2010
أولا شكرا يعقوب

ترجمة
مختصرة للإمام الحافظ إسماعيل بن كثير الدمشقي





نسبه
وميلاده :


هو
الإمام الحافظ، المحدث، المؤرخ، عماد الدين، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن
ضوء بن كثير بن ضوء بن درع القرشي الدمشقي الشافعي.





ولد
بقرية "مِجْدَل" من أعمال بصرى، وهي قرية أمه، سنة سبعمائة للهجرة أو
بعدها بقليل.





نشأته
:


نشأ
الحافظ ابن كثير في بيت علم ودين، فأبوه عمر بن حفص بن كثير أخذ عن النواوي
والفزاري وكان خطيب قريته، وتوفى أبوه وعمره ثلاث سنوات أو نحوها، وانتقلت الأسرة
بعد موت والد ابن كثير إلى دمشق في سنة (707 هـ)، وخلف والده أخوه عبد الوهاب، فقد
بذل جهدًا كبيرًا في رعاية هذه الأسرة بعد فقدها لوالدها، وعنه يقول الحافظ ابن
كثير: "وقد كان لنا شقيقا، وبنا رفيقًا شفوقًا، وقد تأخرت وفاته إلى سنة (750
هـ) فاشتغلت على يديه في العلم فيسر الله منه ما تيسر وسهل منه ما تعسر"





شيوخه
:


1-شيخ
الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية، رحمه الله.


2-الحافظ
أبو الحجاج يوسف المزي، رحمه الله.


3-الحافظ
أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، رحمه الله.


4-الشيخ
أبو العباس أحمد الحجار الشهير بـ "ابن الشحنة".


5-الشيخ
أبو إسحاق إبراهيم الفزاري، رحمه الله.


6-الحافظ
كمال الدين عبد الوهاب الشهير بـ "ابن قاضي شهبة".


7-الإمام
كمال الدين أبو المعالي محمد بن الزملكاني، رحمه الله.


8-الإمام
محيي الدين أبو زكريا يحيى الشيباني، رحمه الله.


9-الإمام
علم الدين محمد القاسم البرزالي، رحمه الله.


10-الشيخ
شمس الدين أبو نصر محمد الشيرازي، رحمه الله.


11-الشيخ
شمس الدين محمود الأصبهاني، رحمه الله.


12-عفيف
الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الأصبهاني، رحمه الله.


13-الشيخ
بهاء الدين القاسم بن عساكر، رحمه الله.


14-أبو
محمد عيسى بن المطعم، رحمه الله.


15-عفيف
الدين محمد بن عمر الصقلي، رحمه الله.


16-الشيخ
أبو بكر محمد بن الرضى الصالحي، رحمه الله.


17-محمد
بن السويدي، بارع في الطب.


18-الشيخ
أبو عبد الله بن محمد بن حسين بن غيلان، رحمه الله.


19-الحافظ
أبو محمد عبد المؤمن الدمياطي، رحمه الله.


20-موسى
بن علي الجيلي، رحمه الله.


21-جمال
الدين سليمان بن الخطيب، قاضي القضاة.


22-محمد
بن جعفر اللباد، شيخ القراءات.


23-شمس
الدين محمد بن بركات، رحمه الله.


24-شمس
الدين أبو محمد عبد الله المقدسي، رحمه الله.


25-الشيخ
نجم الدين بن العسقلاني.


26-جمال
الدين أبو العباس أحمد بن القلانسي، رحمه الله.


27-الشيخ
عمر بن أبي بكر البسطي، رحمه الله.


28-ضياء
الدين عبد الله الزربندي النحوي، رحمه الله.


29-أبو
الحسن علي بن محمد بن المنتزه، رحمه الله.


30-الشيخ
محمد بن الزراد، رحمه الله.





تلاميذه
:


1-الحافظ
علاء الدين بن حجي الشافعي، رحمه الله.


2-محمد
بن محمد بن خضر القرشي، رحمه الله.


3-شرف
الدين مسعود الأنطاكي النحوي، رحمه الله.


4-محمد
بن أبي محمد بن الجزري، شيخ علم القراءات، رحمه الله.


5-ابنه
محمد بن إسماعيل بن كثير، رحمه الله.


6-الإمام
ابن أبي العز الحنفي، رحمه الله.


7-الحافظ
أبو المحاسن الحسَيني، رحمه الله.





مؤلفاته
:


أ-في
علوم القرآن :


1-تفسير
القرآن العظيم: وسيأتي الكلام عليه في المبحث الثاني إن شاء الله تعالى.


2-فضائل
القرآن: وهو ملحق بالتفسير في النسخة البريطانية، والنسخة المكية، وقد اعتمدت
إلحاقه بالتفسير لقرب موضوعه من التفسير؛ ولأن هاتين النسختين هما آخر عهد ابن كثير
لتفسيره.





وقد
طبعت مفردة بتحقيق الأستاذ محمد البنا في مؤسسة علوم القرآن ببيروت.





ب-في
السنة وعلومها :


3-أحاديث
الأصول.


4-شرح
صحيح البخاري.


5-التكميل
في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والمجاهيل: منه نسخة بدار الكتب المصرية برقم
(24227) في مجلدين، وهي ناقصة ولديَّ مصورة عنها.


6-اختصار
علوم الحديث: نشر بمكة المكرمة سنة (1353 هـ) بتحقيق الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة،
ثم شرحه الشيخ أحمد شاكر، رحمه الله، وطبع بالقاهرة سنة (1355 هـ).


7-جامع
المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن: منه نسخة بدار الكتب المصرية برقم (184) حديث،
ونشره مؤخرًا الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، وطبع بدار الكتب العلمية ببيروت.


8-مسند
أبي بكر الصديق، رضي الله عنه.


9-مسند
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: نشره الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، وطبع بدار
الوفاء بمصر.


10-الأحكام
الصغرى في الحديث.


11-تخريج
أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية.


12-تخريج
أحاديث مختصر ابن الحاجب: طبع مؤخرًا بتحقيق الكبيسي، ونشر في مكة.


13-مختصر
كتاب "المدخل إلى كتاب السنن" للبيهقي.


14-جزء
في حديث الصور.


15-جزء
في الرد على حديث السجل.


16-جزء
في الأحاديث الواردة في فضل أيام العشرة من ذي الحجة.


17-جزء
في الأحاديث الواردة في قتل الكلاب.


18-جزء
في الأحاديث الواردة في كفارة المجلس.








جـ
-في الفقه وأصوله :


19-الأحكام
الكبرى.


20-كتاب
الصيام.


21-أحكام
التنبيه.


22-جزء
في الصلاة الوسطى.


23-جزء
في ميراث الأبوين مع الإخوة.


24-جزء
في الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها.


25-جزء
في الرد على كتاب الجزية.


26-جزء
في فضل يوم عرفة.


27-المقدمات
في أصول الفقه.





د-في
التاريخ والمناقب :


28-البداية
والنهاية: مطبوع عدة طبعات في مصر وبيروت، أحسنها الطبعة التي حققها الدكتور علي
عبد الستار وآخرون.


والنهاية
مطبوع في مصر بتحقيق أحمد عبد العزيز.


29-جزء
مفرد في فتح القسطنطينية.


30-السيرة
النبوية: مطبوع باسم الفصول في سيرة الرسول بدمشق.


31-طبقات
الشافعية: منه نسخة في شستربيتى بإيرلندا، وقد طبع مؤخرًا في مصر.


32-الواضح
النفيس في مناقب محمد بن إدريس: منه نسخة في شستربيتى بإيرلندا.


33-مناقب
ابن تيمية.


34-مقدمة
في الأنساب.





ثناء
العلماء عليه :


كان
ابن كثير، رحمه الله، من أفذاذ العلماء في عصره، أثنى عليه معاصروه ومن بعدهم
الثناء الجم:


فقد
قال الحافظ الذهبي في طبقات شيوخه: "وسمعت مع الفقيه المفتي المحدِّث، ذى
الفضائل، عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الشافعي.. سمع من ابن الشحنة
وابن الزراد وطائفة، له عناية بالرجال والمتون والفقه، خرَّج وناظر وصنف وفسر
وتقدم".


وقال
عنه أيضًا في المعجم المختص: "الإمام المفتي المحدِّث البارع، فقيه متفنن،
محدث متقن، مفسر نقال".


وقال
تلميذه الحافظ أبو المحاسن الحسيني: "صاهر شيخنا أبا الحجاج المزي فأكثر،
وأفتى ودرس وناظر، وبرع في الفقه والتفسير والنحو وأمعن النظر في الرجال
والعلل".


وقال
العلامة ابن ناصر الدين: "الشيخ الإمام العلامة الحافظ عماد الدين، ثقة
المحدثين، عمدة المؤرخين، علم المفسرين".





وقال
ابن تغري بردي: "لازم الاشتغال، ودأب وحصل وكتب وبرع في الفقه والتفسير
والفقه والعربية وغير ذلك، وأفتى ودرس إلى أن توفى".


وقال
ابن حجر العسقلاني: "كان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة، سارت تصانيفه في
البلاد في حياته، وانتفع الناس بها بعد وفاته" .


وقال
ابن حبيب: "إمام روى التسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنف،
وأطرب الأسماع بالفتوى وشنف، وحدث وأفاد، وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد، واشتهر
بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ، والحديث والتفسير".


وقال
العيني: "كان قدوة العلماء والحفاظ، وعمدة أهل المعاني والألفاظ، وسمع وجمع
وصنف، ودرس، وحدث، وألف، وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والتاريخ، واشتهر
بالضبط والتحرير، وانتهى إليه رياسة علم التاريخ والحديث والتفسير وله مصنفات
عديدة مفيدة".


وقال
تلميذه ابن حجي: "أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث، وأعرفهم بجرحها ورجالها
وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وكان يستحضر شيئا كثيرا من
الفقه والتاريخ، قليل النسيان، وكان فقيها جيد الفهم، ويشارك في العربية مشاركة
جيدة، ونظم الشعر، وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا واستفدت
منه" .


وقال
الداودي: "أقبل على حفظ المتون، ومعرفة الأسانيد والتعلل والرجال والتاريخ
حتى برع في ذلك وهو شاب".





وفاته
ورثاؤه :


في
يوم الخميس السادس والعشرين من شهر شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة توفي الحافظ
ابن كثير بدمشق، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية، رحمه الله.





وقد
ذكر ابن ناصر الدين أنه "كانت له جنازة حافلة مشهودة، ودفن بوصية منه في تربة
شيخ الإسلام ابن تيمية بمقبرة الصوفية".
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
الشخصيه تكون شخصيه لتابعي او تابعي التابعي وليست لصحابي
يعني مثلا << سعيد بن المُسيَّب ، والقاسم بن محمد ، وعروة بن الزبير ، وخارجة بن زيد ، وأبو سَلَمة بن عبد الرحمن ، وعُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة ، وسليمان بن يسار ،ابن تيميه :: البخاري :: ابن باز:: وغيرهم من علماء ومشاهير الأمه >>
- اسمه ونسبه

-نشأته
-خصاله
-جهاده
- مؤلفاته وانتاجه العلمي
-وفاته
ويستطع العضو اضافة معلومات أخرى
واليكم التعريف:

التابعون في التأريخ الإسلامي هم شخصيات أسلامية لم تعاصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان لها دور ملحوظ في فترة حياتها فتعلمت الحديث من الصحابة وعلمته إلى غيرها وكانوا من الذين يتبعون سنن النبي محمد عليه الصلاة والسلام

‏التابعي :عند ابن حجر وهو من لقي الصحابي كذلك ، وعند ابن الصلاح التابعي من صحب الصحابي‏.)‏التابع بإحسان‏.(‏ ويقال للواحد منهم تابع وتابعي‏.ويكفي فيه أن يسمع من الصحابي أو يلقاه، وإن لم توجد الصحبة العرفية‏.‏ والاكتفاء في هذا بمجرد اللقاء والرؤية أقرب منه في الصحابي، نظراً إلى مقتضى اللفظين فيهما وفي الموسوعة التابعي من صحب صحابيا ولا يكتفي بمجرد اللقي بخلاف الصحابي مع النبي فإنه يكتفى بذالك لشرف النبي وعلو منزلته فالاجتماع به يؤثر النور في القلب أضعاف ما يؤثره الاجتماع الطويل بالصحابي وغيره من الأخيار وأشار النبي إلى الصحابة والتابعين بقوله (طوبى لمن رآني وطوبى لمن رآى من رآني) و التابعون هم الطبقة الثانية من المسلمين الذين أخذوا علمهم ودينهم من صحابة رسول الله وقاموا خلفهم بحمل الرسالة والدعوة إليها وقد التف التابعون حول الصحابة يأخذون عنهم القرآن والحديث وينهلون من علوم الشرع عل الصورة التي نقلوها لهم عن رسول الله وتتلمذوا على يد الصحابة بإقبال وشغف ومحبة ثم كان لهم الشرف في حمل ذالك ونشره وكان الصحابة قد تفرقوا في الأمصار وأشتهر في كل بلد عدد معين من التابعين وكانوا حلقة مهمة ومحكمة ومؤثرة بين الصحابة وجيل أئمة المذاهب وتلاميذهم ومن جاء بعدهم

أرجوا من الأعضاء الالتزام بما جاء بالموضوع
 
Mr-bra

Mr-bra

طاقم الإدارة
رقم العضوية :
1
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
6459
نقاط التميز :
8835
التَـــسْجِيلْ :
08/06/2008
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
اولا شكرا لكل من كانت له مشاركة في هذا الموضوع القيم
والذي هدفه الرئيسي هو التعريف بالتابعين وأتباع التابعين
ومنه التفريق بين الصحابي والتابعي و تابعي التابعي
والأخت رتاج جزاها الله خيرا اوضحت الفرق بينهم في الرد السابق لكي لا تختلط الأمور على الأعضاء الكرام
لقد تم تعديل الموضوع وحذفت المشاركات التي لم يكن مضمونها ليعرف باحد التابعين و اتباع التابعين

والآن نعود لصلب الموضوع مع الأخت ريماس التي كانت قد عرفت لنا
التابعي الجليل الإمام الحافظ إسماعيل بن كثير الدمشقي
ارجوا من الأخت ريماس أن تختار لنا عضو جديد مع شخصية جديدة لأحد التابعين أو اتباع التابعين
وفي انتظار دخولك اختي ريماس لك منا الشكر الجزيل مسبقا
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
بارك الله فيك اخي زكرياء
وجزاك الله كل خير
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
الشخصيه تكون شخصيه لتابعي او تابعي التابعي وليست لصحابي
اسمه ونسبه
-نشأته

-خصاله
-جهاده
- مؤلفاته وانتاجه العلمي
-وفاته
ويستطع العضو اضافة معلومات أخرى


بالتوفيق للجميع



عدل سابقا من قبل ritaj في الإثنين 13 يونيو - 15:37 عدل 2 مرات
 
ريماس

ريماس

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
في دنيا فانية
العَمَــــــــــلْ :
موظفة
المُسَــاهَمَـاتْ :
313
نقاط التميز :
544
التَـــسْجِيلْ :
18/11/2010
شكرا لكم
الشخصية: قتادة بن دعامة
المعني : nadjet
 
ريماس

ريماس

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
في دنيا فانية
العَمَــــــــــلْ :
موظفة
المُسَــاهَمَـاتْ :
313
نقاط التميز :
544
التَـــسْجِيلْ :
18/11/2010
شكرا لكم
الشخصية: قتادة بن دعامة
المعني : nadjet
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
مشكورة أختي ريماس على اختيار الشخصية
وننتظر الأخت نجاة مع شخصية قتادة بن دعامة
بالتوفيق
 
salim

salim

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
531
المُسَــاهَمَـاتْ :
2244
نقاط التميز :
2838
التَـــسْجِيلْ :
07/04/2010
عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 315340
اشكرك اختي الكريمة ritej
على الموضوع القيم والمفيد
واشكرك على المجهود المبذول من اجل انجاح الموضوع
الذي ارى انه في تقدم ومن الحسن الى الأحسن
ننتظر الأخت nadjet وموضوعها عن شخصية
قتادة بن دعامة
بالتوفيق ان شاء الله للجميع
وشكرا

 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
شكرا لك اخي سليم
عودة ميمونة واهلا بك من جديد
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
مع عدم تلبية المشاركة للأخت نجاة
نطلب من الأخت ريماس اختيار عضو آخر
 
nadjet

nadjet

عضو نشيط
رقم العضوية :
728
البلد/ المدينة :
زريبة الوادى
العَمَــــــــــلْ :
طالبة علم
المُسَــاهَمَـاتْ :
988
نقاط التميز :
855
التَـــسْجِيلْ :
11/07/2010
السلام عليكم
اعتذر كثيرا على تأخري في الاجابة لضروف واعتذر من الاخت ريماس والاخت رتاج ارجوا ان تقبلوا اعتذاري
 
nadjet

nadjet

عضو نشيط
رقم العضوية :
728
البلد/ المدينة :
زريبة الوادى
العَمَــــــــــلْ :
طالبة علم
المُسَــاهَمَـاتْ :
988
نقاط التميز :
855
التَـــسْجِيلْ :
11/07/2010
قتادة بن دعامة السدوسى :
********************.
نسبه ونشأته:
هو قتادة بن دعامة السدوسي يكنى أبا الخطاب بصري تابعي ثقة، ولد سنة ستين من الهجرة، وكان ضرير البصر، وكان يتهم بقدر وكان لا يدعو إليه ولا يتكلم فيه.

عده أصحاب الطبقات من الطبقة الرابعة والتي تلي الوسطى من التابعين، وروى له: البخاري - مسلم- أبو داود-الترمذي-النسائي-ابن ماجه

من روى عنهم وتعلم على أيديهم:
تعلم قتادة عن بعض الصحابة كأنس بن مالك وعبد الله بن سرجس، وحنظلة الكاتب، وأبى الطفيل في آخرين. وكان يرسل الحديث عن الشعبي ومجاهد بن جبير وسعيد بن جبير والنخعي وأبى قلابة ولم يسمع منهم.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية: روى عن أنس بن مالك وجماعة من التابعين، منهم سعيد بن المسيب والحسن البصري وأبو العالية وزرارة بن أوفى وعطاء ومجاهد ومحمد بن سيرين ومسروق وأبو مجلز وغيرهم.

من ملامح شخصيته:
كثرة قراءته للقرآن:
كان له مع القرآن حال فيروى أنه كان يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة.

حفظه للحديث:
وإن كان قتادة ضريرًا إلا أنه كان قوي الذاكرة جيد الحفظ فعن مطر قال: كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافًا، قال: وكان إذا سمع الحديث يأخذه العويل والزويل حتى يحفظه. وكان غالب القطان يقول: من سره أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا فلينظر إلى قتادة.

ولما قدم قتادة على سعيد بن المسيب فجعل يسأله أيامًا وأكثر فقال له سعيد: كل ما سألتني عنه تحفظه قال: نعم، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا، حتى رد عليه أحاديث كثيرة، فقال سعيد: ما كنت أظن أن الله خلق مثلك.

وعن معمر قال رأيت قتادة قال لسعيد بن أبي عروبة أمسك على المصحف فقرأ البقرة فلم يخط حرفا فقال يا أبا النضر لأنا لصحيفة جابر أحفظ مني لسورة البقرة.

علمه بأنساب العرب:
كان قَتادة بن دعامة السَّدوسي عالماً بالعرب وبأنسابها وأيامها ولم يأتنا عن أحد من علم العرب أصح من شيء أتانا عن قتادة، وكان الرجلان من بني مرْوان يختلفان في الشعر فيرسلان راكباً فيُنيخ ببابه فيسأله عنه ثم يشخص. وكان أبو بكر الهذلي يَروي هذا العلم عن قَتادة.

وعن سعيد بن عبيد عن أبي عوانة قال: شهدت عامرَ بن عبد الملك يسأل قَتادة عن أيام العرب وأنسابها وأحاديثها فاستحسنته، فعدت إليه فجعلت أسأله عن ذلك فقال: مالك ولهذا دَعْ هذا العلم لعامر وعُدْ إلى شأنك.

من كلماته:
كان قتادة يقوا: من يتق الله يكن الله معه، ومن يكن اللهمعه، فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل.
وقال: باب من العلم يحفظه الرجل يطلب به صلاح نفسه وصلاح الناس أفضل من عبادة حول كامل.
وقال قتادة: لو كان يكتفي من العلم بشيء، لاكتفى موسى u بما عنده ولكنه طلب الزيادة.

وفاته:
مات بواسط سنة سبع عشرة ومائة وهو بن ست وخمسين سنة.
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
أشكرك كثيرا أختي نجاة
على تعريفك بشخصية التابعي قتادة بن دعامة
وبارك الله فيك وجزاك الله كل خير
انت لم تختاري أختي الكريمة العضو واشخصية التابعي أو التابع التابعي

بالتوفيق للجميع
 
nadjet

nadjet

عضو نشيط
رقم العضوية :
728
البلد/ المدينة :
زريبة الوادى
العَمَــــــــــلْ :
طالبة علم
المُسَــاهَمَـاتْ :
988
نقاط التميز :
855
التَـــسْجِيلْ :
11/07/2010
عذرا على تأخيري اخت رتاج
الشخصية: الاوزاعى
المعني: الاخ جابر
بالتوفيق اخي جابر
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
شكرا لك اختي نجاة
بالتوفيق للأخ جابر مع شخصية الاوزاعى
 
DJABER

DJABER

طاقم أعضاء الشرف
رقم العضوية :
196
المُسَــاهَمَـاتْ :
1671
نقاط التميز :
2279
التَـــسْجِيلْ :
08/06/2009
بسم الله الرحمن الرحيم


الإمام الأوزاعي

امام بلاد الشام والاندلس لأكثر من مائتي عام .

نَسَبُهُ وَقَبِيلَتُهُ:

هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأَوْزَاعِيّ، قال محمد بن سعد: والأوزاع بطن من همدان، وقال البخاري في

تاريخه:

الأوزاع: قرية بدمشق إذا خرجت من باب الفراديس.

مَولِدُهُ:

88 هـ، 707 م

البَلدُ التي وُلدَ فِيهَا:

ولد في ( بَعْلَبَكّ ) وهي إحدى المدن اللبنانية وتقع على بعد 85 كم إلى الشرق من بيروت فوق أعلى مرتفعات سهل البقاع...

البَلدُ التي عَاشَ فِيهَا:

نشأ في البقاع، وسكن بيروت.

طُفُولَتُهُ وتَربِيَتُهُ:

قال ابن كثير: نشأ - أي الأَوْزَاعِيّ - بالبقاع يتيما في حجر أمه، وكانت تنتقل به من بلد إلى بلد، وتأدب بنفسه، فلم يكن في أبناء الملوك والخلفاء والوزراء والتجار وغيرهم أعقل منه، ولا أورع ولا أعلم، ولا أفصح ولا أوقر ولا أحلم، ولا أكثر صمتا منه....

أَهَمُّ مَلَامِحِ شَخْصِيَتِهِ:

يُعّدُّ الإمِامُ الأَوْزَاعِيّ أحد الفُقَهَاءِ الأعلام الذين أثّرُوا في مَسِيرةِ الفِقْهِ الإِسْلَامِيِّ خَاصَّةً في بلادِ الشَّامِ والأَندلُسِ....

قال الحافظ ابن كثير: وقد بقي أهل دمشق وما حولها من البلاد على مذهبه نحوًا من مائتين وعشرين سنة...

ثم انتقل مذهبه إلى الأندلس وانتشر هناك فترة، ثم ضعف أمره في الشام أمام مذهب الإمام الشافعي، وضعف في الأندلس أيضًا أمام مذهب الإمام مالك الذي وجد أنصارًا وتلاميذ في الأندلس، بينما لم يجد مذهب الأَوْزَاعِيّ الأنصار والتلاميذ...

وقال ابن كثير عن الأَوْزَاعِيّ أيضًا: ما تكلم بكلمةٍ إلا كان المتعين على من سمعها من جلسائه أن يكتبها عنه - من حسنها -، وكان يعاني الرسائل والكتابة، وقد اكتتب مرة في بعث إلى اليمامة فسمع من يحيى بن أبي كثير وانقطع إليه فأرشده إلى الرحلة إلى البصرة ليسمع من الحسن وابن سيرين.

فسار إليها فوجد الحسن قد توفي من شهرين ووجد ابن سيرين مريضا، فجعل يتردد لعيادته، فقوي المرض به ومات ولم يسمع منه الأَوْزَاعِيّ شيئًا.

ثم جاء فنزل دمشق بمحلة الاوزاع خارج باب الفراديس، وساد أهلها في زمانه وسائر البلاد في الفقه والحديث والمغازي وغير ذلك من علوم الاسلام.

وقد أدرك خلقا من التابعين وغيرهم، وحدث عنه جماعات من سادات المسلمين، كمالك بن أنس والثوري والزهري، وهو من شيوخه.

وقد حج مرة فدخل مكة وسفيان الثوري آخذ بزمام جمله، ومالك بن أنس يسوق به، والثوري يقول: أفسحوا للشيخ حتى أجلساه عند الكعبة، وجلسا بين يديه يأخذان عنه.

وقد تذاكر مالك والأَوْزَاعِيّ مرة بالمدينة من الظهر حتى صليا العصر، ومن العصر حتى صليا المغرب، فغمره الأَوْزَاعِيّ في المغازي، وغمره مالك في الفقه أو في شئ من الفقه.

وتناظر الأَوْزَاعِيّ والثوري في مسجد الخيف في مسألة رفع اليدين في الركوع والرفع منه.

فاحتج الأَوْزَاعِيّ على الرفع في ذلك بما رواه عن الزهري عن سالم عن أبيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الركوع والرفع منه".

واحتج الثوري على ذلك بحديث يزيد بن أبي زياد، فغضب الأَوْزَاعِيّ وقال: تعارض حديث الزهري بحديث يزيد بن أبي زياد وهو رجل ضعيف؟ فاحمرّ وجه الثوري، فقال الأَوْزَاعِيّ: لعلك كرهت ما قلت؟ قال: نعم.

قال: فقم بنا حتى نلتعن عند الركن أينا على الحق، فسكت الثوري.

وقال ابن زياد: أفتى الأَوْزَاعِيّ في سبعين ألف مسألة بحدثنا.

وقال أبو زرعة: رُوي عنه ستون ألف مسألة.

وقال غيرهما: أفتى في سنة ثلاث عشرة ومائة وعمره إذ ذاك خمس وعشرون سنة، ثم لم يزل يفتي حتى مات وعقله زاكٍ.

وقال يحيى القطان عن مالك: اجتمع عندي الأَوْزَاعِيّ والثوري وأبو حنيفة فقلت: أيهم أرجح؟ قال: الأَوْزَاعِيّ.

وقال عنه ابن حبان في كتابه مشاهير علماء الأمصار: أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وورعًا وحفظًا وفضلًا وعبادةً وضبطًا مع زهادةٍ...

عِبَادَتِهِ وَوَرِعِهِ وَزُهْدِهِ:

قال بشر بن المنذر: كان الأَوْزَاعِيّ كأنه أعمى من الخشوع، وقال ابن مسهر: كان يُحيي الليل صلاة وقرآناً...

وقال الوليد بن مسلم: ما رأيت أحدا أشدّ اجتهادا من الأَوْزَاعِيّ في العبادة.

وقال غيره: حجّ فما نام على الراحلة، إنما هو في صلاة، فإذا نعس استند إلى القتب، وكان من شدة الخشوع كأنه أعمى.

ودخلت امرأة على امرأة الأَوْزَاعِيّ فرأت الحصير الذي يصلي عليه مبلولا فقالت لها: لعل الصلبي بال ههنا.

فقالت: هذا أثر دموع الشيخ من بكائه في سجوده، هكذا يصبح كل يوم.

شُيُوخه:

روى عن عطاء بن أبي رباح، والقاسم ابن مخيمرة، ومحمد بن سيرين حكاية، والزهري، ومحمد بن علي الباقر، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر، وقتادة، وعمرو بن شعيب، وربيعة بن يزيد، وشداد، وأبي عمار، وعبدة ابن أبي لبابة، وبلال بن سعد، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويحيى بن أبي كثير، وعبد الله بن عامر اليحصبي، ومكحول، وأبي كثير السحيمي وخلق...

مُؤَلَفَاتِهِ:

1 - كتاب السنن في الفقه.

2 - كتاب المسائل في الفقه.

3 - كتاب السير.

4 - كتاب المسند.

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيْهِ:

قال عنه أبو نعيم في الحلية: الإمام المبجل، والمقدام المفضل، عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو الأَوْزَاعِيّ، رضي الله تعالى عنه. كان واحد زمانه، وإمام عصره وأوانه، كان ممن لا يخاف في الله لومة لائم، مقوالاً بالحق لا يخاف سطوة العظائم.

وقال عنه الحافظ ابن كثير: الإمام الجليل علامة الوقت... فقيه أهل الشام وإمامهم.

وقال عنه الإمام مالك: كان الأَوْزَاعِيّ إماما يقتدى به.

وقال عنه الذهبي: كان رأساً في العلم والعمل، جم المناقب. ومع علمه كان بارعاً في الكتابة والترسل.

وقال إسماعيل بن عياش: سمعتُ الناس سنة أربعين ومائة يقولون: الأوزاعي اليوم عالم الأمة.

وقال عبد الله الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.

وقال سفيان بن عيينة وغيره: كان الأَوْزَاعِيّ إمام أهل زمانه...

وقال محمد بن عجلان: لم أر أحدا أنصح للمسلمين من الأَوْزَاعِيّ.

وقال عنه الصفدي: إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم...وكان ثقة مأموناً فاضلاً خيراً كثير العلم والحديث والفقه حجّة.

وقال يحيى بن معين: العلماء أربعة: الثوري، وأبو حنيفة، ومالك، والأَوْزَاعِيّ.

وقال أبو حاتم: كان - أي الأَوْزَاعِيّ - ثقةً متبعًا لما سمع.

وقال عنه الزركلي صاحب الأعلام: إمام الديار الشامية في الفقه والزهد، وأحد الكتّاب المترسلين.

الأَوْزَاعِيُّ عَالِمٌ رَبَانِّيّ لَا يَخْشَى فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ:

قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية:

ولما دخل عبد الله بن علي - عم السفاح الذي أجلى بني أمية عن الشام، وأزال الله سبحانه دولتهم على يده - دمشق فطلب الأَوْزَاعِيّ فتغيب عنه ثلاثة أيام ثم حضر بين يديه.

قال الأَوْزَاعِيّ:

دخلت عليه وهو على سرير وفي يده خيزرانة والمسودة عن يمينه وشماله، ومعهم السيوف مصلتة - والعمد الحديد - فسلمت عليه فلم يرد ونكت بتلك الخيزرانة التي في يده ثم قال: يا أوزاعي ما ترى فيما صنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العباد والبلاد؟ أجهادا ورباطا هو؟ قال: فقلت: أيها الامير سمعت يحيى بن سعيد الانصاري يقول: سمعت محمد بن إبراهيم التيمي يقول: سمعت علقمة بن وقاص يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".

قال: فنكت بالخيزرانة أشد مما كانت ينكت، وجعل من حوله يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم، ثم قال: يا أوزاعي ما تقول في دماء بني أمية؟ فقلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة ".

فنكت بها أشد من ذلك ثم قال: ما تقول في أموالهم؟ فقلت: إن كانت في أيديهم حراما فهي حرام عليك أيضا، وإن كانت لهم حلالا فلا تحل لك إلا بطريق شرعي.

فنكت أشد مما كان ينكت قبل ذلك ثم قال: ألا نوليك القضاء؟ فقلت: إن أسلافك لم يكونوا يشقون علي في ذلك، وإني أحب أن يتم ما ابتدؤني به من الاحسان.

فقال: كأنك تحب الانصراف؟ فقلت: إن ورائي حرما وهم محتاجون إلى القيام عليهن وسترهن، وقلوبهن مشغولة بسببي.

قال: وانتظرت رأسي أن يسقط بين يدي، فأمرني بالانصراف.

فلما خرجت إذا برسوله من ورائي، وإذا معه مائتا دينار، فقال يقول لك الامير: استنفق هذه.

قال: فتصدقت بها، وإنما أخذتها خوفا.

مِنْ كَلِمَاتِهِ الخَالِدَةِ:

- عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وقول الرجال وإن زخرفوه وحسنوه، فإن الامر ينجلي وأنت منه على طريق مستقيم.

- اصبر على السنة وقف حيث يقف القوم، وقل ما قالوا وكف عما كفوا، وليسعك ما وسعهم.

- العلم ما جاء عن أصحاب محمد، وما لم يجئ عنهم فليس بعلم.

- لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلب مؤمن.

- إذا أراد الله بقوم شرًا فتح عليهم باب الجدل وسد عنهم باب العلم والعمل.

العافية عشرة أجزاء، تسعة منها صمت، وجزء منها الهرب من الناس.

وَفَاتُهُ:

قال أبو بكر بن أبي خيثمة: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: كنت جالسا عند الثوري فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من الغرب - يعني قلعت - قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأَوْزَاعِيّ، فكتبوا ذلك فجاء موت الأَوْزَاعِيّ في ذلك اليوم.

وقال أبو مسهر: بلغنا أن سبب موته أن امرأته أغلقت عليه باب حمام فمات فيه، ولم تكن عامدة ذلك، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة.

قال: وما خلف ذهبا ولا فضة ولا عقارا، ولا متاعا إلا ستة وثمانين فضلت من عطائه.

وكانت وفاته في بيروت يوم الأحد 28 صفر سنة 157 هـ، 16 يناير 774 م، وهو دون السبعين بسنة واحدة، ورثاه بعضهم بقوله:

جاد الحيا بالشام كل عشيةٍ... قبراً تضمن لحده الأَوْزَاعِيّ

قبرٌ تضمن فيه طود شريعةٍ... سقيا له من عالمٍ نفاع

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

عضو وشخصية اسلامية لتابعي او تابعي التابعي - صفحة 2 125175

بارك الله فيك اختي على الموضوع

واسف على قلت تنظيمي للرد
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
أشكرك اخي جابر على هذه المعلومات القيمة لشخصية الوزاعي
جزاك الله خيرا

انت لم تختار العضو وشخصية التابعي أو التابعي التابعي

بالتوفيق للجميع
 
DJABER

DJABER

طاقم أعضاء الشرف
رقم العضوية :
196
المُسَــاهَمَـاتْ :
1671
نقاط التميز :
2279
التَـــسْجِيلْ :
08/06/2009
ritaj كتب:
أشكرك اخي جابر على هذه المعلومات القيمة لشخصية الوزاعي
جزاك الله خيرا

انت لم تختار العضو وشخصية التابعي أو التابعي التابعي

بالتوفيق للجميع


اختاري انت عني بارك الله فيك
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
لا بأس أخي الكريم سأختار الأخ نجم الاسلام في شخصية أويس القرني
بالتوفيق اخي الكريم
 
نجم الإسلام

نجم الإسلام

طاقم الإشراف العام
رقم العضوية :
192
العَمَــــــــــلْ :
التربية و التعليم
المُسَــاهَمَـاتْ :
5608
نقاط التميز :
8397
التَـــسْجِيلْ :
06/06/2009
نسبه وقبيلته


هو أويس بن عامر بن جزء بن مالك...المرادي ثم القرني الزاهد المشهور. أدرك رسول الله
ولم يره وسكن الكوفة وهو من كبار تابعيها، ومن أفضل
التابعين، على خلاف، قال أحمد
: هو سعيد بن المسيب، وقيل: هو أويس
القرني، وقيل
: الحسن
البصري والصواب: أويس لما في صحيح مسلم: أن خير التابعين رجل يقال له
: "أويس"وبعضهم
قال: الأعلم ابن المسيب، والأزهد والعابد: أويس
.
عاش في اليمن، وانتقل إلى الكوفة،
وكان مع سيدنا علي بن أبي طالب في صفين وبها لقي الله شهيدًا
.
روى عن عمر وعلي، وتعلم على يد كثير
من الصحابة ونهل من علمهم حتى صار من أئمة التابعين زهدًا وورعًا، ولقد تعلم منه
خلق كثير، تعلموا منه بره بأمه، وتواضعه لربه رغم ما ورد في فضله من أحاديث، ورغم
ما ذكره به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وروى عنه بشير بن عمرو وعبد الرحمن بن
أبي ليلى ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة وقال كان ثقة وذكره
البخاري فقال في إسناده نظر وقال ابن
عدي ليس له رواية لكن كان مالك ينكر وجوده إلا أن شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا
أن يشك فيه
.


مكانة أويس القرني


لأويس القرني مكانة عظيمة يعرفها الصحابة رضوان الله عليهم لما سمعوه من النبي
و لقد أفرد الإمام مسلم في صحيحه بابًا من فضائل أويس
القرني
t، وروى مسلم
بسنده عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم
أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم قال: من
مراد ثم من قرن؟ قال: نعم قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم
قال: لك والدة؟ قال: نعم قال: سمعت رسول الله

يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من
مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على
الله لأبره؛ فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل؛ فاستغفر لي فاستغفر له، فقال له عمر:
أين تريد؟ قال: الكوفة قال
: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في
غبراء الناس أحب إلي قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر
فسأله عن أويس قال: تركته رث البيت قليل المتاع قال: سمعت رسول الله

يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من
مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على
الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى أويسًا فقال: استغفر لي قال: أنت
أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي قال: استغفر لي قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح
فاستغفر لي قال: لقيت عمر قال: نعم فاستغفر له ففطن له الناس فانطلق على وجهه قال
أسير وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة
.


ونَادَى رجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ
يَوْمَ صِفِّينَ: فقال: أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَّابِعِينَ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ.


من أهم ملامح شخصيته


عبادته


لكل من يريد الوصول إلى الله طريقًا يلتمس فيه القرب من الله، وما يميزه عن غيره،
فالبعض اتخذ قيام الليلة وسيلة القرب إلى الله، والبعض الآخر اتخذ الاستغفار
بالأسحار الطريق الذي ينتهي به إلى حب الله، والبعض اتخذ التفكر وسيلة القرب من
الله، ولم يكن أويس القرني كعامة الناس يحيا ولا يفكر إلا في طعامه وشرابه؛ لكنه
فهم حقيقة هذه الدنيا، وأدان نفسه وعمل لما بعد الموت، وكان يغلب على أويس القرني
التفكر في مخلوقات الله لتنتهي به إلى حب خالقها، ولما قدم هرم بن حيان الكوفة سأل
عن أويس فقيل له: هو يألف موضعًا من الفرات يقال له: العريض بين الجسر والعاقل ومن
صفته كذا فمضى هرم حتى وقف عليه فإذا هو جالس ينظر إلى الماء ويفكر وكانت عبادة
أويس الفكرة
.


انعكست عبادة أويس القرني على سلوكه، مما أثر إيجابًا في
الآخرين، فقد كان التأثير بسلوكه أكثر منه بقوله، فهو المتواضع لربه، البار بأمه،
ومع ذلك فكان دائم النصح والتوجيه للآخرين، قائمًا بالحق رغم معادة الآخرين له
ورميه بعظائم الأمور إلا أن ذلك لم يمنعه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
ومما يروى في هذا الصدد أن رجلاً من
"مراد" جاءه وقال له: السلام
عليكم قال: وعليكم قال: كيف أنت يا أويس؟ قال: بخير نحمد الله قال: كيف الزمان
عليكم؟ قال: ما تسأل رجلا إذا أمسى لم ير أنه يصبح، وإذا أصبح لم ير أنه يمسي، يا
أخا مراد، إن الموت لم يُبق لمؤمن فرحًا يا أخا مراد، إن معرفة المؤمن بحقوق الله
لم تبق له فضة وذهبًا، يا أخا مراد، إن قيام المؤمن بأمر الله لم يُبق له صديقًا
والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذونا أعداءً ويجدون على ذلك من
الفساق أعوانًا حتى والله لقد رموني بالعظائم، وأيم الله لا يمنعني ذلك أن أقوم
لله بالحق
..


بذل النصيحة


ولما طلب منه هرم بن حيان أن يوصيه قال له: قرأ عليه آيات من آخر حم الدخان من قوله: {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} حتى ختمها ثم قال له: يا هرم، احذر
ليلة صبيحتها القيامة ولا تفارق الجماعة فتفارق دينك ما زاده عليه
..


وكان يخاطب أهل الكوفة قائلاً لهم: يا أهل الكوفة توسدوا الموت
إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم
.


عفوه وصفحه عن الآخرين


عاش أويس القرني بين الناس وهم يرمونه بالحجر فلا يجدون منه إلا أطيب الثمر، وكان يد
الأذى تناله إلا أنه كان دائمًا ما يعفو ويصفح، وكان يجالسهم ويحدثهم رغم ما يصيبه
من أذى ألسنتهم ويقول أسير بن جابر: كان محدث يتحدث بالكوفة فإذا فرغ من حديثه
تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدًا يتكلم بكلامه فأحببته؛
ففقدته فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلاً كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم
: نعم أنا أعرفه؛ ذاك أويس القرني قلت:
أو تعرف منزله قال: نعم فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إلي فقلت: يا أخي ما حبسك
عنا فقال: العري. قال: وكان أصحابه يسخرون منه ويؤذونه قال: قلت: خذ هذا البرد
فالبسه قال: لا تفعل فإنهم يؤذونني قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم فقالوا:
من ترى خدع عن برده هذا فجاء فوضعه وقال: قد ترى فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من
هذا الرجل قد آذيتموه الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة وأخذتهم بلساني
..


وفاته

خرج أويس القرني مع سيدنا علي كرم الله وجهه في موقعة صفين، وتمنى الشهادة ودعا الله
قائلاً: اللهم ارزقني شهادة توجب لي الحياة والرزق. وقاتل بين يدي سيدنا علي حتى
استشهد فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة، وكان ذلك سنة 37 هـ في وقعة صفين
.


قصة أويس مع عمر بن الخطاب

حج بالناس عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- سنة ثلاث
وعشرين، قبيل استشهاده بأيام، وكان شغله الشاغل في حجه البحث عن رجل من رعيته من
التابعين يريد مقابلته.
وصعد عمر جبل أبا قبيس وأطل على
الحجيج، ونادى بأعلى صوته: يا أهل الحجيج من أهل اليمن، أفيكم أويس من مراد؟
فقام شيخ طويل اللحية من قرن، فقال:
يا أمير المؤمنين، إنك قد أكثرت السؤال عن أويس هذا، وما فينا أحد اسمه أويس إلا
ابن أخ لي يقال له: أويس، فأنا عمه، وهو حقير بين أظهرنا، خامل الذكر، وأقل مالا،
وأوهن أمرأ من أن يرفع إليك ذكره.
فسكت عمر- كأنه لا يريده- ثم قال: يا
شيخ وأين ابن أخيك هذا الذي تزعم؟

أهو معنا بالحرم؟ قال الشيخ: نعم يا
أمير المؤمنين، هو معنا في الحرم، غير أنه في أراك عرفة يرعى إبلا لنا.

فركب عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب-
رضي الله عنهما- على حمارين لهما، وخرجا من مكة، وأسرعا إلى أراك عرفة، ثم جعلا
يتخللان الشجر ويطلبانه، فإذا هما به في طمرين من صوف أبيض، قد صف قدميه يصلي إلى
الشجرة وقد رمى ببصره إلى موضع سجوده، وألقى يديه على صدره والإبل حوله ترعى- قال
عمر لعلي- رضي الله عنهما-: يا أبا الحسن إن كان في الدنيا أويس القرني فهذا هو،
وهذه صفته. ثم نزلا عن حماريهما وشدا بهما إلى أراكه ثم أقبلا يريدانه.
فلما سمع أويس حسهما أوجز في صلاته،
ثم تشهد وسلم وتقدما إليه فقالا له: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال أويس: وعليكم السلام
ورحمة الله وبركاته. فقال عمر- رضي الله عنه-: من الرجل؟ قال: راعي إبل وأجير للقوم،
فقال عمر: ليس عن الرعاية أسألك ولا عن الإجارة، إنما أسألك عن اسمك، فمن أنت
يرحمك الله؟ فقال: أنا عبد الله وابن أمته، فقالا: قد علمنا أن كل من في السموات
والأرض عبيد الله، وإنا لنقسم عليك إلا أخبرتنا باسمك الذي سمتك به أمك، قال: يا
هذان ما تريدان إلي؟ أنا أويس بن عبد الله. فقال عمر- رضي الله عنه-: الله أكبر،
يجب أن توضح عن شقك الأيسر، قال: وما حاجتكما إلى ذلك ؟ فقال له علي- رضي الله
عنه-: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفك لنا، وقد وجدنا الصفة كما خبرنا، غير
أنه أعلمنا أن بشقك الأيسر لمعة بيضاء كمقدار الدينار أو الدرهم، ونحن نحب أن ننظر
إلى ذلك، فأوضح لهما ذلك عن شقه الأيسر.

فلما نظر علي وعمر- رضي الله عنهما-
إلى اللمعة البيضاء ابتدروا أيهما يقبل قبل صاحبه، وقالا: يا أويس إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقرئك منه السلام، وأمرنا أن نسألك أن تستغفر لنا،
فإن رأيت أن تستغفر لنا- يرحمك الله- فقد خبرنا بأنك سيد التابعين، وأنك تشفع يوم
القيامة في عدد ربيعة ومضر. فبكى أويس بكاء شديدا، ثم قال: عسى أن يكون ذلك غيري،
فقال علي- رضي الله عنه-: إتا قد تيقنا أنك هو، لا شك في ذلك، فادع الله لنا رحمك
الله بدعوة وأنت محسن. فقال أويس: ما أخص باستغفار نفسي، ولا أحد من ولد آدم،
ولكنه في البر والبحر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات في ظلم الليل وضياء
النهار، ولكن من أنتما يرحمكما الله؟ فإني قد خبرتكما وشهرت لكما أمري، ولم أحب أن
يعلم بمكاني أحد من الناس، فقال علي- رضي الله عنه-: أما هذا فأمير المؤمنين عمر
بن الخطاب- رضي الله عنه-، وأما أنا فعلي بن أبي طالب، فوثب أويس فرحا مستبشرأ
فعانقهما وسلم عليهما ورحب بهما، وقال:

جزاكما الله عن هذه الأمة خيرا. قالا:
وأنت جزاك الله عن نفسك خيرا. ثم قال أويس: ومثلي يستغفر لأمثالكما؟ فقالا: نعم،
إنا قد احتجنا إلى ذلك منك، فخصنا- رحمك الله- منك بدعوة حتى نؤمن على دعائك، فرفع
أويس! رأسه، وقال!:

اللهم إن هذين يذكران أنهما يحباني
فيك، وقد رأوني فاغفر لهما وأدخلهما في شفاعة نبيهما محمد صلى الله عليه وسلم.

فقال عمر- رضي الله عنه- مكانك- رحمك
الله- حتى أدخل مكة فأتيك بنفقة من عطائي، وفضل كسوة من ثيابي، فإني أراك رث
الحال، هذا المكان الميعاد بيني وبينك غدا. فقال: يا أمير المؤمنين، لا ميعاد بيني
وبينك، ولا أعرفك بعد اليوم ولا تعرفني. ما أصنع بالنفقة؟ وما أصنع بالكسوة؟ أما
ترى عليَّ إزارأ من صوف ورداً من صوف؟ متى أراني أخلِفهما؟ أما ترى نعليَّ
مخصوفتين، متى تُراني أبليهما؟ ومعي أربعة دراهم أخذت من رعايتي متى تُراني آكلها؟

يا أمير المؤمنين: إن بين يدي عقبة لا
يقطعها إلا كل مخف مهزول، فأخف- يرحمك الله- يا أبا حفص، إن الدنيا غرارة غدارة، زائلة فانية،
فمن أمسى وهمته فيها اليوم مد عنقه إلى غد، ومن مد عنقه إلى غد أعلق قلبه بالجمعة،
ومن أعلق قلبه بالجمعة لم ييأس من الشهر، ويوشك أن يطلب السنة، وأجله أقرب إليه من
أمله، ومن رفض هذه الدنيا أدرك ما يريد غدأ من مجاورة الجبار، وجرت من تحت منازله
الثمار.

فلما سمع عمر- رضي الله عنه- كلامه
ضرب بدرته الأرض، ثم نادى بأعلى صوته: ألا ليت عمر لم تلده أمه، ليتها عاقر لم تعالج حملها. ألا من
يأخذها بما فيها ولها؟

فقال أويس: يا أمير المؤمنين! خذ أنت
ها هنا حتى آخذ أنا ها هنا. ومضى أويس يسوق الإبل بين يديه، وعمر وعلي- رضي الله
عنهما- ينظران إليه حتى غاب فلم يروه، وولى عمر وعلي- رضي الله عنهما- نحو مكة

وحديث فضل أويس القرني، وأنه لو أقسم
على الله لأبره، وقوله صلى الله عليه وسلم لعمر-رضي الله عنه- : ( إن استطعت أن
يستغفر لك فافعل ) ثابت في
صحيح مسلم وغيره





من نصائحه
من مواعظ أُوَيس القرني رضي الله عنه قال
هرم بن حيان لأُويس : أوصني . قال أُويس : توسد الموت إذا نمت واجعله نصب عينيك
،وإذا قمت فادع الله أن يصلح قلبك ونيتك فلن تعالج شـيئاً عليك منها ، ولا تنظر في
صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظمة مَن عَصيت















 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
بارك الله فيك اخي الكريم وجزاك الله كل خير على المعلومات القيمة والهامة
لشخصية التابعي أويس القرني

المعذرة اخي الكريم انت لم تختار العضو وشخصية التابعي

بالتوفيق ان شاء الله
 
نجم الإسلام

نجم الإسلام

طاقم الإشراف العام
رقم العضوية :
192
العَمَــــــــــلْ :
التربية و التعليم
المُسَــاهَمَـاتْ :
5608
نقاط التميز :
8397
التَـــسْجِيلْ :
06/06/2009
الشخصية المختارة هي:

القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق

و العضوة المختارة هي

ritaj
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
واد العرب فيه f-c-b
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
نجم الإسلام كتب:
الشخصية المختارة هي:

القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق

و العضوة المختارة هي

ritaj


بارك الله فيك اخي الكريم
واشكرك على اختيارك لي شخصية التابعي الجليل
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
 
نجم الإسلام

نجم الإسلام

طاقم الإشراف العام
رقم العضوية :
192
العَمَــــــــــلْ :
التربية و التعليم
المُسَــاهَمَـاتْ :
5608
نقاط التميز :
8397
التَـــسْجِيلْ :
06/06/2009
F-C-B كتب:
واد العرب فيه f-c-b


إذا شئت الأخت ريتاج أن تتنازلي على الموضوع للأخ

f-C-B

بعد إذنك
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
وشخصية القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق

مع الأخ f-c-b

بالتوفيق اخي الكريم
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى